أكد معظم التربويين أن حكاية قبل النوم تفتح أفق الطفل، وتجعله قادراً على اكتشاف مشاعره ووصفها والتعبير عنها، بالإضافة إلى أنها تساعده أيضاً على تعلمه درساً في التعاطف مع الصفات الطيبة، إلى جانب أنها تعزز العلاقة بين الوالدين والطفل؛ حيث تمتلك القصص تأثيراً كبيراً على تفكير الأطفال وسلوكياتهم، خاصة إذا كان أبطالها من الحيوانات.
شرط أن يكون اختيار القصص متناسباً مع أعمار الأطفال، لدرجة أن العلماء اكتشفوا أنه يمكن التعرف إلى السمات الأساسية لشخصية الطفل من خلال الحيوان أو الشخصية التي يحب سماع القصص عنها، وربما التي يحاول تقليدها باستمرار. اليوم تستعرض "سيدتي وطفلك" 4 قصص من أجمل ما كتب بالتراث عن صفات الحيوانات الطيبة وطرق تعاملاتها، ليستمتع بها كل طفل من عمر 5 سنوات وحتى السابعة أو الثامنة.
وقد أوصت الأم ليلى بعدم التحدث إلى الغرباء كالمعتاد، وفي الطريق صادفت ليلى ذئباً ضخماً أراد أن يأكلها، ولكنه حاول المكر بها قائلاً: هل تلعبين معي أيتها الجميلة؟
فأجابته ليلى: لا، لا يمكنني ذلك، فأنا على عجلة من أمري، فمعي طعام سأوصله إلى جدتي، وأريد أن تأكل منه قبل أن يبرد، فسألها الذئب: وأين تسكن جدتك؟ فدلته ليلى على بيت جدتها، ثم واصلت السير في طريقها، فأسرع الذئب وسلك طريقاً مختصراً ليصل إلى بيت الجدة قبلها.
وعندما وصل، حاول الذئب أن يقترب من الجدة ويضايقها، ولكنها احتمت في غرفة بعيدة عنه، فتنكر الذئب وارتدى ثياب الجدة، ثم نام في فراشها، وعندما وصلت ليلى وطرقت باب الجدة، أذن الثعلب لها بالدخول، وقال: أدخلي يا حبيبتي إنني مريضة، لذلك فأنا مستلقية في الفراش.
فدخلت ليلى لتطمأن على صحة جدتها، ثم سألتها: لماذا أصبحت أذناك كبيرتين؟ فأجاب الذئب: حتى أتمكن من سماعك جيداً، ثم سألت ليلى جدتها: ولماذا أصبحت عيناك كبيرتين؟ فرد عليها الذئب قائلاً: حتى أتمكن من رؤيتك جيداً.
ثم سألت ليلى مرة أخرى: ولماذا أصبح أنفك كبيراً؟ فرد الذئب: حتى أتمكن من شم عطرك جيداً، وسألت ليلى جدتها أيضاً: لماذا أصبح فمك كبيراً؟ فقفز الذئب من السرير قائلًا :حتى أتمكن من أكلك يا حلوة.
فصاحت ليلى مستغيثة: النجدة، ساعدوني، هناك ذئب يضايقني، ومن حسن حظ ليلى أنه كان هناك صياد ماهر قرب البيت، فأسرع لنجدتها، ولما سمع الذئب صوته؛ لاذ بالفرار، وهكذا نجت ليلى وجدتها من الذئب الشرير، وتعلمت ليلى ألّا تتحدث إلى الغرباء أبداً، كما نصحتها أمها.
العبرة: الأطفال لا يتحدثون إلى الغرباء، ولا يميلون إلى التعاطف معهم، وقبل ذلك يستمعون جيداً إلى تنبيهات ونصائح الأمهات.
فهذا الشوك ثقب كرة الأرنب ذات مرة؛ حينما شارك "قنفود" الحيوانات الأخرى ولعب معهم بالكرة، ومرةً أخرى تسبب في إيذاء يد السلحفاة عندما حاول إمساكها ليتجولا معاً في الغابة، لهذا قرر "قنفود" أن يدخل بيته ولا يخرج منه مرة أخرى، لأنه يحب أصدقاءه ولا يريد أن يتأذى أحد منهم بشوكه.
مرّ يومان على ذلك، وكان "قنفود" ماكثاً في بيته؛ لا يرى أحداً من الحيوانات، وتساءلت الحيوانات عن سبب اختفاء "قنفود"، وعندما علموا سبب اختفائه؛ أحضروا لـ"قنفود" هدية تساعده على حل مشكلته، واجتمعوا كلهم وذهبوا لتقديم الهدية إلى "قنفود"، وعندما طرقوا الباب فتح لهم الباب والشوق يملأ عينيه.
فابتسمت له الحيوانات أصدقاؤه، وطلبوا منه فتح الهدية، وعندما فتح "قنفود" الهدية؛ لم يجد بها سوى قطع صغيرة من الفلين، لم يفهم "قنفود" ما هذا! فاقترب منه جميع أصدقائه وبدأوا في وضع قطع الفلين على الشوك الموجود على ظهر القنفذ الصغير، حتى غطت قطع الفلين كل الشوك، ومن ثم حضن الحيوانات "قنفود" بقوة وحب، بعد ذلك انطلق "قنفود" للعب في الغابة مع كل الحيوانات دون خوف.
العبرة: الصداقة أقوى من أن تغلبها أيّة مشكلة، وبالعقل والتفكير تُحل جميع المشاكل.
فأجاب أحد الغرابين: اتفقنا على أن نتشارك قطعة الجبن هذه بعد قسمتها بالتساوي، ولكن هذا الغراب يحاول أن يأخذ مقدراً أكثر من نصيبه، فابتسم الثعلب، وقال: إذن ما رأيكما في أن أساعدكما، وأقسم قطعة الجبن هذه بينكما بالتساوي؟
فنظر الغرابان إلى بعضهما ووافقا على اقتراح الثعلب، وأعطياه قطعة الجبن، فقسّم الثعلب قطعة الجبن وقال: يا إلهي لقد أخطأت في قسمتها، فهذه القطعة تبدو أكبر من تلك القطعة، سآكل من القطعة الكبيرة قليلاً حتى تتساوى القطعتان في الحجم، فالعدل هو الأساس.
وأكل الثعلب من القطعة الكبيرة قضمة حتى أصبحت أصغر من الأولى، فاعتذر للغرابين عن خطئه مرة ثانية، وقرر أن يأكل من القطعة الأولى حتى تصبحا متساويتين في الحجم، فهذا هو الحل الوحيد!
واستمر الثعلب على هذه الحالة؛ يقسم القطعتين بشكل غير متساوٍ عن قصد، ثم يأكل من القطعة الأخرى حتى تصبح أصغر، حتى أكل الثعلب قطعة الجبن كاملة، ولم يعتذر الثعلب هذه المرة، إنما فرّ هارباً من الغرابين، وهنا تعلم الغرابان درساً مهماً.
العبرة: ضرورة التركيز ومحاولة التفكير مرة واثنتين أمام أي مشكلة تواجهك، دون الاستعانة بأي شخصٍ آخر.
ذهبت العصفورة الأم ذات يوم للبحث عن طعام لأبنائها الذين لم يتعلموا الطيران بعد، وفي هذه الأثناء هبّت رياح شديدة هزت العش، ووقع العصفور الصغير منه.
لم يستطع العصفور الطيران لأنه مازال صغيراً، فظلّ في مكانه خائفاً ينتظر عودة أمه، وفي هذه الأثناء مرّ فيل طيب كان يتمشى في الغابة بفرح، وكان يضرب الأرض بأقدامه الضخمة، وكان يغني أيضاً بصوتٍ مرتفع، شعر العصفور الصغير بالخوف وحاول الاختباء من الفيل.إلا أن الفيل كان قد رآه وسأله: آنت بخيرٍ أيها العصفور الصغير الجميل؟ هل سقطتَ من الشجرة؟ كان العصفور خائفاً، فلم يستطع الإجابة عن سؤال الفيل، وكان يرتعد من البرد والخوف.
شعر الفيل بالحزن، وقرر إحضار بعض أوراق الشجر ووضعها حول العصفور الصغير حتى يشعر بالدفء، في هذا الوقت جاء الثعلب المكار ورأى الفيل وهو يتحدث إلى العصفور الصغير، فذهب ليُحضر هو الآخر بعض أوراق الشجر ليضعها حول العصفور.
وعندما ذهب الفيل، ذهب الثعلب إلى العصفور الصغير وسأله: لماذا أنت على الأرض أيها العصفور؟ فأخبره العصفور بأنه سقط من العش، فقال له الثعلب: إنني أعرف مكان عشك وسأعيدك إليه، وبمكر شديد قال: لكن يجب أن تتخلص أولاً من الفيل، إنه حيوان شرير ويريد أن يؤذيك.
وفي هذه الأثناء عاد الفيل مرة أخرى إلى العصفور ومعه أوراق شجر أخرى، وعندما رآه الثعلب اختبأ خلف الأشجار، ووضع الفيل أوراق الشجر حول العصفور؛ الذي بدأ يشعر بالدفء، ثم قال العصفور الصغير للفيل: أيها الفيل الطيب أنا أشعر بالجوع، أيمكنك أن تحضر لي بعض الطعام؟!
قال العصفور ذلك حتى يتمكن من إبعاد الفيل عنه؛ ليأخذه الثعلب ويعيده مرة أخرى إلى عشه وإخوانه، فالفيل ضخم ومخيف، أما الثعلب فيبدو طيباً، ولديه فراء بألوان رائعة، هكذا كان يفكر العصفور.
قال الفيل: بالتأكيد سوف أحضر لك بعض الحبوب، ولكن كن حذراً من الحيوانات الأخرى، ولا تتحرك من هنا حتى أعود إليك، وما إن غادر الفيل حتى اقترب الثعلب من العصفور، وقال له: هيا لنذهب حتى أعيدك إلى العش أيها العصفور الصغير، وحمله الثعلب وابتعد به خلف الأشجار، وفجأة تغيرت ملامح الثعلب، ثم رمى العصفور على الأرض وهجم عليه.
هنا بدأ العصفور في الصراخ عالياً: أنقذوني، أرجوكم أنقذوني، وسمع الفيل صراخ العصفور وعاد مسرعاً، ووجد الثعلب يحاول أكل العصفور الصغير، فركض الفيل بسرعة وضرب الثعلب الذي فرّ هارباً.
حمل الفيل العصفور، وقال له: ألم أخبرك بألا تبتعد عن مكانك أيها العصفور؟ فأخبره العصفور وقال: لقد شعرت بالخوف منك أيها الفيل، فأنت فيل ضخم وأنا عصفور صغير.
رد عليه الفيل بحزنٍ شديدٍ: أيها العصفور، أنا لا آكل الحيوانات الصغيرة، ولا أريد سوى مساعدتك، ويجب أن تتعلم أنه لا يجب الحكم على أحدٍ من شكله أو حجمه، بل يجب أن تحكم على الأشخاص من أفعالهم فقط.
بعد ذلك أخذ الفيل الطيب العصفور الصغير وأعاده مرة أخرى إلى الشجرة التي سقط منها، حيث كانت أمه تبحث عنه بخوفٍ شديد، وفرحت بشدة عندما رأته وشكرت الفيل على مساعدته لعصفورها الصغير.
العبرة: لا تحكم على أحد من شكله أو حجمه، أو ملابسه، بل احكم على الآخرين من أفعالهم وحالة الصدق في تعاملهم معك.
شرط أن يكون اختيار القصص متناسباً مع أعمار الأطفال، لدرجة أن العلماء اكتشفوا أنه يمكن التعرف إلى السمات الأساسية لشخصية الطفل من خلال الحيوان أو الشخصية التي يحب سماع القصص عنها، وربما التي يحاول تقليدها باستمرار. اليوم تستعرض "سيدتي وطفلك" 4 قصص من أجمل ما كتب بالتراث عن صفات الحيوانات الطيبة وطرق تعاملاتها، ليستمتع بها كل طفل من عمر 5 سنوات وحتى السابعة أو الثامنة.
القصة الأولى: ليلى والذئب
يحكى أنه في قديم الزمان، كانت هناك فتاة تدعى ليلى، وقد أهدتها جدتها رداءً أحمر، وكانت ليلى دائماً ما ترتدي هذا الرداء، حتى إنها عرفت بذات الرداء الأحمر، وفي أحد الأيام طلبت الأم من ليلى أن تأخذ الطعام لتوصله إلى جدتها التي تسكن في الغابة.وقد أوصت الأم ليلى بعدم التحدث إلى الغرباء كالمعتاد، وفي الطريق صادفت ليلى ذئباً ضخماً أراد أن يأكلها، ولكنه حاول المكر بها قائلاً: هل تلعبين معي أيتها الجميلة؟
فأجابته ليلى: لا، لا يمكنني ذلك، فأنا على عجلة من أمري، فمعي طعام سأوصله إلى جدتي، وأريد أن تأكل منه قبل أن يبرد، فسألها الذئب: وأين تسكن جدتك؟ فدلته ليلى على بيت جدتها، ثم واصلت السير في طريقها، فأسرع الذئب وسلك طريقاً مختصراً ليصل إلى بيت الجدة قبلها.
وعندما وصل، حاول الذئب أن يقترب من الجدة ويضايقها، ولكنها احتمت في غرفة بعيدة عنه، فتنكر الذئب وارتدى ثياب الجدة، ثم نام في فراشها، وعندما وصلت ليلى وطرقت باب الجدة، أذن الثعلب لها بالدخول، وقال: أدخلي يا حبيبتي إنني مريضة، لذلك فأنا مستلقية في الفراش.
فدخلت ليلى لتطمأن على صحة جدتها، ثم سألتها: لماذا أصبحت أذناك كبيرتين؟ فأجاب الذئب: حتى أتمكن من سماعك جيداً، ثم سألت ليلى جدتها: ولماذا أصبحت عيناك كبيرتين؟ فرد عليها الذئب قائلاً: حتى أتمكن من رؤيتك جيداً.
ثم سألت ليلى مرة أخرى: ولماذا أصبح أنفك كبيراً؟ فرد الذئب: حتى أتمكن من شم عطرك جيداً، وسألت ليلى جدتها أيضاً: لماذا أصبح فمك كبيراً؟ فقفز الذئب من السرير قائلًا :حتى أتمكن من أكلك يا حلوة.
فصاحت ليلى مستغيثة: النجدة، ساعدوني، هناك ذئب يضايقني، ومن حسن حظ ليلى أنه كان هناك صياد ماهر قرب البيت، فأسرع لنجدتها، ولما سمع الذئب صوته؛ لاذ بالفرار، وهكذا نجت ليلى وجدتها من الذئب الشرير، وتعلمت ليلى ألّا تتحدث إلى الغرباء أبداً، كما نصحتها أمها.
العبرة: الأطفال لا يتحدثون إلى الغرباء، ولا يميلون إلى التعاطف معهم، وقبل ذلك يستمعون جيداً إلى تنبيهات ونصائح الأمهات.
طالعي: أجمل قصص الأطفال من 4-8 سنوات عن ذكاء الحيوان
القصة الثانية: القنفذ والحيوانات الصغيرة
كانت هناك غابة واسعة جميلة، يعيش بها قنفذ صغير، يسمى "قنفود"، وكان هذا القنفذ الصغير يحب اللعب كثيراً مع حيوانات الغابة، إلا أن الحيوانات كانت تخشى اللعب معه، لأن ظهره مليء بالشوك، الذي يؤذيهم عندما يحاولون الاقتراب منه.فهذا الشوك ثقب كرة الأرنب ذات مرة؛ حينما شارك "قنفود" الحيوانات الأخرى ولعب معهم بالكرة، ومرةً أخرى تسبب في إيذاء يد السلحفاة عندما حاول إمساكها ليتجولا معاً في الغابة، لهذا قرر "قنفود" أن يدخل بيته ولا يخرج منه مرة أخرى، لأنه يحب أصدقاءه ولا يريد أن يتأذى أحد منهم بشوكه.
مرّ يومان على ذلك، وكان "قنفود" ماكثاً في بيته؛ لا يرى أحداً من الحيوانات، وتساءلت الحيوانات عن سبب اختفاء "قنفود"، وعندما علموا سبب اختفائه؛ أحضروا لـ"قنفود" هدية تساعده على حل مشكلته، واجتمعوا كلهم وذهبوا لتقديم الهدية إلى "قنفود"، وعندما طرقوا الباب فتح لهم الباب والشوق يملأ عينيه.
فابتسمت له الحيوانات أصدقاؤه، وطلبوا منه فتح الهدية، وعندما فتح "قنفود" الهدية؛ لم يجد بها سوى قطع صغيرة من الفلين، لم يفهم "قنفود" ما هذا! فاقترب منه جميع أصدقائه وبدأوا في وضع قطع الفلين على الشوك الموجود على ظهر القنفذ الصغير، حتى غطت قطع الفلين كل الشوك، ومن ثم حضن الحيوانات "قنفود" بقوة وحب، بعد ذلك انطلق "قنفود" للعب في الغابة مع كل الحيوانات دون خوف.
العبرة: الصداقة أقوى من أن تغلبها أيّة مشكلة، وبالعقل والتفكير تُحل جميع المشاكل.
هل تريدين قراءة قصة: "سَعادة بائعة اللبن"
القصة الثالثة: الغرابان الخاسران
كانت هناك غابة جميلة، وذات يوم سمعت الحيوانات صوت غرابين واقفين على غصن شجرة عالٍ يتشاجران، فقدم الثعلب المكار إلى الغرابين، محاولاً أن يفهم سبب شجارهما، وعندما اقترب من الغرابين سألهما: ما بالكما أيها الغرابان؟ لماذا تتشاجران؟فأجاب أحد الغرابين: اتفقنا على أن نتشارك قطعة الجبن هذه بعد قسمتها بالتساوي، ولكن هذا الغراب يحاول أن يأخذ مقدراً أكثر من نصيبه، فابتسم الثعلب، وقال: إذن ما رأيكما في أن أساعدكما، وأقسم قطعة الجبن هذه بينكما بالتساوي؟
فنظر الغرابان إلى بعضهما ووافقا على اقتراح الثعلب، وأعطياه قطعة الجبن، فقسّم الثعلب قطعة الجبن وقال: يا إلهي لقد أخطأت في قسمتها، فهذه القطعة تبدو أكبر من تلك القطعة، سآكل من القطعة الكبيرة قليلاً حتى تتساوى القطعتان في الحجم، فالعدل هو الأساس.
وأكل الثعلب من القطعة الكبيرة قضمة حتى أصبحت أصغر من الأولى، فاعتذر للغرابين عن خطئه مرة ثانية، وقرر أن يأكل من القطعة الأولى حتى تصبحا متساويتين في الحجم، فهذا هو الحل الوحيد!
واستمر الثعلب على هذه الحالة؛ يقسم القطعتين بشكل غير متساوٍ عن قصد، ثم يأكل من القطعة الأخرى حتى تصبح أصغر، حتى أكل الثعلب قطعة الجبن كاملة، ولم يعتذر الثعلب هذه المرة، إنما فرّ هارباً من الغرابين، وهنا تعلم الغرابان درساً مهماً.
العبرة: ضرورة التركيز ومحاولة التفكير مرة واثنتين أمام أي مشكلة تواجهك، دون الاستعانة بأي شخصٍ آخر.
ماهي قصة زواج الزرافة.. سوسن؟
القصة الرابعة: العصفور والفيل
في غابة جميلة مليئة بالأشجار والحيوانات المتنوعة، كان هناك عصفور صغير يعيش مع أمه وإخوته في عشٍ صغيرٍ فوق فروع إحدى الأشجار العالية.ذهبت العصفورة الأم ذات يوم للبحث عن طعام لأبنائها الذين لم يتعلموا الطيران بعد، وفي هذه الأثناء هبّت رياح شديدة هزت العش، ووقع العصفور الصغير منه.
لم يستطع العصفور الطيران لأنه مازال صغيراً، فظلّ في مكانه خائفاً ينتظر عودة أمه، وفي هذه الأثناء مرّ فيل طيب كان يتمشى في الغابة بفرح، وكان يضرب الأرض بأقدامه الضخمة، وكان يغني أيضاً بصوتٍ مرتفع، شعر العصفور الصغير بالخوف وحاول الاختباء من الفيل.إلا أن الفيل كان قد رآه وسأله: آنت بخيرٍ أيها العصفور الصغير الجميل؟ هل سقطتَ من الشجرة؟ كان العصفور خائفاً، فلم يستطع الإجابة عن سؤال الفيل، وكان يرتعد من البرد والخوف.
شعر الفيل بالحزن، وقرر إحضار بعض أوراق الشجر ووضعها حول العصفور الصغير حتى يشعر بالدفء، في هذا الوقت جاء الثعلب المكار ورأى الفيل وهو يتحدث إلى العصفور الصغير، فذهب ليُحضر هو الآخر بعض أوراق الشجر ليضعها حول العصفور.
وعندما ذهب الفيل، ذهب الثعلب إلى العصفور الصغير وسأله: لماذا أنت على الأرض أيها العصفور؟ فأخبره العصفور بأنه سقط من العش، فقال له الثعلب: إنني أعرف مكان عشك وسأعيدك إليه، وبمكر شديد قال: لكن يجب أن تتخلص أولاً من الفيل، إنه حيوان شرير ويريد أن يؤذيك.
وفي هذه الأثناء عاد الفيل مرة أخرى إلى العصفور ومعه أوراق شجر أخرى، وعندما رآه الثعلب اختبأ خلف الأشجار، ووضع الفيل أوراق الشجر حول العصفور؛ الذي بدأ يشعر بالدفء، ثم قال العصفور الصغير للفيل: أيها الفيل الطيب أنا أشعر بالجوع، أيمكنك أن تحضر لي بعض الطعام؟!
قال العصفور ذلك حتى يتمكن من إبعاد الفيل عنه؛ ليأخذه الثعلب ويعيده مرة أخرى إلى عشه وإخوانه، فالفيل ضخم ومخيف، أما الثعلب فيبدو طيباً، ولديه فراء بألوان رائعة، هكذا كان يفكر العصفور.
قال الفيل: بالتأكيد سوف أحضر لك بعض الحبوب، ولكن كن حذراً من الحيوانات الأخرى، ولا تتحرك من هنا حتى أعود إليك، وما إن غادر الفيل حتى اقترب الثعلب من العصفور، وقال له: هيا لنذهب حتى أعيدك إلى العش أيها العصفور الصغير، وحمله الثعلب وابتعد به خلف الأشجار، وفجأة تغيرت ملامح الثعلب، ثم رمى العصفور على الأرض وهجم عليه.
هنا بدأ العصفور في الصراخ عالياً: أنقذوني، أرجوكم أنقذوني، وسمع الفيل صراخ العصفور وعاد مسرعاً، ووجد الثعلب يحاول أكل العصفور الصغير، فركض الفيل بسرعة وضرب الثعلب الذي فرّ هارباً.
حمل الفيل العصفور، وقال له: ألم أخبرك بألا تبتعد عن مكانك أيها العصفور؟ فأخبره العصفور وقال: لقد شعرت بالخوف منك أيها الفيل، فأنت فيل ضخم وأنا عصفور صغير.
رد عليه الفيل بحزنٍ شديدٍ: أيها العصفور، أنا لا آكل الحيوانات الصغيرة، ولا أريد سوى مساعدتك، ويجب أن تتعلم أنه لا يجب الحكم على أحدٍ من شكله أو حجمه، بل يجب أن تحكم على الأشخاص من أفعالهم فقط.
بعد ذلك أخذ الفيل الطيب العصفور الصغير وأعاده مرة أخرى إلى الشجرة التي سقط منها، حيث كانت أمه تبحث عنه بخوفٍ شديد، وفرحت بشدة عندما رأته وشكرت الفيل على مساعدته لعصفورها الصغير.
العبرة: لا تحكم على أحد من شكله أو حجمه، أو ملابسه، بل احكم على الآخرين من أفعالهم وحالة الصدق في تعاملهم معك.