تبهر القصص التي تحكي عن الحيوانات الأطفال وتثير فضولهم. ولا تقتصر هذه القصص على الترفيه فحسب، بل إنها تزرع بذور الحكمة التي تساعد الصغار على التعرف إلى الصواب والخطأ، ورعاية الآخرين، وكيفية أن يكونوا أشخاصاً صالحين في العالم. يتعلم الأطفال دروساً مهمة في الحياة بطريقة ممتعة لا تُنسى من خلال مغامرات الأصدقاء ذوي الفراء والريش. وتعد حكايات إيسوب، والسيد الثعلب الرائع لرولد دال، ومغامرات مثيرة وكثيرة عن الحيوانات متعة حقيقية للأطفال، وقد اخترنا لك 5 قصص على ألسنة الحيوانات سيحبها الأطفال.
تدور هذه القصص حول موضوعات الصبر والصداقة واللطف وغيرها من دروس الحياة الأساسية.
فيما يلي مجموعة مختارة من أفضل القصص القصيرة للأطفال والتي قد يستمتعون بسماعها. شجعي طفلك على استكشاف هذه القصص معاً ومناقشة الأخلاق التي تنقلها.
أشهر القصص عن الحيوانات الذكية وحيلها المدهشة
-
قصة الماعزين العنيدين
يُحكى أنه كانت هناك غابة كبيرة، هذه الغابة مقسومة إلى نصفين حيث يفصل بينهما نهر كبير، يربط جزئي الغابة جسر خشبي ولكن الجسر كان ضيقاً جداً ولا يكفي لمرور أكثر من حيوان، في يوم من الأيام كان هناك ماعز يعبر ذلك الجسر، وفي نفس الوقت كان هناك ماعز آخر يعبر من الجانب الآخر من الجسر، تقابل الماعزان في المنتصف، طلب أحدهما من الآخر أن يعود أدراجه حتى يتمكن هو من العبور، لكن الماعز الآخر رفض التراجع، ظل الماعزان يتجادلان ويتناطحان حتى سقطا معاً في النهر ولم يتمكن أي منهما من عبور الجسر، وكانت هذه هي نهاية العناد.
أجمل قصص الحيوانات للأطفال: "طارق والفيل الطيب"
المغزى من القصة
من الأفضل أن تستسلم بدلاً من أن تقع في مصيبة بسبب العناد.
-
قصة البطة القبيحة
يُحكى أنه في إحدى المزارع الخضراء الجميلة، كانت هناك بطة ترقد على أربع بيضات، وتنتظر خروج صغارها بشوقٍ وحماسٍ كبيرين، حتى جاء الموعد المُنتظر، فخرجت من البيض صيصان جميلة الواحد تلو الآخر، وخرجت ثلاث بطات لونها أصفر جميل، ولكن البيضة الكبرى تأخرت عندما فقست. فظنّت الأم في نفسها أنها ربما تكون أجمل بطة، وبعد عدّة أيام فقست البيضة الكبيرة، تفاجأ الجميع بشكل البطة الرابعة مختلفة عن أخواتها الثلاث الأخريات في اللون والحجم، فكان لونها رمادياً وحجمها أكبر من حجم أخواتها.
سخر الجميع من البطة، تعجّبت البطة الأم من منظر هذه البطة، وقالت في نفسها: ما أبشع لون وشكل هذه البطة، لا يمكن أن تكون ابنتي، ثم أخذت البطات الأخريات إلى أبيهم حتى يراهم ويتعرّف عليهم، وعندما رأى الأب البطات الأربع حزن على البطة ذات الشكل الغريب وقال: أنا لا أرغب بوجود هذه البطة القبيحة بين أفراد عائلتي الجميلة.
سَخِرَ الجميع من البطة، وضحكوا على شكلها ولونها الرمادي البشع، وأطلقوا عليها اسم البطة القبيحة، وبدأت أخواتها البطات بمضايقتها ونقرها حتى يطردوها من المكان، ويتخلّصوا منها.
خرجت البطة لتعيش وحدها في الغابة وهي تبكي حزينة من المزرعة، وسارت هائمة على وجهها من دون هدف، وفجأة رأت مكاناً من بعيد، فكان منزلاً جميلاً تعيش أمامه قطة ودجاجة، اقتربت البطة منهما، وطلبت أن يسمحا لها بالبقاء عندهما، فقالت لها الدجاجة: هل بإمكانكِ وضع البيض، هزّت البطة القبيحة رأسها: وقالت لا. ثم نظرت القطة إلى البطة القبيحة وسألتها: هل بإمكانكِ مطاردة الفئران، فكررت البطة القبيحة جوابها الأول، فما كان منهما إلا أن رفضا بقاءها معهما، فهي لا تستطيع القيام بأي شيء، وستكون عبئاً عليهما ولا فائدة من وجودها.
انسحبت البطة في هدوء، وعادت إلى البحيرة، وأخذت تفكر في حزنٍ شديد؛ فهي تشعر بأنه لا يوجد أحد يريدها ولا أحد يحبها أو يرغب بوجودها، وأخذت تمشي حتى تعبت ونامت بين الأعشاب، وفي صباح اليوم التالي عثر عليها سربٌ من البط البريّ، ووقف كل من في السرب ينظر إليها في استهزاء وسخرية قائلين لها: ابتعدي عن حقلنا أيتها البطة القبيحة. فخافت البطة وتوارت عن أنظار الجميع، واستمرت في السير إلى أن وصلت إلى الغابة، فشاهدت سرباً من الطيور الجميلة في السماء وقالت: كم أتمنى أن أصبح جميلة مثلهم، وهكذا ظلّت البطة تعيش وسط الغابة وحيدة منبوذة من الجميع، وشعرت باليأس والحزن الشديدين من تصرفات الجميع معها.
وعندما جاء الشتاء واشتدت البرودة في الخارج، كانت البطة تلجأ إلى كوخٍ صغير كي يحميها من المطر والبرد القارص في الخارج، وعندما انتهى فصل الشتاء، وجاء فصل الربيع انتقلت البطة للعيش في مكان قريبٍ من النهر الموجود في الغابة. ذات يوم نظرت البطة القبيحة إلى مياه النهر الصافية، فشاهدت صورتها منعكسة في الماء، وأصابتها الدهشة مما رأت، فشاهدت رقبتها طويلة بيضاء وجميلة، ولها أجنحة كبيرة، وريش أبيض ناصع البياض كبياض الثلج، صاحت البطة في سعادة وسرور شديدين وقالت: لقد أصبحت الآن طائراً جميلاً أبيض كباقي الطيور، أنا جميلة... أنا بيضاء... قفزت البطة في الماء من شدّة الفرح والسعادة التي غمرتها، وبينما كانت تسبح في البركة، قابلت مجموعة من طيور البجع البيضاء الذين قالوا لها: كم أنتِ جميلة أيتها البجعة، فأنتِ أجمل بجعة رأتها أعيننا على الإطلاق، وعندها تأكدت بأنها كانت بجعة منذ البداية ولم تكن بطة على الإطلاق، فقالت لها مجموعة الطيور: ما رأيكِ أن تنضمي إلينا ونصبح عائلة واحدة. شعرت البطة بالسعادة الغامرة، فهذه هي المرة الأولى التي يقبل أحد أن تنضم إليه، ووافقت من دون تردد على الانضمام لمجموعة طيور البجع، فانضمت البطة إليهم، وعاشت مع المجموعة بسعادة وهناء واستقرار، ومنذ ذلك الوقت، وهي تمتلك الثقة الكبيرة بجمالها وبنفسها، فهي لم تعد وحيدة، وأصبحت لديها عائلة رائعة من الطيور التي تحتضنها وتنتمي إليها.
قصص قبل النوم للأطفال.. هل أتجنب المخيفة والحزينة منها؟
المغزى من القصة
تُعلِّم هذه القصة الأطفال ضرورة عدم السخرية من الآخرين مهما كان شكلهم أو لونهم.
-
قصة الصياد والسمكة
كان هناك صياد فقير يعيش في قرية صغيرة. كل يوم، كان يذهب إلى البحر مع شبكته. لكنه لم يكن يصطاد سوى السمكات الصغيرة. في يومٍ مشمس، بينما كان يرتدي قميصاً مهترئاً وبيده شبكة صيد، نظر بدهشة إلى سمكة سحرية متلألئة في الماء.
كان لونها يتغير بألوان قوس قزح، تسبح في المياه الزرقاء الصافية، محاطة بأشعة الشمس، نابضة بالحياة وساحرة المنظر تحت الماء، فاصطادها الصياد الفقير.
قالت السمكة: "إذا أطلقت سراحي، سأحقق لك ثلاث أمنيات!" فرح الصياد كثيراً وقرر إطلاق سراح السمكة. وقال: "أتمنى أن أكون غنياً!".
فجأة، أصبح لديه قصر جميل وحديقة كبيرة، ووجد نفسه جالساً في قلعة جميلة. مع أكوام من العملات الذهبية والكنوز حوله، لكنه كان مضطراً للعمل بجد للحفاظ على ثروته، يبدو قلقاً ومتعباً، بينما تغرب الشمس في الخارج، دون أن يستمتع بها.
وبعد شعوره بالضجر، فكّر قليلاً ثم قال: "أحتاج لأمنية أخرى!".
وتابع: "أتمنى أن أكون سعيداً دائماً!"، لكن الصياد لم يشعر بالسعادة، لأنه لم يتمكن من التوفيق بين العديد من المسؤوليات الكبيرة، مع أكوام من الأعمال والمهام التي تقع على عاتقه، في عالم نابض بالحياة مليء بالأشياء المرعبة والفنون الغريبة وفكر قائلاً في نفسه: "ما المشكلة في هذا؟ لماذا لم أعد سعيداً؟".
ثم جاءته فكرة ثالثة. قال: "أريد أن يكون لدي كل شيء أريده!" وفجأة، ظهر كل ما تمناه، لكنه شعر بالضياع والارتباك. وهو محاط بكل رغباته المادية، مع سحابة مظلمة في الأعلى، تمثل اضطرابه الداخلي، ففهم الصياد أن الطمع ليس جيداً، وعليه أن يتعلم الاعتدال. لذلك قرر أن يعود إلى حياته السابقة. قال: "أريد أن أعيش ببساطة!".
وعندما قال ذلك، اختفت الأماني السحرية، وعاد الصياد إلى قريته وبساطته راضياً وهادئاً في منزل بسيط على البحر. مع قارب صغير وأسماك معلقة لتجف، تحت سماء زرقاء ناعمة، وأجواء مريحة، لكنه استعاد سعادته وهدوء قلبه.
ورجع كعادته يحتفل مع الصيادين الآخرين في صيد الأسماك وهم يضحكون، فتعلم الصياد درساً مهماً عن القناعة وعدم الطمع. أصبح سعيداً بصيد السمك الصغير، وشارك ما يصطاده مع أهل قريته.
الآن، يعيش الصياد سعيداً بما لديه، ولا يطمع بما هو أكبر. يعرف أن السعادة ليست في المال، بل في البساطة والعطاء. راضياً عن حياته، ينظر إلى المحيط بابتسامة هادئة، ويشعر بالامتنان، تحت سماء الليل المرصعة بالنجوم.
وهكذا، عاشت القرية في سعادة، وصارت قصة الصياد حديث الأجيال، تذكرنا دائماً بأهمية الاعتدال.
المغزى من القصة
تعلم هذه القصة الأطفال أن السعادة ليست في المال، بل في البساطة والعطاء.
هل قرأت لطفلك قصص أطفال قصيرة عن الحيوانات بالعربية
-
قصة الأرنب والكلب المتوحش
عندما يكون الحافز قويّاً يصبح العمل والإنجاز أفضل، هذا ما حدث مع الأرنب السريع، الذي كان يترصّد له الكلب كل يوم من أجل افتراسه، وعلى الرغم من المحاولات العديدة التي قام بها هذا الكلب لمجاراة سرعة الأرنب، إلّا أنّه لم يستطع النيل منه؛ والسبب في ذلك هو أن حافز الأرنب في الركض كان أقوى من حافز الكلب في الركض وراءه.
في إحدى الغابات يعيش الأرنب السريع والنشيط سعيداً في الغابة، وتعيش بقية الحيوانات جميعها في سلام، ولم يكن هنالك ما يعكّر مزاجها سوى الكلب الشرس الذي كان دائماً ما يقوم بمطاردة الحيوانات الأليفة من أجل افتراسها وأكلها، كان هذا الكلب يختبئ خلف إحدى الأشجار ويبدأ البحث عن فريسته اليومية.
من أكثر الحيوانات التي كان يحب الكلب افتراسها ومطاردتها هي الأرانب، وكان يستطيع في أغلب الأحيان أن يصطاد الأرانب ويقوم بالتهامها بكل سهولة، ما عدا الأرنب السريع؛ حيث كان الكلب يقوم بمطاردته كل يوم ولكن دون فائدة، لأنّ سرعة هذا الأرنب كانت تفوق سرعة الأرانب الأخرى.
كان الكلب عندما يبدأ بمطاردة هذا الأرنب، يركض بسرعة كبيرة وراءه، وكان الأرنب يركض ويسرع حتّى يختبئ في جحره، وعندما يدخل جحره يبدأ يسخر من هذا الكلب المفترس، وكان الكلب يشعر بالغضب الشديد بسبب عدم استطاعته للإمساك بهذا الأرنب السريع.
وفي يوم من الأيام قرّر الكلب أن يقوم بتدريب نفسه على الركض السريع؛ وهذا من أجل أن يستطيع الإمساك بهذا الأرنب السريع جدّاً؛ حيث أمضى عدّة أيّام بالركض لمسافات طويلة، وعندما كان يشعر بالتعب يجلس ويشرب الماء ويستريح قليلاً، ثم يواصل تمريناته في الركض السريع.
وبعدما انتهى الكلب من هذه التمرينات الطويلة؛ ذهب إلى الشجرة ذاتها وانتظر الأرنب السريع من أجل اصطياده، وعندما لمحه بدأ يركض وراءه بسرعة كبيرة، وعلى الرغم من التمرينات المكثّفة التي قام بها الكلب، إلّا أنّه في هذه المرّةً أيضاً لم يستطع النيل من ذلك الأرنب السريع ولم يستطع أن يكون أسرع منه.
عندما وقف الكلب ليستريح من ركضه المتواصل، مرّ بجانيه قطيع من الماعز، ونظرت له إحدى الماعز وقالت له بسخرية: إن هذا الأرنب الصغير أفضل منك أيها الوحش الكبير، نظر له الكلب وقال: لا تسخري مني، فسرعتي هي بسبب بحثي عن الطعام، أمّا سرعته هو كانت بسبب نجاته من الموت.
دراسة تؤكد: قراءة القصص لطفلك خطوة أولى لحب اللغة العربية وإتقانها
المغزى من القصة
الحوافز تحفز على العمل، والمهم قبل البدء به هو تحديد الهدف وسبب القيام بالعمل.
-
قصة فأر المدينة وفأر الريف
في مكان ريفي هادئ، كان يعيش فأر لطيف ونشيط. كان يعمل طوال الصيف ليجمع الطعام ويخزنه في بيته، في قلب شجرة عتيقة وكبيرة.
في إحدى الليالي، جلس فأر الريف أمام بيته يستريح. فجأة، رأى ابن عمه الذي جاء من المدينة ليزوره. في تلك اللحظة، لاحظ فأر الريف بومة تنقض على ابن عمه، فأر المدينة. صاح فأر الريف: “انتبه!” ثم ركض نحو ابن عمه ودفعه إلى حفرة، واختبأ كلاهما فيها، فطارت البومة بعيداً عن الفأرين الخائفين.
رحب فأر الريف بابن عمه قائلاً: “أهلاً وسهلاً بك في بيتي. ستحب الريف، فهو هادئ ولطيف. وأرجو أن تكون زيارتك لي طويلة...”. ثم أعد له عشاءً مؤلفاً من طعام كثير، لكن فأر المدينة لم يُعجب بالطعام الريفي ولا بآنية الأكل الفخارية السميكة.
عند وقت النوم، لم يستطع فأر المدينة تحمل فراش القش، فقد تسبب له في حكة وجعله يعطس كثيراً. فقال: “لا أستطيع النوم، فالريف معتم وهادئ جداً. لم أعتد النوم في قلب شجرة”. فأضاء له فأر الريف شمعتين وأعد له حساءً ساخناً.
كان فأر الريف يستيقظ كل يوم قبل شروق الشمس ليبدأ عمله في جمع طعام الشتاء. قال يوماً لابن عمه فأر المدينة: “تعال ساعدني يا ابن عمي...”. لكن فأر المدينة لم يحب العمل، وكان يخاف أن تتلف ثيابه أو تتسخ يداه من قطف الثمار والعمل في الحقل.
جلس الفأران ذات يوم في حقل قمح، وفجأة انقض صقر على فأر المدينة وأمسكه وطار به. صاح فأر الريف في يأس: “آه! مسكين يا ابن عمي!”. لكن دخان السيجار الذي كان في يد فأر المدينة جعل الصقر يعطس بشدة، فسقط فأر المدينة على كومة من القش.
في صباح آخر، مشى الفأران في البرية بحثاً عن الفطر. تنهد فأر المدينة قائلاً: “لا أحب الريف، إنه معتم، بارد، رطب، وهادئ جداً...”. بينما مر حصان لطيف في البرية، خاف فأر المدينة ووقع على ظهره فوق العشب المبتل، معتقداً أن الحصان وحش كبير.
قال فأر المدينة: “آه، يا ابن عمي، تعبت من الريف! الجو في المدينة دافئ وجاف، والطعام وفير، ولا نتعب في الحصول عليه. تعال وشاهد ذلك بنفسك...”
وفي ليلة، رأى فأر المدينة أهل المنزل المجاور يستعدون للذهاب إلى المدينة بالسيارة.
أسرع إلى فأر الريف وصاح قائلاً: “تعال يا ابن عمي، تعال نرحل معهم...”.
اختبأ الفأران في السيارة، وقفزا منها حين وصلوا وسط المدينة.
سمع فأر الريف في وسط المدينة ضجيجاً مزعجاً، ورأى أضواءً قوية منبعثة لم يكن في حياته قد سمع مثل ذلك الضجيج أو رأى مثل تلك الأضواء.
قال فأر المدينة مرحباً بابن عمه: أهلاً وسهلاً بك في بيتي... وأسرع أفراد الأسرة كلهم يرحبون بفأر الريف في بيتهم الواسع.
رحب فأر المدينة بابن عمه ترحيباً شديداً وقدم له طعاماً شهياً مكوناً من ألوان الفاكهة، والكعك، والبسكويت، والقشدة، والشوكولاتة. رغم أن الطعام الدسم والحلويات كانت لذيذة، إلا أن فأر الريف شعر بشيء من الغرابة.
بعد العشاء، تجول فأر الريف في بيت ابن عمه، ولاحظ أنه بيت واسع جداً، لدرجة لم يشعر فيه بالأمان والراحة كما كان في بيته الصغير. وعندما جاء وقت النوم، لم يتأقلم فأر الريف مع الفراش الفخم ولا مع الأنوار القوية المتسربة من الشارع، فأصبح يشعر بالقلق وعدم الراحة.
في اليوم التالي، قرر الفأران الخروج إلى الحديقة العامة للاستمتاع بالطبيعة، لكن سرعان ما تحولت نزهتهما إلى مطاردة، إذ حاولت طيور البجع والبط أن تلتهم طعامهما، فهربا مذعورين. وفي يوم آخر، أثناء تجوالهما، هاجم كلبٌ ضخم فأر الريف، لكن فأر المدينة أبدى ذكاءً سريعاً ورش وجه الكلب بشراب الليموناضة، فهرب الفأران من الموقع بعد أن أصابهما خوف شديد.
عاد فأر الريف إلى بيت ابن عمه وهو خائف وحزين، ثم مرت بالقرب منه مكنسة كهربائية وكادت أن تبتلعه، مما زاد من خوفه واضطرابه.
بعد يوم واحد، كاد فأر الريف أن يقع في مصيدة. فأسرع أفراد الأسرة لإنقاذه، ثم هرعوا جميعاً للاختباء في حفرة ضيقة في الحائط هرباً من قطة شرسة كانت تحوم في المنزل. بقيت القطة في الغرفة طوال النهار وطوال الليل، ما اضطر الفأران وأقرباؤهما للبقاء مختبئين دون طعام، حتى شعروا بالجوع الشديد.
في تلك الليلة، وبينما كان فأر الريف جائعاً ومضطرباً، حلم ببيته الريفي الصغير وشعر كأنه يشم رائحة الشجر والتراب الطازج. استيقظ يتمنى بشدة العودة إلى الريف، حيث الهدوء والبساطة والأمان.
في صباح اليوم التالي، شعر فأر الريف بسعادة مفاجئة حينما أدرك أن رائحة الشجر كانت حقيقية؛ فقد جاءت الأسرة بشجرة لتزيينها بمناسبة ليلة رأس السنة، تحت الشجرة، كانت هناك سلة كبيرة، وعندما قرأ فأر المدينة العنوان المكتوب عليها، قال لابن عمه: “هذا السلة مُرسلة إلى مكان قريب من بيتك في الريف...”.
ودّع فأر الريف أقرباءه ودخل السلة متحمساً للعودة. لاحقاً، جاءت سيارة حملت السلة وانطلقت باتجاه الريف. عندما اقترب فأر الريف من بيته الريفي، قفز من السيارة وهبط في الثلج، ليجد نفسه أمام بيته العتيق.
وصل فأر الريف في ليلة السنة الجديدة، فخرج يبحث عن أصدقائه في الساحات وأماكن الاحتفالات ليحتفل معهم. استقبل الأصدقاء فأر الريف العائد بحفاوة، وسأله أصغرهم: “تعال، حدّثنا عن مغامراتك العظيمة في المدينة...”.
تنهد فأر الريف تنهيدة عميقة، وقال في نفسه: “مساكين، إنهم لا يعرفون أن كل ما أريده الآن هو أن أنسى المدينة ومغامراتها وأبقى هنا في هدوء الريف...”.
المغزى من القصة
تعكس قصة فأر المدينة وفأر الريف، أهمية قيم الصداقة، التكيف، والتضحية، وتذكرنا بأهمية فهم واحترام الثقافات المختلفة والتعلم من تجارب الآخرين.
-
قصة الثعلب والدجاجة الذكية
في يوم من الأيام، كان ثعلب جائعًا فرأى دجاجة جالسة على فرع شجرة، ففكر في اصطيادها، ولكن لتحقيق ذلك، كان عليه أن يناديها.
اعتقد الثعلب أنه يستطيع خداع الدجاجة حتى تنزل. فطلب منها النزول وأقنعها أنه لم تعد بحاجة إلى الخوف من الحيوانات الأخرى. وقال له إن الملك أصدر أمرًا ولا يجوز لأي حيوان أن يؤذي أي حيوان آخر. فقال الثعلب إن بإمكانهما الذهاب معًا إلى الملك وتوضيح الأمر معه.
اشتمت الدجاجة رائحة مريبة وقال لنذهب إلى الملك ونأخذ معنا بعض أصدقائنا أيضًا. أخبر الثعلب الدجاجة أنه لكي يذهبا إلى الملك، عليها أن تنزل أولاً، لكن الدجاجة أدركت أن الثعلب يحاول خداعها، فكرت بسرعة وقالت إن بعض الكلاب في طريقها إليه، ويمكنهم اصطحابهم إلى الملك.
سمع الثعلب هذا فزع وهرب قائلاً إن الخبر لم يصل بعد للكلاب، ففر الثعلب من هناك على الفور، وبهذه الطريقة أنقذت الدجاجة حياتها.
العبرة من القصة
العبرة من هذه القصة هي أن "الذكاء ينقذك دائمًا من الخطر". لقد تفوقت الدجاجة الذكية على الثعلب الماكر وهربت من الخطر. وهذا يوضح أن التفكير السريع والذكاء يمكن أن يساعدك في المواقف الصعبة.
فوائد قصص الحيوانات الذكية للأطفال
- تنمية الخيال والإبداع: حيث تساعد قصص الحيوانات الأطفال على تطوير خيالهم وتشجيعهم على الابتكار والإبداع.
- التعلم السهل: حيث تستخدم قصص الحيوانات للأطفال لتعليم مفاهيم معينة بطريقة سهلة وممتعة.
- تعزيز القيم الأخلاقية: حيث تحتوي قصص الحيوانات على رسائل ومعانٍ أخلاقية تساعد الأطفال على تعلم الأخلاق والقيم الحميدة.
- تعزيز اللغة الإنجليزية: حيث يمكن استخدام قصص الحيوانات لتعليم الأطفال اللغة الإنجليزية وتحسين قدراتهم فيها.
- تعزيز العلاقات الاجتماعية: حيث تساعد قصص الحيوانات الأطفال على تعلم العلاقات الاجتماعية وتعزيزها مع الآخرين.
- تحسين مهارات الاستماع والتركيز: حيث تتطلب قصص الحيوانات الاستماع الجيد والتركيز لفهم القصة والتعرف على شخصياتها وأحداثها.
نصائح للآباء والأمهات عند قراءة قصص الحيوانات للأطفال
وفيما يلي بعض النصائح للأمهات والآباء لتعظيم تأثير القصص المتعلقة بالحيوانات على تعلم أطفالهم:
- اختاري القصص المناسبة لعمر طفلك، وتأكدي من أن تعقيد القصة ومعانيها الأخلاقية تتوافق مع المرحلة التنموية التي وصل إليها طفلك.
- اقرئي معهم، أي اجعلي من رواية القصص نشاطاً مشتركاً. يساعد هذا في بناء رابطة أقوى ويسمح بالمناقشة الفورية.
- اطرحي الأسئلة، وشجعي طفلك على التفكير في القصة من خلال طرح أسئلة بسيطة مثل "ما الذي تعتقد أنه سيحدث بعد ذلك؟".
- قومي بتمثيل القصة، بالنسبة للأطفال الصغار، يمكنك تجربة الأصوات الدرامية واستخدام الدمى أو الحيوانات المحشوة لإعادة تمثيل مشاهد من القصة. يمكن أن يجعل هذا الدروس أكثر إثارة للاهتمام.
- ارسمي صوراً للمشاهد المفضلة، وقومي بتمثيل أجزاء من القصة، أو يمكنك أيضاً أن تطلبي من طفلك أن يروي القصة بطريقته الخاصة.
- ناقشي الدرس الأخلاقي، الذي استوعبه طفلك بعد القصة.
- كوني قدوة أطفالك، واظهري القيم التي تعلمناها في القصص من خلال أفعالك الخاصة.
أفضل الطرق لتشجيع الطفل على الذهاب إلى الحضانة
5 أنشطة تفاعلية لتعزيز مفهوم الذكاء والحيلة لدى الأطفال من خلال القصص
يرتبط الذكاء المرتفع عادةً بالنجاح الأكاديمي، والمهني، والاجتماعي، وعلى الرغم من أنّ للجينات دور مهمّ في توريث نِسبَة من ذكاء الوالِدَين إلى الأبناء، فإنَّ الكثير من الآباء يطمحون إلى تنشئة أطفال أذكياء يُحقِّقون مستقبلاً مُشرِقاً مليئاً بالنجاحات. وتُوجَد العديد من المُمارَسات البسيطة والمفيدة التي يُمكن أن يستخدمها الآباء في المنزل؛ لمساعدة أبنائهم في تنمية ذكائهم، على النحو الآتي:
تنمية مهارة القراءة
تُعَدّ القراءة من الأنشطة المهمّة لتنمية ذكاء الأطفال، وتحسين مهاراتهم المعرفية؛ إذ تُعزِّز مهارات التواصل والاستماع، وتزيد حصيلة المفردات، بالإضافة إلى دورها في تعزيز الإبداع، والتخيُّل، والتعبير عن الأفكار بسهولةٍ وثقةٍ أكبر؛ لذا، من الضروري بدء القراءة بصوت عالٍ للأطفال في سِنٍّ صغيرة، وتشجيعهم على القراءة بأنفسهم بعد أن يكبروا قليلاً.
ومن المهمّ أيضاً اختيار كُتُب مُصوَّرة وجَذّابة ضمن مواضيع تعكس اهتمامات الطفل؛ حتى تكون تجربة القراءة ممتعة له، وتُشجِّعه على الالتزام بها.
تنظيم ألعاب تنافسية تحاكي مغامرات الحيوانات الذكية
ويكون ذلك بجمع عدد من الأطفال، سواء كانوا أصدقاء في المدرسة، أو من العائلة، وتشجيعهم على محاكاة أدوار الحيوانات في قصة ما، ومراقبة كيف يمكنهم التغلب على المواقف باستخدام الحيلة والذكاء، حسب السيناريوهات الخاصة بهم.
ممارسة الأنشطة والتمارين العقلية
مثلما تحتاج العضلات الجسدية إلى التمارين الرياضية؛ لتقويتها، يحتاج العقل إلى التدريب المُستمِرّ؛ لتحفيز قدراته، وزيادة قوّته؛ لذا، تُعَدّ التمارين العقلية فرصة رائعة لزيادة ذكاء الأطفال في المنزل، وتعزيز مهاراتهم في التفكير النقدي، وحلّ المشكلات، والتخطيط، بالإضافة إلى أجوائها الممتعة والمليئة بالتحدّي والتشويق؛ ممّا يزيد رغبة الأطفال بالانخراط فيها.
ومن الأمثلة على الأنشطة والألعاب التي تُحفِّز العقل: لعبة الشطرنج، وألعاب الورق، وألعاب التركيب الليغو (Lego)، وحلّ الألغاز، ثمَّ إنّ ألعاب الكلمات تسهم في تنمية اللغة ومهارات التواصل لدى الأطفال، مثل لعبة سكرابل الشهيرة (Scrabble) التي تهدف إلى تكوين كلمات؛ عبر سَحب حروف عشوائية.
إعداد مسرحيات قصيرة باستخدام شخصيات الحيوانات من القصة
لا تستهيني بطفلك في تأليف قصة من دماغه الذي ينمو، وشجعيه على القيام بذلك، بمساعدته على تحديد الشخصيات أولاً، ثم سؤاله عن قصة يرغب الحديث عنها، ثم ساعديه في إيجاد الحبكة المناسبة للقصة.
تشجيع الأطفال على رسم مشاهد من القصة وتصميم نهاية خاصة بهم
هذه هي الطريقة الإبداعية التي تربطين من خلالها، بين مفهوم الذكاء والحيلة لدى الأطفال من خلال القصص، مع موهبة الرسم، بحيث ترسخ القصة في ذهن الطفل أيضاً ويعبر عن قدراته بالألوان.
كيفية اختيار قصص الحيوانات الذكية المناسبة لعمر الطفل
قصص الأطفال الصغار (من 2 - 5 سنوات)
بالنسبة للأطفال الصغار، يجب أن تكون القصص قصيرة وبسيطة مع التركيز على الرسومات التوضيحية أكثر من النص. مثلاً القصص التي تحتوي على حيوانات تثير فضول الطفل وتجعله يستمتع بالقراءة.
قصص الأطفال الأكبر سناً (من 6 - 12 سنة)
أما بالنسبة للأطفال الأكبر سناً، فيجب اختيار القصص، التي تحتوي على حبكات أكثر تعقيداً وشخصيات متعددة الأبعاد. كالقصص التي تتناول موضوعات مثل الصداقة، الشجاعة، أو التغلب على التحديات، على ألسنة الحيوانات، فهي تساعد الأطفال على تطوير مهاراتهم الاجتماعية والفكرية.
فوائد قراءة قصص الحيوانات الذكية بانتظام للأطفال
لتلخيص هذه الفوائد، نستند في هذا الموضوع على دراسة قام باحثو جامعة بليموث في المملكة المتحدة، بقيادة الدكتور غراي أثيرتون والدكتور ليام كروس، تتكلم عن تأثير الشخصيات البشرية وغير البشرية على قدرة الأطفال على تفسير التغيرات الاجتماعية، مثل نبرة الصوت وتعبيرات الوجه واختيار الكلمات.
وشملت الدراسة أكثر من 100 طفل تتراوح أعمارهم بين 5 و10 سنوات، حيث تم اختبارهم على مهارات نظرية العقل (قدرة الأطفال على فهم والتنبؤ بالأفكار والمشاعر والنوايا والسلوكيات الخاصة بالآخرين) بعد عرض قصص لهم تحتوي على شخصيات حيوانية بدلاً من بشرية.
وأظهرت النتائج تقدما ملحوظا لدى الأطفال الأكبر سناً عند التعامل مع القصص التي تتضمن شخصيات بشرية، بينما أظهر الأطفال الأصغر سنا أداء مشابها عندما تضمنت القصص شخصيات حيوانية.
كيف تؤثر الصدمات المبكرة على الصحة النفسية للأطفال؟
تبرز الدراسة الدور المهم الذي تلعبه شخصيات الحيوانات في القصص في تعزيز الفهم الاجتماعي للأطفال في المراحل المبكرة من نموهم.وأوضح أثيرتون: "الشخصيات الحيوانية لها تأثير قوي في قصص الأطفال، سواء في الكتب أو الأفلام، ونحن أردنا اختبار ما إذا كان لهذا التأثير فائدة تعليمية حقيقية". وأضاف أن تعديل الأنشطة التعليمية لدمج هذه الشخصيات قد يعزز نمو الأطفال بشكل إيجابي.
واستنادا إلى نتائج هذه الدراسة، يخطط الباحثون لاستكشاف كيفية استخدام هذه الاستراتيجيات لدعم الأطفال المصابين باضطرابات، مثل التوحد وصعوبات التعلم، حيث يعتقدون أن الشخصيات الحيوانية قد تكون أداة فعالة في مساعدة هؤلاء الأطفال على تحسين مهاراتهم الاجتماعية والتعليمية.
تابعي أيضا أفضل 5 قصص أطفال عن الشجاعة والإصرار