4 أعراض غير متوقعة تشير إلى أن طفلك يعاني من ضغوطات نفسية

صورة لطفل بنفسية غير جيدة
يتعرض الطفل لضغوط نفسية مثل الكبار تظهر في عدة أعراض

تستغرب بعض الأمهات حين يسمعن مصطلح الضغوط النفسية عند الأطفال، ويعتقدن بأن الطفل لا يُصاب بأي ضغوط نفسية لأنه لا يفعل شيئاً سوى الأكل واللعب، ولا يعرفن أن الطفل يشبه الوعاء الذي يستقبل أي سائل يتم ضخه بداخله ولكنه قد يمتلئ فجأة، ويبدأ هذا السائل في الانسكاب إلى الخارج، مما يعني أن الطفل يتأثر بما يدور حوله، ثم ينعكس على شخصيته، وتبدأ الأعراض في الظهور عليه تحت مسمى ضغوط نفسية يجب السيطرة عليها وحلها.
حذر الأطباء من إصابة الطفل بالضغوط النفسية وتعرضه لها؛ لأن الضغوط النفسية التي تحدث في الصغر تتحول إلى صفات شخصية دائمة عند الطفل حين يكبر وتؤثر على شخصيته وثقته بنفسه وتقديره لذاته، ولذلك يجب على الأم عدم الاستهانة ببعض الأعراض التي قد تظهر عند طفلها، وتعني أن الطفل يعاني من ضغوط نفسية كبيرة، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها بالاستشارية النفسية الدكتورة لبنى عبد الوهاب؛ حيث أشارت إلى 4 أعراض غير متوقعة اكتشفيها بنفسك، تشير إلى أن طفلك يعاني من ضغوطات نفسية، ومن بينها التأتأة في الكلام والضغط على الأسنان وغيرها في الآتي:

1- الضغط على الأسنان

طفلة تضغط على أسنانها وهي تبكي
  • اعلمي أنه يجب عليك عدم إهمال ظاهرة قد تلاحظينها على طفلك، وهي ظاهرة الضغط على أسنانه سواء في وقت اليقظة أو خلال النوم؛ لأن الضغط على الأسنان "الكز" يعني أن الطفل يعاني من ضغوط نفسية شديدة، ويعبر عنها بهذه الطريقة، ويجب عدم إهمال هذه الحالة على الإطلاق والبحث عن الأسباب التي تؤدي إلى شعور الطفل بالضغط النفسي.
  • ابحثي عن أي مستجدات وظروف جديدة قد حدثت داخل الأسرة، في حال لاحظت أن ظاهرة الضغط على الأسنان عند طفلك قد ظهرت فجأة، وقد يكون الدافع مثلاً شعور الطفل المرير بالغيرة من باقي الأخوة وخصوصاً المولود الجديد، ويجب أن تعرفي طرق التعامل مع غيرة الطفل من المولود الجديد لأن الغيرة تؤثر على الطفل السابق بشكل كبير، وتجعله يشعر بأنه أصبح مهمشاً، ويعبر عن ذلك بعدة تصرفات ويصبح لديه ضغط نفسي كبير.
  • توجهي بطفلك إلى طبيب الأسنان؛ لأن مشكلة الضغط على الأسنان تؤدي لحدوث تآكل في مينا أسنان الطفل الصغير، وبعد ذلك قد يبدأ بالشعور بالألم في أسنانه، وقد يشكو من ألم في الفك، وقبل ذلك عليك احتواء الطفل وإغداق الحب والحنان عليه؛ لكي لا تتطور هذه الضغوط النفسية لديه، وتؤثر على نفسيته وشخصيته ويصبح طفلاً انطوائياً، وقد يصبح عدوانياً، فيجب عدم إهمال هذا العرض لو ظهر على الطفل لأنه يعبر عن ألم نفسي كبير في نفس الصغير.

2- التأتأة عند الكلام

مشاكل النطق عند الأطفال
  • ابحثي كخطوة أولى عن السبب النفسي والضغوط التي يتعرض لها طفلك في البيت عند ملاحظة أنه يعاني من التأتأة في الكلام؛ حيث إن أسباب وعلاج التأتأة عند الأطفال يرتبط بالأم وتتحمل المسئولية الكبرى في علاجه عند طفلها؛ لأنها هي أكثر شخص يحتك به ويتعامل معه، ويجب أن تبحث عن أسباب نفسية تؤدي لأن يصاب طفلها بهذه الحالة، خاصة في حال قامت الأم بإجراء كل الفحوصات الطبية له، والتي أثبتت أنه لا يعاني من مشاكل تشريحية تؤدي لإصابته بأعراض مشاكل النطق مثل التأتأة، والتي تترك أثراً نفسياً كبيراً على الطفل، ويكون سببها في الأساس وجود ضغوط نفسية لديه ويمكن أن تتراكم ويصبح من الصعب علاجها.
  • احذري أن يتعرض طفلك للسخرية من المحيطين به في حال لاحظتِ أنه يعاني من التأتأة، وابحثي مع طفلك حول الموقف الذي جعله يُصاب بهذه الحالة، فبعض الأطفال يتعرضون للتهديد والتخويف من الكبار، مما يجعلهم يصابون بصعوبات النطق، ويجب على الأم أن تُشعر طفلها بالحب والحنان، وتعمل على احتوائه وتدريبه بالتدريج والتحلي بالصبر لعلاج هذه المشكلة لديه.

3- التبول اللاإرادي

طفلة في فراشها
  • اعلمي أن السن الطبيعية التي يتوقف فيه الطفل عن تبليل فراشه خلال نومه ليلاً هو سن الخامسة أو السادسة على أبعد تقدير، وأن الأطفال لو استمروا في تبليل فراشهم أو المعاناة، مما يعرف بـالتبول اللا إرادي عند الأطفال، وهي ظاهرة تنتشر عند الأطفال الذكور أكثر من الإناث في حال كانت لها أسباب عضوية، ولكن في كثير من الأحيان يكون السبب النفسي هو السبب، وتعرض الطفل لضغوط نفسية خلال النهار يؤدي لأن يقوم بالتبول في فراشه ليلاً، خاصة أن هناك أطفالاً يصلون إلى سن المراهقة وهم يعانون من هذه المشكلة التي تؤثر أكثر على نفسيتهم، وتكون في الأساس ذات تراكمات نفسية منذ الطفولة؛ مثل تعرض الطفل للتخويف والتهديد بالعقاب، وكذلك سماع الطفل لقصص مخيفة في صغره، فيخاف النهوض من فراشه والتوجه إلى الحمام ليلاً، مما يجعله يعتاد على تبليل الفراش.
  • لاحظي أن تعرض الطفل لضغوط نفسية ينتج عنه عدة أعراض تظهر على شكل أعراض مرضية ولكنها ليست كذلك، فالطفل الذي يبلل فراشه قد يشعر بالخوف وعدم الشعور بالأمان بسبب المشاكل الزوجية والخلافات الحادة بين الأبوين، وشعوره بالتهديد وعدم الاستقرار يجعله في حالة من الضغط النفسي المستمر، وتجعله يفكر كثيراً في مصيره في حال ترك أحد الوالدين البيت، والطفل الصغير لا يجد طريقة لكي يعبر عن موقفه ورفضه لما يحدث من حوله سوى بعدة أعراض تظهر عليه ومنها تبليل فراشه.

4- قضم الأظافر

طفل يقضم أظافره
  • اعلمي أن علاج قضم الأظافر عند الأطفال لا يكون بقص أظافر الطفل باستمرار ولا وضع جوارب في يديه مثلاً، ولكن من الضروري البحث عن أسبابها وقد يكون السبب النفسي هو أولها؛ لأن الطفل الذي يتعرض لضغط نفسي شديد ومتعاقب يصبح لديه ميل لكي يقضم أظافره مثل الطفل الذي يعاني من الحرمان العاطفي، ويصبح لديه عادة مص إصبعه، ولذلك يجب أن تبحث الأم عن سبب المشكلة التي تشير لضغوط نفسية عند الطفل.
  • توقعي أن يصاب طفلك في سن المدرسة خصوصاً بعادة قضم الأظافر، وهي عادة غير صحية وقد تؤدي إلى إصابة الطفل بالأسنان، وهي تتحول لعادة يصعب علاجها، ويتعرض بسببها الطفل إلى التنمر والسخرية ممن حوله خاصة حين يكبر، ويجب عليك أن تعرفي أن بعض الضغوط التي يتعرض لها الطفل في المدرسة خصوصاً تؤدي إلى هذه المشكلة مثل شعوره بالتهميش أو خوفه من أحد المعلمين، أو تعرضه للابتزاز من تلميذ أكبر منه سناً وأكثر ضخامة في الحجم، وعليك التوجه إلى المدرسة والحديث مع المعلمين والأخصائية الاجتماعية في المدرسة حول مشكلة طفلك ومحاولة العثور على السبب الرئيسي لكي لا تؤثر على شخصيته وحياته في المستقبل.

قد يهمك أيضاً: كيفية التعامل مع الطفل الانطوائي