المشاكل الصحية ما بعد الولادة

أكدت الدكتورة عروبة عبدالحق، استشارية أمراض النساء والولادة، أن أكثر عرض مزعج للسيدة بعد الولادة هو آلام منطقة الولادة ما قد يؤثر سلباً على بعض السيدات لجهة ذاكرة الولادة والخوف من الحمل مستقبلاً مشيرة إلى أن كل ولادة تختلف عن الأخرى سواء من سيدة لأخرى أو عند السيدة نفسها.
 

إن عملية الولادة تعتبر مرحلة انتقالية للسيدة من الحمل إلى عودة جسمها إلى وضعه ما قبل الحمل بشكل تدريجي، وفي الوقت ذاته تهيئة جسمها لمرحلة الرضاعة الطبيعية، وهذا كله يرافقه تغيرات فسيولوجية وجسمية تشمل غالبية أعضاء السيدة بما في ذلك الوزن.
حيث يتم تقسيم الأعراض التي تعاني منها السيدة بعد الولادة إلى قسمين، الأول هو تغيرات مباشرة تحدث في الساعات الأولى بعد الولادة وتشعر بها السيدة وهي في المستشفى من حيث مكان الولادة، والثاني تحدث خلال الأسابيع الأولى من الولادة، وتستمر عادة حتى 6 أسابيع بعد الولادة.

التغيرات المباشرة التي تشعر بها السيدة بعد الولادة مباشرة

• صغر حجم البطن
• آلام في منطقة الولادة تختلف شدتها من سيدة لأخرى، وعادة تكون أكثر شدة عند السيدات في الحمل الأول، وهي ناتجة عن الضغط الشديد أثناء الولادة وخروج رأس الجنين. 
• حدوث تمزقات في عنق الرحم.
• شعور المرأة بالآم بمنطقة الشرج بسبب البواسير، ويتم علاج هذه الأعراض بالمسكنات والتركيز على الأغذية ذات نسبة الألياف العالية والسوائل، مع الأخذ في الاعتبار أن العديد من حالات البواسير تكون عارضة وتزول وحدها بعد الأسابيع الأولى من الولادة.
• انخفاض نسبة العناصر الغذائية، بسبب فقدان الحامل لكميات من الدم خلال الولادة حيث تحتاج إلى برنامج غذائي متوازن يشمل العناصر الغذائية الرئيسية بإشراف الطبيب المختص بالذات إذا كانت تعاني من فقر الدم، ما يتطلب استمرار السيدة في تناول الفيتامينات والمكملات الغذائية والإكثار من السوائل والابتعاد عن الأغذية ذات الزيوت العالية.
•  تغير حجم الصدر استعداداً للرضاعة، وفي حالات الولادة الطبيعية تشعر السيدة باحتقان في الصدر خلال ال 24 ساعة من الولادة ويستمر لمدة 3 أيام، وأحياناً يصاحب الاحتقان آلام وإفراز اللبأ.
• الشعور بآلام في البطن خاصة أثناء الرضاعة نتيجة بدء انقباض الرحم لعودته إلى وضعه الطبيعي ما قبل الولادة، ويرافق ذلك إفراز هرمونات تساعد الرحم على عودته إلى وضعه الطبيعي، وهذه الآلام تخف تدريجياً خلال الأسابيع الأولى من الولادة. وهذا ما يسمى بالخوالف، وهي آلام الرحم بعد الولادة وتأتي عادة أثناء الرضاعة.
•  قد يحدث خلال الأسابيع الأولى بعد الولادة فوراً ارتفاع الحرارة المفاجئ نتيجة التهاب باطن الرحم، والنزيف وحرقة في البول. مما يستدعي مراجعة الطبيب.

الجلطات واردة

حذرت الدكتورة عروبة من حدوث تجلطات عند بعض السيدات خلال 6 أسابيع الأولى من الولادة، بالذات اللاتي يملن إلى البقاء فترات طويلة في السرير وعدم الحركة، لذلك يجب على السيدة العودة لممارسة حياتها والحركة بشكل طبيعي بعد الولادة حتى اللاتي يخضعن لعمليات قيصرية، وضرورة الإكثار من شرب السوائل وممارسة الرياضة الخفيفة مثل المشي، وينصح بعدم السفر لعدة أسابيع بعد الولادة.

تغيرات لن تتوقعيها تحدث بعد الولادة

إحصائيات ودراسات

أشارت الدكتورة عروبة إلى أنه وبحسب إحصاءات الكلية الملكية لأطباء النساء والتوليد (RCOG) فإن 9 من بين 10 أمهات جدد تعانين من تمزق أو خدج في منطقة العجان أثناء الولادة ويقوم طبيب الولادة بخياطة الجرح ويتماثل بالشفاء خلال أيام بعد الولادة.
ووفقاً لدراسات وتقارير منظمة الصحة العالمية فإن 87 الى 94% من الحوامل عالمياً يشعرن بعد الولادة بعرض واحد على الأقل من أعراض ما بعد الولادة، وذلك في الأسابيع الستة الأولى بعد الولادة، وتعاني 31% من الحوامل أعراض أو مشاكل ما بعد الولادة تستمر على المدى البعيد تختلف شدتها من سيدة إلى أخرى.
كما أن التخدير النصفي خلال الولادة من الخيارات الحديثة المتاحة للسيدة لتسكين آلام المخاض، وتتيح للحامل المرور بتجربة ولادة أكثر يسراً وأقل خوفاً لكنه قد لا يصلح للحالات كافة. وأضافت: "إننا نأمل أن يوفقنا الله دوماً في مساعدة السيدة الحامل على أن تعيش تجربة الانتقال للأمومة (في ولادتها الأولى) أو أمومتها المتجددة (في الولادات اللاحقة) بيسر وسعادة، وأن تحمل معها أجمل ذكريات هذه اللحظات".

*ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص