لم أكن لأصدق تماماً، فكرة الاكتئاب أثناء الحمل، وخلال الأسابيع والأشهر التي تلي ولادة الطفل. كنت أؤمن بمسألة الخوف، والقلق، وأقول في نفسي هناك لغط بينهما وبين ما يسمونه باكتئاب الحمل، والذي يعود إلى التغيرات الهرمونية، إلى أن دخلت هذه المرحلة، ولم أدرك أنني أعاني منها، كنت أسعى للحصول على المساعدة، حتى لا يسبب الاكتئاب مشاكل لي ولطفلي، لذلك أريد أن أشارككم تجربتي مع الاكتئاب أثناء الحمل وبعده، وما قاله لي الأطباء والاختصاصيون.
علامات الاكتئاب التي مررت بها
كنت أعاني من الاكتئاب ببطء. وأصبت بأعراض تراوحت بين الخفيفة أو المعتدلة أو الشديدة. وكانت كالآتي:
- تغيرت شهيتي، حيث قل اهتمامي بالطعام.
- مررت بتغيرات في النوم، وصرت أنام أكثر من اللازم.
- لم تعد لدي أي طاقة.
- انتبابني شعور بالحزن واليأس، وفقدت الثقة بنفسي، وفوق كل هذا وذاك نوبات البكاء من دون سبب، والتي مررت بها.
- فقدت الاهتمام أو المتعة في الأنشطة التي كنت أستمتع بها عادةً.
كيف يؤثر الاكتئاب على حملي؟
عندما واجهت صعوبة في الاعتناء بنفسي، لجأت إلى الطبيب الذي حاول تهدئتي، لكنه كان صريحاً بالمشاكل التي قد تصيبني وهي:
- الإجهاض.
- الولادة قبل الموعد المحدد وإنجاب طفل (مبتسر).
- ولادة طفل صغير (وزنه منخفض عند الولادة).
- إذا لم يتم علاج الاكتئاب أثناء الحمل، فقد يؤدي إلى اكتئاب ما بعد الولادة، وهو حالة خطيرة يمكن أن تستمر لعدة أشهر بعد الولادة، ويمكن أن يؤثر ذلك على صحتي ومدى ارتباطي بطفلي.
ما الفرق بين "الكآبة النفاسية" واكتئاب ما بعد الولادة؟
"الكآبة النفاسية"
هي شكل خفيف من اكتئاب ما بعد الولادة الذي تعاني منه العديد من الأمهات الجدد. ويبدأ عادة بعد يوم إلى ثلاثة أيام من الولادة، ويمكن أن يستمر لمدة 10 أيام إلى بضعة أسابيع. مع "الكآبة النفاسية"، تعاني العديد من النساء من تقلبات مزاجية - سعيدة في دقيقة واحدة وتبكي في اللحظة التالية. قد يشعرن بالقلق أو الارتباك أو لديهن صعوبة في الأكل أو النوم. يعاني ما يصل إلى 80% من الأمهات الجدد من "الكآبة النفاسية". إنه أمر شائع، وسوف يختفي من تلقاء نفسه.
اكتئاب ما بعد الولادة
تعاني حوالي 13% من الأمهات الجدد من اكتئاب ما بعد الولادة، وهو أكثر خطورة ويستمر لفترة أطول. وتزداد إذا كان لديك تاريخ عائلي من الاكتئاب أو كنت قد عانيت من الاكتئاب من قبل. وتظهر أعراضه كما يلي:
الشعور وكأنك لا تستطيعين رعاية طفلك،
القلق الشديد أو نوبات الهلع،
صعوبة في اتخاذ القرارات،
الشعور بالحزن الشديد، واليأس،
الشعور بالخروج عن السيطرة.
لا أحد يعرف بالضبط ما الذي يسبب اكتئاب ما بعد الولادة. إذا كنت تعتقدين أن لديك الأعراض، فمن المهم الحصول على المساعدة على الفور. اكتئاب ما بعد الولادة يحتاج إلى علاج. تحدثي إلى طبيبك أو اتصلي بمكتب الصحة العامة المحلي.
تعرّفي إلى المزيد: الحمل والتعامل مع الاكتئاب
كيف يؤثر الاكتئاب على الطفل؟
بعد ولادتي، ولأنني لم أطلب المساعدة الفورية ولدت طفلاً مبستراً، خرج من الحاضنة بعد شهر، ولا يمكنني وصف الصعوبة في رعايته، أو حتى تقبله، كنت أشعر تجاهه بالعطف للحظات، ثم تتغير مشاعري في اللحظة التالية. وإما أستجيب لبكائه بطريقة سلبية أو لا أستجيب على الإطلاق. وهذا كله أثر على إمكانياتي في رعايته، حيث لم تربطني به أي عاطفة، فلم أكن أقدم كل ما يحتاج إليه من التغذية، وتغيير الحفاضات، والاحتضان. الذي يساعد الارتباط الآمن وعلى الحماية من التوتر وهو جزء مهم من الصحة العاطفية للطفل على المدى الطويل. ويجعله يشعر بالأمان والأمان، ويساعده على تعلم الثقة بالآخرين.
كيف تلقيت علاج الاكتئاب؟
لاحظ كل من حولي تصرفاتي، وبدأوا خطة علاجهم، التي لا زلت، ورغم مرور سنوات عليها إلا أنني ممتنة لهم جداً بما وصلت إليه، فقد بدأوا بالدعم الاجتماعي، وتعليمي الخطوات الصحيحة للأمومة، بينما كان شريكي يقف إلى جانبي ويدعمني، فقد علم طفلي الكبيرين، كيفية المساهمة أيضاً في شفائي، بمتابعتهم اليومية لي ومساعدتي على الاعتناء بالطفل، وإدارة الخدمات في البيت، فيما تواصلت مع اختصاصي نفسي.
العلاج الفردي: التحدث وجهاً لوجه مع طبيب الأسرة، أو الأخصائي النفسي، أو الأخصائي الاجتماعي، أو أي متخصص آخر.
الأدوية: الأدوية المستخدمة في أغلب الأحيان لعلاج الاكتئاب هي مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين.
أعطاني مضادات الاكتئاب، ورغم أنها تقلل من حليب الثدي. لكنها لا تعرض طفلي لأي مشاكل، كما أكد لي الطبيب، حيث تمكنت مع مضادات الاكتئاب، من إرضاع طفلي لمدة ليست طويلة، فقد نصحني الطبيب بعدم إيقاف مضادات الاكتئاب أثناء الرضاعة الطبيعية خوفاً من عودة الاكتئاب لي مرة أخرى.
أشياء افعليها إذا شعرت بالاكتئاب؟
1 – أخبري أحداً عن صعوبة العناية بطفلك في الأيام الأولى لرعاية طفلك.
2 – إذا كنت لا تنامين كثيراً أثناء محاولتك تلبية احتياجات طفلك على مدار الساعة. ابحثي عن صديق أو أحد أفراد العائلة أو أي شخص آخر تثقين به يمكنه رعاية طفلك لفترات قصيرة أثناء حصولك على فترة راحة. إذا عرض الناس المساعدة، فاقبليها.
3 - هناك العديد من برامج الدعم للأمهات الجدد. تحدثي إلى طبيبك، أو الممرضة، أو القابلة، أو اتصلي بمركز صحي في منطقتك.
ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.
