نقل تجربتي التي تعرضت لها العام الماضي في الحمل مع مرض السكري.. كافية لتوعية النساء الحوامل بخصوص كيفية تجنب الإصابة بمرض السكري، ومعرفة تفاصيل المرض، من حيث مسبباته وأعراضه وسبل علاجه.. والوقاية منه، والمخاطر التي قد يسببها كذلك.
ولهذا فهناك ضرورة لاتباع الحامل بعض الإجراءات؛ للسيطرة وتفادي الإصابة قدر المستطاع، وهو ما يوصي به أطباء النساء للحوامل، خاصة لهؤلاء اللاتي لديهنّ عوامل خطر للإصابة بسكري الحمل؛ مثل: السمنة أو ارتفاع ضغط الدم.
اللقاء مع أستاذ الحمل والتوليد الدكتور عبد الفتاح مصطفى الحسيني؛ للشرح والتوضيح.
تجربتي مع بداية اكتشاف سكري الحمل
سكري الحمل هو ارتفاع نسبة السكر (الجلوكوز) في الدم أثناء الحمل؛ بسبب مقاومة الأنسولين التي تسببها اضطرابات الهرمونات التي تنتجها المشيمة.
وهو أحد أنواع مرض السكري، والذي يتطور في أثناء الحمل ويختفي عادةً بعد الولادة، وقد يسبب مشكلات للأم والجنين إذا لم يتم السيطرة عليه،
ويصيب سكري الحمل نحو 10٪ من النساء الحوامل، وعادة لا يسبب أعراضاً في معظم الأحيان.
وتُكتشف الإصابة عادة بين الأسبوع الـ 24 والـ 28 صدفة في أثناء إجراء الفحوصات الروتينية، وأحياناً يُكتشف في وقتٍ مبكر مع بداية الأسبوع الـ20.
وعادةً ما يحدث دون أعراض واضحة، أو قد تتشابه أعراضه مع أعراض الحمل التقليدية، لذا من المهم معرفة أعراض سكري الحمل؛ حتى يمكن اكتشافه في وقتٍ مبكر والتعامل معه.
تعرفي إلى.. أطعمة تخفض سكر الحمل
أعراض سكري الحمل
زيادة العطش.. الحاجة إلى التبول أكثر من المعتاد، خاصة ليلاً.. جفاف الفم.. التعب.. فقدان الوزن.. تشوش الرؤية.. الإصابة المتكررة بالالتهابات.. ومع ذلك، فإن معظم الأعراض السابقة شائعة في أثناء الحمل، وليست بالضرورة علامة مؤكدة على الإصابة بسكري الحمل.. لذا من المهم الالتزام بالمتابعة الطبية في أثناء الحمل، وإجراء الفحوص التي يوصي بها الطبيب؛ لتشخيص أي مشكلة في وقتٍ مبكر، والتعامل معها قبل تفاقم الأعراض.
تجربتي مع مسببات مرض السكري وتأثيره
تحدث الإصابة بالسكري عندما تقلل الهرمونات التي تنتجها المشيمة -وعلى رأسها "اللاكتوجين"- من حساسية الجسم الطبيعية للأنسولين.
وهو هرمون يساعد على تحويل الدهون الموجودة في الجسم إلى طاقة للأم والجنين، الأمر الذي يتسبب في تراكم الجلوكوز في الدم.
يمكن أن تؤثر الإصابة بسكري الحمل على صحة الجنين، إن لم يتم التعامل معه بدقة، وإذا كانت مستويات السكر في الدم مرتفعة جداً، فقد يؤدي ذلك إلى الآتي:
- يمكن لمستوى الجلوكوز المرتفع في الدم أن يؤدي إلى زيادة حجم الجنين ووزنه، ما يدفع الطبيب إلى اللجوء للولادة القيصرية.
- كما يمكن أن يتسبب ارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم في تحفيز انقباضات الرحم، وبالتالي تحدث ولادة مبكرة قبل موعدها.. الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى عدم اكتمال نمو الجنين، وحدوث مضاعفات خطيرة.
- لذلك ينصح بالتعامل مع سكري الحمل بعناية، واتباع نظام غذائي صحي.. بجانب ممارسة الرياضة بانتظام، واستخدام الأدوية تبعاً للجرعات التي يمليها الطبيب؛ بهدف تنظيم مستوى السكر في الدم.
شفاء الحامل من سكري الحمل بعد الولادة
بعد الولادة وانتهاء فترة الحمل، يعود سكر الجلوكوز في الدم إلى المستوى الطبيعي؛ وذلك بسبب نزول المشيمة المتسببة في مقاومة الأنسولين، وحينها تتعافى الأم من سكر الحمل.. ولكن ينبغي مراقبة مستوى السكر بعد الولادة، وإجراء فحوصات دورية؛ للتأكد من عدم إصابة الأم بداء السكري (النوع الثاني) فيما بعد.
لمزيد من المعرفة.. مرضى السكري: لا تقربوا هذه الأطعمة لتجنّب ارتفاع السكر
كيفية الوقاية من سكري الحمل من البداية
- الحفاظ على وزن صحي قبل الحمل، وتناول وجبات غذائية متوازنة وصحية، وعدم تناول كميات كبيرة من الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية.
- ممارسة الرياضة باستمرار في أثناء شهور الحمل، حسب توجيهات الطبيب، ومراقبة مستويات السكر في الدم خلال الحمل.
- تجنب التواجد بأماكن التدخين واستشارة الطبيب قبل تناول أي أدوية، أو مكملات غذائية خلال فترة الحمل.
- بإمكانك السيطرة على كل المشكلات التي تطرأ في أثناء شهور الحمل في حالة الاكتشاف المبكر؛ وذلك من خلال الالتزام بمواعيد المتابعات الشهرية، وإجراء جميع الفحوصات التي تطمئنك على سلامتك وسلامة جنينك.
أضرار سكري الحمل
- زيادة وزن الجنين أكبر من المعدل الطبيعي، قد يؤدي ذلك إلى صعوبات في أثناء الولادة، ويزيد من احتمالية الحاجة للولادة القيصرية.
- الاستسقاء السلوي، وهي حالة يزداد فيها حجم السائل الأمنيوسي (السائل المحيط بالجنين)، ما قد يؤدي بدوره للولادة المبكرة أو حدوث مشكلات عند الولادة.
- زيادة فرص الإصابة بارتفاع ضغط الدم وتسمم الحمل، وهي حالة خطيرة تهدد حياة الأم والجنين، إذا لم يتم علاجها في وقتٍ مبكر.. مع انخفاض نسبة السكر لدى الطفل بعد الولادة.
- زيادة فرص إصابة الطفل بالصفراء (اليرقان) وصعوبات التنفس بعد الولادة.
- وقد يكون الطفل أكثر عرضة للإصابة بالسمنة والسكري من النوع الثاني في المستقبل.
- ولادة جنين ميت (من المضاعفات النادرة).
- زيادة فرص إصابة الأم بداء السكري من النوع الثاني في المستقبل.
- انخفاض مستوى الكالسيوم والمغنيسيوم لدى الطفل بعد الولادة.
تجربتي مع علاج سكري الحمل
- المتابعة الطبية هي الخطوة الأولى والأساسية للتحكم في سكري الحمل؛ إذ تساعد على مراقبة مستويات السكر عن كثب؛ عن طريق الفحوص والتحقق من تطور الجنين ونموه، واكتشاف أي مشكلة في وقتٍ مبكر.
- عادة ما يطلب الطبيب التحقق من مستوى السكر في الدم بعد 8 ساعات من الصيام، وبعد تناول الطعام بساعتين، ومرتين إضافيتين خلال اليوم.
- الالتزام بنظام غذائي صحي.. قد يوصي الطبيب بخطة غذائية مناسبة تساعد على تغطية احتياجات الأم والجنين من العناصر الغذائية دون رفع مستوى السكر في الدم.
- يُنصح باستبدال الحلوى بالسكريات الطبيعية؛ مثل الفواكه، وتناول الكربوهيدرات المعقدة التي تحتوي على نسبة عالية من الألياف.
- يُوصى بتقسيم الوجبات إلى ثلاث وجبات صغيرة مع وجبتين أو ثلاث وجبات خفيفة، وتناولها في الأوقات نفسها يومياً.
- ممارسة الرياضة.
- قد تساعد ممارسة الرياضة على خفض مستوى الجلوكوز في الدم، ويجب استشارة الطبيب قبل ذلك، ويمكن الاكتفاء بالتمشية لمدة 30 دقيقة يومياً.
ملاحظة من"سيدتي نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.