تكيس المبايض هو اضطراب هرموني يتسبب في تشكل تجمعات صغيرة مملوءة بالسوائل داخل المبايض، ومن الأعراض الرئيسية لتكيس المبايض؛ حدوث خلل غير طبيعي في انتظام الدورة الشهرية وعدم التبويض بشكل صحيح، ما قد يؤثر على القدرة على الحمل.
وهذا التأثير يعتمد على درجة الاضطراب والأعراض الأخرى المصاحبة؛ في بعض الحالات يمكن أن يحدث الحمل بشكل طبيعي لدى النساء اللواتي يعانين من تكيس المبايض، بينما تواجه بعض النساء صعوبة في الحمل بسبب عدم التبويض بشكل صحيح.
اللقاء مع الدكتورة هند سلمي استشاري النساء والتوليد، والتي خصت "سيدتي وطفلك" بالحديث، للتعرف على أسباب التكيس وتأثيره على صحة الحامل، وخطر الإصابة بأمراض القلب وطرق العلاج.
أسباب متلازمة تكيس المبايض
- الوراثة: إذا كان أحد أفراد العائلة المقربين، مثل الأم أو الأخت، مصاباً بمتلازمة تكيس المبايض، فقد تكونين أكثر عرضة للإصابة به.
- الاختلال الهرموني: تتميز متلازمة تكيس المبايض بخلل في الهرمونات، وخاصة المستويات المرتفعة من الأندروجينات.
- فرط الأندروجين (هرمون الذكورة): إن فرط هرمون التستوستيرون -خلل هرموني- يمكن أن يعطل الوظيفة الطبيعية للمبيضين، ويُترجم لدى 70% من النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض، بحدوث حب الشباب وتساقط الشعر (الثعلبة).
- مقاومة الأنسولين: تعاني العديد من السيدات المصابات بمتلازمة تكيس المبايض من مقاومة الأنسولين، حيث لا تستجيب خلايا الجسم بشكل فعال للأنسولين، ما يؤدي إلى زيادة إنتاج الأنسولين، الذي قد يساهم في ارتفاع مستويات الأندروجين ويتداخل مع الإباضة.
- الالتهاب: قد يكون الالتهاب المزمن منخفض الدرجة عاملاً مساهماً في متلازمة تكيس المبايض؛ حيث يمكن أن يؤدي هذا الالتهاب إلى مقاومة الأنسولين وتعطيل وظيفة المبيض.
- نمط الحياة: يمكن أن تؤدي السمنة ونمط الحياة غير الصحي، بما في ذلك سوء التغذية وعدم ممارسة التمارين الرياضية، إلى تفاقم أعراض متلازمة تكيس المبايض وزيادة خطر الإصابة بالحالة.
- القلق واضطراب الحالة النفسية: كالشراهة تجاه الطعام، الإرهاق والتعب العام من الأسباب لتكيس المبايض.
- العوامل البيئية: مثل التعرض للمواد الكيميائية المسببة لاضطرابات الغدد الصماء؛ حيث تساهم في تطور متلازمة تكيس المبايض.
انتبهي لأطعمة ترفع نسبة إصابتك بتكيس المبايض
تأثير تكيس المبايض على صحة المرأة بشكل عام
تكيس المبايض قد يؤثر على صحة المرأة بشكل عام، إليك بعض الآثار المحتملة:
- يؤدي إلى عدم انتظام الدورة الشهرية، لفترات طويلة أو قصيرة بين الدورات، ونزيف غزير أو خفيف، وقد تعاني المرأة من أعراض مثل آلام الحيض وتغيرات المزاج.
- يعتبر من أسباب العقم عند النساء؛ إذ إن عدم التبويض النظامي يجعل من الصعب على المرأة الحمل.
- لتكيس المبايض علاقة بمشاكل في التمثيل الغذائي مثل: السمنة ومقاومة الأنسولين، وقد يزيد ذلك من مخاطر الإصابة بالسكري وارتفاع ضغط الدم ومشاكل القلب.
- قد تشعر بعض النساء المصابات بتكيس المبايض بزيادة نمو الشعر في مناطق غير مرغوب فيها؛ مثل الوجه والصدر والبطن، وقد تعاني بعضهن من اضطرابات المزاج مثل الاكتئاب والقلق.
- مع ذلك، يجب ملاحظة أن تأثير تكيس المبايض يختلف من شخص لآخر، وقد لا تواجه جميع النساء المصابات بالتكيس نفس الأعراض أو الآثار الصحية. وإذا كنتِ تشتبهين في أن لديك تكيس المبايض، أو تعانين من أعراض غير طبيعية، يجب عليك استشارة الطبيب للتشخيص الدقيق والعلاج المناسب.
تكيس المبايض وعلاقته بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب
بعض الدراسات العلمية تشير إلى أن تكيس المبايض قد يزيد من خطر الإصابة ببعض مشاكل القلب والأوعية الدموية، ومع ذلك، لا يزال هناك حاجة للمزيد من البحوث لتحديد العلاقة الدقيقة بين تكيس المبايض وأمراض القلب.
كما تشير بعض الدراسات إلى أن النساء اللواتي يعانين من تكيس المبايض، قد تكون لديهن مخاطر مرتفعة للسمنة ومقاومة الأنسولين وارتفاع ضغط الدم، واضطرابات الدهون في الدم، وهي عوامل تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
وقد تكون هناك أيضاً عوامل أخرى تسهم في زيادة خطر أمراض القلب لدى النساء المصابات بتكيس المبايض، مثل انخفاض مستويات الهرمونات الأنثوية.
مع ذلك، يجب ملاحظة أنه ليس لدى جميع النساء المصابات بتكيس المبايض نفس المخاطر الصحية، ويتأثر الخطر الفردي بعوامل أخرى مثل التاريخ العائلي للأمراض ونمط الحياة العامة والعوامل الوراثية الأخرى.
إذا كنت تعانين من تكيس المبايض وتشعرين بالقلق بشأن صحة قلبك، ينبغي عليك استشارة الطبيب. يمكن للأطباء تقييم عوامل الخطر الشخصية لديك وتوجيهك بشأن الوقاية والرعاية اللازمة لصحة القلب.
علاج تكيس المبايض
- بالنسبة لعلاج تكيس المبايض، فإن الخيارات تتنوع حسب الأغراض والأهداف الشخصية، ويتضمن العلاج: تغييرات في النظام الغذائي وممارسة التمارين البدنية المنتظمة؛ وذلك للمساعدة في تحسين الحالة الهرمونية وتعزيز الحمل.
- العلاج الدوائي: يمكن وصف أدوية مثل حبوب منع الحمل المركبة (التي تحتوي على هرموني الإستروجين والبروجسترون)؛ لتنظيم الدورة الشهرية وتعزيز التبويض، وقد يوصي الطبيب أيضاً بأدوية أخرى مثل منشطات التبويض لزيادة فرصة التبويض.
- إجراءات جراحية: في بعض الحالات، قد يتطلب علاج تكيس المبايض إجراء جراحياً لإزالة التكيسات، أو إصلاح الأنسجة المبيضية المتضررة، ويتم اللجوء إلى هذا الخيار عندما تكون الأعراض شديدة ولا تستجيب للعلاج الدوائي.
- تتفاوت مدة علاج تكيسات المبايض بحسب نوع العلاج، ودرجة التكيسات لدى المرأة، فالعلاج الدوائي مدته تتراوح ما بين ثلاثة أشهر إلى سنة تقريباً، وإذا كانت درجة تكيس المبايض خفيفة؛ فإنها تستغرق وقتاً أقصر في العلاج.
- يجب عليك استشارة أخصائي تناسلي وعقم (طبيب نسائي متخصص في الخصوبة) للحصول على رأي متخصص، لتقييم حالتك وتحديد الخيارات المناسبة لك.
ملاحظة من"سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.
.