ظهرت متلازمة تكيس المبايض (PCOS)، وهي مرض هرموني معقد، كحالة سائدة ومُغيرة للحياة، فهي تتسبب في معاناة ملايين النساء حول العالم من مشكلات طبية ونفسية.
د. سورة علوان، استشارية أمراض النساء والتوليد، مستشفى ميدكير للنساء والأطفال عالجت عدداً كبيراً من النساء المصابات بهذا المرض، وسلطت الضوء على بعض المعلومات عنه لمساعدة النساء في التعرف إليه، وعلى علاجاته.
أعراض متلازمة تكيس المبايض
يتم تحديد متلازمة تكيس المبايض من خلال مجموعة واسعة من الأعراض، وهي:
- عدم انتظام الدورة الشهرية.
- تفويت الدورة الشهرية.
- دورة شهرية خفيفة.
- ظهور حب الشباب، والمعاناة من بشرة دهنية.
- خفة الشعر، التي تصل إلى حد صلع يشبه صلع الذكور.
- زيادة شعر الجسم، بما في ذلك الصدر والمعدة والظهر (الشعرانية).
- زيادة الوزن وخاصة حول البطن.
- "زوائد جلدية" (skin tags) على الرقبة أو الإبطين.
- بقع جلدية داكنة أو سميكة على مؤخرة العنق والإبط وتحت الثدي.
- مشكلات إنجابية، من بين أمور أخرى.
وإلى جانب هذه الأعراض الظاهرة، يمكن أن تقلل متلازمة تكيس المبايض من احترام الذات، وتعطّل العلاقات، وتسبب مشكلات عاطفية. إنها حالة بمشكلات لا حدود لها وتؤثر على النساء من جميع الأعمار والأعراق.
إحصائية محلية
وفقاً للتقارير، كما تكشف د. سورة، تعاني 27.6٪ من النساء في الإمارات العربية المتحدة من هذه الحالة الطبية. وتتابع: "إن متلازمة تكيس المبايض هي واحدة من أكثر اعتلالات الغدد الصماء شيوعاً لدى النساء. وتتميز بمستويات مرتفعة من الهرمونات الذكرية، والأكياس على المبايض المكتشفة عن طريق الفحص بالموجات فوق الصوتية، ودورات الحيض غير المنتظمة. وعادةً يكون الاكتئاب والقلق شائعين بين النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض، ولكن غالباً ما يتم التقليل من تداعياتهما النفسية. حيث إن ما يقرب من 35٪ من النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض يعانين من الاكتئاب، و45٪ من القلق، مقارنة بـ10٪ من النساء غير المصابات بالمتلازمة. نحن لا نعرف بالضبط ما الذي يسبب متلازمة تكيس المبايض. من المحتمل أن تمنع الكميات العالية من هرمونات الذكورة مبايض المريضة من تكوين هرمونات وبويضات طبيعية. ومع ذلك، فقد ارتبطت الجينات ومقاومة الإنسولين والالتهابات بالإنتاج المفرط للأندروجين".
مقاومة الإنسولين
تعمل د. سورة على إجراء دراسات دورية على النساء في الإمارات المصابات بمتلازمة تكيس المبايض، وقد عالجت ما لا يقل عن 770 امرأة بسبب اضطرابات هرمونية وتغيرات في الوزن مرتبطة بمتلازمة تكيس المبايض منذ بدء البرنامج في مستشفى ميدكير للنساء والأطفال، تستدرك قائلة: "وفقاً للنتائج التي توصلت إليها بحسب خبرتي وعلاجي لمريضات كثيرات، يجب إدارة متلازمة تكيس المبايض كمتلازمة استقلابية مزمنة بدلاً من اعتبارها مجرّد اضطراب تناسلي، والإناث المصابات بمتلازمة تكيس المبايض أكثر عرضة للإصابة باضطرابات مزمنة مقارنة بالإناث غير المصابات بمتلازمة تكيس المبايض. وترتبط السمنة ومقاومة الإنسولين أو مرض السكري لدى الإناث المصابات بمتلازمة تكيس المبايض بتفاقم الأعراض. كما أن الإناث المصابات بمتلازمة تكيس المبايض أكثر عرضة أيضاً للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية من نظيراتهن الأكثر صحة. والإناث المصابات بمتلازمة تكيس المبايض هنّ أكثر عرضة للإصابة بحالات مزمنة أخرى، بما في ذلك الربو، وارتفاع الكوليسترول، وارتفاع ضغط الدم. ومن المعروف أن الأمراض المزمنة ومتلازمة تكيس المبايض تشتركان في عوامل الخطر، مثل الالتهابات الجهازية والمتغيرات الأيضية والتشوهات الهرمونية".
علاجات تكيس المبايض عند النساء
كما تنصح د. سورة بأنه يجب معالجة هذه الحالة بشكل كلي بدلاً من التركيز على الأعراض الفردية، مع ضرورة اتباع نهج غير تقليدي لعلاج متلازمة تكيس المبايض لدى النساء من خلال الآتي:
الاعتماد على مكملات جديدة للمساعدة في تقليل أعراض متلازمة تكيس المبايض، مثل الأدوية التي تحفز الإباضة، والتي يمكن أن تساعد المبيضين في إطلاق البويضات بشكل طبيعي. مع الأخذ في الاعتبار، أن هذه الأدوية لها أيضاً مخاطر معينة، فيمكنها زيادة فرصة الولادة المتعددة (توأم أو أكثر). ويمكن أن تسبب فرط تنبيه المبيض، ويحدث هذا عندما يطلق المبيضان الكثير من الهرمونات التي قد تتسبب في أعراض مثل انتفاخ البطن وآلام الحوض.
تغيير نمط الحياة، بدءاً من النظام الغذائي، والاعتماد على الأغذية الصحية، وممارسة المزيد من الأنشطة البدنية، التي تساعد على إنقاص الوزن وتقليل الأعراض، ما يساعد جسمك على استخدام الإنسولين بشكل أكثر كفاءة.
خفض مستويات السكر في الدم، وقد يساعدك ذلك على التبويض. فهو أمر مهم في إدارة متلازمة تكيس المبايض.
أما المرأة التي لا تخطط للحمل، فيمكنها تناول حبوب منع الحمل؛ لأنها تساعد على التحكم في دورات الطمث، وخفض مستويات الأندروجين، وتقليل حب الشباب.
هل تصاب الفتيات بتكيس المبايض؟
من الشائع أن تكتشف النساء أنهن مصابات بمتلازمة تكيس المبايض عندما يواجهن مشكلة في الحمل، ولكنها غالباً ما تبدأ بعد فترة قصيرة من الدورة الشهرية الأولى، في سن 11 أو 12 عاماً، ويمكن أن تحدث أيضاً في العشرينيات أو الثلاثينيات من العمر.
ما الذي يمكن علاجه في تكيس المبايض
تتميز متلازمة تكيس المبايض بارتفاع مستويات الأندروجين وضعف التبويض. وتعالج خيارات العلاج الحالية في الغالب أعراضاً مثل فرط الأندروجين، وعدم انتظام الدورة الشهرية، والعقم، وبالتالي فهي تفيد النساء اللواتي يعانين من فرط الأندروجينية المبيضية الوظيفية، والتي يعتقد أنها تصيب حوالي 62٪ من مريضات متلازمة تكيس المبايض. تعلّق د. سورة: "قد تكون جراحة علاج البدانة خياراً لبعض النساء المصابات بالبدانة المفرطة اللواتي لم يستجبن للعلاجات القياسية. وعلى الرغم من أن محسسات الإنسولين مثل الميتفورمين يتم استخدامها منذ فترة طويلة لعلاج الخلل الوظيفي الأيضي لمتلازمة تكيس المبايض، فقد أثبتت الأدوية الأحدث أنها أكثر نجاحاً في تقليل الوزن ومخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية لدى النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض".
مفاهيم خاطئة
من المفاهيم الخاطئة الشائعة بين النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض هو أن انقطاع الطمث يعالج متلازمة تكيس المبايض. إن انقطاع الطمث لا يعالج متلازمة تكيس المبايض، وقد أظهرت الدراسات أن الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض قد تؤدي إلى انقطاع الطمث بعد بضع سنوات. متلازمة تكيس المبايض هي حالة شائعة جداً، ويمكن التحكم فيها.