تصاب الحامل ومع ثبوت الحمل بعدة أعراض تبدو وكأنها اضطرابات سواء في صحتها أو سلوكها ومزاجها، وتفقد السيطرة عليها وتتساءل فيما بينها وبين نفسها عن أسباب هذه المشاعر التي تصيبها، فهي فرحة أحياناً وفي أحيان أخرى تجد نفسها تبكي بلا سبب، وهذا على سبيل المثال فمزاجها متقلب بصورة واضحة.
تصاب الحامل أيضاً بتغيرات في السلوك وفي الوضع الصحي، وحين تلجأ للطبيب فهو بالطبع لا يصف لها أي دواء لأنها عبارة عن تغيرات هرمونية، ولا يمكن العبث بها حيث إنها تمر بحالة جديدة، وهي وجود جنين في رحمها يشاركها في كل شيء سواء الطعام أو المزاج والمشاعر، ولذلك فقد التقت "سيدتي" وفي حديث خاص بها باستشارية النساء والولادة الدكتورة سهير عبد العزيز، حيث أشارت إلى أعراض التغيرات الهرمونية في جسمك خلال الحمل وطرق التعامل معها؛ مثل تقلب المزاج والغثيان والصداع واضطرابات النوم كالآتي:
ما هي التغيرات الهرمونية التي تحدث خلال فترة الحمل؟
- تبدأ أول التغيرات الهرمونية عند الحامل مع بدء الحمل بإفراز هرمون الحمل، ويطلق عليه اسم هرمون الغدد التناسلية المشيمائية، حيث يبدأ إفرازه بواسطة المشيمة بعد زرع البويضة، وهو يعزز وظيفة الجسم الأصفر، والذي يعمل على إفراز هرمون البروجيسترون، كما أن الحامل يجب أن تلاحظ نسبة هرمون الحمل بتوأمين وعلامات ارتفاعه وحيث يمكن أن يحدد فحص الحمل المخبري وجود توأمين من خلال نسبته في الدم.
- يبدأ إفراز هرمون البروجسترون من المبيض، ويستمر إفراز هذا الهرمون من الأسبوع الثامن وحتى الأسبوع الثاني عشر من الحمل، ويعمل هرمون البروجسترون على تحفيز نمو الأوعية الدموية التي تغطي بطانة الرحم؛ مما يساعد على وجود بيئة مناسبة لزرع البويضة في تجويف الرحم، كما أن هذا الهرمون يكون مسؤولاً عن تحفيز بطانة الرحم لإفراز العناصر المغذية للجنين في الأسابيع الأولى من حياته إضافة إلى أنه يمنع تقلص عضلات الرحم الملساء أي يمنع حدوث الإجهاض.
- يبدأ بعد ثبوت الحمل أيضاً عمل هرمون الإستروجين وتكون مهمته تنظيم مستويات هرمون البروجسترون في جسم الحامل، والذي يقوم بدوره في زيادة تدفق الدم من أجل تغذية الجنين، ولكن ذلك لا يمنع أن يؤدي لمشاكل جسمية عند الحامل مثل احتقان الأنف والصداع.
- ترتفع نسبة هرمون الريلاكسين بوتيرة كبيرة خلال أشهر الحمل الأولى، والذي يمنع عضلات الرحم من الانقباض أي لفظ الجنين والتخلص منه، وحيث يعمل على توسيع الأوعية الدموية وزيادة تدفق الدم إلى الكلى والمشيمة، وبالتالي الحفاظ على الجنين وبقاء الحمل واستمراره.
- يبدأ خلال شهور الحمل الأولى إفراز هرمون البرولاكتين، وهو المسؤول عن إفراز الحليب لإرضاع الطفل ولكنه خلال الحمل يؤدي لتوسع وزيادة حجم الصدر والشعور بالاحتقان والثقل وهذه من أعراض الحمل المؤكدة إضافة إلى أنه يسهم في نمو الجنين وتعزيز مناعة الحامل بالوقت نفسه.
تابعي أيضاً: كل ما تريدين معرفته عن هرمونات الحمل
أعراض التغيرات الهرمونية عند الحامل
تقلب المزاج
تصاب الحامل بتقلب المزاج بحيث تشعر بالفرح أحياناً فتضحك وتمرح مع المحيطين بها، وتشعر بالحزن والكآبة والضيق والرغبة في البكاء في أحيان كثيرة، وتحب الوحدة والانفراد بنفسها، ويتساءل الزوج عن أسباب زيادة عصبية المرأة الحامل، وقد تبدأ المشاكل الزوجية لهذا السبب دون أن يعرف الزوج أن هذه المشاعر المضطربة سببها ارتفاع مستوى هرمون الإستروجين والذي يرتبط بمادة السيروتونين الكيميائية في الدماغ، وهي تعرف بأنها هرمون السعادة، وبالتالي فهذه المادة تصاب باختلالات بسبب التغير الهرموني، وهي مادة تعرف كناقل عصبي يعمل على تنظيم العواطف، ومن الطبيعي أن تحدث الاضطرابات العاطفية ما بين إيجابية وسلبية وخاصة في شهور الحمل الأولى، ويأتي هنا دور الزوج والمحيطين بالحامل لمساعدتها على تجاوز هذه المرحلة، وكذلك مساعدتها على ممارسة أنشطة تقلل من توترها.
الدوخة والصداع
- حاولي تقليل التعب الجسماني والنفسي واللجوء إلى الاسترخاء، وذلك لأن حدوث الصداع بسبب التغيرات الهرمونية في جسم الحامل يعد أمراً طارئاً وليس دائماً ولكنه يزيد مع الجهد خاصة لو كانت الحامل امرأة عاملة أو لديها أطفال بحاجة للرعاية، كما أنه وفي الأشهر الأولى من الحمل تزيد كثافة الدورة الدموية في جسم الحامل بسبب وجود مخلوق جديد في رحمها؛ مما يؤدي لتدفق الدم بكثرة إلى الدماغ مسبباً الصداع والدوخة.
- أكثري من الحصول على السوائل؛ مثل شرب الماء والعصائر الطبيعية لأن الجفاف يزيد من أعراض الصداع والدوخة، وحاولي الحفاظ على نوم القيلولة والتنفس بعمق عن طريق تمارين تنفس بسيطة والخروج إلى الهواء الطلق، والبعد عن الهواء الملوث ومصادر التدخين السلبي.
الشعور بالغثيان
- سيطري على أعراض الغثيان الحملي كما يطلق عليه باتباع طرق للتغلب على غثيان شهور الحمل الأولى ونصائح لتجاوز أعراضه المزعجة، فهناك بعض العادات والسلوكيات خصوصاً في شهور الحمل الأولى التي يمكن اتباعها لتقليل هذه الأعراض، وحيث تكون التغيرات الهرمونية في ذروتها، فمثلاً لا تتحركي من السرير ولا تبدي أي حركة قبل أن تضعي في فمك عدة قطع صغيرة من السناكس أو البسكويت المملح، والذي يجب أن يسبق إفراز حمض المعدة مما يقلل من شعورك بالغثيان.
- قللي من تناول الأطعمة المتبلة والحريفة والمقليات عموماً لأنها تزيد من شعورك بالغثيان، ويفضل أن تتناولي الطعام بارداً أو مثلجاً لأن ارتفاع درجة حرارة الطعام بدرجة أن تشم الحامل رائحته عن بعد يؤدي لزيادة إفراز حمض المعدة والشعور بالغثيان ورفض الطعام، وهذه نظرية جديدة وطريفة تقلل من أعراض الغثيان، فيمكن تناول اللحوم والأسماك باردة والحصول على قيمتها الغذائية في الوقت نفسه.
اضطرابات النوم
- حددي موعداً ثابتاً للنوم خلال فترة حملك للتخلص من أعراض اضطرابات النوم التي تصيب الحوامل بسبب التغيرات الهرمونية، والتي تؤدي إلى اختلال في إفراز هرمون النوم، كما أن هناك بعض العوارض الصحية التي تسببها التغيرات الهرمونية، وتؤدي لاضطراب النوم عند الحامل والقلق وكثرة التقلب وعدم النوم نوماً متواصلاً؛ مما يؤثر على نفسيتها، ومن هذه العوارض احتقان الأنف وتشنج الساق خاصة اليسرى وكذلك ضيق التنفس والهبات الساخنة، وكل هذه الأعراض تعد طبيعية وتنتهي مع انتهاء الحمل، ويمكن السيطرة عليها ببعض النصائح البسيطة، وتجاوزها وعدم اعتبارها أعراضاً دائمة.
- قومي بالنوم على جانبك الأيمن وضعي وسادة بين الساقين وخلف الظهر؛ لكي تشعري بالراحة خلال النوم، وحاولي رفع رأسك عن مستوى جسمك بوسادة أخرى لتقليل احتقان الأنف.
- اختاري ملابس مريحة وواسعة خلال النوم، ويمكن ارتداء بنطلون ذي أرجل واسعة، كما أن الحفاظ على جو بارد في الغرفة والنوم بجوار نافذة مفتوحة يقلل من أعراض الهبات الساخنة خاصة في منطقة الوجه بشكل كبير، وبذلك تحققين هدفين وهما أسباب وعلاجات الهبات الساخنة أثناء الحمل وكذلك ظاهرة تشنج الساقين التي تصيب الحوامل وخاصة الساق اليسرى.
اضطراب وانحراف الشهية
- افحصي نسبة الحديد في دمك، وكذلك نسبة عنصر الزنك فهما عنصران مهمان يرتبطان بشهيتك للطعام وحدوث ما يعرف بانحراف الشهية عند الحوامل، وحيث تميل الحامل وفي حال نقص الحديد لديها والإصابة بفقر الدم والأنيميا إلى اشتهاء أشياء وأطعمة غير مستحبة أو غير مألوفة مثل تناول الطباشير ومعجون الأسنان والملح والتراب، كما أن عنصر الزنك يعد من أهم أسباب فقدان الشهية عند الحامل؛ بالإضافة لنقص مناعتها وزيادة الغثيان الحملي واحتمالية تشوه الأنبوب العصبي عند الجنين.
- احرصي على حصة يومية من البروتين لأنه يؤدي إلى السيطرة على شهيتك وضبطها وعدم الإكثار من تناول الحلويات والنشويات، حيث تسبب زيادة الشعور بالجوع وزيادة الوزن وأيضاً تزيد من نسبة حدوث الأنيميا عند الحامل ومشاكل أخرى مثل الإمساك، وتناولي طبقاً يومياً من السلطة الخضراء إضافة لحصة مناسبة من الفواكه المتوافرة خلال الموسم نظراً لغناها بالفيتامينات والمعادن، ولأنها تعطي شعوراً بالشبع مع إضافة عناصر غذائية هامة للأم الحامل والجنين.
* ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.
