الحمل لغالبية النساء حلم جميل ومرحلة مبهجة لا تُقارن بأي مرحلة أخرى انتظاراً للحدث السعيد، ومن الناحية البيولوجية فالحمل مرحلة طبيعية يُصاحبها الكثير من التغيرات الهرمونية التي تؤثر على وظائف العديد من أعضاء الجسم، وهي تغيرات ترتبط بنمو الجنين داخل الرحم، وتهيء جسم المرأة لاستقبال المولود،
ولكن يحدث أن تمر الحامل بحالات حمل عالية الخطورة! وهي تشكل نسبة لا يُستهان بها (من 5- 10%) ، عن مخاطر الحمل العالي الخطورة والأسباب التي تؤدي إليه، وطرق الوقاية منه، كان اللقاء والدكتور عثمان السيد، أستاذ أمراض النساء والتوليد للشرح والتوضيح.
مخاطر الحمل
الحمل عالي الخطورة هو الحمل الذي يكون مصحوباً بخطورة إضافية بسبب وجود عامل أو عدة عوامل تزيد من احتمال إصابة الأم أو الجنين أثناء الحمل أو الولادة بإعاقات، هناك 5 إلى 10 في المائة من الحوامل يمكن أن يتعرض حملهن إلى مضاعفات قد تُسبب إعاقة للأم أو الجنين، وفي بعض الأحيان قد تؤدي إلى الوفاة.
العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى خطورة الحمل
- الحمل في سن مبكرة جداً (أقل من 15 سنة) أو في سن متأخرة (فوق الأربعين).
- السمنة المفرطة لما قد يُصاحب ذلك من زيادة احتمال الإصابة بالسكري أو ارتفاع ضغط الدم.
- النحول الشديد، حيث إن الأم تكون عرضةً للولادات المبكرة أو نقص في نمو الجنين.
- تَعرّض الأم لولادات مبكرة أو إجهاض متكرر في السابق، أو أن تكون الأم مصابةً بارتفاع في ضغط الدم أو بمرض السكري, الذئبة الحمراء، اختلال في صمامات القلب أو أحد الأمراض المزمنة.
- وجود تاريخ لمرض وراثي في العائلة؛ أو أن تكون الأم قد تعرضت في حمل سابق لوفاة الجنين داخل الرحم أو بعد الولادة مباشرة، إضافة إلى حمل التوائم الثلاثية وما فوقها.
هل تريدين الاطلاع على أسباب زيادة الوزن في أثناء الحمل؟
طرق للوقاية من حالات الحمل العالية الخطورة
الحمل عالي الخطورة لا يعني بالضرورة أن تكون النتائج سلبية دائماً؛ هناك نسبة عالية جداً من هؤلاء الحوامل يمكن لهن تفادي المضاعفات أو التقليل من آثارها على صحتهن وصحة أطفالهن، ويتم ذلك بعدة طرق:
- إجراء متابعة ما قبل الولادة، خاصة إذا كان لديك تاريخ مرضي أو عامل خطورة، مع مراجعة المراكز الصحية المتخصصة برعاية الحمل ابتداء من الأشهر الأولى.
- انتظام المتابعة خلال الحمل، فقد لا يكون الحمل مصحوباً بأي عامل خطورة منذ البداية، ولكن تظهر لاحقاً أعراض أو مؤشرات تدل على احتمال وجود خطر ما على صحة الأم أو الجنين.
- إجراء التحاليل الطبية الروتينية الضرورية للحامل، ومتابعة التقييم الدقيق والمنتظم لحالة الأم الصحية خلال فترة الحمل، وإحالتها إلى العيادة المختصة إذا لزم الأمر.
- شرح التاريخ الصحي الدقيق الذي يكشف عن أسباب معينة أو عوامل تشكل خطورةً على الحمل؛ فالحمل عالي الخطورة يرتكز على التاريخ الصحي الدقيق للمرأة الحامل.
- القيام بفحص دقيق وشامل للجنين بواسطة الأشعة الصوتية، وإجراء بعض التحاليل الأخرى استناداً إلى تشخيص الحالة، مع اختيار طريقة الولادة وتحديد وقتها؛ لتجنُّب أي إصابات يمكن أن تحدث.
- مراقبة الجنين بصورة مكثفة أثناء الولادة، إضافة إلى الفحص الدقيق للطفل مباشرة بعد الولادة، للتأكد من عدم وجود إصابات قد تؤدي إلى إعاقة دائمة، بذلك يتم ولادة غالبية الأجنة طبيعياً دون حدوث إعاقات.
- استشارة الطبيب قبل الحمل ضرورة ملحة، وذلك في حالة الأمراض المزمنة التي تستدعي تغيير العلاج، أو تنظيم جرعاته قبل الحمل بفترة كافية.
ما هي حالات الحمل.. عالية الخطورة
حالات تحتاج لمزيد من الرعاية
معظم حالات الحمل منخفضة المخاطر وتتقدم بشكل طبيعي، لكن في بعض الأحيان تُصبح صحة الأم مشكلة أثناء الحمل، إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح، والحالات الخطرة لا تعني أن الأمور سوف "تسوء" أو أنها لن تتمكن من ولادة طفل بشكل طبيعي، إنما تعني أنك تحتاجين إلى مزيد من الرعاية والفحوصات الطبية المنتظمة للتأكد من أن كل شيء يسير بشكل جيد، وإذا حدث شيء خطير أثناء الحمل بسبب عوامل عالية الخطورة، يمكن لفريق متخصص التعامل مع هذه المشكلات بسرعة، لضمان سلامة الأم والطفل.
خطورة بسبب الظروف الصحية
يكون الخطر الأكبر عندما يكون ارتفاع ضغط الدم لديك غير مضبوط؛ فيؤدي إلى تسمم الحمل وانخفاض الوزن عند الولادة، كما يمكن أن تسبب مستويات السكر في الدم غير المنضبطة إلى إعاقات خلقية في بداية الحمل.
انتقال فيروس نقص المناعة من الأم إلى الطفل عامل خطر كبير، لكن هناك طرق لتقليل المخاطر بشكل كبير، كما أن بدء الحمل أثناء السمنة يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالسكري وصعوبة الولادة.
الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض تؤدي لارتفاع معدلات الإجهاض، وتشمل المخاطر الأخرى؛ سكري الحمل وتسمم الحمل والولادة المبكرة.
مخاطر بسبب نمط الحياة
يمكن أن يسبب التدخين السلبي الولادة المبكرة وإعاقات خلقية ومتلازمة موت الرضيع المفاجئ، كما تشكل الأمهات الشابات مخاطر أعلى للإصابة بارتفاع ضغط الدم وفقر الدم، وتقل احتمالية حصولهن على الرعاية اللازمة طوال فترة الحمل، كما تتعرض الأمهات الأكبر سناً في الحمل الأول عن 35 عاماً أو أكبر، لمخاطر أعلى أثناء الولادة، إضافة لزيادة نسبة الولادات القيصرية، والولادة الطويلة التي لا تتقدم، والأطفال الذين يعانون من اضطرابات وراثية.
*ملاحظة من"سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.