غالباً إذا ما ارتدت أحد مقاهي تقديم أنواع القهوة في منطقتك، فستصادفك مجموعة من المراهقين -وربما حتى بعض الأطفال الأصغر سناً- يتوقفون لتناول فنجان من القهوة، وأغلبهم يطلبون القهوة المثلجة، وقد تبدو صورة طفل يبلغ من العمر 13 عاماً يشرب القهوة غير مستحبة إلى حد كبير، فهو في الحقيقة طفل يستمتع بعادة الكبار، ورغم كل ما يقال، هل تعلمين أن هناك أيضاً الكثير من الفوائد لشرب القهوة؟ فقد وجدت دراسات حديثة أن استهلاك القهوة قد يقلل من خطر إصابة الشخص بأمراض القلب والوفاة المبكرة، ورغم كثرة الأحاديث الطبية السلبية عن أضرار القهوة للأطفال، لكن في الحقيقة أنها إن لم تكن تؤثر على النوم، فهي إيجابية، فما الذي ينصح به الأطباء والمتخصصون، عندما يصر طفلك على شرب القهوة؟
بعض أنواع مشروبات القهوة الأكثر شعبية اليوم تحتوي على أكثر بكثير من مجرد القهوة؛ إذ يعد السكر عنصراً مميزاً في العديد من عروض اللاتيه والكابتشينو الخاصة في سلاسل المقاهي الشهيرة، والتي تحتوي على 52 جراماً من السكر، وهي كمية السكر الموجودة في 16 أونصة من المشروبات الغازية، وفي الوقت نفسه، وربما في المستقبل ستصبح القهوة المزعومة حلوى تحتوي على الكافيين.
وتتجاوز هذه الكميات من السكر بكثير الحد الأقصى الذي توصي به جمعية القلب الأميركية للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً، والذي يبلغ 25 جراماً في اليوم، ويقول الأطباء الذين درسوا التأثيرات الصحية للسكر إنه ليس من المستغرب أن يزيد السكر من مخاطر إصابة الشباب بالسمنة ومرض السكري، وربما أيضاً مشاكل النمو المعرفي.
وهناك أيضاً التأثير المنشط للكافيين، حيث توصي الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال بأن لا يستهلك الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و18 عاماً أكثر من 100 مليجرام من الكافيين يومياً، وهو ما يعادل تقريباً الكمية الموجودة في كوب واحد من القهوة (8 أونصات)، ولكن تأثير هذه الكمية المعتدلة من الكافيين على الشباب أقل وضوحاً مما هو عليه بالنسبة للبالغين.
الشاشات أم القهوة
أجرى الأطباء أبحاثاً على الأطفال والكافيين لمدة عقد من الزمن، ووجدوا أنه ضمن نطاق ما يتم استهلاكه عادةً -بدءاً من علبة واحدة من الصودا إلى فنجانين من القهوة- لا يبدو أن [الكافيين] له آثار ضارة، ويعتمد الأمر على علم وظائف الأعضاء أو الحالة المزاجية، حيث إن متطلبات نوم الطفل أكبر من احتياجات الشخص البالغ، لأنهم بحاجة إلى النوم من أجل النمو الصحي والأداء الأكاديمي، وقد وجدت بعض التقارير أن المراهقين اليوم ينامون أقل مما اعتادوا عليه، لكن ليس من الواضح ما إذا كان الكافيين هو السبب في المشكلة. (معظم الأبحاث المتعلقة بالأطفال والنوم تشير إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والشاشات ليلاً باعتبارهما السببين المحتملين، وليس الكافيين).
ومع ذلك، لا تخلص جميع الأبحاث التي أجريت على الأطفال إلى أن الكافيين غير ضار؛ لأنه منبه يؤثر على الجهاز العصبي، وقد بحثت الدراسات في كيفية تأثير هذه التأثيرات على الدماغ النامي.
في اليوم العالمي للقهوة.. هل يمكن إعطاؤها للأطفال؟
أضرار القهوة للأطفال والمراهقين
رغم أن هناك حاجة لمزيد من الأبحاث حول الأطفال في العالم الحقيقي واستهلاك القهوة، يؤثر الكافيين بشكل متفاوت على الأشخاص بسبب الفروق الفردية بين كل طفل والآخر، لكن يظل هناك مجموعة من الآثار الجانبية المشتركة بين كل الأطفال بسبب تناولهم القهوة التركية، وشرب القهوة العربية للأطفال، من هذه التأثيرات ما يلي، حسب بعض الخبراء والاختصاصيين:
تسبب للأطفال مشاكل في النمو
تعوق القهوة نمو الطفل، وذلك لاحتوائها على الكافيين الذي يمنع تكوين روابط أساسية في منطقة الدماغ، وفي فترة المراهقة بعد اكتمال معظم الوصلات العصبية المخية، تكون القهوة سبباً في جعل هذه الوصلات العصبية أقل كفاءة، في دراسة على فئران التجارب، وجد أن الفئران التي تناولت القهوة حدثت لها مشكلات في النوم والنمو العقلي، مقارنة مع الفئران التي لم تتناول القهوة.
تتسبب بمشكلة في النوم
يحتاج الأطفال من سن 8 إلى 12 سنة للنوم لمدة 10 ساعات يومياً، ويحتاج المراهقون لحوالي 8 أو 9 ساعات يومياً من النوم، لكن يؤدي شرب القهوة التركية خاصة في المساء إلى صعوبة في النوم وقد يمتد التأثير لحدوث الأرق، حيث تؤثر القهوة بشكل كبير على نوم المراهقين، فكل 10 مللي غرامات من الكافيين تحرمه من النوم 8 ساعات بنسبة 12٪.
تؤثر القهوة على التغذية
يتميز الكافيين المكون الرئيسي في القهوة التركية، بطبيعته المحفزة، بسبب عمله في منطقة الإدمان في الدماغ، بالتالي يؤثر في اختيارات وتفضيلات الأطعمة، ويكون سبباً مباشراً في فقدان الشهية، وظهور مشكلات غذائية للطفل.
مشكلة التعود على الكافيين
ينشأ عن التعود على شرب كمية ما من القهوة التركية يومياً حالة من الارتباط بين شرب القهوة وعدم الشعور بالكثير من المشكلات ومنها الصداع عند الأطفال، ولذلك يلاحظ تغير مزاج الطفل عندما يقلل كمية القهوة، أو يتوقف عن شرب القهوة تماماً، فيما يشبه أعراض الانسحاب من الإدمان.
القهوة تؤثر على التركيز عند الأطفال
ينتج عن شرب كميات كبيرة من القهوة عند الأطفال الصغار إصابتهم بفرط النشاط، وهذا قد يفقدهم التركيز في الاستماع والأنشطة في المدارس، بسبب فرط الطاقة التي يشعرون بها في أجسادهم على أثر القهوة.
تؤدي إلى نقص الكالسيوم
توجد علاقة عكسية بين الكافيين وبين الكالسيوم، على سبيل المثال، عند شرب القهوة للأطفال بمعدل 100 مللي غرام فإن الطفل يفقد في المقابل ما يعادل 6 مللي غرامات من كالسيوم عظامه، وهو ما يحتاجه بشدة في مرحلة طفولته لتدعيم نمو العظام، والوقاية من خطر هشاشة العظام، وكذلك تدعيم نمو الجسم كله.
تؤثر على أسنان الطفل
تصنف القهوة على أنها حمضية، والمشروبات الحمضية بدورها تؤثر سلباً على الأسنان وتضعفها، وبالتالي تظهر التجاويف وتزيد مع الوقت في مينا الأسنان أضرار شرب القهوة للأطفال، زيادة خطر تعرض أسنان الأطفال للتسوس من البالغين، والأطفال الذين يشربون القهوة يعانون من مشاكل صحية في الفم واللثة عامة والأسنان خاصة إذا كانوا يشربونها بكثرة.
تتسبب القهوة بالجفاف للأطفال
تؤثر القهوة في المحتوى المائي للجسم، وذلك لأنها تزيد من تُخلّص الجسم من الماء، ويوصي بها بعض الأطباء كبديل لمُدرات البول، لذلك فإن من أضرار القهوة أنها تسبب الجفاف عند الأطفال والمراهقين إذا لم يحافظوا على شرب كميات كبيرة من الماء لتعويض المفقود من جسمه بسبب شرب القهوة.
هل أمنع طفلي من شرب القهوة؟
كما هو الحال مع معظم الأشياء، الاعتدال هو المفتاح، في حين أن كمية الكافيين يمكن أن تختلف بشكل كبير في القهوة، حيث لا ينبغي أن يحتوي الكوب على أكثر من 8 أونصة واحدة بكثير من الحد الذي توصي به AAP وهو 100 ملغ، وطالما أن المراهق يشرب القهوة في وقت مبكر من اليوم - ولا يملؤها بالسكر أو غيره من الإضافات غير الصحية - فربما لا داعي للقلق على الآباء.
كما أن العديد من الدراسات التي تربط القهوة بالفوائد الصحية وجدت أن هذه الفوائد تظل ثابتة سواء كان الشخص يشرب منزوعة الكافيين أو يشربها بشكل منتظم، لأن المكونات الأخرى في القهوة هي التي تؤدي إلى الأضرار، وبالنسبة لآباء المراهقين الذين يعتزمون شرب القهوة، فإن توجيههم نحو قهوة منزوعة الكافيين قد يخفف من أي مخاطر مع توفير بعض الفوائد.
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص