يقترب انتهاء رمضان وقدوم عيد الفطر، وفي الوقت نفسه، هي عطلة الأطفال نصف السنوية من المدرسة، وهذا يعني بالنسبة للعائلات جداول أعمال مزدحمة بالعديد من الاستقبالات وتحضير الموائد المناسبة، والتسوق بأبهى الملابس، وفي غمرة انشغالك لا يفوتك أن صحة أطفالك هي الأهم، هم في بيتك وتحت جناحك، لكن لا بد من تذكيرهم أن الحفاظ على الصحة الدائمة، ليست طقوساً متعلقة بالذهاب إلى المدرسة فقط، فإن لم يساعدوك فيها فكيف ستساعدينهم أنت، وللحفاظ على نظام غذائي صحي للأطفال خلال العيد وتجنب الإفراط في تناول أطعمة العيد، إليك ما ينصحك به الأطباء والمتخصصون.
علمي أطفالك الالتزام بجدول الأكل لقضاء عطلات صحية

في حين أنه من الطبيعي أن يكون هناك بعض الانحراف (والاسترخاء) في جدول طفلك أثناء العطلات، فمن المهم أن تحاولي الالتزام بنظامه الغذائي المعتاد قدر الإمكان.
إن تنظيم مواعيد الوجبات والوجبات الخفيفة لا يساعد الأطفال على بناء علاقة صحية مع الطعام فحسب، بل يمنحهم أيضاً شعوراً بالأمان، فمعرفة أنهم سيحظون بفرصة أخرى لتناول الطعام قريباً تساعد على تحسين شهيتهم خلال أوقات الوجبات.
نظمي مواعيد الوجبات الرئيسية والخفيفة يومياً للطفل، ولكن لا تقلقي إن لم تكن دقيقة، يحتاج معظم الأطفال الصغار إلى ثلاث وجبات رئيسية يومياً، مع وجبات خفيفة صحية بينها، يوصي الاختصاصيون عادةً بتحديد مواعيد الوجبات الخفيفة لضمان تناول الأطفال للطعام كل ساعتين إلى ثلاث ساعات.
واحرصي على اختيار المأكولات البحرية واللحوم الخالية من الدهون والدجاج والبيض والبقوليات والبازلاء ومنتجات الصويا والمكسرات غير المملحة والحبوب، شجِّعي طفلك على تناول مجموعة متنوعة من الفاكهة الطازجة أو المعلبة أو المثلجة أو المجففة، وابحثي عن الفواكه المعلبة المكتوب عليها خفيفة السكر أو معبأة في عصير من نوعها نفسه.
دعي أطفالك يشاركونك في المطبخ
من الطرق الرائعة لإشغال طفلك خلال عطلة الأعياد إشراكه في المطبخ معك، يحب معظم الأطفال قضاء هذا الوقت مع والديهم، إن إشراكهم في المطبخ يتيح لهم تعلم أنواع مختلفة من الأطعمة، وينمي مهاراتٍ سيكتسبونها في مرحلة البلوغ، كما أنه قد يزيد من اهتمامهم وفضولهم بتجربة أطعمة جديدة؛ مما يؤدي إلى تجربة ما ابتكروه.
طرق لإشراك أطفالك في المطبخ:
- اطلبي منهم اختيار وصفة صحية.
- أشركيهم في الطبخ بمهام مناسبة لأعمارهم مثل الخلط والتحريك.
- المساعدة في قراءة الوصفات.
- شجعي أحاديثهم عن الطعام.
- علمي أطفالك إعداد الطاولة.
مشاركة الأطفال لك في المطبخ؛ فأنتِ تقومين أيضاً بنوعٍ من التدريب على شخصيتهم لتكون قابلة للعمل الجماعي الذي سيواجهونه في مختلف المراحل العمرية والأماكن، لذا حاولي توصيل بعض المهارات لهم بطريقة ذكية، أي احترام الآخر، الالتزام بالعمل المطلوب منه وعدم التعدي على عمل الآخرين الموجودين معه في الفريق.
لا تنسي حصة أطفالك اليومية من الخضروات

قد لا تكون الخضروات أول ما يتبادر إلى ذهنك عند التفكير في العيد، (... وستفكرين باللحم المشوي وحلوى العيد من معمول، وأقراص القشدة، لكن من الضروري التركيز على تناول أكبر قدر ممكن من الخضروات خلال العيد، ويكفي أطفالك ما أكلوه من أطباق منوعة في رمضان، عوديهم على الحياة الصحية من جديد.
طرق لجعل الأطفال يأكلون المزيد من الخضروات:
- تقديم الخضروات كوجبات خفيفة، على سبيل المثال، صلصة الخضار.
- إذا كنت تتناولين الطعام في مطعم، فقومي بإضافة الخضروات عن طريق طلب بعض الأطباق الجانبية التي تعتمد على الخضروات.
- أضيفي الجزر والكوسة المقطعة إلى وجبات طفلك المفضلة مثل السباغيتي بولونيز والبيتزا النباتية.
- أضيفي حفنة صغيرة من السبانخ للأطفال إلى عصائر الإفطار.
- توفير مجموعة متنوعة من الخضروات ذات الألوان/القوام المختلفة ليجربها طفلك.
- يمكن أن تساعد أيضاً تجربة أنواع مختلفة من الخضروات الساخنة/ الباردة/ المطبوخة/ النيئة.
من عمر 6 أشهر حتى عام: خضروات لا تستغني عنها وأخرى تجنبيها
كوني قدوة صحية
بصفتك أحد الوالدين، فأنت تلعبين دوراً هاماً في تشكيل عادات طفلك الغذائية وعلاقته بالطعام، قضاء المزيد من الوقت مع طفلك في المنزل خلال العطلات يُتيح له فرصة رائعة ليكون قدوة في سلوكيات الأكل الصحية، فإذا كنت تتناولين أطعمة صحية بانتظام، فمن المرجح أن يتناول طفلك أطعمة صحية أيضاً.
خصصي وقتاً لإعداد وجبات صحية ومتوازنة، وخصصي وقتاً للجلوس وتناول الطعام مع أطفالك بجعلهم قدوة حسنة، سيتعلم طفلك أهمية اتباع نظام غذائي صحي!
خطوات تعودين بها طفلك على تناول الطعام بمفرده فتدعمين استقلاليته.
احتفظي بوجبات خفيفة صحية للعطلات في متناول يدك

يشعر الأطفال بالجوع بين الوجبات، ومع ذلك، فإن العديد من الوجبات الخفيفة المعبأة ليست الخيار الأمثل؛ إذ قد تكون مليئة بالسكريات المضافة والدهون غير الصحية والمكونات الصناعية، يُعدّ وقت الوجبات الخفيفة فرصة رائعة لإضافة بعض العناصر الغذائية الإضافية إلى نظام طفلك الغذائي.
إن توفير الوجبات الخفيفة الصحية بسهولة يعد طريقة رائعة لضمان حصولك دائماً على خيارات الوجبات الخفيفة الغنية بالعناصر الغذائية لتقديمها لطفلك، وفيما يلي بعض المفضلة لدى الأطفال:
- الزبادي: يلعب الزبادي دوراً كبيراً في بناء وتقوية عظام وأسنان الأطفال، نظراً لمحتواه العالي من معدن الكالسيوم، كما يساعد على تعزيز صحة الجهاز الهضمي عند الأطفال، لغناه بمادة البروبيوتيك، التي تساهم في الحفاظ على توازن البكتيريا بالأمعاء وتسهيل عمليتي الهضم والإخراج.
- الفاكهة: تساعد على تحسين إدراك الطفل وتحفيز تطور الدماغ، تمتاز الفواكه بأهميتها في تحفيز التسنين وبناء العظام، للأطفال الذين يعانون من الإمساك، هي ملين قوي بسبب احتوائها على الألياف ونسبة عالية من المياه تحفز عمل الأمعاء، تقوية مناعة الجسم، خاصة الفواكه التي تحتوي على نسب عالية من مضادات الأكسدة.
- فول الإدامامي: من فوائد فول الإدامامي الأخضر أيضاً أنه يحتوي على حمض الفوليك، الذي يساعد على التخلص من الاكتئاب، وذلك نتيجة قدرته على منع تكون فائض من مادة الهوموسيستين في الجسم.
- مليسة: من شأن المليسة عند إضافتها إلى نبات الناردين الطبي أن تعمل على معالجة الأرق واضطرابات النوم، في دراسة في موقع "ساينس دايركت" نتج أن الأطفال الذين تناولوا جرعات من خليط المليسة والناردين أظهروا تحسناً بنسبة 70%-80% من أعراض اضطرابات النوم.
- تفاح مع زبدة الفول السوداني: تعد زبدة الفول السوداني من الأطعمة المغذية والصحية للأطفال إذا تم تناولها باعتدال، وخاصةً أن مذاقها محبب لهم، ويمكن مزجها مع العديد من الأطعمة لزيادة القيمة الغذائية مثل التفاح، والبسكويت، وفي هذا المقال، سوف نتعرف إلى فوائد زبدة الفول السوداني للأطفال.
- الجبن: الجبن مصنوع من الحليب، وبالتالي يحتوي على العناصر الغذائية الأساسية، فيتامين د: ضروري لامتصاص الكالسيوم بالشكل الصحيح، يساعد الكالسيوم مع فيتامين د في نمو الهيكل العظمي للطفل، فيتامين ب 12: يلعب دوراً في العديد من العمليات البيوكيميائية المهمة للنمو.
- أعواد الحمص والخضار: يحسن الحمص صحة وعمل الدماغ مما ينعكس على ذكاء الطفل، وتحسين صحة الجهاز الهضمي، يقوي العظام والعضلات ويحمي من مشكلات الهشاشة، ويعمل على تحسين صحة القلب والأوعية الدموية.
- الفشار: تتعدد فوائد الفشار للأطفال لأنه من الحبوب الكاملة الغنية بالألياف التي تعزز من صحة الجهاز الهضمي، وتساعد في علاج الإمساك ويساعد على الشعور بالشبع، وبالرغم من أنه من الوجبات الخفيفة المفضلة للأطفال لابد من عدم تقديمه للأطفال تحت سن 4 أعوام لعدم قدرتهم على مضغه مما يمكن أن يسبب الاختناق.
- بيضة مسلوقة: يساعد تناول البيض المسلوق للأطفال في تكوين خلايا الدم الحمراء والحماية من خطر الإصابة بالأنيميا، وذلك لاحتوائه على كمية من الحديد تدخل في تكوين خلايا الدم الحمراء، كما يدخل أيضاً في تكوين الخلايا العصبية، ومن فوائد البيض للأعصاب تحسين وظائف الدماغ لدى الطفل.
العادات الغذائية السليمة التي يجب تعليمها للأطفال
اسمحي بتناول الأطعمة الأخرى باعتدال
عادةً ما يتزامن عيد الفطر مع زيادة في كمية الأطعمة المُحلاة في وجبات الأطفال، مع أن تناول كمية صغيرة من هذه الأطعمة لا بأس به، إلا أن الإفراط في تناولها قد يُصبح مشكلة، وتحقيق نهج معتدل عندما يتعلق الأمر بالمكافآت، قد ترغبين في النظر في نهج 80/20 خلال العطلات.
80 % من الوقت، شجّعي طفلك على تناول أطعمة مغذية وصحية تُعزز نموه وتطوره وصحته العامة، وفكّري في الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والبقوليات والزيوت الصحية والمكسرات ومنتجات الألبان واللحوم الخالية من الدهون والبيض والأسماك.
20 % من الوقت، اسمحي لطفلك بتناول بعض الأطعمة الممتعة التي يحبها، تحتوي هذه الأطعمة على عناصر غذائية أقل وليست ضرورية للنمو والتطور، من المهم جداً وضع إرشادات حول الأطعمة الممتعة، خاصةً خلال موسم العطلة حيث تكون غالباً أكثر وفرة، احرصي على عدم تصنيفها على أنها أطعمة "سيئة" يُخشى منها، فهذا لا يعزز العادات الصحية طويلة الأمد، بدلاً من ذلك، اتبعي نهجاً مرناً وإيجابياً يسمح لأطفالك بتناولها من حين لآخر.
تذكري أن أهم شيء هو عدم جعل طفلك يشعر بالذنب تجاه استمتاعه بالأطعمة التي يحبها، بل تعلمي بدلاً من ذلك تقديرها باعتدال!