وجه اختصاصيو طب الأسنان آباء وأمهات أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة إلى أهمية الاعتناء بأسنان أطفالهم وحمايتها من التسويس وأمراض اللثة من خلال تعويدهم على مراجعة طبيب الأسنان، وتشجيعهم على كسر فوبيا الخوف، ووجهوا بعلاجهم في الصيف؛ تجنبًا لتعرضهم للإصابة بالالتهابات التنفسية في الشتاء، وتطرقوا إلى كيفية الوقاية والعلاج.
الدكتور حسن الفتيل، طبيب أسنان بمستشفي الدمام المركزي، كشف أن 65 إلى 70% من أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة يهتمون بنظافة أسنانهم، ورجح ذلك إلى تناولهم الأطعمة اللينة، أو أنواعًا معينة من الأدوية، أو بقاء أفواههم مفتوحة طول الوقت، وأهم من ذلك عدم قدرتهم على استخدام فرشاة الأسنان والمعجون بمفردهم.
وأكد الدكتور حسن الفتيل على ضرورة التنسيق بين طبيب الأسنان والطبيب المعالج؛ لأن غالبية الأطفال المعاقين يعانون من إصابات جهازية؛ لتجنيبهم أي اختلاطات غير مرغوبة قد تحدث أثناء أو بعد العلاج، وكذلك لاختيار نوع التخدير المناسب.
التعامل معه
- تعريف الطفل المريض وأهله على عيادة الأسنان؛ مما يقلل من الشعور بفوبيا الخوف.
- تشجيع اصطحاب الطفل للألعاب المحببة إلى نفسه معه لعيادة الأسنان، إضافة إلى أنّ تلك الفئة من الأطفال لا يمكنهم التعبير عن معاناتهم في حال كان لديهم ألم بالأسنان.
- التعامل مع الطفل المريض بالتخلف العقلي ببطء، وتكرار الحديث ليفهمه.
- الاستعانة بالصور؛ ما يساعده على فهم التعليمات والعلاج مع مكافأته عند الاستجابة.
- تعريفه بأهمية الاستماع لكلام طبيب الأسنان، ومرافقته للمساعدة في التواصل بينهما، على أن تكون الزيارة قصيرة.
أطفال متلازمة داون
شدد الدكتور حسن الفتيل على ضرورة إظهار الحب والحنان للطفل المصاب بمتلازمة داون، ما يزيد من استجابته للعلاج.
وتابع: «أفضل علاج أسنانه خلال الصيف؛ لأنه في هذا الوقت يقل تعرضه للإصابة بالالتهابات التنفسية، كالتي تحدث في الشتاء، كما يمكن علاج أسنانه أثناء سماعه للموسيقى، أو مشاهدة الأفلام الكرتونية، بتنظيم مواعيد قصيرة المدة مع استخدام كابح الحركة، أما في حالات الإصابة الشديدة فيتم علاجهم تحت تأثير مخدر عام داخل غرفة العمليات.
وحول كيفية التصرف حيال فرط الحركة «متلازمة داون» ينصح الدكتور حسن الفتيل بتأسيس اتصال عيني، واستخدام التركين الاستنشاقي بغاز النيتروز؛ حيث يكون لدى هؤلاء الأطفال حساسية تجاه الأصوات، والضوء، والرائحة.
أطفال التوحد
لابد من تبادل الثقة بين طفل التوحد ووالديه؛ ليتمكنا من السيطرة على سلوكه مع تكرار زيارته لعيادة الأسنان؛ وذلك بهدف حدوث تآلف للطفل مع هذه البيئة الجديدة، حيث تكون الإجراءات بسيطة أثناء الزيارة الأولى، وذلك لتكوين استجابة إيجابية عنده؛ حيث يشرح له الطبيب بشكل مبسط الإجراءات العلاجية بما يتناسب مع عمره العقلي، مع عدم إطالة انتظاره قدر الإمكان، واستخدام كابح الحركة والتحضير الجيد قبل موعد العلاج، والاستعانة ببعض المهدئات.
أطفال الشلل الدماغي
يستخدم في علاجهم كرسي العجلات، ويجب سؤاله عن شكل ووضع النقل المفضل لديه، وبذل الجهد لإبقاء رأسه ثابتًا خلال كافة مراحل علاج الأسنان، وعند وضعه على كرسي الأسنان يجب تحديد درجة راحته، وتقييم وضع الأطراف، مع استخدام وسادة ومناشف لدعم الجذع والأطراف، والاحتفاظ بظهره مرتفعًا بعض الشيء؛ لتقليل صعوبة البلع، والسيطرة على حركات الفك اللاإرادية باستخدام فواتح الفم المتنوعة. وتقديم أي مثيرات فموية ببطء داخل الفم، والتقليل من المنبهات مثل: الضوضاء، والأضواء، والحركات الفجائية، استخدام الحاجز المطاطي عند عمل إجراءات ترميمية.
ضعاف أو فاقدو السمع
ترى الدكتورة شهزنان الخنيزي، طبيبة أسنان بمستوصف القطيف، أن للوالدين الخيار بتحديد طريقة التواصل مع الطبيب، مثل: وجود مترجم يقرأ الشفاه، أو لغة الإشارة، مع مراقبة تعابيره، وإظهار الثقة والابتسام لبناء الثقة.
تتابع الدكتورة: «يطلب من الطفل رفع يده بالإشارة عند الشعور بأي مشكلة أثناء العلاج، والسماح له برؤية الآلات، وتعزيز السلوك الإيجابي من خلال التربيت على كتفه بلطف مع التأكيد على استمرار الاتصال البصري وتجنب حجب الرؤية عنه، وخاصة عند استعمال الحاجز المطاطي، وضبط الجهاز المساعد للسمع قبل تشغيل القبضة، فهي تضخم الأصوات والأطفال يكونون حساسين جدًا تجاه الاهتزازات؛ لذلك تستخدم السرعات العالية وحتى البطيئة بحذر شديد».
المكفوفون
يتم السماح للطفل المكفوف بارتداء نظارات مع تجنب الأصوات المرتفعة غير المتوقعة، حسب نصيحة الدكتورة شهزنان الخنيزي، ثم لابد من تأسيس العلاقة الكلامية معه وإعطائه الطمأنينة، وشرح الإجراء العلاجي مع الإجابة عن أسئلته، واستعمال طرق الاستماع والتذوق والشم واللمس، وصف الأدوات والأجسام التي توضع في الفم، وتقليل كمية المواد العلاجية؛ حيث إنّ حاسة الذوق تكون عالية عنده ما قد يجعله يرفضها، وشرح إجراءات الصحة الفموية، والإمساك بيده وتوجيهها ببطء أثناء استخدام فرشاة الأسنان.
تستدرك الدكتورة: «على الوالدين، وبمساعدة طبيب الأسنان، وضع برنامج وقائي للطفل المعوق يتضمن العناية بأسنانه في البيت وفي عيادة الأسنان، كما هو عند الطفل المعافى، ولكن مع وجود الصعوبات التي يعاني منها فإنّ واجب التنظيف يقع على عاتق الوالدين.
ولكي يتمكنا من التحكم بحركة رأس الطفل فإنه من الممكن وضعه على كرسي ويقف الأب خلفه ويلف ذراعه حول رأسه، أو يجلس الطفل على الأرض بين ركبتيه، ثم يقوم بتنظيف أسنانه بنفس الطريقة المشروحة، ولتسهيل هذه المهمة يمكن الاستعانة بالفرشاة الكهربائية. ويمكن التحكم بحركة رأسه بنفس الطريقة لاستخدام الخيط السني.