السل هو مرض مُعدٍ يصيب الرئتين في الغالب، ولكنه يؤثر أحياناً على أجزاء أخرى من الجسم، مثل: الكلى والغدد الليمفاوية والعظام.
يُعتبر مرض السل أحد "أمراض الفقر"؛ لأنه أكثر انتشاراً في البيئات التي يسود فيها سوء التغذية، والظروف الصحية السيئة، والاكتظاظ السكاني، ونقص الرقابة الطبية.
لقد كان مرض السل في غالبية الحالات مميتاً في الماضي، أما في الوقت الحاضر؛ فيمكن علاج السل بواسطة العلاج بالمضادات الحيوية.
وبالنسبة لمعظم الأشخاص الأصحاء، يكون خطر الإصابة بالسل منخفضاً اليوم، وأقل بكثير مما كان عليه في بداية القرن العشرين.
ورغم أن المرض أصبح أقل شيوعاً عما كان عليه من قبلُ، إلا أنه لايزال يمثل مشكلة صحية عامة كبيرة في أجزاء كثيرة من العالم؛ حيث أودى بحياة 1.4 مليون شخص في عام 2010.
أنواع مرض السل
هناك 3 أنواع من مرض السل، وهي:
السل الرئوي
وهو الشكل الأكثر شيوعاً لمرض السل (حوالي 70% من الحالات) تدمر البكتيريا أنسجة الرئة؛ مما يؤدي إلى تجويفها. ويظل المرض موضعياً في الرئتين.
السل خارج الرئة
وفي هذه الحالة، تهاجم البكتيريا أجزاء أخرى من الجسم، مثل: العظام أو الكلى أو العُقد الليمفاوية أو السحايا أو الجهاز العصبي المركزي. قد يكون أو لا يكون السل خارج الرئة مصحوباً بالسل الرئوي.
السل المنتشر أو الدخني
تنتشر البكتيريا مثل بذور الدخن في جميع أنحاء الرئة، كما وتنتشر عبْر نظام الدم وتهاجم الجسم بأكمله. ولذلك فهذا النوع من السل يجمع بين مرض السل الرئوي وغير الرئوي.
كيف يمكن الوقاية من مرض السل؟
- يتوفر التطعيم ويحمل اسم BCG أو Bacillus Calmette-Guerin للوقاية من مرض السل، ولكن لا يمكنه منع سوى عدد قليل من سلالات مرض السل.
- وبما أنه مرض ينتقل عن طريق الهواء، ينبغي تجنُّب الاتصال بالأشخاص المصابين بالسل. وبالمثل، يجب على الأشخاص المصابين بالسل النشط والذين يتناولون أدوية السل، ارتداء قناع جراحي دائماً، وتجنُّب الذهاب إلى الأماكن المزدحمة.
- إذا كان الشخص معرَّضاً لخطر الإصابة بالعدوى؛ فيجب عليه التحدث إلى طبيبه على الفور.
- هذا ويعمل العلاج الوقائي بالتآزر مع العلاج المضادّ للفيروسات القهقرية للوقاية من مرض السل وإنقاذ المرضى. وسيتعين على الحكومات والخدمات الصحية والشركاء والجهات المانحة والمجتمع المدني، مضاعفة الجهود لتسهيل الوصول إلى العلاج الوقائي لمرض السل وتحقيق الأهداف.
- وتوصي هذه المبادئ التوجيهية الموحدة الجديدة بمجموعة من الأساليب المبتكرة لزيادة فرص الحصول على العلاج الوقائي لمرض السل، فيما توصي منظمة الصحة العالمية بتوسيع نطاق العلاج الوقائي لمرض السل بين السكان الأكثر عُرضة للخطر، بما في ذلك الأشخاص الذين هم على صلة في المنزل بمرضى السل، والأشخاص المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية، وغيرهم من الأشخاص المعرّضين للخطر الذين يعانون من انخفاض المناعة والذين يعيشون في أماكن مزدحمة.
- كما توصي منظمة الصحة العالمية بدمج خدمات العلاج الوقائي لمرض السل في المبادرات الحالية لاكتشاف حالات السل النشِط. وإذا تم استبعاد المرض؛ فمن الضروري البدء في العلاج الوقائي.
- وللكشف عن الإصابة بالسل، توصي منظمة الصحة العالمية باستخدام اختبار السلين الجلدي، أو اختبار الإنترفيرون غاما. إن هاتين الوسيلتين للفحص مفيدتان للعثور على الأشخاص الذين سيستفيدون أكثر من العلاج الوقائي.
- بالنسبة للأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية والأطفال دون سن الـ5 سنوات الذين يتواصلون مع أشخاص مصابين بالسل النشط، ليس من الضروري إجراء فحص لعدوى السل قبل بدء العلاج الوقائي.
- وتوصي منظمة الصحة العالمية بأنظمة علاج وقائية جديدة أقصر، بالإضافة إلى النظام الكلاسيكي الذي يعتمد على تناول أيزونيازيد يومياً لمدة 6 أشهر.
ربما تودين الإطلاع على 5 طرق تجنبك أمراض الجهاز التنفسي الخطيرة
عوامل خطر الإصابة بمرض السل
الأشخاص الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة هم أكثر عُرضة للإصابة بالعدوى. وبالتالي؛ فإن الحالات الصحية مثل فيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز التي تُضعف جهاز المناعة، تَزيد أيضاً من خطر الإصابة بالسل. تشمل عوامل الخطر الأخرى ما يلي:
- بعض أنواع السرطان.
- سوء التغذية.
- مرض الكلى في المرحلة النهائية.
- مرض السكري.
ولعلاج بعض الأمراض وأثناء العمليات الجراحية مثل زرع الأعضاء، يتم إعطاء الأدوية التي تثبط جهاز المناعة لدى الشخص. لكن هذه الأدوية تَزيد من خطر إصابة الشخص بالعدوى.
ما هي أعراض مرض السل؟
يمكن للأشخاص الذين يتمتعون بجهاز مناعة قوي، أن يصابوا بالعدوى من دون ظهور أيّة أعراض. تُعرف هذه الحالة باسم السل الكامن، وهي ليست مُعدية، ولكنها يمكن أن تتطور إلى مرض السل النشط على مَر السنين.
وتشمل الأعراض الشائعة في مرض السل النشِط، ما يلي:
- السعال الذي يستمر لأكثر من 3 أسابيع.
- ألم عند التنفس أو السعال.
- الدم في البلغم.
- فقدان الوزن غير المبرر.
- فقدان الشهية.
- الحمى.
- التعب.
وكما سبق وأشرنا؛ فإن مرض السل يؤثر في الدرجة الأولى على الرئتين والجهاز التنفسي، ولكن في المراحل المتقدمة، يمكن أن يؤثر على أعضاء أخرى مثل: الدماغ والعمود الفقري والكلى ونخاع العظام. لذلك، قد تظهر أيضاً الأعراض المرتبطة بالأعضاء المصابة الأخرى، لكن هذا يختلف من شخص إلى آخر.
* ملاحظة من «سيّدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب مختص.
* المصادر:
- HJ Hospitals
- Passeport Sante
- WHO