التأثيرات المحتملة لنقص حمض المعدة وفق اختصاصية

امرأة تعاني من مشاكل في المعدة
امرأة تعاني من مشاكل في المعدة

يسبّب نقص حمض المعدة خللاً في عملية الامتصاص، مما يؤثر على قدرة الجسم على أداء وظائفة بالشكل المطلوب، تعرّف مع اختصاصية التغذية رولا كمال إلى نقص حمض المعدة.

عندما تعاني من نقص حمض المعدة بدرجة كبيرة تتباطأ العملية الهضمية بالكامل ويزداد نمو الميكروبات، الأمر الذي يصعّب على هذا الحمض القيام بوظائفه التي تتمثّل في تكسير البروتينات إلى الأحماض الأمينية المكوّنة لها، إفراز كمية كافية من العصارة الصفراء وتعقيم الأطعمة التي تدخل إلى المعدة.

كما أن نقص حمض المعدة يعرقل إفراز إنزيمات البنكرياس بالكميات المطلوبة لتحليل كتلة الطعام إلى جزيئات صغيرة بما يكفي لتمريرها من خلال جدار الأمعاء، وبالتالي تعيق من عملية الامتصاص، الأمر الذي قد يؤدي إلى عدم قدرة الجسم على أداء وظائفه المختلفة.

اختصاصية التغذية رولا كمال


طرق تعزيز حمض المعدة

بشكل أساسي يعتمد تحفيز حمض المعدة على التعامل مع العامل المسبب. وقد يكون إتباع الخطوات الآتية على قدر من الأهمية:

  1. مضغ الطعام بشكل جيّد: قد تعتقد أن هذه النصيحة بسيطة ولا قيمة لها، ولكن الحقيقة أنها في غاية الأهمية وقادرة على تحسين عملية الهضم وتقوية حمض المعدة لديك. ففي الفم يتم الجزء الأول من عملية الهضم ويكون على 3 أنواع:
  • الهضم الميكانيكي الأولي والذي يتمثّل بتجزئة الأطعمة التي تأكلها وتقطيعها.
  • الهضم الكيميائي المباشر والذي يتمثّل بدور اللعاب في هضم النشاء المطبوخ ضمن الأطعمة التي تأكلها.
  • الهضم الكيميائي والذي يتمثّل في تحفيز إفراز عصارات المعدة عن طريقة مضغ الطعام وإفراز اللعاب.

وبالتالي عدم المضغ الجيد لطعامك سوف يؤثر بشكل سلبي على أنواع الهضم في الفم، لذا من المهم أن تتأكد من مضغ كل قضمة 30 مرة قبل بلعها.

2. إعتماد نظام غذائي صحي ومتوازن: يمكن للنظام الغذائي غير الصحي المتّبع وأنواع الأطعمة التي تعتمدها أن تكون العامل الأهم خلف حالة نقص حمض المعدة ومضاعفاتها الكثيرة، إلى جانب مجموعة كبيرة من التأثيرات السلبية على الجسم بشكل عام، بداية من عملية الهضم وصولاً إلى اكتساب الوزن ومشاكل البشرة، فالأطعمة المصنّعة وتلك الغنية بالسكريات (الكربوهيدرات البسيطة المكرّرة) بالإضافة إلى الأطعمة الدسمة، كلها أنواع تؤثر بشكل سلبي على المعدة وتتسبّب بتقليل كمية وجودة وتأثير حمض المعدة.

في المقابل يملك النظام الغذائي المتوازن تأثيراً كبيراً، فبالدرجة الأولى كل من الخضار والفاكهة تعمل على زيادة معدل حموضة المعدة، إلى جانب دور الأطعمة الصحية التي لا تشكل ضغطاً كبيراً عليها.

3.تناول الكثير من الأطعمة المخمّرة: الأطعمة المخمّرة مثل اللبن الرائب وبعض أنواع الجبن بالإضافة إلى الخضار المخمّرة المتمثّلة في الكيمتشي والمخللات بأنواعها، مثل هذه الاختيارات تتميّز باحتوائها على البروبيوتيك (البكتيريا المفيدة) الضرورة لعملية هضم سليمة بالدرجة الأولى.

ولكن دور البروبيوتيك لا يتوقف عند هذا الحد، وإنما تعتبر خط دفاع عن الجسم، لأن تأمين بيئة بكتيريا جيدة في الأمعاء يعني أنها ستكون قادرة على محاربة البكتيريا الضارّة، وبالتالي الحماية من الأمراض المختلفة والتي يمكن أن تكون السبب الأساسي في نقص حمض المعدة.

فوائد مثل هذه الأطعمة كثيرة جداً، وأهمية البكتيريا المفيدة كبيرة، والأهم أن هذه الأطعمة تتميّز بنكهتها المحبّبة وبالتالي من السهل إدخالها إلى نظامك الغذائي.

لكن في حال كنت تعانين من حالة صحية ما يفضل استشارة الطبيب أو أخصائي التغذية قبل تناول الأطعمة المخمرّة.

4. تناول خل التفاح أو عصير الليمون: خل التفاح غني بالأنزيمات التي يحتاجها الجسم وبشكل خاص الجهاز الهضمي إلى جانب الخصائص الحمضية التي يتمتّع بها والتي بالطبع سوف تقوّي حمض المعدة.

الأمر لا يتوقّف عند هذا الحدّ وإنما يعتبر خل التفاح العلاج الأسرع والأكثر فاعلية للتعامل مع ارتجاع المريء والحموضة، بالإضافة إلى دوره في تنظيم مستوى سكر الدم والتعامل مع أعراض داء السكري.

يمكنك تناول عصير الليمون أو خل التفاح بشكل مباشر، ولكن مع خل التفاح يفضل إضافة القليل من الماء للتخفيف منه.

ملاحظة: لا يجب تنظيف أسنانك مباشرة بعد تناول الحموض، لأن الحمض يضعف طبقة مينا الأسنان وبالتالي تكون معرّضة للتلف مع فركها بالفرشاة، في المقابل عليك الانتظار حوالي 30 دقيقة قبل تنظيفها.

5. تناول القليل من الزنجبيل: يتمتّع الزنجبيل بخصائص مضادة للالتهاب وبالتالي يمكن له التعامل مع الالتهابات المسببة لحالة نقص حموضة المعدة، إلى جانب دوره في علاج ارتجاع المريء واضطرابات الجهاز الهضمي.

بشكل عام من السهل إدخال الزنجبيل إلى النظام الغذائي وإضافته إلى أنواع الطعام المختلفة، إلى جانب أن تقوم بتقطيع الزنجبيل الطازج إلى شرائح أو قطع صغيرة ونقعه في الماء أو الشاي، ويمكنك تناول الزنجبيل بشكل المكملات الغذائية المتوافرة سواء أقراص أو مسحوق.

ما رأيك بالتعرّف إلى العلاج بالصوت يزيل الطاقة السلبية المحبوسة في الجسم.

مزيد من الخطوات لتقوية حمض المعدة

التقليل من الأطعمة والمشروبات التي تسبّب ضعف فتحة المريء

 

  • التقليل من الأطعمة والمشروبات التي تسبّب ضعف فتحة المريء: واحد من أكثر الأعراض المزعجة التي تترافق مع حالة ضعف حمض المعدة هي ارتجاع المريء، والسبب الأساسي فيه هو ضعف عضلة فتحة المريء وعدم انغلاقها بشكل كامل ما يسمح بخروج العصارات.

هناك عدة عوامل تؤدي إلى ضعف هذه العضلة وضعف استجابتها: بالدرجة الأولى نقص حموض المعدة بالإضافة إلى تناول الأطعمة والمشروبات التي تسبب ضعفها، مثل: الأطعمة والمشروبات التي تحتوي الكثير من الكافيين كالقهوة والشاي، بالإضافة إلى منتجات الألبان الدسمة والأطعمة عالية المحتوى من السكر (الكربوهيدرات البسيطة) والأطعمة المقلية واللحوم المصنّعة، لذا عليك العمل على التقليل منها ضمن نظامك الغذائي.

  • تقسيم طعامك إلى وجبات أصغر: بدلاً من تناول وجبة كبيرة أو اثنتين اعمل على تقسيم طعامك على 4 أو 5 وجبات أصغر! فتناول كمية كبيرة دفعة واحدة يشكل ضغطاً كبيراً على المعدة وبشكل خاص لو كانت هذه الأطعمة صعبة الهضم أو من الأطعمة التي تتسبب بإضعاف عضلة فتحة المعدة.

وكلما زادت كمية الطعام التي تناولتها، زادت كمية الحموض التي تحتاجها لعملية الهضم، وكلما زادت الأعراض التي تعاني منها نتيجة نقص تلك الحموض، لذا يمكن لكميات الطعام القليلة أن تتعامل مع الأمر.

  • تجنّب شرب السوائل قبل أو بعد الوجبات بـ 30 دقيقة: يمكن لتناول السوائل بكميات كبيرة قبل وجبة الطعام أو بعدها مباشرة أن يؤدي إلى تخفيف حموض المعدة، وبالتالي يؤثر بشكل سلبي على عملية الهضم، لذا عليك تجنب شرب السوائل قبل أو بعد الطعام بـ 30 دقيقة، فيما عدا الكميات القليلة.

بشكل عام إذا كنت من الأشخاص المعتادين على شرب السوائل مع الطعام فيمكنك التقليل من ذلك بشكل تدريجي بدلاً من الامتناع عنه مباشرة دفعة واحدة، أي قلل الكمية وباعد بين فترة تناولها وفترة الطعام شيئاً فشيئاً.

  • التعامل مع التوتر: التوتر والإجهاد والتعب وقلة النوم كلها عوامل تملك تأثيراً سلبياً على عملية الهضم وعلى استجابة المعدة وإفراز حموضها. لذا من المهم أن تتعامل معها من خلال ضبط مستويات التوتر والقلق، الحصول على المقدار الكافي من النوم، تجنّب الإجهاد قدر الإمكان، اعتماد نمط حياة مريح بعيداً عن التلوث والإزعاج والتعامل مع المشاكل التي تتعرّض لها.
  • تقوية حمض المعدة عن طريقة الأدوية: تقوية حمض المعدة عن طريق الأدوية ينقسم إلى جزأين: الأول تجنب الأدوية التي تضعف حموض المعدة، وأهمها مضادّات الحموضة، بالإضافة إلى مناقشة أمر الأدوية التي تأخذها مع طبيبك في حال كانت مشاكل المعدة التي تعاني منها هي نتيجة لتأثيراتها الجانبية. أما الجزء الثاني فيتمثل في تناول أنزيمات المعدة أي الأدوية التي تدعم الأنزيمات الهاضمة، وذلك قبل الوجبة بحوالي 15 إلى 20 دقيقة.

تقوية حمض المعدة لن يقوي معدتك ويحسّن عملية الهضم فقط، بل سوف يؤثر على حياتك بالكامل ويخلصك من الحالات الأكثر إزعاجاً والأعراض التي تعاني منها، لذا تأكد من القيام بذلك.

تنويه: لا يمكن اعتماد المعلومات السابقة بديلاً عن استشارة الطبيب في اعتماد أو ترك علاج أو دواء معين.

من المهم الاطلاع إلى طرق تجنب زيادة الوزن مع التقدم بالسن وفق اختصاصية.

*ملاحظة من "سيّدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.