شهرُ أكتوبر من كلِّ عامٍ، هو شهرُ التوعيةِ بسرطانِ الثدي، وتُطلَق فيه حملةٌ صحيَّةٌ تشمل كلَّ أنحاءِ العالم؛ بُغية زيادةِ الوعي بهذا السرطان، وتشجيعِ النساءِ على إجراءِ فحصٍ منتظم، والبحثِ عن علاماتٍ مبكِّرة للكشف عنه. حول آخر ما توصَّل إليه علمُ التشخيص، علمُ التداوي، والعلاجاتُ المستقبليَّة لجميع أنواعِ الأورامِ السرطانيَّة، يتحدَّث لـ«سيّدتي» البروفيسور في طبِّ الأورام مروان غصن؛ مؤكداً أهميَّة الكشفِ المبكِّر عن المرض، ودورَ التوعية في تجنُّبه.
3 أنواع رئيسة لسرطان الثدي
يشيرُ البروفيسور مروان غصن إلى أن الدراساتِ والأبحاثَ الجديدة، أثبتت أن علاجَ سرطانِ الثدي، يتمُّ وِفقاً لثلاثةِ أنواعٍ رئيسة:
1. النوع المعروف بـ Hormone Receptor Positive Breast Cancer:
وهو النوعُ المستجيبُ للهرمونات، ويشكِّل 50% إلى 60% من حالاتِ سرطانِ الثدي، ويعتمدُ علاجه على أدويةٍ هرمونيَّة متعدِّدة، تعمل بوصفها خطوطَ دفاعٍ ضد المرض. قد يتحوَّل المرضُ من حالةٍ حادَّةٍ إلى مزمنةٍ، يمكن التعايشُ معها، كما أن التقدُّم في العلاجاتِ الهرمونيَّة، يوفِّر خياراتٍ علاجيَّةً متعدِّدةً حتى في المراحلِ المتقدِّمة.
2. النوع المعروف بـ HER2-positive:
ويشكِّل 20% من حالاتِ سرطانِ الثدي. الأدويةُ الجديدةُ الموجَّهة أثبتت فاعليَّةً عالية ضد هذا النوع؛ إضافةً إلى أنواعِ علاجاتٍ أخرى، وظيفتها العملُ على الخللِ الموجودِ في DNA الخليَّة السرطانيَّة. بعض الأدويةِ الموجَّهة لهذا النوعِ، قد تكون مفيدةً لعلاج حالاتٍ أخرى من سرطانِ الثدي.
3. النوع المعروف بـ Triple-Negative Breast Cancer:
وهو النوعُ السلبي الذي لا يستجيبُ لأدويةِ الهرمونات أو الأدويةِ الموجَّهة التقليديَّة، وقد أدَّت التطوُّرات الحديثة إلى فهمٍ أفضل لهذا النوع. وتشمل العلاجاتُ الجديدةُ العلاجاتِ المناعيَّة، والأدويةَ الموجَّهة البيولوجيَّة.
ما رأيكِ بالاطلاع على: أعراض سرطان الثدي التي يجب على كل امرأة معرفتها وِفق طبيبة.
سرطان الثدي: نقاط مهمة إضافيّة
- ضرورةُ توفُّر فريقٍ طبي متكامل، يشمل طبيبَ الأورام، واختصاصي التغذية وعلم النفس، والتمارين الرياضيَّة (نهجٌ شمولي).
- أهميَّة التشخيصِ المبكِّر؛ خاصَّةً النساءَ اللاتي لديهن تاريخٌ عائلي، أو جيني للإصابةِ بالسرطان.
- الدراساتُ الحديثة، تؤكِّد فوائدَ العلاجاتِ المناعيَّة، وتشير إلى أهميَّة التشخيصِ المبكِّر، لاسيّما النساءُ المعرَّضات لخطرٍ أعلى للإصابةِ بسرطان الثدي، اللواتي لديهن تاريخٌ عائلي، أو جيني.
الكشف المبكر عن سرطان الثدي أهم مرحلة نحو الشفاء
يؤكِّد البروفيسور غصن ضرورةَ الكشفِ المبكِّر؛ مبيناً أن هذه الخطوة مهمَّةٌ للغاية لسببٍ بسيطٍ، وهو أن اكتشافَ الورمِ في أولى مراحله، يسهم في شفاءِ المريضةِ بشكلٍ نهائي، وبنسبةٍ قد تصل إلى 100%.
ويضيفُ: «الكشفُ المبكِّر لا يمنع المرض؛ بل يُمكِّننا من اكتشافه في مراحله الأولى. ومهما كان نوعه، يبقى الأملُ بالشفاءِ عالياً جداً في هذه المرحلة؛ لتكمل المريضةُ حياتها بعد ذلك بشكلٍ طبيعي. وهنا أشدِّد على أنه حتى مع وجودِ العاملِ الوراثي، والجيناتِ الوراثيَّة المعروفةِ باسم BRCA 1 وBRCA 2، تُمكِّننا المتابعةُ الدوريَّة من اكتشافِ أيّ ورمٍ في بدايته؛ ليتمَّ استئصاله على الفور، مع إعطاءِ المريضة العلاجَ الوقائي اللازم.
كذلك يجبُ أن أشيرَ إلى أنه بعد أعوامٍ من حملاتِ التوعية، ارتفع عددُ النساءِ اللواتي، تَزيد أعمارهن عن الأربعين، ويُجرين الفحصَ الدوري بشكلٍ كبير، وهذا يؤكد أن الرسالةَ وصلت حول ضرورةِ إجراءِ صورة Mammograpghy، وUltrasound».
لافتاً إلى أنه: «حتى في الدولِ الأوروبيَّة، تغيَّرت هذه التوصيات، وباتت ابتداءً من سنِّ الـ 45». مثنياً على خبراتِ الأطباءِ من اختصاصاتٍ عدة، ودورهم في اكتشافِ المرضِ وعلاجه، «إذ يتوفَّر اليوم مستوى عالٍ جداً من المهارةِ والخبرة في التعاطي مع سرطانِ الثدي».
ويتابعُ البروفيسور غضن: «لا بدَّ أن أذكر أيضاً دورَ اختصاصيي وأطباءِ الأشعَّة الذين يحظَون بخبراتٍ مميَّزةٍ ومهمَّة جداً لاكتشافِ أدقِّ التفاصيل، وقراءتها خلال التصوير، وليس خافياً على أحدٍ، ما يتوفَّر اليوم من أجهزةِ تصويرٍ على مستوى عالٍ من الدقَّة، تسمح للطبيبِ برؤيةِ أنسجة الثدي الدقيقة جداً. هذا، وقد أثبتت التجارِبُ العالميَّة التي أُجريت على مئاتِ الآلافِ من النساء، أن التشخيصَ المبكِّر، يسهم في التقليلِ من خطرِ الموت، ويساعدُ في الشفاءِ السريع».
وحول العمرِ الذي يجب إجراءُ الفحصِ فيه، يجيبُ: «تجب معرفةُ مَن هنَّ السيداتُ الأكثر عُرضةً لسرطانِ الثدي. في المجتمعِ الشرقي النساءُ بدءاً من عمر الأربعين هنّ الأكثر عُرضةً للإصابةِ بالمرض؛ لأن معدَّل عمرِ التشخيص في المجتمعاتِ الشرقيَّة لهذا السرطان، هو أقلُّ بـ 10 سنوات من معدَّل سنِّ التشخيصِ في البلدانِ الأوروبية، وأمريكا؛ لذا يجب البدءُ بإجراءِ الفحوصاتِ للكشف عن سرطانِ الثدي فور دخولِ الأربعين، وهذا أمرٌ مهمٌّ جداً».
ويؤكِّدُ البروفيسور غضن، أن «التشخيصَ المبكِّر ضروري جداً لاكتشافِ الورمِ عندما يكون قياسه أقلَّ من 2 سنتيمتر، وعدم انتشاره إلى الغدد الليمفاوية، أو إلى أيّ مكانٍ آخر في الجسم. هذا الأمرُ يسهم إلى حدٍّ كبيرٍ في شفاءِ النساء 100%، وبعد العلاج، تبدأ السيدةُ مرحلةً جديدةً من حياتها في المجتمع مهما كان عمرها، وتستطيعُ أن تتزوَّج، وتنجبَ الأولاد في حالِ كانت في سنٍّ صغير؛ فلم يعُد هناك أيّ مستحيلٍ مع الطبِّ حالياً؛ خاصَّةً أن 30% من سرطاناتِ النساء، هي سرطان الثدي».
يُنصح باكتشاف: نصائح صحية لتحفيز الصحة الإنجابية للعروس وِفق اختصاصية.
ما هو سرطان الثدي الانتكاسي؟
يوضح البروفيسور مروان غصن، أن «هناك معايير وعوامل، يجب أن يأخذها الطبيبُ في اعتباره مثل: حجمِ الورم، ونوعه، وإذا ما كانت الغددُ الليمفاوية تحت الإبط سليمةً، أم لا، وغير ذلك من أجل تحديدِ إمكانيَّة حدوثِ انتكاسةٍ أم لا. في مثل هذه الحالات، نقدِّم للمريضةِ علاجاً وقائياً بعد العمليَّة الجراحيَّة لفترةٍ من الزمن، وهو ليس واحداً لكلِّ المريضات؛ بل وِفق تلك المعايير. وقد أثبت فاعليته ونجاحه بنسبةٍ عاليةٍ». مشدِّداً: «على الرغمِ من التطوُّر المذهل على مستوى العلاجاتِ الحديثة لسرطانِ الثدي، إلا أن رسالتنا دائماً لكلِّ النساء بإجراءِ الكشفِ المبكِّر؛ لكيلا نصلَ إلى هذه المرحلة؛ فهذه الخطوةُ هي السبيلُ نحو القضاءِ على المرض».
مَن هنَّ النساء المعرَّضات أكثر من غيرهن للإصابة بسرطان الثدي؟
يكشف البروفيسور مروان غصن عن أن النساءَ المعرَّضات أكثر من غيرهن للإصابةِ بسرطانِ الثدي، هنَّ اللواتي توجدُ في عائلتهن حالةٌ لسرطانِ الثدي مثل: الوالدةِ، أو الشقيقةِ، أو الابنة. ويقول: «في هذه الحالةِ، يجب أن تخضع كلُّ سيدةٍ في العائلة للتشخيصِ المبكِّر لوجود خطرٍ وراثي في الجينات». ويضيف: «يجب عدم الخوفِ من هذا الموضوع؛ بل بالعكس، يُنصَح باللجوءِ إلى الطبيبِ المختصِّ، وإجراءِ الفحوصاتِ اللازمة للاطمئنان، وأخذِ جميع الاحتياطاتِ الطبيَّة اللازمة، منها الصورةُ المغناطيسيَّة. وهنا لا بدَّ من التركيزِ على أهميَّة الدعمِ النفسي للمريضة، وبناءِ جسورٍ من الثقةِ بين الطبيب ومريضته؛ فهي القيمةُ المضافةُ التي تسهم في نجاحِ العلاجِ أكثر، وترفع نسبةَ الشفاء».
ويختمُ البروفيسور حديثه قائلاً: «اكتشافُ المرضِ في مراحله الأولى، يَزيدُ من الخياراتِ العلاجيَّة، ويرفع من نسبةِ فاعليتها في القضاءِ على السرطان. وتبقى المسألةُ المهمَّة: وجودُ طاقمٍ طبي متكاملٍ من تخصُّصاتٍ عدة، إلى جانبِ طبيبِ الأورام مثل: الجرَّاح، وطبيبِ الأشعَّة، وطبيبِ الاختصاص حسبَ نوعِ السرطان، والاختصاصي في علمِ النفس وممارسة التمارين الرياضيَّة والتغذية؛ ليتمَّ تحديد خطَّةٍ متكاملةٍ لمراحل العلاج كافة، مع إعادةِ تقييمها بعد كلِّ مرحلةٍ؛ إذ قد تحتاج إلى تعديلٍ ما».
ننصحكِ بالتعرُّف إلى: رجيم الغدة الدرقية وِفق اختصاصية تغذية.
* ملاحظة من «سيّدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، تجب استشارة طبيب مختص.