فوبيا القيء هي رهاب محدد يتضمن خوفاً شديداً من القيء، أو رؤية القيء، أو مشاهدة أشخاص آخرين يتقيأوون، أو الشعور بالمرض. غالباً ما يعيش الأشخاص الذين يعانون من رهاب القيء مع القلق وينخرطون في سلوكيات تؤثر على حياتهم اليومية.
ورغم أن معظم الناس لا يحبون القيء، إلا أن هذا الأمر لا يتغلب على سلوكهم وأفكارهم، ولكن في حالة الإصابة بفوبيا القيء، يقضي الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة الكثير من الوقت في القلق بشأن القيء، حتى لو لم يشعروا هم أو من حولهم بالمرض، فمجرد التفكير في أن شخصاً ما يمكن أن يتقيأ يكون أحياناً كافياً للتسبب في ضائقة شديدة.
يمكن أن يكون لهذا الضيق المستمر تأثير كبير على طريقة حياة المُصاب بفوبيا القيء، على سبيل المثال، لا يستطيع تناول الطعام بالخارج، أو تجنّب الأماكن المزدحمة أو السفر، أو تجنّب الأطعمة الجديدة، أو الابتعاد عن الأشخاص الذين قد يكونون مرضى، أو مراقبة حالته الصحية باستمرار.
أعراض فوبيا القيء
تشمل السلوكيات الأخرى التي قد تشير إلى رهاب القيء، ما يلي:
-التخلص من الأطعمة أو الأماكن التي ترتبط بالقيء؛
-عدم تناول أطعمة جديدة أو شرب مشروبات جديدة؛
-تناول الطعام ببطء، أو تناول القليل جداً من الطعام، أو تناول الطعام في المنزل فقط؛
-شم الطعام أو فحصه بشكل متكرر للتأكد من أنه لم يفسد، أو التخلص من الطعام قبل انتهاء صلاحيته؛
-الإفراط في طهي الطعام؛
-عدم لمس الأسطح التي يمكن أن تحتوي على جراثيم تؤدي إلى المرض، مثل مقابض الأبواب أو مقاعد المراحيض أو الدرابزين أو أجهزة الكمبيوتر العامة؛
-تجنّب المستشفيات أو العيادات التي قد يمرض فيها الناس أو قد يتقيأوون؛
-استخدام مضادات الحموضة لمنع الشعور بالغثيان أو اضطراب المعدة قبل حدوثه؛
-مراقبة الصحة بشكل مفرط من خلال قياس درجة الحرارة؛
-غسل اليدين، والأطباق، والطعام، وأدوات تحضير الطعام بشكل مفرط؛
-تجنّب السفر أو المدرسة أو الحفلات أو وسائل النقل العام أو أي مكان عام مزدحم؛
-تجنّب استخدام كلمات معينة، مثل "القيء"؛
-الاطمئنان على صحة الآخرين وتجنبهم في حال ظهور المرض عليهم؛
-تجنب الروائح الكريهة مثل القمامة أو الأشياء المتسخة؛
-صعوبة في التنفس، أو ضيق في الصدر، أو زيادة في معدل ضربات القلب عند التفكير في القيء.
ويصاحب هذه السلوكيات أيضاً أعراض تتعلق بالصحة النفسية، مثل:
-الخوف الشديد من رؤية شخص ما يتقيأ؛
-الخوف الشديد من الاضطرار إلى التقيؤ وعدم القدرة على العثور على الحمام؛
-الخوف الشديد من عدم القدرة على التوقف عن التقيؤ؛
-الخوف الشديد من الاختناق بالقيء؛
-الضيق من فكرة الإحراج بسبب التقيؤ؛
-الذعر من فكرة عدم القدرة على مغادرة منطقة مزدحمة إذا تقيأ شخص ما؛
-القلق والضيق عند الشعور بالغثيان أو التفكير في القيء؛
-الخوف الشديد من المرض والذهاب إلى المستشفى.
ما رأيكِ بالاطلاع على طريقة التخلص من فوبيا الحشرات؟
أسباب فوبيا القيء
غالباً ما تتطور حالات الرهاب المحددة بعد وقوع حادث معين، حيث يخلق الحادث ارتباطاً بين شيء ما، قد يكون شيئاً أو موقفاً أو حدثاً، وبين الخوف. وقد تشمل أسباب رهاب القيء ذلك ما يلي:
-الإصابة بالمرض الشديد في الأماكن العامة؛
-وجود حالة سيئة من التسمم الغذائي؛
-القيء خلال العطلات الهامّة؛
-وجود شخص قد تقيأ علك من قبل؛
-الإصابة بنوبة هلع أثناء حادثة القيء.
يمكن أيضاً أن يتطور رهاب القيء دون سبب واضح، مما يدفع الخبراء إلى الاعتقاد بأن الوراثة والبيئة قد تلعبان دوراً، فعلى سبيل المثال، وجود تاريخ عائلي لأنواع معينة من الرهاب أو اضطرابات القلق الأخرى يمكن أن يزيد من خطر إصابتكِ بهذا النوع من الرهاب.
وغالباً ما يبدأ الرهاب أيضاً في مرحلة الطفولة، وقد لا يتذكر بعض البالغين الذين عاشوا مع رهاب القيء لعقود من الزمن الحدث المسبب الأول لهذا الرهاب.
طرق علاج رهاب القيء
يمكن لعلماء النفس علاج رهاب القيء بالعلاج بالكلام من خلال العمل على أنماط التفكير حول القيء، كما يقوم العديد من المعالجين أيضاً بتعريض الأشخاص للتقيؤ تدريجياً من خلال مقاطع الفيديو والتقنيات المشابهة.
ولا يتطلب الرهاب دائماً العلاج، ففي بعض الحالات، يجد الأشخاص طرقاً للتغلب عليه، ولكن بعض الأشياء أو المواقف المخيفة، مثل المصاعد أو السباحة، يكون تجنبها أسهل من غيرها.
نظراً إلى أن رهاب القيء يمكن أن يسبب عدداً من السلوكيات المؤلمة التي تؤثر على أجزاء أساسية من حياتكِ، مثل تناول الطعام أو طلب العلاج الطبي، فقد تجدين صعوبة في التغلب على هذا الرهاب.
بشكل عام، من الجيد أن تطلبي المساعدة إذا كان رهابكِ يؤثر على نوعية حياتكِ أو تجدين نفسكِ تتساءلين كيف ستكون الأمور مختلفة إذا لم يكن لديك رهاب؟.
ويجد معظم الناس أن العلاج بالتعرّض، وفي بعض الحالات، بالأدوية، يوفران الراحة.
- العلاج بالتعرض
يعتبر العلاج بالتعرض أحد أكثر العلاجات فاعلية لأنواع معينة من الرهاب، وفي هذا النوع من العلاج، ستعملين مع معالج نفسي لتعريض نفسك ببطء لما تخافين منه.
لعلاج رهاب القيء، قد يشمل ذلك تناول طعام جديد في مطعم أو الدوران حتى الشعور بالغثيان قليلاً، وأثناء تجربة هذه الأشياء، سيتم إعطاؤك أيضاً تقنيات تساعدكِ على التعامل مع مشاعر القلق والخوف أثناء التعرض.
إذا كان هذا يبدو مربكاً، فكري في النظر في إزالة التحسس المنهجية، وهذا نوع من العلاج بالتعرض الذي يتضمن معالجة مخاوفكِ على مدار التعرض المتعدد الذي يصبح تدريجياً أكثر حدّة.
- العلاج السلوكي المعرفي (CBT)
العلاج السلوكي المعرفي هو نوع من العلاج يساعدكِ على تعلم كيفية تحديد وتحدي الأفكار السلبية التي تسبب الضيق.
ويتضمن العلاج السلوكي المعرفي لأنواع معينة من الرهاب أيضاً التعرض لرهابكِ، ومع تعرضك للمرض تدريجياً، ستعملين مع المعالج الخاص بكِ لمعالجة القلق والضيق الذي تشعرين به عند التفكير في القيء وتتعلمين طرقاً للتعامل معه بنفسكِ.
تشير نتائج دراسة أجريت عام 2016 على 24 شخصاً يعانون من رهاب القيء إلى أن العلاج السلوكي المعرفي له فوائد هامّة كعلاج، وكانت هذه التجربة ذات الشواهد هي الأولى من نوعها، لذا فإن المزيد من الأبحاث قد تساعد في دعم هذه النتيجة.
ربما ترغبين قراءة المزيد عن اضطرابات الأكل النفسية.
* المصدر: Healthline
**ملاحظة من "سيدتي نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.