تعرّفي إلى أنواع الاكتئاب والعلامات المميزة لكلّ نوع

الاكتئاب مرض نفسي له تبعات جسدية قد تعطّل حياة المصاب، لكن تحديد المرض يعَد المرحلة الأهم؛ لأننا جميعاً قد نمُر بأوقات ضيق ربما لا تصل إلى حدّ التشخيص بالاكتئاب.
للتعرُّف أكثر إلى الاكتئاب، يجب أن نعرف أن هناك أنواعاً من الاكتئاب تختلف فيما بينها من حيث الشدّة والأثر والخطورة وطريقة العلاج بالتبعية. هذا ويَعتبر الأطباء أن الاكتئاب مرض خطير، ليس فقط لأنه يعطل حياة الفرد من الناحية العاطفية والنفسية، إنما لأنه عامل خطر للإصابة بأمراض القلب والخَرَف.
إليكِ أنواع الاكتئاب والعلامات المميزة لكلّ نوع؛ وِفقاً للدكتورة علا فراج أحمد، الاختصاصية في العلاج النفسي ورئيسة قسم المعالجين النفسيين في مستشفى العباسية للصحة النفسية بمصر:

 

 

تظهر أعراض الاكتئاب لأسباب عديدة؛ فإذا كنتِ تعانين من تغيّرات في المزاج أو الإدراك تستمر لأكثر من بضعة أسابيع؛ فقد تكونين مصابة بنوع من الاكتئاب، لكن تحديد النوع ودرجة الخطورة تتطلب استشارة طبيب نفسي، بحسب كلية الطب بجامعة هارفارد.
وتقول د. علا، إن الحديث عن الاكتئاب في الوقت الراهن، شديد الأهمية؛ لأن الصيف شارف على الانتهاء؛ ليأتي موسم الخريف والشتاء المعروفين بأنهما يَزيدان من حالات الاكتئاب. وهنا تعرّف الطبيبة المختصة الاكتئاب على أنه حالة تندرج تحت مجموعة من الاضطرابات النفسية والمعروفة باسم "اضطرابات المزاج". وهي تصيب بشكل أساسي وأولي مزاج الإنسان، وتسبب اعتلالاً في مراكز المخ. ثم مع تطوُّر الحالة، يؤثر الاكتئاب على القدرات العقلية، ومن ثَم على السلوك.

تميز الدكتورة علا أعراض الاكتئاب بشكل عام بالشعور بالحزن الدائم، وفقدان القدرة على الاستمتاع بنفس الأشياء التي كانت تحقق للمريض السعادة من قبلُ. وتقول: "مريض الاكتئاب يفقد الرغبة والشغف، كما يميل إلى الانعزال والانسحاب الاجتماعي".
وأشارت إلى اضطرابات النوم كعلامة على الاكتئاب؛ قائلة: "عندما يصاب شخص بالاكتئاب، يتأثر نومه بشكل ملحوظـ؛ فإما أن يشعر بالرغبة الدائمة في النوم، أو العكس يُصاب بالأرق". كذلك الشهية، إمّا أن يشعر الشخص بالرغبة الدائمة في الأكل، أو أن يفقد الشخص شهيته تماماً.
وتحذر الطبيبة النفسية من انتشار الاكتئاب حول العالم، وتقول: "وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، هناك نحو 280- 300 مليون مصاب بالاكتئاب". وأشارت إلى ارتفاع حالات الاكتئاب بعد كورونا.

من جانبها، قسّمت الدكتورة علا فراج حالات الإصابة بالاكتئاب إلى نوعين أساسيين، وهما:

وتقول عنه الطبيبة إنه حالة شديدة وحادّة جداً من الاكتئاب، ويجب أن يستمر على الأقل لمدة أسبوعين أو أكثر لتصنيفه بـ"الرئيسي". وتضيف أن هذا النوع من الاكتئاب يعَد الأكثر خطورة؛ لأن الشخص يصبح غير قادر على أداء أيّة مهمة بسيطة، ويفقد الرغبة في الحياة، وقد تساوره أفكار الانتحار. لذلك، حال تشخيص المريض بـ"الاكتئاب الرئيسي" يفضَّل أن يحظى المريض برقابة دائمة حتى لا يعرّض حياته للخطر.

رغم أن مسماه يوحي بالخطورة، إلا أنه أقل خطراً من النوع السابق ذكره، تقول الطبيبة النفسية: "في حالة الاكتئاب المستمر، تكون الأعراض أقل حدّة وأكثر استمرارية". وفي حال الإصابة بهذا النوع؛ فإن المريض يُصاب بنوبات الاكتئاب على فترات؛ لذلك تتم متابعة المريض على مدار شهرين على الأقل.

بالإضافة إلى النوعين السابقين، حددت الدكتورة علا أنواعاً أخرى من الاكتئاب؛ لتشمل التالي:

هذا النوع كان معروفاً في السابق باسم مرض "الهوس الاكتئابي"، وفي حالة الإصابة يعاني المرضى من نوبات الاكتئاب المتقطعة؛ بحيث يمرون أيضاً بفترات من الطاقة أو النشاط غير العادي؛ حتى تبدو أعراض الهوس وكأنها عكس أعراض الاكتئاب، وتظهر عليهم علامات مثل: أفكار عظيمة، وتقدير الذات المبالَغ فيه.

وهو نوع من الاكتئاب المرتبط بتغيّر الفصول، وقد يصاب المريض بهذه الحالة من الاضطراب المزاجي مع بداية فصل الربيع، لكن أكثر الحالات تكون خلال الخريف والشتاء. وقد ينتج تغيّر المزاج عن تغييرات في إيقاعات الجسم اليومية الطبيعية، أو في حساسية العينين للضوء، أو في كيفية عمل المواد الكيميائية مثل: السيروتونين والميلاتونين.

الاكتئاب الذهاني

 

هذا وقد تصاب النساء بنوعين من الاكتئاب، كلاهما يرتبط بالتغيّرات الهرمونية، مثل:

يشمل هذا النوع من الاكتئاب نوبات اكتئاب تحدث أثناء الحمل أو خلال الـ12 شهراً التي تلي الولادة. يؤثر اكتئاب ما بعد الولادة على واحدة من كل سبع نساء يلدن، ويمكن أن تكون له آثار مدمرة على النساء وأطفالهن وأسرهن.

هذا النوع من الاكتئاب هو شكل حادّ من متلازمة ما قبل الحيض. تبدأ أعراض اضطراب ما قبل الحيض عادةً بعد فترة قصيرة من التبويض، وتنتهي بمجرد بدء الحيض.

لا يوجد سبب دقيق للاكتئاب، بينما هناك عدة عوامل تؤثر في ذلك، مثل:

يؤدي اختلال التوازن في النواقل العصبية، مثل: السيروتونين والدوبامين، إلى الإصابة بالاكتئاب.

إذا كان لديك قريب من الدرجة الأولى مصاب بالاكتئاب؛ فإن احتمال إصابتك بهذه الحالة يزيد بنحو ثلاثة أضعاف.

يمكن للتجارب الصعبة، مثل: وفاة أحد الأحبة، والصدمات النفسية، والطلاق، والعزلة، ونقص الدعم، أن تؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب.

يمكن أن يؤدي الألم المزمن والحالات المزمنة مثل: مرض السكري، إلى الاكتئاب.

* ملاحظة من «سيّدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب مختص.

* المصادر:
- Harvard Health
- Depression and Bipolar Support Alliance