القلق الصحي هو عندما يقضي الشخص الكثير من الوقت في القلق من الإصابة بالمرض، بحيث يبدأ هذا القلق في السيطرة على حياته، وتصبح أفكاره صاخبة حول هذا الموضوع. هذا القلق الصحي مرتبط باضطراب الوسواس القهري (OCD).
اكتشفي ماهية القلق الصحي وطرق علاجه، في الموضوع الآتي:
علامات تشير إلى أنك تعانين من القلق الصحي
قد يكون لديكِ قلق صحي، بحسب NHS.UK ، إذا كنتِ:
- تقلقين باستمرار بشأن صحتك.
- تفحصين جسمك بشكل متكرر؛ بحثاً عن علامات المرض، مثل الكتل أو الوخز أو الألم.
- تطلبين من الآخرين دائماً الطمأنينة بأنك لست مريضة.
- تقلقين من أن الطبيب أو الاختبارات الطبية قد فاتها شيء ما.
- تنظرين بقلق شديد إلى المعلومات الصحية الموجودة على الإنترنت أو في وسائل الإعلام.
- تتجنبين أي شيء له علاقة بمرض خطير، مثل البرامج التلفزيونية الطبية.
- تتصرفين كما لو كنتِ مريضة (على سبيل المثال، تتجنبين القيام بالأنشطة البدنية).
- تعانين من بعض أعراض القلق، مثل الصداع أو تسارع ضربات القلب، وقد تخطئين في اعتبارها من علامات المرض.
خطوات ذاتية تساعدك على إدارة القلق الصحي
دوّني مذكراتك
لاحظي عدد المرات التي تقومين فيها بفحص جسمك، أو سؤال الناس عن الطمأنينة، أو الاطلاع على المعلومات الصحية، ثم حاولي أن تقللي تدريجياً من عدد مرات القيام بهذه الأشياء على مدار الأسبوع.
تحدّي أفكارك
قومي برسم جدول بعمودين، في العمود الأول اكتبي مخاوفك الصحية، وفي العمود الثاني الأفكار الأكثر توازناً. على سبيل المثال، في العمود الأول يمكنك أن تكتبي: "أنا قلقة بشأن هذا الصداع"، وفي العمود الثاني: "يمكن أن يكون الصداع غالباً علامة على التوتر".
حاولي الانشغال بأشياء أخرى
عندما تشعرين، على سبيل المثال، بالرغبة في فحص جسمك، قومي بإلهاء نفسك بالذهاب في نزهة على الأقدام أو الاتصال بصديق.
عودي إلى الأنشطة العادية
حاولي أن تبدئي تدريجياً في القيام بالأشياء التي كنتِ تتجنبينها بسبب مخاوفك الصحية؛ مثل الرياضة أو التواصل الاجتماعي.
ابذلي جهداً للاسترخاء
جرّبي تمارين التنفس للتخلص من التوتر، أو قومي بزيارة بعض المواقع المتخصصة التي ترشدك إلى بعض تمارين الاسترخاء.
قد تهمك متابعة هذا الموضوع أشهر تمارين الاسترخاء لتعزيز الراحة النفسية والجسدية
القلق الصحي قد يستمر رغم تطمينات الأطباء، فما السبب؟
على الرغم من أن البعض يرفض أن يُفحص من قبل الطبيب بسبب الخوف من اكتشاف الأسوأ، فإن طلب الاطمئنان من الأطباء، والإصرار على إجراء الفحوص الطبية المتكررة، والعلاج العاجل، هي أكثر شيوعاً في القلق الصحي.
إن طمأنة الطبيب بأنه لا يوجد مرض خطير؛ يجلب الراحة المؤقتة للشخص الذي يعاني من القلق الصحي. لكن سرعان ما تبدأ الأفكار الجديدة والأحاسيس الجسدية بالظهور، يتبعها البحث على الإنترنت والتشخيص الذاتي، والتفسيرات الخاطئة للأخبار في مواقع التواصل، والقلق، والمزيد من الزيارات إلى الأطباء؛ لحل حالة عدم اليقين. إن دورة القلق تظهر من جديد مع كل فكرة أو أمر جديد مثير للقلق، وفق ما جاء في Anxiety & depression association of America.
ربما يكون من الجيد الإطلاع على أطعمة لعلاج الوسواس القهري.. قومي بتجربتها ولا تترددي
إنذار كاذب مثير للقلق يجب التعامل معه
مع القلق الصحي، هناك تفسير خاطئ للانزعاج والأحاسيس الجسدية الطبيعية على أنها خطيرة. تنتج الأجسام السليمة جميع أنواع الأعراض الجسدية التي قد تكون غير مريحة وغير متوقعة وغير مرغوب فيها، ولكن قد لا تكون خطيرة على الإطلاق.
الأحاسيس الطبيعية في الجسم التي يمكن أن تُنتج الخوف والقلق تشمل التغييرات في حدّة البصر، ومعدل ضربات القلب، وضغط الدم، ومستويات اللعاب، وعمق التنفس، والتوازن، وقوة العضلات، وغيرها الكثير. وهذه التغييرات الجسدية هي طبيعية وغير ضارة. ولكن عندما يعتقد الشخص أنها أعراض مرض خطير، فإنه سيشعر بالقلق. إن الأحاسيس هي حقيقية، ولكن المعتقدات خاطئة.
علاج القلق الصحي بالعلاج السلوكي المعرفي
قد تعانين من القلق وفي الوقت نفسه من حالة صحية خطيرة، لذلك يجب استبعاد المشاكل الصحية؛ من خلال الفحص البدني الشامل لدى الطبيب قبل المباشرة بعلاج القلق الصحي. بمجرد القيام بذلك والتأكد من عدم وجود مشكلة صحية عضوية؛ يصبح العلاج السلوكي المعرفي (CBT) هو العلاج الأكثر فعالية لأي شكل من أشكال القلق، بما في ذلك القلق المرتبط بالصحة.
العلاج السلوكي المعرفي يركز على الإدراك وطريقة التفكير والسلوكيات وطريقة التصرف.
والمفهوم الرئيسي وراء العلاج السلوكي المعرفي هو أن أفكارنا حول موقف معين تؤثر على ما نشعر به وكيفية تصرفنا حياله. على سبيل المثال الخوف من الإصابة بمرض التصلب الجانبي الضموري؛ يؤثر على ما نشعر به، فنخاف ونقلق، ونمد أيدينا لنرى ما إذا كانت ترتجف بين الحين والآخر. هنا نميل إلى تخصيص معنى لمواقف محددة (الوخز يعني أننا مصابون بمرض التصلب العصبي المتعدد). ليس الموقف الفعلي هو الذي يسبب قلقنا، ولكن المعنى، سواء كان دقيقاً أم لا. وعندما نشعر بالقلق، فإننا نعطي لأفكارنا الكثير من المعنى، وبالتالي الكثير من القوة. من هنا يجب السيطرة على هذه الأفكار.
*ملاحظة من "سيّدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب مختص.