صحيحٌ أن الصلاة تصحّ في أي ركن منزلي، مع العناية بنظافة الأخير وطهارته، لكنّ قد ترغب مالكة المنزل في تصميم مُصلّى تؤدي فيه صلواتها الخمس وتتلو القرآن وتشعر بالسكينة. وقد كان من عادة السلف أن يتخذوا في بيوتهم أماكن معدة للصلاة فيها.
في السطور الآتية، تتحدث المهندسة آية محمد شريح شمس الدين لقارئات "سيدتي" عن كل الأمور الواجب مراعاتها، في تصميم المصلى المنزلي، سواء كانت المساحة الخاصّة به ضيّقة أو متوسّطة أو فسيحة، مع الإشارة إلى كيفية التأثيث والألوان والطرز... علمًا أن طراز ركن الصلاة لا يتبع أي طراز إسلامي أو عربي مُحدّد، بالضرورة بل الطابع المرغوب من صاحبة المنزل وما يتناسب مع المحيط عند دمج المصلى بركن قائم أصلًا.
أساسيات متعلقة بتصميم ركن الصلاة
في سجل آية محمد شريح شمس الدين، المهندسة والمؤسسة لمشاركة لمكتب زوايا الهندسي الكائن في مدينة حمص السورية، تصميمات داخلية لمشاريع سكنية وتجارية وتعاونات مع العديد من الشركات الهندسية والمكاتب في دول عربية عدة، كما في تركيا وكندا.
تتحدّث المهندسة آية لـ"سيدتي" عن تصميم ركن الصلاة، وتدعو إلى اختيار منطقة منزلية هادئة، للأخير، بعيدًا من مكان التجمع العائلي والصخب. تقول إن "ركن الصلاة، قد يتخذ مساحة مستقلة له في المسكن الفسيح أو هو يشغل إحدى الغرف، في المنزل ذي المساحة المتوسطة أو الصغيرة، مع الفصل بوساطة فواصل الديكور أو حتى يمكن الاستغناء عن الأخيرة. لكن، في كل الأحوال، يجدر تصميم المصلى، مع أخذ اتجاه القبلة في الاعتبار". وتلفت إلى مجموعة من الأمور الرئيسة المُتعلّقة بتصميم ركن الصلاة، فتنصح بمراعاة الأمور الوظيفية أي اتجاه القبلة وسهولة الحركة في المكان ذي المساحة المريحة المتناسبة مع وظيفة الفراغ. وتضيف أنه "من المهم اختيار المواد والألوان ذات التأثيرات الإيجابية على المصلي"، مُعدّدة، في هذا الإطار، الـأقمشة الطبيعة الناعمة والمواد الطبيعية، كما الألوان التي تبعث على الهدوء والراحة، مع إيلاء الإضاءة أهمية، كما رائحة المكان (البخور)، فهذا الجانب يندرج تحت الأمور الحسية.
في وصف مختصر لركن الصلاة المنزلي، تقول: "يكفي للمصلي دخول المكان المذكور، للإحساس بجو إيجابي".
ألوان الطبيعة في ركن الصلاة
تُعلّق المهندسة أهمية على الألوان المختارة لركن الصلاة وما تعكسه من إحساس في المكان، لا سيما الألوان الهادئة العائدة للطبيعة؛ زرقة السماء والبحر والخضرة ولون الحجر... بالمقابل، هي تنصح بالابتعاد عن الألوان الحارة في تصميم هذا الركن.
ديكور الجدران في ركن الصلاة
تقول المهندسة آية إن "الخيارات المُفضّلة للجدران والأسقف عديدة، بالانسجام مع "ستايل" التصميم المتبع. في العموم، يُفضّل أن يكون السقف مُرتفعًا للإيحاء بالفسحة، مع استخدام الكرانيش والإضاءات المخفية بحسب نمط التصميم".
لناحية الجدران، هي تُلبّس بمادة طبيعية (الخشب، مثلًا، أو الرخام، أو الحجر...) أو حتى أو بديل الرخام، بحسب شروح المهندسة، التي تُنبّه إلى عدم ضرورة اختيار الطراز الإسلامي أو حتى العربي لركن الصلاة، بالضرورة، بل يتبع الأخير الطراز الكلاسيكي أو "المودرن" أو "المينيماليست"، بصورة تكون الجدران بسيطة. تُزيّن الأسطح المذكورة بلوحات عبارة عن آيات قرآنية أو أذكار دينية".
لناحية الأرضيات، لا حدود لخيارات مواد التكسية، ومنها: الباركيه أو الرخام أو... بالتناسب مع عناصر الغرفة الأخرى".
تأثيث غرفة الصلاة
تؤثث غرفة الصلاة بسجادة الصلاة وحامل المصحف ودلالة لتحديد اتجاه القبلة. يمكن أيضًا، تصميم مكتبة لحمل ملابس الصلاة وسجاجيد الصلاة الإضافية والسبحات والمصاحف.
في ركن الصلاة الفسيح، توزّع أماكن للجلوس، أثناء تلاوة القرآن والذكر، مع الانتباه للعناصر التي تُزيّن الفراغ وعناصر الإضاءة فيه، بحسب طابع الديكور.