المخرجة إيمان بن حسين:شكوت والدي لحقوق الإنسان في ألمانيا

3 صور

شقاوتها غير عادية، فمنذ طفولتها وهي تسعى لتحرير فلسطين، وعندما منعها والدها من فعل شيء بسيط اشتكته لمنظمة حقوق الطفل في ألمانيا، متهمة إياه بتعنيفها وضربها، فكانت النتيجة التحقيق مع والدها ووضعها وأخيها تحت الرقابة والمتابعة. بعد أن درست الإخراج قدّمت فيلمها "سري للغاية" الذي أحدث جدلاً كبيراً، ومنع عرضه في جميع المهرجانات بسبب انتقاده الأمريكان والصهاينة، ما عدا مهرجان "أغادير" الذي عرضه وحصل على جائزة أحسن إخراج وأحسن ممثل.
كانت تبحث عن الأب أكثر منه الحبيب، وهذا ما جعلها تنفصل مؤخراً عن خطيبها الخليجي، خاصة أن مواصفات فتى أحلامها تنحصر بين وسامة جورج كلوني وشهامة دينزل واشنطن، ورجولة الرئيس التركي أردوغان. وكان آخر أعمالها عرض فيلمها الجديد "المختفون" في وزارة حقوق الإنسان التونسية، والذي يروي قصة أربعة أشخاص كانوا معارضين للنظام السابق ومهدّدين بالسجن والإعدام. أما جديدها القادم فهو مسلسل "رابعة العدوية" والذي ستلعب دور البطولة فيه الممثلة السعودية مروة محمد. إنها الخرجة التلفزيونية الشابة إيمان بن حسين، التي تروي لـ "سيدتي نت" العديد من أسرارها الخاصة وطموحها الفني.


* حدثينا عن طفولتك.. وأين وكيف كانت؟
- طفولتي لم تكن طفولة بأتمّ معنى الكلمة، كنت ورغم دلعي المفرط من قبل الكل، خصوصاً والدي، كوني البنت الوحيدة، إلا أنني بلغت مستوى نضج فكري رغم صغر سني، وقد يكون هذا هو ما ساعدني على تقبّل تحمّل مسؤولية تربية أربعة أطفال، وهم أخواني، في سن مبكر. كنت رغم تواجدي في مجتمع غربي إلا أنني محافظة على عدّة أفكار وتقاليد عربية بحتة، حتى أنني أذكر عندما أُسأل ماذا أريد أن أصبح عندما أكبر؟ كنت أقول: أريد أن أحرر فلسطين. هذه الجملة لم تفارق مخيلتي إلى هذه اللحظة. واليوم فقط، فهمت ماذا كنت أقصد بها، فلسطين بالنسبة لي كانت تعبير مجازي لرغبة عربية جامحة وشاملة.
* حدثينا عن شقاوة الطفولة إذا ما كنت شقية في طفولتك.. وكيف كانت شقاوتك؟
- ممكن شقية على مستوى أفكاري الجهنمية التي كنت أخترعها أنا وأخي رمزي. أذكر مثلاً. ذات مرّة في ألمانيا منعنا أبي من القيام بشيء ما، جدٌّ (تافه)، فذهبنا واشتكيناه لمنظمة حقوق الطفل، وكذبنا عليهم وقلنا إنه عنّفنا وضربنا، وأننا أصبحنا نعاني من مرض نفسي نظراً لمعاملته القاسية لنا، فتمّ استدعاؤه إلى المنظمة، وكان في حالة ذهول لهذا التصرف الذي صدر منّا، وحقّقوا معه مدّة أسبوع، وكانت مرشدة إجتماعية تزورنا على مدار السنة، وتتالت العمليات المشابهة.
* إلى من كنتِ أقرب في طفولتك.. إلى الأم أم إلى الأب؟
- أعشق أبي إلى حدّ الجنون، كان الكل يعرف مدى حبّي وتعلقي به، كذلك هو (رحمه الله). كانوا عندما يريدون منه شيئاً صعباً يردّدون بالحرف الواحد: ( براس إيمان )، يضعف ويلبي طلباتهم على الفور. كان كل شيء في حياتي، أب، صديق، حبيب، أخ وإبن. لذلك عندما توفي توقفت الحياة بالنسبة لي، وحاولت أمي أن تعوض ذلك، لكن لم تمرّ السنة والنصف، إلأّ ورحلت هي الأخرى، وتركت في قلبي لوعة لن تندمل إلى آخر يوم في حياتي. أشعر أنني لم أحقق شيئاً يفرحان أو يفتخران به في حياتهما، لذلك قطعت عهداً على نفسي بأن أفرحهما في قبرهما، والحمد لله، وُفّقت في ذلك، وأتممت رسالتي تجاه إخوتي، الذين بذلت كل جهدي حتى يصبحوا كما تمنى والدي ووالدتي أن يرباهم، ولا زلت إن شاء الله.

* علمنا أنّك بصدد إنتاج وإخراج مسلسل عن "رابعة العدوية". من سيكتب السيناريو؟ . ومن هم الممثلون والممثلات في المسلسل؟
- المشروع لا زال قيد الإنجاز. من بين أحلامي في مجال الإخراج هو عمل مسلسل عن رابعة العدوية، وقد جهّزت رؤية منذ فترة لهذا المسلسل، وهي مختلفة ومميزة تماًماً. وهناك عدة أسماء مقترحة، سواء في الكتابة أو التمثيل، فقط أنتظر تمويلاً يليق بهذا المسلسل وبهذه الشخصية التاريخية الإسلاميو الكبيرة لنبدأ في العمل.
* حسب معلوماتنا، صرحت الممثلة المغربية ميساء مغربي أنها بصدد إنتاج مسلسلا عن رابعة العدوية. وكذلك الممثلة السورية نسرين طافش أعلنت أنها ستنتج مسلسلاً عن رابعة العدوية. ما رأيك؟
- هذا شيء يفرحني. لإنني أحب التنافس في الأعمال، ومن الممكن، كأنسب وقت إن وفقنا الله في إنجاز هذا المسلسل، خلال السنة المقبلة 2013. ليكون وسط هذا الكم من المسلسلات المماثلة، وحتى يكون هناك تنوّعاً في الرؤى والأفكار. والمشاهد يستطيع التمييز بين الغث والسمين.