في قصة ملهمة استطاعت المعلمة والمدربة شوقية الأنصاري أن تحول عشقها للكتابة إلى نموذج ملهم لشابات سعوديات ليصبحن كاتبات بعد تبنيها لمواهبهن الأدبية.
وقدمت الأنصاري 6 مؤلفات صغيرات في معرض جدة للكتاب، وفي حوارها مع «سيدتي» قالت: إنها «تعشق رعاية المواهب وإبراز إنجاز الآخرين ومساعدة الجيل الجديد على الدخول إلى منافسات عالمية»، وأوضحت أنها استهدفت بفكرة الدعم طالبات التعليم العام من المرحلة الابتدائية للثانوية، واكتشفت فيهن باحثات ومبدعات يملكن ملكة التعبير وطالبات يشاركن في المسابقات الفكرية والثقافية والأدبية، كن يحتجن فقط إلى دعم لتحقيق الفوز على مستوى الوزارة، ما جعلها تتبنى هؤلاء الطالبات لإثراء مواهبهن في البحث والكتابة.
المشاركة في معرض جدة للكتاب
وذكرت الأنصاري أنها عملت على توجيه أفكار الطالبات ومتابعتها لكي يخرج هذا الإبداع على شكل مؤلف، وتابعت: «الموضوع في البداية شهد عقبات كثيرة، وعلى الرغم من تواجدها في مناطق نائية في قرى تفتقر إلى أهم أسباب وسائل التواصل الاجتماعي، وعدم توفر النت وعدم توفر المكتبات، وظروف صعبة تستدعي قطع مسافات كبيرة لتوفير الكتب ووسائل المعرفة من جدة والطائف، مع ذلك ساهمت في احتضان الطالبات لتحقيق نجاحات على مستوى المملكة في مسابقات البحث العلمي، وإلحاقهن في مسابقات عربية، واقتناص الفرص لاستثمار مواهبهن ومشاركتهن في المسابقات، حتى بعد انتقالها إلى مكة المكرمة حيث استطاعت أن تضم حصيلة من المعلومات عن هؤلاء الفتيات المبدعات في تلك القرى وظلت على تواصل معهن لاستثمار طاقاتهن».
وقامت الأنصاري بالتواصل مع معرض الكتاب في جدة، وقررت أن تصدر الكتب الـ 6 لطالباتها، فاتجهت إلى دور النشر الموجودة في معرض الكتاب بجدة ومعرفة الأسعار، وخلال سنوات بدأت في التعرف على دور النشر الى أن وصلت إلى «دار تكوين».
وأضافت أنها خلال عملها في مكة كمعلمة نفذت فكرة لعلاج الضعف الإملائي وتطوير القدرة على التعبير، من خلال البرنامج الإذاعي، والتدريب على الكتابة الإبداعية وتصحيح المادة الإملائية، وأطلقت على المشروع اسم «بالعربية اقرأ للتأليف والابداع» مع العمل على تعزيز اللغة العربية تأليفاً وكتابةً، وتم اكتشاف مواهب أدبية وتم طباعة 4 كتب لأربع شابات على حسابها الشخصي للتحفيز وكانت عبارة عن نسخ بسيطة للتشجيع على الكتابة مبينة أن عمل الطالبات ألهمها لإصدار كتابها الخاص.
وأشارت أنها شعرت بالسعادة لإصدارهذه الكتب في معرض الكتاب بجدة، وأنها شعرت أنها ليست معلمة وإنما أم لهذه المواهب، وعاشت الفرحة مع المؤلفات الصغيرات، والأمهات بعد تعزيز ثقافة النشر وتعريفهن بدور النشر، التي تعاونت بطباعة الكتب وحفظ حقوق الملكية الفكرية، مؤكدة أنها حققت رسالتها التي سعت إليها على مدى 20 عام.
وعن كتابها الذي قدمته أشارت أنها تحدثت عن القبائل التي سكنت مواقع في الجزيرة العربية والقبائل العربية مثل عبس وذبيان وبني مالك وأنها وجدت خلال رحلتها موروثاً من اللهجات المتعددة، تمكنت من توثيقه في كتابها، كما أنها أظهرت أثر اللهجة المحلية ودورها في تجديد اللغة العربية، وشاركت في بحثها أكبر عدد من الألفاظ المتداولة في اللهجات العربية، والحكم والأمثال، ومفردات المعاجم، كما أصدرت كتاب "واقع استخدام اللهجة المحلية في تجديد اللغة العربية " وكتاب " لهجتي سر فصاحتي " وكتب لخواطر نثرية وشعرية باسم سواليف الشوق".
المؤلفات الصغيرات
فيما يخص المشاركات أوضحت أن الكتاب الأول كان لبدرية المتعاني، تم طباعة كتابين لها "اقحوانه وسط حرب "وروح تبحث عن جسد" وهي ملهمتها في انطلاقة هذه الفكرة، والطالبة سلاف الذبياني النشاط الإشعاعي في منحدرات جبال السروات "وقد فازت بهذه الدراسة بالمستوى الثاني على مستوى المملكة، وأصبح كتابها مرجعاً في هيئة المساحة الجيولوجية، وكان هناك فريق معها من الهيئة خلال الدراسة لعمل المسح والتوثيق.
وارياف العتيبي "قلم قلبي " وهي مبدعة في مجال القصة القصيرة، وفجر الصاعدي، وشيخة البركاتي من المرحلة الابتدائية، كتاب وهج الطفولة وتغاريد الفجر، وتم دعم هذه المواهب التي أبدعت في مجال القصص القصيرة.
والطالبة أنوار العمري كتابها "ديوان شعري فصيح وحر".
وتم الحديث عن فكرتها في معرض اللغة العربية في وزارة التعليم، وتم عرض كافة الكتب، ومن خلال عملها كمشرفة متعاونة في مكة المكرمة توسعت في المشروع، وعبرت عن أنها تطمح الى إقامة معرض للطفل يكون المؤلف فيه الطفل، وقالت: "يمكننا أن نخرج 500 ألف مؤلف ومؤلفة من التعليم العام، عند استثمار فكرة التبني الأدبي في التعليم العام، من خلال المعلمين والمعلمات الملهمين والموجهين لهذه الابداعات.
وأشارت إلى أن فكرة دعمها للشابات بدأت منذ 6 سنوات بعد تبنيها لبرنامج موهبة، وهو يهتم برعاية المواهب، مبينة أن خبرتها التعليمية تنوعت في 3 محافظات في المملكة وهي اضم والليث ومكة المكرمة، وقالت ان القصة بدأت من تبني المواهب من القرى التي كانت تزورها وبعد تكليفها كمديرة إشراف في تلك الفترة، ما ساعدها على تحقيق طموحها في دعم المواهب والاحتكاك بعدد كبير من الطالبات والمدارس، واكتشاف مهارات البحث العلمي لدى العديد من الطالبات حتى في القرى النائية التي تفتقر للنت والمكتبات، مبينة أنها اطلعت على كتابات العديد من الطالبات، حتى أن واحدة منهن أنتجت كتابين بدلاً من كتاب نظراً لغزارة إنتاجها
واختتمت حديثها بقولها إنها لن تتوقف عن مشروعها لتبني إبداعات المؤلفات الصغيرات في مدارس التعليم العام ليكون الناتج معرض خاص بأدب الأطفال ويكون من إبداعهم .