على الرغم من الأجواء الاستثنائية المُخيّمة على الجميع بسبب «فيروس كورونا»، وبالرغم من الإجراءات الصّارمة التّي تمّ اتّخاذُها للحدّ من انتشار العدوى بين النّاس، إلا أن الدّورة الأولى لـ لانتخابات البلدية الفرنسيّة ستجري كما كان مقرّراً لها من قبلُ.
وأوْلت وسائلُ الإعلام الفرنسيّة اهتماماً خاصّاً بـ«مارسال برتهون» وهو مرشّح لرئاسة بلدية «سان سوران» قرب مدينة «ليبورن» بمقاطعة الجيرُوند بالشّمال الغربي الفرنسي.
قطعة من التّاريخ
مارسال الذّي أطلق عليه البعضُ صفة «قطعة من التّاريخ»، يبلغ من العمر 98 عاماً، ويعدّ أكبر المرشّحين للانتخابات البلديّة سنّاً في كامل فرنسا، وهذه هي المرّة التّاسعة التي يترشّح فيها للمنصب نفسه، وكان قد فاز في الدّورات الثمانيّة للانتخابات السّابقة كلّها، أي أنّه رئيس بلديّة «سان سوران» منذ 1971 (منذ نصف قرن).
وسان سوارن قرية صغيرة جميلة سُكّانها قرابة ثلاثة آلاف نسمة، جميعهم راضون عن إنجازاته خلال ولاياته المتتاليّة، ففي الانتخابات السّابقة فاز بنسبة مائة في المائة من أصوات النّاخبين.
ولايزال مارسال في صحّة جيّدة، ويتمتع بـ لياقة بدنية جيدة جداً، فقد كان يجري كلّ يوم 7 كيلومترات، وينام في منتصف اللّيل، ويستيقظ في السّادسة والنّصف، وينال ربع ساعة قيلولة كلّ يوم حتّى وهو جالس على كرسي مكتبه.
سرّ طول عمره
يقولُ عن نفسه: «آكلُ جيّداً، أنامُ جيّداً، أعيشُ جيّداً، أعمل جيّداً... وليس هناك أيّ سبب لكيلا أواصل»، في ردّ منه على من تساءل عن إصراره مواصلة الترشّح لولاية تاسعة رغم تقدّمه في السن.
ومارسال المولود في 4 أبريل نيسان 1922 هو في الأصل عسكري تابع لجيش الطيران الذّي عمل في صفوفه طيلة 30 عاماً، وشارك في العديد من الحروب التّي خاضتها فرنسا كالحرب العالميّة الثّانية أو الحرب الهندية الصينيّة.