انتشرت في الآونة الأخيرة العديد من النصائح حول طرق الوقاية من العدوى بفيروس كورونا المُستجد. وتداول الملايين حول العالم رسائل صوتية لأشخاص يدّعون أنهم أطباء، ويؤكدون أن الغرغرة بالماء والملح تقي من الإصابة بفيروس كورونا، وذلك لأنَّ الفيروس يبقى في الحلق لمدة أربعة أيام قبل أن يصل إلى الرئتين، وفي هذا الوقت يبدأ المُصاب بالسعال والشعور بآلام الحلق، لذلك إذا شرب المريض الماء كثيراً وتغرغر بالماء الدافئ والملح أو الخل، فإنَّ ذلك سوف يقضي على الفيروس! فما صحة ذلك؟
لسوء الحظ، إنَّ الغرغرة بالماء والملح ليست صحيحة على الإطلاق، لأنَّ فيروس كورونا المُستجد، لا يعلق في الحلق فقط، بل ينتقل إلى الجسم مباشرة بمجرد التقاط العدوى.
طبيب يشرح...
تابعي المزيد: الموقع الرسمي لتحديث حالات كورونا
وفي تصريحاته لصحيفة Metro، يشرح الطبيب البريطاني كيث جرايمس، هذا الأمر قائلاً: "فيروس كورونا هو مرض جديد، وما زلنا لا نفهم تماماً كيفية انتقاله، وكل ما نعرفه يشير إلى أنَّ هذا الفيروس ينتقل عن طريق الرذاذ، والرذاذ المُحمّل بفيروس كورونا هو عبارة عن كميات صغيرة من السوائل التي تنتشر في الهواء عندما يسعل الشخص المصاب أو يعطس أو يصبح على تماس مع شخص آخر".
وتابع الدكتور جرايمس قائلاً: "يدخل فيروس كورونا إلى الجهاز التنفسي، بما في ذلك الأنف والفم والحنجرة والممرات الهوائية للجهاز التنفسي، ومن هناك يبدأ في إصابة الجسم، وخلال فترة الحضانة التي تستغرق حوالي خمسة أيام، من الخطأ الاعتقاد أنَّ الفيروس سيظل في الحلق، لذلك فالغرغرة بالماء والملح لن تعالج الشخص المُصاب أو تقي غير المُصابين من الفيروس".
وأضاف الدكتور جرايمس: "بالنظر إلى أعراض الإصابة بفيروس كورونا، سنجد أنها تشبه أعراض الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي الأخرى، لذلك يفكر الناس أحياناً في استخدام العلاجات المنزلية التقليدية مثل الغرغرة بالماء المالح أو الغرغرة بالخل، وهناك بعض الأدلة على أن شطف الأنف بالمحلول الملحي يمكن أن يساعد على التعافي من البرد، ولكن الفيروس التاجي ليس مجرد نزلة برد، لذلك من الممكن أن تكون مثل هذه المعلومات الكاذبة خطرة للغاية؛ لأنها ستجعل الناس يتجاهلون أساليب الوقاية الفعّالة، مثل غسل اليدين جيداً بالماء والصابون وعدم السعال أو العطس دون استخدام المناديل الورقية، وعدم لمس الأسطح في الأماكن العامة".
تابعي المزيد: فيروس الكورونا: كيف تعالجين نفسك في المنزل؟
فيروس كورونا يؤثر على الجهاز التنفسي بأكمله
من جانبها صرحت الدكتور بربيترا إيمياجي، التي تُدرّس علم الأحياء البشرية والعلوم البيولوجية في جامعة ليفربول هوب، بأن فيروس كورونا لا يعيش في الجزء الخلفي من الحلق فحسب، بل يؤثر على الجهاز التنفسي بأكمله.
وأضافت الدكتورة إيمياجي: "مجرد استهداف منطقة واحدة في الجسم لمواجهة الفيروس، لن يكون لذلك أي تأثير إيجابي على الإطلاق، فالغرغرة بالماء المالح أو محلول الخل، مجرد محاولة فاشلة للتخلص من هذا الفيروس".
والغرغرة بالماء الدافئ والملح أو الخل يمكن أن تخفف من أعراض التهاب الحلق، حيث إنه محلول يقوم بسحب الماء من خلايا الحلق مع أي بكتيريا موجودة به، ولكن ليس هناك دليل على أنَّ هذا المحلول له أي فوائد أخرى تتعلق بالوقاية من فيروس كورونا أو علاجه.
وأكد الدكتور أراجونا جوزيبي، الطبيب العام والمستشار الطبي في إنجلترا، أنَّ الغرغرة بالماء الدافئ بالملح أو الخل لن تقضي على فيروس كورونا أو تمنعه من الوصول إلى الرئتين، وهي المنطقة الأساسية في الجسم التي تتعرّض للهجوم من فيروس كورونا.
وأضاف دكتور جوزيبي: "يمكن أن يكون هذا المحلول فعالاً في تهدئة التهاب الحلق لفترة قصيرة، ولكن الألم سيعود سريعاً، كما أنه ليس علاجاً لفيروس كورونا، ولا يوجد دواء محدد حتى الآن يقي من فيروس كورونا المُستجد".
تابعي المزيد: علاج فيروس كورونا بـ بلازما الدم يحقق نجاحاً في السعودية
