أكد علماء شرعيون ضرورة الالتزام بالتباعد الاجتماعي، من باب ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من مبدأ «لا ضرر ولا ضرار»، وفي هذا الصدد بيّن عضو هيئة كبار العلماء عبدالله المطلق، أن عدم الذهاب إلى الآباء والأمهات في الفترة الحالية لا يعد عقوقاً؛ إذ أنه بزيارتهم قد يتعرضون لمضاعفات صحية، وفي ذات السياق شدد على الحذر من الاجتماعات العالية بين الأجداد والأحفاد؛ حتى لا تنتشر العدوى بشكل سريع.
وأكد المطلق على ضرورة البقاء في المنزل؛ معتبراً أنها بدايةً تعتبر طاعة لولي الأمر وعبادة، كما تجلب النفع بحيث تمنع انتقال الوباء، ثم إنه يمكن استغلال هذا الوقت في أمر بشكل حسن، كما تطرق المطلق في أحد فتاواه إلى جواز امتناع الزوجة عن الفراش خوفاً من عدوى فيروس كورونا، وأكد أنه «لا إثم على الزوجة في حال امتناعها عن فراش الزوجية بسبب خوفها من العدوى من زوجها الذي لا يلتزم بالبقاء في المنزل»؛ داعياً الأزواج إلى تقوى الله، والمساهمة في الاستقرار النفسي والأسري لزوجاتهم بالتزام الأنظمة والتعليمات؛ لمنع تفشي فيروس كورونا، وذلك بالبقاء في المنزل والامتناع عن التجول.
وفي سياق متصل، أكد سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ، أن من مقاصد الشريعة التي جاء الإسلام بها حفظ الضروريات الخمس، وهي: حفظ الدين، وحفظ النفس، وحفظ العقل، وحفظ العِرض، وحفظ المال؛ فحفظ النفس من جملة الضروريات التي أمر الشارع جل وعلا بحفظها وعدم تعريضها للهلاك، قال الله تعالى: (وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا)، واستناداً على ذلك بدأ تنفيذ توجيهات خادم الحرمين الشريفين، بمنع التجول، ولذا فالواجب على جميع المواطنين والمقيمين السمع والطاعة لتوجيهات ولاة الأمر وعدم المخالفة. وأضاف، أن كل شخص خالف الأنظمة التي أقرها ولي الأمر ولم يلتزم بتنفيذها كالتجول أثناء الحظر، أو تسبب في نقل الوباء إلى الآخرين متعمداً، أو استخدم وسائل التواصل الاجتماعي للسخرية والتنقيص من جهود الجهات الأمنية والصحية، أو التحريض بخرق الأنظمة فهو آثم.