اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي في البحرين والخليج، بالتهنئة والإعجاب لطالبتين بمراحل الدراسة بجامعة البحرين باختراع جديد وغير مسبوق من أجل فئة الصم والبكم، الاختراع الذي تم اعتماده ونشره في دوريات طبية محكمة تصدر في أميركا والمملكة المتحدة، تقدمت شركات عالمية معروفة لشراء براءة الاختراع، في سعيها لتصنيعه وإنتاجه لبيعه حول العالم، ولعل صور القفاز الإلكتروني غير المسبوق وقدرته كأول حل على ترجمة لغة الإشارة إلى كلمات مسموعة، والتي نشرتها الجامعة على صفحتها حصدت آلاف المتابعات والقراءات، والتي تجاوزت متابعة يوم حفل الخريجين السنوي الذي تقيمه الجامعة، وظل الوسم الخاص بالاختراع يحقق ولفترة طويلة الأكثر تفاعلاً في البحرين.
اختراع خليجي للصم والبكم
ويعد هذا القفاز أول اختراع خليجي لطلبة جامعة، يفتح طريقاً جديداً وحياة أفضل أمام فئة الصم والبكم في التواصل والتفاهم مع بقية أفراد المجتمع بسهولة، وخصوصاً في عدم وجود مترجمي الإشارة، وقد تمكنت الطالبتان، بيان أحمد حميد من البحرين، والطالبة سارة مشاري العتيبي من السعودية، في العشرينيات من العمر، وهما صديقتان متفوقتان في الدراسة والحياة والبحث العلمي، تدرسان الهندسة الإلكترونية في جامعة البحرين وتتشاركان البحوث والعمل في مختبر الجامعة، عملتا سوياً وبذلتا الجهد لأشهر طويلة، حتى توصلتا لاختراع هذا القفاز والوصول إلى شكله الأخير وبعد محاولات عديدة، حيث يعد أول قفاز قادر على ترجمة حروف لغة الإشارة إلى كلمات مسموعة من خلال الحساسات المتصلة بالقفاز، من خلال هذه الحساسات يمكن للمستخدم من فئة الصم من خلال القفاز تمييز الحروف وتجميعها لتكوين كلمات سهلة لفئة الصم والبكم.
وقالت العتيبي وحميد، وهما تشعران بالفخر والفرح بالتأثير الذي حصده الاختراع، إن ما يميز ما قمنا به عن الاختراعات السابقة هو أن الاختراع يحمل اللمسة الإنسانية لفئة بحاجة للدعم من كل فئات المجتمع، مؤكدتان أنهما استقبلتا العديد من الاتصالات من داخل وخارج البحرين لبيع الاختراع، ولكنهما رفضتا العروض ليكون الاختراع اختراعاً خليجياً ومن أبناء الخليج للعالم.
ولاحقت الصحافة الخليجية والعربية والعالمية الطالبتين بيان وسارة، اللتين أشارتا للصحافة، أن لُغة الإشارة هي لُغة التواصلِ بين البشرِ في حياتِهم اليومية وهي لغة «غير صوتيّة» تُستخدم مِنْ قِبل فئة من فئات الاحتياجات الخاصة، وهي «فئة الصمِ والبكمِ»، حيث تستخدم حركات اليدين كوسيلة للتخاطب وللتعبير عن الأفكار والمشاعر، ولذلك كنا نحاول عمل جهاز لمساعدة فئة الصم والبكم للتواصلِ مع الفئاتِ التي لمْ تتعلمْ لغة الإشارة، لتسهيل عملية التواصل بينهم من خلال القفاز الإلكتروني.
الجدير بالذكر أن القفاز الإلكتروني عبارة عن قفازٍ قابلٍ لترجمة حروف لغة الإشارة إلى كلماتٍ مسموعة، حيث إنه قادر على تمييز حركة اليد من خلال حساسات متصلة بالقفاز، ومن خلال هذهِ الحساسات يمكن تمييز الحروف وترجمة لغة الإشارة الأميركية.
وفي حديثهما عن الفكرة التي دفعتهما للبدء في هذا المشروع، كشفت الطالبتان أن زيارة لطلبة الجامعة لمعهد الصم والتعرف على معاناتهم كانت وراء هذا الاختراع، واختراعات أخرى قادمة.