لم يمر مشهد موت شخصية "أم حسن" في الحلقة 26 من مسلسل "الفتوة"، والتي جسدت شخصيتها الفنانة الكبيرة (إنعام سالوسة)، مرور الكرام على المتابعين، ليصبح خلال ساعات قليلة، المشهد الأكثر تداولاً على مواقع التواصل الاجتماعي فور انتهاء الحلقة، محتلاً صدارة "تريند" موقع "تويتر" في مصر وعددا من الدول العربية الأخرى.
ولم يقتصر إعجاب المتابعين بالمشهد على حساسيته خلال الأحداث فحسب، كون وفاة "أم حسن" جاءت قبل أن تعرف بأن نجلها "حسن الجبالي" (ياسر جلال) مازال حياً، بل جاء بسبب ما وصفه الكثيرون بالأداء الاستثنائي للفنانة (مها نصار) في شخصية "زينب الجبالي"، والتي جسدت بدورها مشاعر الصدمة والأسى لـ موت الأم بصدق كبير، بعيداً عن "إكليشيهات" الصراخ والعويل المعتادة في تلك المشاهد، مقدمةً أداءاً صادقاً ترك أثره في نفوس المتابعين،في مشهد صنفه البعض بأنه الأبرز تمثيلياً في ماراثون دراما رمضان 2020.
مها فتحت قلبها لـ "سيدتي نت" معبرةً عن سعادتها غير المسبوقة من ردود أفعال الجمهور على المشهد، وعلى الأداء التمثيلي المتميز الذي قدمته هذا العام في دوري "مها عشماوي" في مسلسل "الاختيار"، و"زينب الجبالي" في "الفتوة".
سألناها في البداية، كيف وجدت ردود أفعال المتابعين على مشهد موت "أم حسن"؟
رأيت محبةً لا توصف، وتأثرت كثيراً بسبب طاقة الحب التي لمستها من الجمهور، وبكيت تأثراً بسبب بكائهم بعد المشهد، وبسبب الرسائل التي تلقيتها من عدد كبير من المحبين الذين لا تربطني بهم أي علاقة شخصية، بل تجمعنا روابط الاحترام والثقة المتبادلة والحب.
حدثينا عن كواليس المشهد، وما هي التحضيرات التي قمتِ بها كي تتمكني من أداءه بهذه الطريقة؟
سأخبركم سراً، وهو أنني لا أقوم بالتحضير لمشاهدي، ولا أفكر قبل المشهد في الطريقة التي سوف أؤديه بها، وإنما أترك الأمر لمشاعري اللحظية، أو بالأحرى مشاعر الشخصية التي تتملكني أثناء التصوير، وهو ما يساعدني كثيراً على الصدق في الأداء، وفي أداء ردود الأفعال المناسبة التي يجب أن تكون نابعة من الشخصية التي ألعبها، وليس مني أنا.
هل هذا المشهد هو الأصعب لـ مها نصار في مسيرتها؟
لا أستطيع أن أقول عن مشهد واحد أنه هو الأصعب، فكل المشاهد التي أؤديها صعبة وتشكل تحدياً لأن التمثيل ليس مهنة سهلة، لكن المشهد كان مؤثراً بشدة على شخصية "زينب"، نظراً لأنها في تلك اللحظة من الأحداث لم تكن تدرك بأن شقيقها "حسن" مازال حياً، لذا فتوالي نكبات موت الأخ وموت الأم، إلى جانب خيانة زوجها لها وعدم قدرتها على الإنجاب، شكلوا جميعاً عدة عوامل وصلت بها إلى تلك الحالة التي أتمنى أن أكون قد نجحت في تجسيدها بصدق.
وهل ساعدك تواجد الفنانة الكبيرة إنعام سالوسة في المشهد على تقديم أفضل ما عندك؟
بكل تأكيد، فأنت حين تقف أمام قامة كبيرة مثلها يجب أن تكون على قدر الحدث، فهي فنانة رائعة بكل المقاييس، وشخصية متميزة، كذلك أجواء العمل ككل ساعدتني، فجميع عناصر العمل كانت مميزة بدءاً من سيناريو هاني سرحان، وصولاً إلى الإخراج المتميز للمخرج حسين المنباوي، والأداء التمثيلي الرائع لكل زملائي في العمل.
رأيناك في عدد من الأعمال الناجحة، مثل "واحة الغروب" و"طايع" وأخيراً "الاختيار" و"الفتوة"، ولاحظنا أنك في كل دور تحرصين على تغيير مظهرك بالكامل ليتناسب وكل دور تؤديه، إلى أى مدى يكون هذا الأمر صعباً؟
هذه هي متعة التمثيل، فأنا أجسد شخصيات مختلفة، من بيئات وخلفيات مختلفة، لذلك من غير المعقول أن أظهر في كل دور بنفس الشكل ونفس الإطلالة، وأيضاً لا يمكن أن يقتصر التغيير في المظهر فقط، وإنما في الجوهر، وهذا هو الأهم في رأيي.
مشاعر الكراهية من الجمهور تجاه شخصية "مها عشماوي" أسعدتني
تجسدين شخصية "مها عشماوي" شقيقة الإرهابي "هشام عشماوي" في مسلسل "الاختيار"، إلى أى مدى كان من الصعب عليك تجسيد شخصية تحمل بداخلها هذا الكم من الكراهية والأفكار المتطرفة؟
تطلب الأمر مني تحضيراً وافياً لكافة أبعاد الشخصية، خاصةً وأنها شخصية حقيقية، وبعيدة كل البعد عني وعن معتقداتي وأفكاري، لذا فقد تطلب الأمر مني دراسة وافية لتاريخ العائلة بدءاً من الأب الذي كان يحمل أفكاراً متطرفة، مروراً بزوجها، وشقيقها "هشام عشماوي"، لمعرفة الخلفيات الكاملة التي أوصلت هذه الشخصية إلى هذا الكم من الفكر المتطرف والكراهية التي تحملها بداخلها، وساعدني المخرج بيتر ميمي والمؤلف باهر دويدار كثيراً خلال فترة التحضيرات، وبالرغم من أن الدور لا يتعدى الأربعة مشاهد، إلا أنني سعيدة به للغاية وبكل ردود فعل الجمهور سواءًا مشاعر الإعجاب بتجسيدي للدور، أو مشاعر الكراهية تجاه شخصية "مها عشماوي" وهو ما جعلني أشعر بأنني كنت موفقة بشكل كبير في تجسيدي لها.
هل تعارض تصوير "الفتوة" مع تصوير"الاختيار" في بعض الأوقات؟
نعم
وكيف استطعتِ الحفاظ على حالة التوازن بين الشخصيتين المختلفتين في نفس التوقيت؟
هذا الأمر يأتي بالخبرة والتعود، وأنا شخصياً أستطيع أن أفصل تماماً بين الشخصيات التي أؤديها، فبمجرد أن ينتهي التصوير، أذهب إلى منزلي وأخلد إلى النوم، وأستيقظ وأنا جاهزة تماماً لاستقبال شخصية جديدة بداخلي في كل يوم جديد لكي أجسدها للجمهور، وهو ما يجعل التمثيل أمر شاق، لكنه ممتع للغاية.
أتابع "البرنس" و"ب100وش" و"فالانتينو".. وأتمنى العمل مع عبلة كامل
هل تحرصين الآن على متابعة أعمال أخرى غير التي تشاركين بها في رمضان؟
بالطبع، أشاهد مسلسلات"البرنس" و"ب100وش" و"فالانتينو"، وهي مسلسلات رائعة للغاية، كذلك أنتوي مشاهدة بقية المسلسلات التي فاتني متابعتها، بعد انتهاء شهر رمضان.
ختاماً، البعض شبه أداءك وحضورك أمام الكاميرا بالفنانة الكبيرة عبلة كامل، كيف ترين هذا الأمر؟
هي فنانة عظيمة بكل تأكيد، أتمنى أن أعمل معها يوماً ما، لكنني أقول دائماً، نحن نملك عبلة كامل واحدة، ونملك عادل إمام واحد، ونملك من كل فنان نسخة واحدة، ولا يجب لأي فنان، أن يصبح نسخة ثانية من فنان آخر، لذا فأنا أفضل أن أكون مها نصار، وأن أصل إلى مكانة هؤلاء الفنانين الكبار الذين نتعلم منهم، ومن فنهم، ونفتخر بهم دائماً.
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي