ينسب كثيرون إلى المشروبات النباتية العديد من الفضائل،، بينما يشير إليها آخرون بحذر. هل أنت مهتمة حقاً باستهلاكها؟ إليك إذن خصائص هذه المشروبات مع اختصاصية التغذية الفرنسية إنجليك هولبير.
في الوقت الذي يواجه فيه الحليب المزيد من الانتقادات (الظروف السيئة لتربية الحيوانات، وحساسية اللاكتوز)... نجد في المقابل أن مشروبات الخضروات تغزو الرفوف أكثر من ذي قبل. وبالإضافة إلى عائلة حليب الصويا، هناك الآن خيارات كثيرة من تلك المشروبات (حليب اللوز والشوفان والأرز والكستناء والحنطة وغيرها)، مذاقها سكري ورائحتها زكية بدرجات متباينة. وأما توصيات السلطات الصحية التي تشجع على التقليل من استهلاك المنتجات من أصل حيواني فإنها تعزز جاذبية هذه المنتجات الحديثة. فهل يجب الاستسلام لها؟ وإذا كانت الإجابة نعم، كيف يمكن استهلاكها.
إنها ليست من الحليب
التشريعات الأوروبية واضحة تماماً: تسمية "الحليب" تقتصر على إفرازات الثديات، مثل البقرة أو الماعز أو الخروف.
وتقتصر تسمية الحليب في مجال الخضروات على "حليب اللوز"، و"حليب جوز الهند" بسبب التسمية التقليدية لهذين المشروبين. وفي واقع الأمر كان حليب اللوز يستهلك منذ العصور الوسطى. وإذا كانت المشروبات النباتية تشبه في مظهرها شكل الحليب ،إلا أنها ليست نفس المنتجات من الناحية الغذائية. وتشير إختصاصية التغذية أنجيليك هولبير لـ"توب سانتيه" قائلة: "إن النقطة المشتركة بين الحليب والمشروبات النباتية هي غنى كل منها بالماء (يشكل الماء حوالي 90 في المائة من محتواها )، بالإضافة إلى أن محتواها من السعرات الحرارية قد يصل إلى حوالي 50 سعرة حرارية لكل 100 ملم، إذا اختار المرء أن يشرب الحليب نصف الدسم ومشروبات النباتات الطبيعية".
تابعي المزيد: الصويا لمحاربة امراض الجهاز الهضمي
محتوى المشروبات النباتية
تستمد المشروبات النباتية هذه ميزاتها وخصائصها من حبوبها أو بذورها الأصلية وتعطي ما مقداره 35 إلى 60 سعرة حرارية لكل 100 مل. وقد تحتوي كذلك على مواد أخرى (ستكون طبيعية دائماً) تعطي ملمس أو مذاق أو خصائص الحليب: زيوت نباتية، ملح، مكثفات طبيعية، منتجات سكرية (سكر، أغاف)، مواد عطرية (فانيلا أو شوكولاتة). وقد يكون بعضها مدعّماً بالكالسيوم بفضل إضافة الليثوثامني إليها، وهو من الطحالب الطبيعية الغنية بالكالسيوم والمغنيسيوم واليود ، والتي تستوعبها العظام جيداً. ولكن في جميع الحالات لا تمتلك خصائص الحليب.
كيف تستخدم؟
لا تأتي أهميتها إلى حد كبير من البحث عن جانب تركيبها الغذائي بل بسبب احتمالات الطهي التي تنطوي عليها. مع مذاقاتها الأصلية والمختلفة، فإنَّ المشروبات التي تأتي من النباتات تحل محل الحليب في جميع أنواع الوصفات. وتوضح اختصاصية التغذية أنجليك هولبير حول ذلك بقولها: "إن مشروبات البذور الزيتية، مثل اللوز والبندق والكاجو تعطي الفطائر مذاقها ونعومتها. أما التي تأتي من الحبوب، مثل الأرز والشوفان والحنطة فإنَّ استخداماتها عديدة للغاية وتدخل في تكوين الأطباق اللذيذة، مثل الكعكات والكيش والبشاميل". ويمكن استخدام المشروبات النباتية في جميع الحلويات التي أساسها الحليب، مثل الفطائر وبودينغ الأرز والكريمات وغيرها... ولكن احذري أن تصنعي منها اللبن الرائب منزلياً، لأنَّ عصير الصويا فقط هو الذي يحتوي على البروتين لكي يتخثر.
أما بالنسبة إلى الأنواع الأخرى فيجب إضافة النشا أو الأغار.
فوائد المشروبات النباتية للصحة
سهلة الهضم وخالية من الدهون السيئة: نقطتان جيدتان لصالح هذه المشروبات. وفي واقع الأمر، لا تحتوي على دهون مشبعة أو كولسترول، وهما عنصران غذائيان في حال الإفراط في استهلاكهما سوف يزيدان خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وعلى وجه الخصوص لا تحتوي المشروبات النباتية على اللاكتوز. ومع التقدم في السن لا يفرز الكثير من الأشخاص ما يكفي من اللاكتاز – وهو الأنزيم الذي يساعد على هضم اللاكتوز – الأمر الذي يؤدي إلى إصابتهم بمشاكل هضمية. وبناء عليه، فإنَّ النسخ النباتية بديل مثير للاهتمام. وتضيف أنجليك هولبير: "لا تحتوي على بروتينات الألبان التي قد تسبب الحساسية والتي تحفز إفراز الأنسولين، هرمون التخزين". وأخيراً فإنها لا تحتوي على آثار الهرمونات أو مضادات الأجسام، التي ينتقدها البعض والتي توجد في الحليب.
تابعي المزيد: أشهر فوائد اللوز الأخضر للجسم
يجب قراءة الملصقات
إذا كانت الملصقات التي توجد على عبوات الحليب تشير إلى معايير التركيبة (حليب كامل الدسم، نصف دسم، خال من الدسم)، فليس هذا هي الحال مع المشروبات النباتية التي تختلف وصفاتها بشكل متباين جداً وفقاً للشركة المصنّعة. بعض أنواع مشروبات الصويا لا تحتوي سوى على الماء وحبوب الصويا فقط: هذه ممتازة للغاية. ولكن بعض المشروبات الأخرى تحتوي على تركيبات تتضمن الكثير من التفاصيل مثل الزيت لإعطاء القليل من السلاسة أو الملح من أجل تحسين المذاق وحتى يمكن أن تحتوي على المكثفات. ناهيك عن وجود السكر والرائحة العطرية في الأصناف الذواقة.
لذا من المهم دائماً قراءة الملصقات لمعرفة على ماذا يحتوي المنتج بالضبط. والمكون الموضوع على ملصق العبوة (اللوز أو البندق أو الكستناء) قد لا يكون موجود دائماً. ففي اللوز على سبيل المثال قد يختلف محتوى اللوز من نسبة 2 إلى 8 في المائة وهذا في النهاية لا يعطيه نفس المذاق ولا الحصص الغذائية المناسبة. وعلى الرغم من ذلك، وكما تقول الإختصاصية أنجليك هولبير: "إنها قبل كل شيء مشروبات غنية بالماء وتحتوي على القليل من العناصر الغذائية".
القليل من البروتينات والكالسيوم
تقول إختصاصية التغذية: "بغض النظر عن أنَّ حليب الصويا يحتوي على الكثير من البروتينات مثل الحليب، إلا أنَّ المشروبات النباتية الأخرى شبه خالية من البروتينات. وفي المقابل، فإنَّ مشروبات الحبوب (الأرز والشوفان والحنطة وغيرها) غنية بالمواد الكربوهيدراتية سريعة الإستيعاب". كما لا توجد في هذه المشربات النباتية الخصائص الأخرى الموجودة في الحليب مثل: الكالسيوم (لتقوية وصلابة العظام)، والفيتامين بي12 B12 (لتكوين كريات الدم الحمراء)، وكذلك الأمر الفيتامين أ A (للنظر) والفيتامين دي D (لاستيعاب الكالسيوم وللعمليات الحيوية في الجسم) وهذه كلها موجودة في الحليب كامل الدسم لأنها فيتامينات قابلة للذوبان في الدهون.
على الرغم من ذلك نجد في أيامنا هذه أن الغالبية العظمى من المشروبات النباتية مدعّمة بالكالسيوم: "يفضل إختيار تلك المدعمة بالطحالب لأنه يمكن استيعاب الكالسيوم الذي تحتوي بشكل جيد، وعليك بتجنب تلك التي تحتوي على فوسفات البوتاسيوم لأنها تسبب حموضة الجسم وتعزز نزع المعادن من العظام".
تابعي المزيد: فوائد السماق للجهاز التنفسي وللجسم لا يمكن تصورها!