شريف منير لـ"سيدتي نت": شخصيتي في "ونحب تاني ليه؟" أتعبتني نفسياً

بعد غياب استمر لأربع سنوات عن الدراما التلفزيونية، عاد النجم شريف منير بالمسلسل الاجتماعي الرومانسي "ونحب تاني ليه؟"، وهو المسلسل الذي حقق نجاحاً كبيراً في السباق الرمضاني لعام 2020.

وأصبح النجم شريف منير حديث مواقع "السوشيال ميديا" في الأيام الأخيرة من شهر رمضان، خاصة بعد عرض الحلقة الـ 25 من المسلسل، ومع التحول الكبير في شخصية "عبد الله الروبي" التي يجسدها في المسلسل.

"سيدتي.نت" أجرى لقاءً حصرياً مع النجم شريف منير، للتعرف منه عن سبب اختياره لمسلسل "ونحب تاني ليه؟" للعودة به بعد غياب 4 سنوات، وكيفية التحضير لشخصية "عبد الله الروبي"، وكواليس العمل مع أبطال المسلسل وصُناعه خلف الكاميرا.

ما سبب قرارك للعودة للسباق الرمضاني من خلال مسلسل "ونحب تاني ليه؟" على الرغم من أنه بطولة جماعية وليس بطولة مُطلقة؟
القصة والدور الذي أقدمهما هما معياري في الاختيار، فلو شعرت أنني سأثبت وجودي بهذا الدور وفي هذه القصة، فإنني أشارك في العمل دون تردد.
ونظراً لأن آخر عمل قدمته كان مسلسل "الزئبق" الذي عُرض منذ 4 سنوات، كنت أريد العودة بقوة، وهو ما جعلني أحرص على التركيز جداً في مسلسل "ونحب تاني ليه؟" حتى أقول للناس أنني عدت بقوة، والحمد لله على النجاح الكبير الذي حققته في المسلسل.

وكيف كانت كواليس العمل مع ياسمين عبد العزيز وكريم فهمي وفريق عمل مسلسل "ونحب تاني ليه"؟
كنت سعيداً جداً بفريق العمل في المسلسل، فياسمين عبد العزيز ممثلة جيدة جداً وأثبتت جدارة وقوة في التمثيل من خلال هذا الدور، كما كان كريم فهمي رائعاً، وكان يسمعني دائماً عندما أتناقش معه في أي شيء يتعلق بالشخصية التي يُقدمها، وهو إنسان مٌهذب ومُحترم للغاية، أما أحمد سعيد عبد الغني فقد كسبته من خلال هذا المسلسل كصديق، وهو فنان ممتاز وأطالب المُنتجين بأن يضعوا عينيهم عليه، بالإضافة إلى سوسن بدر وليلى عز العرب والأدوار الرائعة التي قدماها، وإيمان السيد التي أعتبرها اكتشافاً جديداً في الكوميديا، وإيهاب فهمي الذي جسد شخصية الشرير في المسلسل بشكل رائع، وهو إنسان مهذب ولطيف جداً.
وأنا فخور للغاية بكل من كانوا خلف الكاميرا في هذا المسلسل، فقد كان معنا فريق إخراج رائع من الشباب الذين لا تتجاوز أعمارهن الـ25 عاماً، إضافة إلى مدير التصوير أحمد زيتون الذي أبهرني بسرعته في إنجاز عمله وخروجه بمستوى أكثر من رائع.

الحلقات الأخيرة من المسلسل أثارت جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث شهدت تحولات واضحة في شخصية "عبد الله"، وتساؤلات عديدة من الجمهور، فهل كان من الصعب تمثيل مشاهدك في هذه الحلقات؟
السيناريو الذي كتبه المؤلف عمرو محمود ياسين كان رائعاً، وأنا لا أقدم مشهداً مهماً بدون استشارة عمرو أولاً، فأنا أحرص على الأخذ برأيه، والتحدث معه حول بعض التفاصيل التي سأقدمها في المشهد، وأسأله إن كان ذلك يتفق مع الدراما التي كتبها أم لا، وفي بعض الحالات يوافقني الرأي، وأحياناً يُخبرني عن تفاصيل أخرى، ويكون هذا النقاش أيضاً بحضور المخرج مصطفى فكري.

اعتدت أن أجلس لمذاكرة مشاهدي داخل المطبخ

كيف قمت بالتحضير لشخصية "عبد الله" قبل التصوير؟
اعتدت أن أجلس لمذاكرة مشاهدي داخل المطبخ، والكثير من الناس يتعجبون من أنني أفعل ذلك، ولكن حياتي كلها تقريباً داخل المطبخ لأنني أرتاح للغاية بداخله، وحتى المقابلات الصحفية التي أجريها، والفيديوهات التي أسجلها عن مصر أو الجيش المصري، أقوم بها داخل المطبخ، وقد سخر مني البعض لأنني أضع علم مصر داخل المطبخ، ولكنني أريد أن أؤكد لهم أن العلم في منزلي موجوداً داخل جميع الغرف، سواء في غرفة استقبال الضيوف أو غرف النوم أو حتى داخل الحمّام، فأنا فخور ببلدي وجيشها.

كما أن لدي تمثال داخل المطبخ على شكل "طباخ"، كنت أتحدث معه أثناء التحضير لمسلسل "ونحب تاني ليه؟"، فقد كنت أتخيل أنه شخصية "غالية" التي تجسدها ياسمين عبد العزيز، أو شخصية "مراد السويفي" لكريم فهمي، أو شخصية "عمرو" التي يجسدها أحمد سعيد عبد الغني، فهو بالنسبة لي جميع الشخصيات التي تشاركني مشاهدي في المسلسل.

وبعد انتهائي من المذاكرة مع هذا التمثال، أقوم بمراجعة الحوار الخاص بالمشاهد التي سأقوم بتمثيلها في اليوم التالي قبل النوم مباشرة، وبمجرد وصولي إلى الاستديو للتصوير، عندما أخبر فريق الإخراج أن المشاهد التي سأقدمها في ذلك اليوم تحتاج إلى تركيز، يقومون بتهيئة الجو المناسب لذلك، حيث يعملون حولي بهدوء شديد وفي بعض الأحيان يخرجون من المكان لمساعدتي على التركيز، ، كما أن الخبرة الطويلة تساعدني أيضاً على أداء هذه المشاهد الصعبة.

واعتدت دائماً قبل تصوير المشاهد الهامة أن أصلي وأدعو الله قائلاً: "يارب إنت تعلم ما بداخلي، فساعدني أن أعبر عنه"، وبالفعل يلهمني الله في هذه اللحظات.

أنا من الممثلين الذين يعملون بإحساسهم ومشاعرهم طوال الوقت

هل تظل متأثراً بالمشاهد الدرامية الصعبة لفترة طويلة بعد تصوير المشهد؟
أنا من الممثلين الذين يعملون بإحساسهم ومشاعرهم طوال الوقت، ويتأثرون نفسياً بالأدوار التي يقدمونها، وهو ما يجعلني في منزلي أيضاً لست على طبيعتي، خاصة قبل تصوير أي مشهد به معاناة بهذا الشكل الذي ظهر في مشاهد حلقاتي الأخيرة في مسلسل "ونحب تاني ليه؟"، حيث أظل جالساً بمفردي وصامتاً في المنزل، وعندما تسألني زوجتي عن سبب ذلك، أرفض الحديث قائلاً: "مفيش حاجة"، فتقول لي :"يبقى عندك بكرة مشهد صعب"، وحتى ابنتاي فريدة وكاميليا تتفهمان هذه الحالة، فعندما تسألني فريدة "هل هناك شي يضايقك؟" وأرد قائلاً: "لا..عندي شغل مهم بكرة"، تبتعد عني تماماً، وتتحدث مع شقيقتها بصوت منخفض.

وقبل تصوير مسلسل "ونحب تاني ليه؟" أثناء جلوسنا على طاولة الطعام قلت لهن أنني مُقبل على عمل مُهم وحالتي المزاجية ستكون متقلبة في بعض الأوقات، وطلبت منهن عندما يجدنني في حالة غير جيدة، أن يتركنني بمفردي أو يتعاملن معى بحرص.
فأداء هذه المشاهد يتطلب مني جهداً كبيراً ومعاناة نفسية تستمر لفترة ليست قصيرة، وحتى أثناء ذهابي إلى التصوير في الصباح، أشعر بتعب نفسي شديد، سواء قبل أو بعد تقديم هذه المشاهد.

هل فكرت من قبل في الذهاب لطبيب نفسي بعد انتهاء تصوير أي دور به مشاهد صعبة أو شخصية تواجه معاناة؟
أعتقد أنني من المفترض أن أفعل ذلك، إذ يقوم النجوم في الخارج بالذهاب لطبيب نفسي بعد انتهاء التصوير لمساعدتهم على الخروج من الشخصية، ولكن عادة ما يستغرق الأمر مني 10 أيام، وبعد ذلك أبدأ في العودة من جديد إلى شخصيتي الطبيعية.

هل كنت تتوقع هذا النجاح الذي حققه مسلسل "ونحب تاني ليه"؟
توقعت نجاحه ولكن ليس لهذه الدرجة، فبعد الحلقات الخمسة الأولى عندما بدأت ردود الأفعال تظهر بوضوح على "السوشيال ميديا"، وبدأ التفاعل يزداد يوماً بعد يوم، وينتظر الجمهور الحلقات ويتساءل عما سيحدث، بدأت حينها أشعر أن هذا المسلسل أصبح في وضع مختلف عن باقي مسلسلات رمضان، مع الأخذ في الاعتبار أن مسلسل "الاختيار" خارج المقارنة تماماً، لأنه مسلسل مختلف حيث يتناول أحداثاً حقيقية عشناها، وأحداثاً أخرى كانت في سيناء يعيشها الجيش المصري والشهيد أحمد المنسي.

ولكن بعض النجوم يعتبرون أن مواقع التواصل الاجتماعي مقياس خادع إلى حد ما، حيث تختلف آراء الناس في الشارع عن أراء الناس على "السوشيال ميديا"، فأيهما أهم من وجهة نظرك؟
الشارع هو "السوشيال ميديا"، فكل شخص في الشارع معه هاتف، ويستخدم الفيسبوك وإنستقرام وتويتر، والمسلسل القوي يفرض نفسه، حتى لو هناك أشخاص على "السوشيال ميديا" يريدون الهجوم عليه، لن يستطيعوا تغيير جميع الآراء عنه، وعلى أي حال هناك أشخاص يحبون الأذى، فمثلاً في مسلسل "وتحب تاني ليه؟" كانت جميع التعليقات على "السوشيال ميديا" جيدة، ولكنني تفاجأت بتعليق واحد فقط لشخص يهاجم المسلسل بشكل عنيف، فدخلت على صفحته الشخصية ووجدتها صفحة خالية، ففهمت حينها أنها من صفحات اللجان الإلكترونية، فقمت بعمل بلوك له على الفور.

ومتى تقرر عمل بلوك لشخص على صفحاتك بمواقع "السوشيال ميديا"؟
عندما أجد شخصاً يتطاول أو يرفع الألقاب بيني وبينه بشكل مبالغ فيه، أو يستخدم بعض الألفاظ الخارجة، أو الألفاظ التي يوجد بها عدم احترام.
وبعض الأشخاص تنزعج مني لأنني لا أرد على جميع التعليقات على صفحاتي بالسوشيال ميديا، ولكن ليس من المنطقي أن أرد على 700 تعليق، لذلك أقوم بعمل Like حتى يعرف من كتبوا التعليقات أنني قرأتها، وفي بعض الأحيان أرد على تعليق عندما أشعر أنني من الضروري أن أرد، ولكنني أتفاجأ ببعض الناس تهاجمني وتقول لي لماذا لا ترد علينا كما فعلت مع غيرنا!

أحترم أحمد فهمي على اعتذاره من الجمهور

ما رأيك في الهجوم العنيف على بعض المسلسلات الكوميدية على "السوشيال ميديا" لدرجة اضطرت أحمد فهمي بطل مسلسل "رجالة البيت" للاعتذار للجمهور عن مسلسله؟
موقف أحمد فهمي محترم للغاية، فقد شعر أن جمهوره ليس سعيداً بما قدمه لهم، فاعتذر، فذلك شيء جيد جداً، وأنا أحب فهمي وأحترمه على هذا الموقف، وعلى أي حال من الطبيعي أن يكون هناك مسلسلات ناجحة وأخرى لم تحقق النجاح، وغيرها تحقق نجاحاً كبيراً ولافتاً للأنظار، وشيء كبير بالنسبة لي أن يعتذر فهمي للجمهور، وأنا أحترمه على هذا الموقف، كما يجب أن يتفهم الجمهور أن "لكل جواد كبوة".