حكايات قبل النوم عادة جميلة تواظب عليها غالبية الأمهات بحب واهتمام، وتسعد بها الابنة وتنتظرها فرحة بقربها من أمها، وحتى يكبر قلبها بالمعاني الجميلة، وقصة -"علي" يخطط لأيام العيد- واحدة من القصص التي تدعو الطفل للاهتمام بمفهوم الأعياد الدينية وأسبابها والغرض من إحيائها
برأسي عشرات الأفكار، وعلى الورقة سجلت نشاطات أنوي القيام بها خلال أيام العيد الأربع، نعم العيد مختلف هذا العام؛ فكوا الحذر، ولكن التباعد الاجتماعي الجسدي والبقاء بالمنزل بقدر الإمكان أمر لازم ومطلوب؛ لا للزيارات، لا للتواجد بالمطاعم وصالات الألعاب، لا للزحام بالمولات والمتاجر أو السينما ووسائل المواصلات... أين سنذهب؟
بداية، جلوس أبي وأمي - من دون عمل أو إنشغال- واجتماعنا معهما طوال أيام العيد؛ طاقة من الفرحة زادت من بهجة قلوبنا وحلاوة العيد في عيوننا أنا وإخواني الصغار
عفوا لم أعرفكم بنفسي..أنا "علي" - 13 عاماً- تلميذ مجتهد باعتراف الأرقام في شهادتي بكل المواد، والأخ الأكبر على إخوة وأخوات يصغروننِي بسنوات، عيد الأضحى بعد أيام وهو من الأعياد الدينية المحببة إلى قلوبنا؛ يذكرنا بمعنى التضحية وكيف تكون طاعة الأبناء للآباء، ومعه نتعلم معنى التعاون وصلة الرحم ومراعاة ظروف الفقراء
استعداداً لأيام العيد بحثت في الأدراج عن الورق الملون والبالونات لتزيين البيت وإعلان فرحتنا بقدوم العيد، ومن قبل قرأت عن حلم سيدنا إبراهيم وطاعة ابنه سيدنا إسماعيل؛ حتى أقصها على إخواني الصغار، وعرفت - كما حكت لي أمي- أن لحم الخروف سيوزع بالتساوي بين الفقراء والأقارب وأهل البيت
والآن هل تريدون قراءة ما كتبت ؛ ربما شجعتموني أو استفدتم من خطتي وقلدتموني... هيا بنا
صباح أول يوم في العيد أنوي النزول مع أبي لصلاة العيد -إن فُتحت المساجد- وبعد عودتنا أشهد مع أبي عملية ذبح الخروف، وأشاركه تغليف اللحوم وتوزيعها؛ ولن أنسى مشاركة إخواني تزيين البيت، ثم الإمساك بالجوال لتهنئة أقاربي وأصدقائي بالعيد، وعند المساء وبعد تناول ما لذّ وطاب.. ولأنه يوم شاق سنجلس لمشاهدة التليفزيون مع حلويات أمي وتعليقات أبي الجميلة
وفي اليوم الثاني، ولأن البقاء بالمنزل بقدر الإمكان مطلوب، كما تقول أمي، سنتناول الإفطار، وبعدها أمسك بكراستي التي أعددت بها -لإخواني الصغار- مجموعة من الألغاز وألعاب الحروف والكلمات في شكل مسابقة لها جوائز وهدايا للتشجيع، وسأطلب من أبي وأمي مشاركتنا بالتحكيم وتوزيع الهدايا وستمضي الساعات
وفي يوم العيد الثالث، ومع استمرار إغلاق الحدائق العامة والملاهي والشواطئ؛ حفاظاً على الصحة والتباعد الجسدي؛ سأطلب من أبي اللعب بالكرة أمام منزلنا وسأعطيه الأمان بارتداء الكمامة والتباعد الإجتماعي، وعدم لمس الأسطح أو الأشياء، وإن رفض أذهبْ وأشترِ من نقود العدية حلوى من محل بعيد بآخر الشارع... أسير نحوه مشياً على الأقدام، وفي المساء سأتفق أن يحكي لنا والدنا ذكرياته عن عيد الأضحى، وأحلى ما مرّ به وسط عماتي وأعمامي وجدي وجدتي .. من زمن فات.
وفي اليوم الرابع ومع تغيير طقوس كثيرة كنا نقوم بها في العيد، سأقوم بدور الأخ الأكبر والوالد الأصغر لإخوتي وأقرأ لهم بعض القصص، وأعد معهم الرسومات والأشكال؛ باستعمال الصلصال والورق الملون - قص ولصق- وننظم معرضاً بصالة المنزل، وأجمل معروض؛ لوحة أو تمثال يحصل صاحبه على جائزة من أمي وأبي
وهكذا تنتهي أيام العيد سعيدة، هانئة، هادئة، مع دعاء بألا تبقى "كورونا" معنا العيد القادم.... هل أعجبتكم الخطة؟ أم لديكم خطط أخرى؟