الممرضة البطلة ... هكذا لقبت وهكذا عرفها العالم منذ انفجار المرفأ في لبنان. اشتهرت بصورتها خلال انفجار بيروت وهي تحمل ثلاث رُضع وسط الركام والدمار الذي دمر المستشفى التي تعمل فيها، فباتت قصتها على كل لسان وسط تساؤلات عن هويتها وما حل بالأطفال الثلاث.
سيدتي إلتقت الممرضة باميلا زينون وكان معها هذا الحوار الذي لم يخل رغم الألم والحسرة من الأمل والشجاعة والإيمان بغد أفضل.
تابعي المزيد :بالصور.. حكاية «رشدي وعلي وإبراهيم».. شهداء لقمة العيش في انفجار بيروت
- بداية ماذا تتذكرين من انفجار المرفأ؟
لا أتذكر سوى صوت الإنفجار الكبير، لم أفكر بأي شئ سوى التفكير في كيفية انقاذ الأطفال، على الرغم من الأضرار التي لحقت بالحاضنات نجحتُ في الوصول إليهم وحملتهم، ولا أتذكّر كيف خرجت من الطابق لأن كل الممرّات تكسّرت وغطّاها الردم.
- هل تذكرين عدد الرضع في الطابق؟
نعم كانوا خمسة أطفال، واحد كان برفقة أهله واستطاعوا انقاذه والهروب به، فيما تمكن طبيب كان في الطابق أن يحمل طفلاً آخر. وبقي ثلاثة اطفال تمكنت من الوصول إليهم وحملهم للهروب. ومشيت مسافة ٥ كيلومترات لمدة ٤٥ دقيقة حتى وجدنا مستشفى يستقبلنا.
- لماذا لم تهربي بالأطفال؟
للوهلة الأولى ذهبت بهم إلى قسم الطوارئ ولكنني لم أجد سوى الدمار والركام وجرحى وشهداء هنا وهناك، فاضطررت إلى الذهاب بهم إلى مستشفيات مجاورة مشيا على الأقدام للحفاظ على أرواحهم خاصة أنهم بحاجة إلى حاضنة أطفال وعناية خاصة كونهم ولدوا قبل أوانهم.
- لو عاد بك الزمان إلى 4 اغسطس، هل تقومين بردة الفعل نفسها؟
بلا شك، أقسمت اليمين في مهنتي لحماية الأطفال، همي كان أن أخلص الأطفال ولم أكترث أو أفكر بنفسي.
- ألم تطلبي مساعدة المارة؟
كل من قابلني في الشارع كان يسألني كيف أساعدك، همي الوحيد كان تدفئة الأطفال وأن تكون حالتهم مستقرة. كل من صادفني ساعدني إما بتأمين النقل وإما بتأمين غطاء للأطفال وإن كانت ثيابه ملطخة بالدماء.
تابعي المزيد :حقيقة تشوه وجه نادين نسيب نجيم يكشفها شقيقها شادي
كيف كانت ردة فعل الأهل عند لقائهم أولادهم؟
ليتني وثقت هذه اللحظات، ذهبوا إلى المستشفى وكانوا يصرخون ويبحثون عن أولادهم، ولكن زملائي في المستشفى أخبروهم أنهم بخير وأن عليهم التواصل معي لأنهم بأمان والحمدالله.
- هل تذكرين من التقط لك الصورة الشهيرة التي ظهرت بها وانت تحملين الرضع بعد الانفجار ؟
هو المصور بلال جاويش، الذي صودف وجوده في المستشفى لنقل الأحداث وتوثيقها، بالتأكيد هناك الكثير من المواقف التي كانت لتوثق معي ومع زملائي للمجهود الذي بذلوه في ذلك اليوم.
- بعد انفجار بيروت، هل تفكرين بالإنتقال إلى قسم آخر؟
بالتأكيد لا، هؤلاء هم أولادي وأحبهم كثيراً ولا يمكنني تركهم.
تابعي المزيد :مادونا تستضيف معرضاً فنياً يرصد ريعه لضحايا انفجار بيروت
- هل تفكرين بالهجرة؟
كل منا تراوده هذه الفكرة، ولكن ان لم نتكاتف ونتحدى هذا الإحساس الذي يسيطر علينا من حين لآخر لكان الكل هاجر الآن وبات الوطن وحيداً. يجب أن نتوحد ونبقى صامدون لأجل لبنان.