قصص للأطفال قبل النوم عادة جميلة تواظب عليها غالبية الأمهات بحب واهتمام، وتسعد بها الابنة فرحة بقربها من والدتها، وحتى يكبر قلبها بالمعاني الجميلة، وقصة "العصفورة وفريق الإنقاذ" واحدة من القصص التي تدفع الطفل لسماع كلام وتوجيهات الأم... حتى يستطيع الاعتماد على نفسه.
جلس مروان في غرفته غضبانَ صامتاً؛ بعد أن رفضت أمه ذهابه بمفرده ليلعب الكرة مع أصحابه بالنادي، ومروان -9 أعوام- تلميذ بالصف الثالث الابتدائي، واليوم - إجازة – والأم طلبت تأجيل الذهاب لعدة ساعات فقط لانشغالها بأمر ما.
فجأة اخترق صمت مروان صوت زقزقة عصفورة ضعيف يزداد ضعفاً، قام ومن خلف فتحات شرفته الخشبية رأى عصفورة ترقد على الحافة، تتوجع ويبدو أنها وقعت من أعلى الشجرة المجاورة.
خاف مروان أن يفتح الشباك فتقع العصفورة أو تهرب مذعورة. فجرى مسرعاً ليخبر أمه بما شاهد، رجعت الأم معه. وأخذا يتابعان العصفورة وهي تصوصو متوجعة، وكأنها تستنجد أو تنادي أمها لتنقذها.
مروان بصوت خافت: ما الذي جاء بها إلى هنا يا أمي؟ العصفورة صغيرة لم يكتمل ريشها ولا تستطيع الطيران!
الأم: نعم هي صغيرة ويبدو أنها غادرت عشها قبل أن تكمل 30 يوماً، وكانت تحتاج إلى فترة تدريب-5 أيام- لتتمكن من الطيران.
: هي لا زالت تتغذى على الحشرات التي تجلبها لها أمها -طعاماً مهضوماً- وتضعه في منقارها الصغير.
مروان: يبدو ان العصفورة تركت أمها وعشها في وقت غير مناسب، وكان عليها الانتظار لتقوى عظام أجنحتها. صحيح كلامي يا أمي!
بعد لحظات شاهدت الأم ومعها مروان مجيء الأم، وبعدها استمعا إلى صفير أشبه بالتنبيه للطيور الأخرى؛ للدلالة على وجود خطر ما، وفجأة تجمع عدد من العصافير..وكأنه فريق إنقاذ
والتفوا حول العصفورة الصغيرة، وفي دقائق توقفت الأصوات والزقزقة؛ فقد غادرت العصفورة الصغيرة إلى عشها. محمولة داخل حضن أمها. أوفوق أجنحة أصحابها وأهلها.
هنا نظر مروان إلى أمه فضمته إلى صدرها وربتت على كتفه. وقالت له: لقد أنهيت عملي، هيا أعدّ ملابسك سنذهب معاً إلى النادي.