قصص للأطفال عادة جميلة تواظب عليها غالبية الأمهات بحب واهتمام، وتسعد بها الابنة فرحة بقربها من والدتها، وحتى يكبر قلبها بالمعاني الجميلة، وقصة "محسن لا يسمع الكلام"، واحدة من القصص التي تدعو الطفل لعدم الخجل من التصريح بعيب يعاني منه.. حتى تنصلح الأمور
محسن تلميذ في الصف الأول الابتدائي، عمره -7 سنوات- يعيش في منزل بسيط بإحدى القرى البعيدة، ومدرسته تبعد عن منزله بحوالي 200 متر، يسيرها كل يوم وحده مستمتعاً بمشاهدة الغيطان الخضراء وأشجار الفاكهة من حوله متمتماً بأغانٍ ريفية جميلة
وفي المدرسة اختار محسن الجلوس بالمقعد الأخير في الصف، وإن تكلم المدرس أو نطق بحروف الهجاء، وطلب من التلاميذ تكرارها فعلوا.. إلا محسن؛ لا يشارك وربما حرك شفتيه متظاهراً بالمشاركة
في الأيام الأولى ظنّ المدرس أن محسن تلميذ خجول، لا يحب المدرسة وربما لا يرغب في التعليم من الأساس، وكثيراً ما كان يفاجئه بسؤال عن الحرف الذي نطقه، أو الكلمة التي يكررها زملاؤه، فتكون إجابة محسن: الصمت ومزيد من الصمت
بمرور الأيام لاحظ المدرس أن محسن لا يشارك زملاءه اللعب واللهو في فناء المدرس، ودائماً ما يجلس وحده، حاول المدرس أن يقترب من محسن، وأول ما طلب منه : أن يجلس في أول الصف لينتبه أكثر ويستطيع المشاركة، والنتيجة؛ محسن يزداد صمتاً وخجلاً ولا جواب!
هنا..فكر المدرس في الاستعانة بالمشرف الاجتماعي بالمدرسة للتعرف على ظروف محسن العائلية، ربما كانت هناك مشكلة!
بعد البحث.. عرف المدرس أن محسن يعاني من ضعف شديد بأحد أذنيه، وأن الأب والأم يعرفان المشكلة ، لكنهما غير قادرين على تكاليف شراء سماعة لأبنهما محسن
تدبرت المدرسة الأمر؛ وطلبت من والد محسن الحضور، وسلمته مظروفاً ضم مئات الجنيهات ليذهبا للكشف وشراء سماعة تساعد محسن على سماع الكلام، وحروف الهجاء، وأرقام الحساب