تحتفي الممثلة السعودية ليلى السلمان بمرور عشرين عامًا على خوضها المجال الدرامي، عبر مسلسل "ضرب الرمل"، الذي تمَّ عرضه في رمضان الفائت، على قناة SBC، بدراما تراجيدية روائية، وشدّت المشاهدين عبر مسلسل "العاصوف" بجزأيه خلال 2018 و2019، لتحقّق الأفضلية بالعمل. "سيدتي" التقت بالفنانة ليلى السلمان التي كشفت عمَّا ينقص الدراما السعودية، وعن المساحة التي خاضت فيها بـ"ضرب الرمل"، وتطرقت إلى المواهب الشابة، والمسرح السعودي، فكان لنا معها هذا الحوار.
في البداية كيف تُثَمِّنِينَ مشاركتَك عبر مسلسل "ضرب الرمل"؟
مشاركتي في مسلسل "ضرب الرمل" مختلفة، فالنص عندما يتحدث عن حقبة معينة، وفي بلدك، وترى أن القناة والإنتاج فعلًا يعطيان العمل حقه، ويكون عنصرًا أساسيًّا من ضمن الأبطال، فذلك أمر يضيف لك، ويكون فيه منافسة جميلة بين عناصر العمل.
خضتِ المشاركة الدرامية هذا العام عبر مسلسل تراجيدي وشاهدناكِ خلال العامين الماضيين في "العاصوف"، هل هذه النوع من الدراما يستهويكِ؟
في الحقيقة، مسلسل "العاصوف" أضاف لي، وحقَّق لي الأفضلية في أن أكون أفضل ممثلة خلال الجزأين في عامي 2018 و2019، وهو إضافة حقيقية، وأنا من النوع الذي يفضِّل الأعمال المتكاملة، وسيترك بصمته بالنجاح، وبالفعل هذا ما حدث، وأعطى العملُ مكانتي الدرامية حقَّها، وشخصيتي (الأم) تقبَّلَها المُشَاهِد.
الخط التراجيدي تبدين فيه أكثر من الكوميديا. ما هو تأثير التراجيديا عليكِ؟
في الحقيقية قدَّمتُ الكثير من الكوميديا في أعمالي، ولكني أفضِّل كوميديا "الموقف"، وليس التهريج، وشخصيتي هي الشخصية الجديَّة الصارمة، والأعمال أكثرها يأتيني على هذا الأساس، ولكنني على المستوى الشخصي قد لا أكون كذلك.
واجهنا العديدَ من المصاعب
شاركتِ مع الفنان خالد عبد الرحمن في مسلسل "ضرب الرمل". كيف رأيتِ خالد في أولى مشاركاته الدرامية؟
بالفعل سعيدة جدًّا بهذه المشاركة، والتقيت بخالد عبد الرحمن في مسلسل "ضرب الرمل"، وهو فعلًا على طبيعته مثلما ترونه، وتعرَّفنا عليه أكثر بأخلاقه وطيبته والتزامه، وهو ما اعتدنا عليه، وأتمنى له التوفيق في مشواره الدرامي.
مسلسل "ضرب الرمل" مأخوذ من رواية للكاتب محمد المزيني، كذلك "العاصوف" من رواية، هل ترين أن قصة الروايات هي أفضل ما يمكن تقديمه للمشاهدين؟
إذا كان لدينا روائي مبدع لدرجة كبيرة فإننا نرفع له القبعة، ونتمنى أن نكون قدَّمنا ولو جزءًا بسيطًا من الرواية بمسلسل "ضرب الرمل"، ونفتخر بهذا العمل، وأتمنى للكاتب التوفيق.
وحول القصص الروائية فهي الصورة الجميلة عن التراث السعودي في أي زمن، وأي إبداع نقدمه بهذه الصورة الرائعة هو أمر مشرِّف للغاية، وتقديمه ليس فقط للمشاهدين داخل المملكة، إنما حتى خارج السعودية، والكل يعرف أن "العاصوف" تمت ترجمته إلى الواقع عن قصة العمل، وأتمنى من هذه الأعمال الروائية أن نقدِّمها بصورة جميلة.
كيف رأيتِ الأصداء في "ضرب الرمل"؟
بالفعل الأصداء قوية جدًّا، والكل يعرف الفنان خالد عبد الرحمن، ونتمنى ألا نحكم على العمل إلا بعد أن نصل لوقت معين؛ ليرى المشاهدون الفرق بين حقبة الخمسينيات وفترة الألفية، وأصداء العمل جميلة جدًّا.
كيف واجهتِ مصاعب التصوير في ظل أزمة كورونا؟
واجهنا العديدَ من المصاعب والمشاكل، من ضمنها أن التصويرَ كان في منطقة القصيم، ومعظم الممثلين من الرياض والمنطقة الشرقية، وهناك ممثلون لديهم أعمال خارج المملكة، وتأخرنا في عملية التصوير، وبعض الممثلين كانوا خارج المملكة، وعانينا في العمل، وبالأخير بقدر المستطاع اجتهدنا بالتصوير لتقديم العمل للمشاهدين.
ما هو رأيك في الدراما بشكل عام هذه السنة؟
هناك أعمال تمَّ تصويرُها قبل أزمة كورونا، ونتحدث الآن عن الأعمال التي تمَّ تصويرها في ظل الأزمة، وواجهنا الكثير من المتاعب، وأستطيع أن أقول إن الدراما بخير، ومن الصعب الحكم عليها في ظل الأزمة الراهنة، ولا يمنع ذلك من القول بأن الدراما تواجِه منافسة قوية ما بين الأعمال العربية والخليجية.
عُرِفَتْ أعمالك في التراجيديا بـ"الأم" والمرأة المُعِينة الناصحة. هل هذا الدور يستهويكِ؟
إذا كان هناك دور يناسبني لشخصيتي ولعمري من الأدوار التي تكون فعالة ومؤثرة وبنفس الوقت تأثيره يكون في التوعية بالترابط بينهما، فأنا بالتأكيد يستهويني ذلك الدور، لا سيما إن كانت مرتبطاً بهدف للمشاهد "كأم"، وشخصيتي في "ضرب الرمل" أيضًا هي الشخصية القوية والواعية فكريًّا والحنونة بنفس الوقت، وهي ضمن الأدوار التي تعجبني.
تابعوا المزيد : ليلى السلمان لـ"سيدتي": ريم عبدالله ليست الفنانة السعودية الأولى وهذا ما أعشقه بناصر القصبي
أقوى مهنة فنية هي التمثيل
من وجهة نظرك هل شركات الإنتاج دائمًا ما تُسدي العون والدعم للممثلات السعوديات؟
إذا كان هناك عمل سعودي فهم مضطرون لاستدعاء عنصر نسائي؛ لأنه لا بدَّ أن نبني جيلًا فنيًّا صحيحًا، وأتمنى أن يركِّزوا على هذا الأمر، ونحن لدينا ممثلات واعدات وشباب واعد، ونتمنى أن يكون لدينا نجوم من السعودية يصقلون موهبتهم. وهناك نقطة أخرى، فأنا أتمنى من الممثلات السعوديات أن يَخُضْنَ تجربة الدراما بحب وصدق، وليس فقط بسبب الشهرة، فالحب والصدق وسائل ضرورية للوصول إلى قلوب الناس، أما إذا كان دخولهن من أجل الشهرة فسيكُنَّ فقاعة وتنتهي.
ماذا ينقص الممثلة السعودية من أجل وصولها للدراما الخليجية والعربية؟
فعليًّا ينقص الجيل الجديد محبَّتهم للهواية والتمثيل، فهذا الجيل البعض منهن يَعْتَقِدْنَهُ فقط سبيلًا للشهرة. وأقوى مهنة فنية هي التمثيل، لذا فحُبُّ المهنة والموهبة أساسان تكتمل معهما عناصر الممثلة، بالإضافة إلى تحمُّلِها للمهنة؛ فالتمثيل يُعتبر صعبًا، وهو ما ينقص الممثلة حاليًّا.
هل الممثلة السعودية قادرة على الاستحواذ على المشهد الدرامي في العالم العربي؟
نعم، إذا كان لديها الطموح والقدرة، ولكنها لن تصل بين يوم وليلة، بل تحتاج إلى التأسيس الصحيح من أجل الاستمرار، وهذه ليست مسألة سهلة بالعالم العربي، ومن لديها الحب والتحمُّل ستصل بالتأكيد، فقط أعطوا الفن حقَّه وما بداخلكم من إحساس من أجل الوصول.
كيف تقيِّمين مستوى الفنانات السعوديات في الساحة الدرامية؟ وهل وصلن لمرحلة الرضى؟
لدينا الكثير من الفنانات موجودات بالساحة الفنية، ونحتاج للتركيز على الدراما السعودية من أجل أن نُنَافِسَ بشكل كبير، ولا يمكن أن أذكر أسماء؛ حتى لا أنسى أحدًا.
ما هي نصيحتك التي تقدِّمينها للممثلة السعودية الصاعدة وللوجوه الشابة؟
إذا كانت ممثلة سعودية صاعدة فأتمنى أن تحافظ على صعودها للفن، بحيث تستمر حتى تصل للنجومية أما بالنسبة للوجوه الجديدة، فأتمنى أن "يحبوا مهنتهم ويحترموها" إذا كانت لديهم الموهبة، والفن يحتاج للصبر، وليس بيوم وليلة، وهذا ينطبق أيضًا على جميع أنواع الفنون، وليس على مستوى الدراما فحسب، فالفن ليس عبارة عن "سوشيال ميديا"، بل هو أحاسيس ومشاعر، وعندما يحب الشخص فنه، فإن الفن سيمنحه المزيد.
"العاصوف" وصل صيته عالميًّا
كيف ترين مستوى القصص الدرامية ومعالجتها لكي تصبح مسلسلًا في الأعمال السعودية؟
القصة قد تكون من الواقع، ولكن عند طرحها لا نطرحها كُلِّيًّا، وعند تنفيذ الرواية الحقيقية يتمُّ تنفيذها بحيث تكون دراما بمعنى الكلمة، والأهم أن المعالجة لا تأخذ منحى بعيدًا عن القصة، بدليل أن "ضرب الرمل" رواية جميلة، وقدَّمناها بقدر المستطاع، ومنحنا نبذة عنها، وبالإمكان أن تتكون من خلالها مجموعة أجزاء، وبسبب "الكورونا" صعبت علينا بعض الإجراءات الخاصة بالمسلسل، وأنا متفائلة جدًّا بالدراما السعودية لكي تكون الأولى إن شاء الله.
دائمًا تطلِّين على المشاهدين من خلال الدراما الرمضانية. فهل تفضِّلينها أكثر من الموسمية؟
ليس شرطًا، ولكن إذا كان هناك نص ودور جميل من كل النواحي سأشارك فيه، وفي الموسم الرمضاني هذا العام كان الجميع ملتزماً في بيته، مما يستدعي المشاهدة بشكل أكبر، ولكن في السنوات الماضية أكثر المشاهدين كانوا يشاهدون الأعمال بعد رمضان بتركيز أكبر، ولا أعلم إن كان هذا الأمر أصبح عادة أو لا بأن تصبح المنافسة في شهر رمضان، وهذا أمر جيد، ولكن لا يمنع إذا كان النص جيدًا أن نقدِّمه بتوقيت موسمي.
ماذا ينقص الدراما السعودية ليكون صيتُها عالميًّا؟
ينقصها كُتَّاب، بالفعل لدينا كُتَّاب رائعون، لكن لدينا نقص في هذا الشأن، وبالحقيقة لدينا كنز من المبدعين، وسيرون النور قريبًا، ولا شك أن "العاصوف" وصل صيته عالميًّا، النص والإنتاج والممثلون المبدعون هو ما ينقصنا، والعالم عينه على السعودية والمستوى الدرامي بها، وأي عمل يُقَدَّم بشكل صحيح ومتكامل سيكون الحديث عنه بالتأكيد.
خلال عشرين عامًا من مسيرة نشاطك الفني بالساحة الدرامية. ما هو الموقف الأكثر إلهامًا لك في مسيرتك الكبيرة؟
أعشق مسيرتي الفنية، وكل عمل قدمته أرى فيه المتعة، وبالذات الأعمال المميزة؛ بسبب أنها قربتني من الجماهير، والأحلام التي كنت أحلم بها شبه تحققتْ؛ لأن الفنان "طماع"، وبقدر وصوله يرغب في المزيد من الإبداع ليواصل الاستمرار، والمرحلة الماضية كانت بخطى ثابتة، وكوَّنْتُ من خلالها جمهوري المُحِبّ، الذي أوصلَني لهذا الوضع الحالي بفضل الله، والعطاء سيكون أكثر؛ لأن الجمهور هو من أوصلني لإلهامي وحلمي الذي تمنيته، وأنا عاجزة عن شكر جمهوري الحبيب.
ما هو أكثر عمل وجدتِ نفسك فيه فعليًّا من خلال مسيرتك الفنية؟
كثيرة هي الأعمال، لكن "العاصوف" كان هو الأفضل؛ لأنه باختصار أعادني إلى "الطفولة" والزمن الجميل الذي تمكَّنا من مشاهدته، وعند تصوير مشاهدي بـ"العاصوف" كنت لا أرغب في الخروج من الحقبة التي تمَّ تصويرها، وبالنسبة للأعمال الأخرى فكثيرة هي الأعمال التي رأيتُ نفسي بها، ومن ضمنها "درب المحبة، السلطانة، الأصيل، زحف العقارب، ضرب الرمل، خطوات على الجليد"، وغيرها الكثير، ولكن ما ذكرته كان إضافةً بالنسبة لي، و"العاصوف" كان الأقرب.
كيف ترين اليوم نشاط المسرح السعودي من خلال الفعاليات؟ وهل المسرح يحتاج فعلًا إلى العنصر النسائي؟
موسم الرياض منح الفرصة للنجوم بالمسرح، ولكن نريد مسرحًا بنفس ما تمَّ طرحه بموسم الرياض بجميع أنحاء المملكة، لا سيما إذا كانت هناك احترافية بالديكورات والكادر، فالمسرح الذي شاهدتُه بموسم الرياض هو المسرح الحقيقي، مثل مسرحية "الذيب في القليب"، وأتمنى أن تُعرض في جميع أنحاء المملكة، وهذا ما نريده ونطمح إليه، فلا مانع من استمراريتها، والجمهور متعطش، فلا مانع من تأسيس مسرح سعودي ليطال أنحاء السعودية، وهذا ما أتمناه، ومن الممكن أن نصقل المسرح خارجيًّا أيضًا، ولا ينقصنا فعلًا أي شيء.
تابعوا المزيد: ليلى السلمان باكية: الكويت نسيتني وناصر القصبي الرقم واحد في السعودية
خُضْتُ التجربة السينمائية بفيلمين
مع وجود صالات دور العرض السينمائي بالمملكة، هل تنوين خوض تجربة سينمائية؟
في الحقيقية خُضْتُ التجربة السينمائية بفيلمين، وتم عرضهما بالكويت، والتجربة كانت جميلة، ومن لديها الطموح وتصل فأنا أكون سعيدة جدًّا بها. وأتمنى أن أقدِّمَ فيلمًا سعوديًّا نشارك به في السينما العالمية، ويكون بمستوى عالٍ من الإنتاج والنص والكادر.
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي