هل تعانين من نقص الانتباه والتركيز، هل فكرت يوماً بأن عطرك أو أحمر الشفاه هو السبب؟ ربما كان هذا السبب بعيد عن التفكير ففي حالات تشتت الانتباه أو قلة التركيز عادة ما تشير أصابع الاتهام إلى المواد الغذائية أو بعض الأدوية، ولكن دراسة أمريكية حديثة حذرت من التأثير السلبي لوجود مواد معينة في ما يستهلكه المراهقون من منتجات التجميل والعطور ومنتجات العناية بالنظافة الشخصية، خاصة إذا كان الاستخدام بشكل يومي.
اضطراب نقص الانتباه
أوضحت الدراسة التي نشر موقع «دويتشه فيله» نتائجها أن هذه المنتجات ربما تكون سبباً لما يعاني منه بعض المراهقين من مشاكل تتعلق بالتركيز، والمعروفة طبياً باسم اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة ADHD
وتم التوصل للنتائج بسحب عينات بول من 205 مراهق ومراهقة بغرض الكشف عن نسبة المواد الكيميائية في أجسادهم، كما اعتمد فريق البحث على استطلاع تم إجراؤه للتعرف على سلوكيات المراهقين، شارك فيه كل من أولياء الأمور والمدرسين أيضاً.
ووجد الباحثون خلال الدراسة التي أجريت في كلية الطب بجامعة هارفارد الأمريكية أنه ثمة علاقة موجودة بين أعراض نقص الانتباه والنشاط المفرط لدى المراهقين، وبين استهلاك المنتجات التي تحتوي على مواد معطلة لعمل الغدد الصماء في الجسم، وفقاً لورقة بحثية نشرت مؤخراً على موقع (جاما) العلمي. والغدد الصماء هي المسؤولة عن إفراز الهرمونات التي تلعب دوراً أساسياً في عمليات النمو والتكاثر وتنظيم وظائف الجهاز العضلي.
ومن أهم تلك المواد المستخدمة في تصنيع وتعبئة هذه المنتجات هي مادة الفثالات، المستخدمة عادة في صناعة المنتجات البلاستيكية بهدف زيادة مرونتها وشفافيتها وتحملها وإطالة عمرها.
ويأتي ضرر تلك المواد على المراهقين بسبب أنها تعمل كهرمونات صناعية تؤثر بالسلب على عمل الهرمونات الطبيعية التي يفرزها الجسم بشكل طبيعي مثل هرمون الذكورة (تستوستيرون).
وتوصل الباحثون إلى أن التعرض لبعض تلك المواد خلال فترة المراهقة يمكن ربطه بالإصابة باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، إلا أن هذا الرابط ظهر بشكل أقوى لدى الذكور بالمقارنة مع الإناث.