"كل إنسان يجد القوة في داخله من خلال إيمانه بنفسه، والفن يجدد الإيمان بالنفس، بمعنى أن الإيمان يتجلى بالفن، وإيماني بنفسي وعشقي للفن الذي اتضح منذ الصغر هو الذي جعلني أتخطى كل العقبات وأواجه كل التحديات"، بهذه الكلمات افتتحت الفنانة فاطمة نمر حوارنا معنا، حيث دخلت عالم الفنون منذ خمسة عشر، بدأت المشاركة في المعارض بشكل رسمي بعد أن صقلت موهبتها عن طريق الدراسة، كان أول كورس تخضع إليه هو أساسيات الفن وأساسيات تلوين بألوان إكريلك وزيتية، في نادي الفنون على يد الأستاذة المصرية سهير جوهري، وبعد ذلك درست العلاج بالفن في دبي، والتصوير الرقمي، وتصميم الذهب والمجوهرات، وهو الأمر الي أثر بقوة في أعمالها; فالتزاوج بين الفنون والأفكار تخلد وتشخص شخصية فنية معاصرة، وكلما زادت الثقافة والعلم والإطلاع في هذا المجال، سوف يترك أثراً في الفن كما تقول.
وقد شاركتنا المزيد من أفكارها ومحطاتها في السطور الآتية.
المدرسة الكلاسيكية في الفن التشكيلي
بدايتي كانت مع المدرسة الفنية الكلاسيكية ثم المدرسة الانطباعية ثم المدرسة التعبيرية، وأنا فنانة أعشق التجارب وأغوص بها، والفضول لدي ساعدني في فني وأعمالي، ففضولي في اكتشاف الفنون والاطلاع عليها عن قرب، وإشباع البصر بالفنون من خلال السفر وزيارة المتاحف والمعارض، حتى استطعت أن أكون فناً خاصاً بي، وأمزج داخله كل ما يناسب مجتمعاتنا، وأن أستلهم من الفنون القديمة، وأعيد تدويرها إلى فنون حديثة معاصرة، تتناسب مع مجتمعنا وثقافتنا وأفكارنا، وأطرح بها أحاديث عن المرأة، فركزت على المرأة السعودية بزيها الشعبي، بأفكارها، بطموحاتها، ومن خلال حكاياتنا وطقوسنا، وجسدت ذلك على سجادة اعتبرتها نافدة للانبثاق إلى العالم الآخر، وكل سجادة تعبر عن نافذة أو امرأة لها أثر في مجتمعها، كما حاولت من خلال فني أن أوصل للغرب من خلال فن معاصر كل ذلك، وهذا ما لفت الأنظار نحو فني في كل معرض عالمي أشارك به.
تجسيد المرأة في فكرها
وبعد ذلك كانت كل أعمالي تجسد المرأة في فكرها وثقافتها، فهي نصف المجتمع في عطائها ودورها، كونها المكون الأساسي لهذا المجتمع، وكيف تحولت المجتمعات من الخجل في إظهار صورتها، إلى الفخر بها وبإنجازاتها وبرسالتها السامية الي تساهم في نهضة المجتمع وتطوره.
ونبع ذلك من خلال تجربتي الشخصية كأي امرأة نشأت في مجتمع قبلي محافظ، إلا أنني آمنت بنفسي، ولا أنكر أن والدتي ووالدي كانا يقفان دوماً بجانبي فخورين بي، ما أسهم في تعزيز ثقتي بنفسي، وإيماني أن المرأة قادرة على صنع المعجزات إذا كانت مؤمنة بنفسها وقوتها، وأن المرأة ليست كائناً ضعيفاً كما يشاع، بل إن المرأة هي أيقونة في مجتمعها، فهي الفنانة والطبيبة والمهندسة والأم، ولكل امرأة رسالة في هذه الحياة، وهذا ما أحاول أن أوصله لكل امرأة وفتاة، بأن لا تنتظر من يؤمن بها، بل إن الإيمان ينبع من الداخل.
بطاقة
عربية المنشأ، مشبّعة بالثقافة الإسلامية، لها العديد من المشاركات الفنية حول العالم والمعارض الشخصية، بالإضافة إلى مشاركتها في العديد من المهرجانات والمعارض الفنية العالمية.
نالت عدة جوائز منها: الجائزة الأولى في معرض الفن السعودي المعاصر 2010. وجائزة مسابقة الشباب الثانية 2010، وجائزة تشكيل الخط 2011.
قالوا عنها
الفنانة فاطمة النمر عرفتها منذ البدايات تحفر ذاتها الشغوفة، وتدرس الإنسان وإرثه الخالد في الأرض. عرفت ذلك منذ اللحظة أن الفن قدرها الحتمي.
الفنان التشكيلي جاسم الضامن
فاطمة النمر هي أمي الثانية قبل أن تكون أختي، هي أستاذتي وقدوتي في الفن، فعلى يديها بدأت أول تجاربي، فاطمة دائماً معطاءة وطموحة وتسعى لبلوغ كل ما هو مستحيل وشخصية عصامية، بنت لنفسها اسماً من الصفر، وتحدت كل العواقب والمشاكل التي وقفت في طريقها، رسالتي وأمنيتي لها بأن تبقى مثل ماهي بعطائها وحبها وتفردها وتميزها.
أمل النمر
تأثر ابنتي بالفن كان منذ طفولتها، فكانت تعشق مراقبتي عند صناعة ديكورات وأعمال يدوية وخياطة الملابس، لدرجة أن كان لها موقف بتقصيص فستان زفافي، وصناعة فستان لدميتها، فعشق فاطمة للفن تجلى بعشقي له وخلق لله لي هذه الطفلة المعجزة، لتحقيق حلمي بالفن، فأنا لم أستطع إكمال هذا الحلم، وكنت أقف بجانبها رغم كل الظروف الصعبة التي واجهتها مع صعوبة تقبل المجتمع للفن، والآن أفتخر بها كونها أيقونة للفن السعودي، ويشار لها عالميًا في جميع المحافل.
والدة فاطمة النمر