التصلب اللويحي هو ما يطلق عليه أيضاً التصلب المتعدد(MS) ، والمرض من المحتمل أن يُعيق الدماغ والحبل النخاعي؛ أي الجهاز العصبي المركزي.
وفي مرض التصلب المتعدد، يهاجم الجهاز المناعي غمد الحماية (المايلين) الذي يغطي ألياف الأعصاب، ويسبب مشاكل في الاتصال بين الدماغ وبقية الجسم. في النهاية، يمكن أن يسبب المرض تلفاً أو تدهوراً دائميْن للأعصاب.
تعرّفي إلى علاج التصلب اللويحي أو التصلب المتعدد، بحسب "مايو كلينك" الأميركية، في الآتي:
تختلف أعراض التصلب المتعدد بين مريض وآخر، وتعتمد على مقدار تلف الأعصاب، فبعض الأشخاص المصابين بالتصلب المتعدد الحادّ قد يفقدون القدرة على المشي وحدهم أو نهائياً، بينما قد يمرُّ الآخرون بفترات طويلة من الهدوء دون أية أعراض جديدة.
لا يوجد علاج شافٍ تماماً من التصلب المتعدد حتى اللحظة. ومع ذلك، يمكن أن تساعد العلاجات على سرعة التعافي من النوبات، وتعديل مسار المرض وعلاج الأعراض.
علاج التصلب اللويحي أو التصلب المتعدد
يركز علاج التصلب اللويحي عادةً على تسريع الشفاء من النوبات، وإبطاء تقدم المرض، والتحكم في الأعراض؛ علماً بأنّ بعض المرضى لديهم أعراض خفيفة، لدرجة أنه لا توجد ضرورة للعلاج.
علاج نوبات التصلب اللويحي
قد يصف الطبيب الكورتيكوستيرويدات، مثل البريدنيزون الذي يتم تناوله عن طريق الفم، وميثيل بريدنيزولون من خلال الوريد؛ لتقليل التهاب العصب. قد تتضمن الآثار الجانبية الأرق وزيادة ضغط الدم والتقلبات المزاجية واحتباس السوائل.
كما يستعمل تبادل البلازما، حيث يُزال الجزء السائل من جزء من جسم المريض (البلازما) ويُفصل من خلايا الدم. تُخلط بعد ذلك خلايا الدم الحمراء مع محلول البروتين (الألبومين) ويتم إرجاعها إلى الجسم. يمكن استخدام تبادل البلازما، إذا كانت أعراض المريض حديثة الظهور وشديدة ولم تستجب للستيرويدات.
علاجات تحدُّ من تفاقم مرض التصلب اللويحي
بخصوص التصلُّب المتعدد المرتقي الأولي، يُعَدُّ أوكرليزوماب (أوكريفوس) العلاج المُعدَّل الوحيد المعتَمَد لمرض (DMT) من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA. يُصبح المرضى الذين يتلقون هذا النوع من العلاج أقل عرضةً بنسبة قليلة لتطوُّر المرض مقارنة بمن لم يُعالج به.
بالنسبة إلى التصلب المتعدد الانتكاسي السكوني، تتوفَّر العديد من العلاجات المُعدَّلة للمرض.
تحدث غالبية الاستجابات المناعية المتعلقة بالتصلب المتعدد في المراحل المبكِّرة من المرض. يُمكن أن يقلل البدء بخطة علاجية قوية بأسرع وقت، من معدَّل الانتكاس ويُبطئ من تشكيل آفات جديدة.
تحمل العديد من العلاجات المُعدّلة لمرض التصلب المتعدد مخاطر صحية بالغة. يعتمد اختيار العلاج المناسب على حالة المريض الصحية ووفق اعتبارات دقيقة لعدة عوامل تتضمن مدة الإصابة بالمرض وشدته، وفاعلية علاجات التصلب المتعدد الأخرى، والمشكلات الصحية الأخرى، والتكلفة، وجنس المصاب، والحمل إذا كانت امرأة.
تابعي المزيد: سرطان القولون: الوقاية والأعراض والعلاجات برأي طبيب عالمي
وتشمل خيارات العلاج للتصلب المتعدد الانتكاسي- السكوني الأدوية بالحقن، مثل:
- عقار بيتا إنترفيرون: تُعد هذه الأدوية واحدة من الأكثر شيوعاً لعلاج التصلب المتعدد. تُحقن هذه الأدوية تحت الجلد أو في العضل، وبإمكانها أن تُقلل معدَّل حدوث الانتكاسات وشدتها.
يُمكن أن تشمل الآثار الجانبية لبيتا إنترفيرون أعراضاً مشابهة لأعراض الإنفلونزا.
وسيحتاج المريض لإجراء اختبارات الدم؛ لمتابعة مستويات إنزيمات الكبد لإمكانية حدوث تلف الكبد كعارض جانبي لاستخدام الإنترفيرون.
- أسيتات الغلاتيرامر (كابوكسون، غلاتوبا(: يُمكن أن يساعد هذا الدواء في حجب هجوم الجهاز المناعي على الميالين، ويجب أن يُحقن تحت الجلد. قد تشمل الآثار الجانبية تهيُّجاً في موقع الحقن.
هذا وتتضمَّن العلاجات الفموية ما يلي:
- فينجوليمود (جيلينيا): إن هذا الدواء الذي يتمُّ تناوله عن طريق الفم مرة واحدة يوميّاً يقلل من معدَّل الانتكاسة.
وسيحتاج المريض إلى متابعة معدَّل ضربات القلب لديه على مدار 6 ساعات بعد تناول الجرعة الأولى؛ نظراً لإمكانية إبطاء سرعة ضربات القلب. وتتضمَّن الآثار الجانبية الأخرى عدوى خطيرة نادرة، وصداعاً، وارتفاع ضغط الدم، وضبابية الرؤية.
- ثنائي ميثيل فومارات (تيكفيدرا): بإمكان هذا الدواء الذي يتمُّ تناوله عن طريق الفم تقليل معدل الانتكاسات. قد تتضمَّن الآثار الجانبية الهبات الساخنة، والإسهال، والغثيان، وانخفاض تعداد خلايا الدم البيضاء.
- تيريفلونوميد (أوباجيو): يمكن أن يقلل هذا الدواء الذي يتمُّ تناوله عن طريق الفم مرة واحدة يومياً من معدل الانتكاسة. ويُمكن أن يسبب هذا الدواء تلف الكبد، وتساقط الشعر، وآثاراً جانبية أخرى. يُمنَع أن تستخدمه المرأة التي قد تصبح حاملاً (أو شريكها) في حالة عدم استخدام موانع للحمل مناسبة؛ لأنه يضرُّ بنمو الجنين.
- سيبونيمود (مايزينت): تكشف الأبحاث عن إمكانية أن يقلل هذا الدواء، الذي يتمُّ تناوله عن طريق الفم مرة واحدة يومياً، من معدَّل الانتكاسة، ويساعد على الحدّ من تقدم التصلب المتعدد. وأُقِرَّ استخدامه أيضاً للحالات الثانوية المتقدمة. تشمل الآثار الجانبية المحتملة: العدوى الفيروسية، ومشاكل الكبد، وانخفاض تعداد خلايا الدم البيضاء. وتتضمَّن الآثار الجانبية الممكنة الأخرى: تغييرات في معدل نبضات القلب، وحالات الصداع، ومشكلات الإبصار. يُعرف عن سيبونيمود تأثيره الضارّ على نمو الجنين.
وتتضمَّن علاجات التسريب الوريدي ما يلي:
- أوكرليزوماب (أوكريفوس): هذا الدواء المصنَّع من الأجسام المضادة كغلوبولين مناعي متوافق مع البشر، هو العلاج المُعدّل للمرض الوحيد المُعتَمَد من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لعلاج كل من التصلب المتعدد الانتكاسي- السكوني والمترقي الأولي. أظهرت التجارِب السريرية قدرته على خفض معدَّل الانتكاسة في الأمراض المزمنة، وإبطاء وتدهور الإعاقة في كلا شكلي المرض.
قد تتضمَّن الآثار الجانبية نتيجة التسريب الوريدي تهيُّجاً في موقع الحقن، وانخفاض ضغط الدم، وحُمَّى وغثياناً، وغيرها الكثير. يُمكن لعقار أوكريفوس أيضاً أن يزيد من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، خاصة سرطان الثدي.
- ناتاليزوماب (تيسابري): صُمِّم هذا الدواء لحجب انتقال الخلايا المناعية المدمرة المحتملة من مجرى الدم إلى الدماغ والحبل النخاعي. يُمكن اعتباره خيار العلاج الأول لبعض الأشخاص ذوي التصلب المتعدد الحادّ أو كخيار علاج ثانٍ في حالات أخرى.
يزداد احتمال خطر إصابة الدماغ بعدوى فيروسية خطيرة تُعرَف باسم اعتلال بيضاء الدماغ متعدد البؤر المتفاقم (PML) عند الذين ثبت لديهم وجود أجسام مضادة للعامل المسبب لاعتلال بيضاء الدماغ متعدِّد البؤر المتفاقم (PML)، وهو فيروس جون كونينغهام (JC) . بينما الأشخاص الذين لم يثبت لديهم وجود أجسام مضادة ليسوا عرضة في الغالب لخطر اعتلال بيضاء الدماغ متعدد البؤر المتفاقم (PML).
- عقار أليمتوزوماب (ليمترادا، كامباث): يساعد هذا الدواء على تقليل انتكاسات التصلب المتعدد؛ عن طريق استهداف البروتين الموجود على سطح الخلايا المناعية واستنزاف خلايا الدم البيضاء. يؤدي هذا التأثير إلى الحدّ من تلف الأعصاب المحتمل الذي تُسببه خلايا الدم البيضاء. ولكنه يزيد أيضاً من خطر الإصابة بالعدوى واضطرابات المناعة الذاتية.
يتضمن استخدام علاج أليمتوزوماب تسريب الدواء لمدة خمسة أيام متتالية، تليها ثلاثة أيام أخرى من التسريب في وقت لاحق من العام.
- ميتوكسانترون: يُمكن أن يسبب هذا الدواء المثبِّط للمناعة ضرراً على القلب، ويرتبط بتطور سرطانات الدم. ونتيجة لذلك؛ فاستخدامه في علاج التصلب المتعدد مقيّداً للغاية، حيث يُستخدم فقط في حالات نادرة لعلاج التصلب المتعدد الحادّ والمتطور.
تابعي المزيد: سرطان الثدي: جراحة ترميم الثدي تعيد الثقة إلى النساء