استطاع الفنان ماجد المصري بفضل الكاريزما التي يتمتع بها وموهبته الخاصة، أن يحتل عرش البطولة في الدراما التلفزيونية، بعد سنوات طويلة قضاها بين السينما والدراما والمسرح.
يدرك المصري قيمة النص ويهتم بالرسالة التي يقدمها العمل الدرامي، فهو يتعامل مع الفن على أنه رسالة هادفة ومرآة للتعبير وسجل للتوثيق، ربما يكون هذا سر نجاحه، وسر تأثر المشاهدين به كفنان يترك بصمة في كل عمل يقدمه حتى لو بمشهد واحد.
بعد نجاح تجربته الدرامية "بحر"، يخوض المصري البطولة المطلقة مرة أخرى من خلال مسلسل "الوجه الآخر" الذي يطرح فيه قضية صراع الأموال والكسب غير المشروع، والذي يعرض حالياً على الفضائيات.
التقت "سيدتي" الفنان ماجد المصري، للوقوف معه على تفاصيل المسلسل خاصة أنه من قصته، وعن كواليس العمل. وإلى نص الحوار.
مسلسل "الوجه الآخر" يعدّ ثاني بطولاتك الدرامية المطلقة. ما الجديد الذي تقدمه من خلاله؟
منذ أن وطأت قدماي مجال التمثيل، حرصت على اختيار موضوعات هامة وشائكة؛ لأني مؤمن أن الفن قوة ناعمة لا تقل عن أي قوى أخرى، يمكن من خلالها تسليط الضوء على قضية هامة أو مشكلة تؤرق المجتمعات العربية، لهذا اخترت قضية "الكسب غير المشروع" التي تبوأت أحاديث الساعة خلال الفترة الماضية.
وجّه البعض اتهامات بأن المسلسل يحمل إسقاطاً على رجل أعمال بعينه. ما حقيقة ذلك؟
هذا الكلام عار تماماً من الصحة، لا توجد إسقاطات في المسلسل على أي من رجال الأعمال، من خلال الشخصية التي أقدمها بالعمل، والقصة ترصد الحياة الاجتماعية والأسرية لرجال الأعمال، داخل منازلهم، وليس داخل شركاتهم.
ولماذا اخترت شخصية رجل أعمال فاسدٍ في المسلسل لمناقشة القضية؟
يفترض على الفنان تقديم مختلف الأنماط والشخصيات الطيبة والشريرة دون أن يخشى ردة فعل الجمهور، لم أفكر في نظرة الجمهور لي، بقدر ما اهتممت برصد القصة لأهميتها، وأنا دوري ومهامي الوظيفية تقديم الشخصية كما يجب أن تكون بكل ما فيها من جوانب طيبة وشريرة.
وكيف حضّرت للشخصية للظهور بها بهذا الشكل؟
كوّنت كراكتر معيناً في مخيلتي من حيث الملابس. فرجال الأعمال يهتمون بأناقتهم، وطريقة الكلام التي دائماً تكون منمّقة، هذا من ناحية الشكل الخارجي للشخصية، أما عن الجانب الداخلي لها، فأقف على الجوانب النفسية والمادية، حتى أستطع الولوج إلى دواخل الشخصية التي أجسدها، والوصول إلى مرحلة التعايش معها.
أحب تقديم نماذج من مجتمعنا
"الوجه الآخر" قصتك، هل أظهر المسلسل موهبة جديدة في ماجد لم يكن يعرفها من قبل؟
الإنسان دائماً كلما كبر تتسع مداركه، ويبدأ يرى العالم من منظور آخر وبشكل جديد، وهذا نابع من الخبرات التي يكتسبها على مدار حياته. وبصفتي فناناً، فأنا دائماً موجود داخل المطبخ مثلما يُقال، لدي رؤية خاصة في الأعمال التي تقدم، وإنسان قبل أن أكون فناناً أطّلع على أخبار العالم لمعرفة المشاكل التي تؤرقه، ولأن الفن مرآة تعكس ما يجري في الشارع المصري من أحداث، دفعني لكتابة قصة العمل الذي استوحيتها من وحي الواقع، فأنا أميل للواقعية في أعمالي، وأحب تجسيد شخصيات من مجتمعنا تعبر عنا، وتكون قريبة من ملامح المواطنين، فجلست مع المؤلف فداء الشندويلي وطلبت منه كتابة سيناريو وحوار لهذه القصة.
وهل تدخلت في اختيار فريق العمل المشارك معك، خاصة أن العمل من بطولتك وقصتك؟
ليس لأنني البطل، أو صاحب القصة، أن أتدخل في أمور لا تعنيني، اختيار فريق العمل من مهام المخرج؛ لأنه له نظرة فنية مختلفة عني كفنان، من الممكن أن أبدي رأيي وهذا قابل للتفاوض .
المسلسل في البداية تم إسناده للمخرج محمد بكير، فلماذا تم استبدال المخرج سميح النقاش به؟
المسلسل بالفعل كان من المقرر أن يخرجه المخرج محمد بكير، ولكنه اعتذر بسبب انشغاله بإخراج عمل آخر من بطولة الفنانة غادة عبدالرازق، فتم اختيار المخرج سميح النقاش وهو مخرج رائع جداً وأكرمنا الله به.
نجح المسلسل في تقديم جيلين من الفنانين الكبار والشباب مع الوجوه الشابة، هل هذا كان اختيارك أم اختيار المخرج؟
تم هذا بالاتفاق بيننا؛ لأنني كفنان أرى أنه علينا كصُناع دراما تقديم جيل جديد من الوجوه الشابة وإفساح المجال للشباب للتعبير عن نفسهم وعن موهبتهم؛ لأنني عندما كنت ممثلاً مبتدئاً كنت في حاجة ليد العون، وهذه هي سنّة الحياة جيل يسلّم جيلاً.
تابعوا المزيد : شاهد بالصور: ماجد المصري يعلن خطوبة ابنته ماهيتاب
سعيد بمشواري الفني
"الوجه الآخر" ثاني بطولاتك الدرامية بعد تجربة "بحر". هل ترى أن البطولة المطلقة تأخرت كثيراً؟
كل شيء يأتي في ميعاده، كما أنني بفضل الله استطعت تقديم أدوار ناجحة تركت من خلالها بصمة وعلامة واضحة، حقاً سعيد بمشواري الفني. وأرشيفي لا يضم عملاً يدعو للخجل، كما أنني قدمت بطولات ثنائية في أكثر من عمل، مثل مسلسلات "آدم"، و"قلب امرأة"، "مع سبق الإصرار"، "لعبة الموت"، ومؤخراً "بحر" وغيرها من الأعمال الأخرى.
هل كنت متوقعاً نجاح المسلسل وردود الأفعال القوية؟
دائماً ما تكون هناك مؤشرات يمكنك من خلالها استشراف نجاح العمل من عدمه، بداية من طاقم العمل المميز مروراً بالمخرج سميح النقاش والسيناريست فداء الشندويلي، نهاية بشركة إنتاج قوية وصامدة تقف وراءك وتدعمك وتوفر كل سبل الراحة التي تضمن النجاح للعمل مثل شركة سينرجي، ولكن يظل الفنان ينتظر ردود أفعال المشاهدين، ولم أتوقع هذا النجاح القوي، ولكن الحمد لله تلقينا ردود أفعال إيجابية كثيرة من بداية عرض حلقات المسلسل.
هل عرض مسلسل "بحر" خارج السباق الرمضاني أهدر حقه في النجاح؟
إطلاقاً، عرضه خارج السباق الرمضاني أخطر؛ لأن نسبة تركيز المشاهدين معه أكبر وأعلى، فيجب أن يكون العمل بصورة جيدة وصحيحة حتى ينال إعجاب المشاهد، والعمل الجيد يفرض نفسه على الساحة، إلى جانب أنه ينتمي لنوعية الأعمال الدرامية المطولة المكونة من 60 حلقة، كما أن فكرة المواسم الموازية لرمضان حققت نجاحاً كبيراً، ونسب مشاهدة عالية، و"الطوفان" خير مثال على ذلك.
معنى ذلك أنك تشجع فكرة خلق موسم درامي آخر بعيداً عن السباق الرمضاني؟
عرض الأعمال الدرامية بعيدًا عن السباق الرمضاني يعطيها قوة كبيرة، والعمل الجيد يفرض نفسه على الساحة في أي وقت.
المسلسل ينتمي للدراما المطولة، إذ يتألف من 60 حلقة. ألم تخشَ من تقديم عمل درامي مطول في الوقت الذي اكتسحت فيه "المنصات الرقمية" الساحة بأعمال قصيرة؟
ظهور المنصات الرقمية، لا يعني اختفاء ملامح الدراما التي اعتدنا عليها، فالقصة هي التي تفرض نفسها على الأحداث، وتحدد حلقات المسلسل من كونه 30 أو 60 أو أكثر من ذلك، فهناك أعمال تم عمل أجزاء كثيرة منها ولم يمل المشاهد من رؤيتها حتى الآن، مثل ملحمة "ليالي الحلمية "، و"المال والبنون"، المنصات الرقمية ظهرت كي تضيف لصناعة الفن فقط.
أفهم من ذلك أننا من الممكن أن نراك في عمل من إنتاج المنصات الرقمية؟
لمَ لا، أنا سعيد جداً بفكرة المنصات الرقمية، وأرى أن تواجدها هام، فهي النافذة التي نستطيع من خلالها نشر ثقافة الفن العربي في الدول الأوروبية، حتى يتسنى لهم التعرف على طبيعة أهل كل بلد، كما استطعنا من خلالها مواكبة التطور الهائل الذي نشهده حالياً خاصة في عصر الرقمنة.
هل كان لـ"كورونا" تأثيرٌ على التصوير؟
التزمنا بكل معايير الصحة والسلامة، من خلال التباعد الاجتماعي، وارتداء الكمامات داخل الكواليس، ومراعاة ترك مسافة محدودة بين الزملاء، والمطهرات، فهناك وعي كبير من جانب الناس حالياً.
هل أصبت بأعراض وهمية جراء الفيروس؟
أنا رجل مؤمن، ولدي قناعة ورضا بأقدار ربنا، لا أخشى من المرض أو أكثر، كل ما أفعله بأخذ احتياطاتي جيداً؛ حفاظاً على سلامة أسرتي.
السينما رصيد الفنان الحقيقي
بداياتك كانت من السينما، لماذا انشغلت بالدراما على حسابها؟
السينما هي رصيد الفنان الحقيقي، ولم أبتعد عنها بمحض إراداتي، ولكن الورق الذي كان يعرض عليّ، لم يشبع رغباتي مقارنة بالدراما، فأنا أرفض الظهور من باب التواجد والانتشار، تاريخي لن يسمح لي بالمشاركة في أي عمل سينمائي، ولكن هذا لا يمنع أنني شاركت في أعمال سينمائية جادة.
تنامى إلى مسامعي استعدادك لتقديم برنامج فني خلال الفترة المقبلة. ما صحة الخبر؟
الخبر حقيقي، ولكن لم أحسم رأياً بتقديمه من عدمه بعد؛ لأن "كرسي المذيع" ليس تجربة سهلة، فهي تحتاج لدراسة وتفكير عميقين، فمن الممكن أن تسلب التجربة مني كثيراً، ومن الممكن أيضاً أن تُضاف لي، لذا هي تحتاج لحسبة خاصة؛ لأن البرامج الفنية التي يقدمها الفنانون انتشرت بقوة، هناك من نجح وآخر فشل.
لوكاندة الأوباش تعيدني للمسرح
"لوكاندة الأوباش" تعيدك للمسرح بعد فترة غياب، حدثنا عن التجربة؟
سعيد جداً بالتجربة، "لوكاندة الأوباش" هي مسرحية غنائية استعراضية كوميدية، تم عرضها للمرة الأولى على مسرح بكر الشدي بالبوليفارد ضمن فعاليات موسم الرياض، والمسرحية تضم نجوماً كباراً مثل الممثلة اللبنانية مايا دياب، حسن الرداد، إدوارد، إيمان العاصي، هالة فاخر، شيماء سيف، حمدي الميرغني، أوس أوس، سعد الصغير، وحسن عبد الفتاح، وهي من تأليف محمد عز وأحمد فوزي، وإخراج الدكتور أشرف زكي.
صف لنا استقبال الجمهور السعودي للمسرحية؟
اندهشت من احتفاء الجمهور السعودي بنا، فهو مجتمع راقٍ، ولديه ذائقة فنية خاصة، لا يرضى بعمل أقل من طموحاته، وإشادته بالمسرحية منحتنا ثقة كبيرة.
ما رأيك في الانفتاح الفني والثقافي الذي تشهده المملكة العربية السعودية الآن؟
فخور بنجاح السعودية في المحافل السينمائية الهامة، وبالنماذج التي استطاعت أن تعبر عن بيئة مجتمعها الشرقي وفرضته على الصناعة الأوروبية، فهم فخر لنا جميعاً وليس لبلدهم فقط.
ومتى سيتم عرضها في مصر؟
حتى الآن لم يتم تحديد موعد طرح المسرحية في مصر، خاصة في ظل ظروف فيروس كورونا المُستجد، ولكن ما أقوله إن العمل سيبهر الجمهور المصري المتعطش للأعمال المسرحية الاستعراضية.
اتهمت بأنك تفضل الدراما اللبنانية عن نظيرتها المصرية؟
الدراما المصرية هي بيتي الذي أحبني وعرفني الجمهور من خلاله ولا يمكن أن أبتعد عنها، ولكن كل فنان يحتاج للاطلاع على ثقافة كل بلد، وهذا دفعني للمشاركة في أعمال لبنانية خلال السنوات الماضية مثل مسلسليّ "علاقات خاصة" و"مدرسة الحب"، ولكن أفضّل أن آخذ قسطاً من الراحة من الدراما اللبنانية حتى يشتاق الجمهور اللبناني لي.
تابعوا المزيد: نجل ماجد المصري يدخل مجال الفن؛ فهل ينافس والده؟
ابني آدم لديه شغف بالتمثيل
شارك "آدم" نجلك في بطولة مسلسل "بحر". لماذا تم استبعاده في "الوجه الآخر"؟
الحمد لله على النجاح الذي حققه "آدم"، وأنا كنت أتمنى أن يخوض ابني التجربة بمفرده، ترشيحه في مسلسل "بحر" جاء لأسباب عديدة، حيثُ كان يبحث المخرج عن وجه جديد يجسد شخصيتي في مرحلة زمنية معينة، فطلبت من المخرج أحمد صالح حينها أن يعمل لآدم اختبارات حتى لا يظلم العمل؛ لأنه يشبهني كثيراً في الملامح، وبالفعل قام بعدة بروفات له، لكن في مسلسل "الوجه الآخر" لا يوجد دور له وليس لأنني البطل وكاتب القصة أن أكتب دوراً خصيصاً له.
دخول "آدم" المجال الفني اختيارك أم من اختياره؟
آدم يحب التمثيل، وأنا كنت رافضاً دخوله الإعلانات، لهذا قمت بترشيحه لأداء شخصيتي وأنا صغير في مسلسل "بحر". وبفضل الله الجمهور والنقاد أشادوا بموهبته.
أحمد يعمل في مجال الإخراج، وآدم خاض تجربة التمثيل، هل اقتحام ابنيْكَ المجال الفني يزعجك؟
إطلاقاً؛ لأن هذا اختيارهما، ودوري كأب مساعدتهما ومساندتهما، وأرى أنهما سيحققان نجاحاً كبيراً الفترة القادمة.
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي