فطام الرضيع عن لبن ثدي الأم يعني -على غير الشائع- الإدخال التدريجي للأغذية الخارجية.. خلاف اللبن في البرنامج الغذائي اليومي للطفل ، لتحل محل رضعة أو أكثر، وهي عملية تتم تدريجياً وليست فجائية، وقبل نهاية العام الأول يمكن للأم -إذا رغبت- أن تمنع إعطاء لبن الثدي نهائياً أو البيبرون عن طفلها.. حيث يكون اعتاد على تقبل الأطعمة المختلفة الأخرى، فلا يؤثر عليه عندئذ منع الرضاعة على حالته الصحية والنفسية كما هو الحال عند الفطام الفجائي. عن موعد الفطام وطرقه الأربعة وبعض التوجيهات قبل إدخال الوجبة البديلة يحدثنا الدكتور إبراهيم شكري استشاري طب الأطفال في نقاط مبسطة
ماذا يعني الفطام؟
مصطلح "الفطام" يعني المرحلة التي يبدأ فيها الطفل الاعتماد على مصادر أخرى للتغذية بدلاً من الاعتماد الكلي على الرضاعة الطبيعية، وهنا يجب التأكد من أن الفطام لا بد أن يتم بعملية تدريجية تحتاج للصبر والفهم الجيد من الأم.
توصي منظمة الصحة العالمية بالاعتماد الكلي في تغذية الطفل على الرضاعة الطبيعية خلال أول 6 شهور من عمر الطفل، مع المتابعة الدورية للتأكد من أن النمو الوزن والطول ومحيط الرأس..يسير في المعدل الصحي
إلى جانب الأطعمة التي تبدأ الأم إدخالها للطفل. من الممكن أن تستمر في الرضاعة الطبيعية حتى سنتين على الأقل؛ ليستفيد الطفل بالعناصر الغذائية الهامة الموجودة بلبن الأم والتي يصعب تعويضها
أولاً: الفطام الفجائي الحاد
ويعني إنهاء الرضاعة كلية مرة واحدة دون أي مقدمات، وذلك بسبب تناول الأم لدواء يضر بالطفل أو بسبب حمل غير مخطط له
وأحياناً كثيرة تلجأ الأم للفطام إذا مرضت مرضاً شديداً وأصبحت غير قادرة على الرضاعة، وتكون الطريقة مناسبة إذا كان الطفل تتم رضاعته 3 مرات أو أكثر يومياً
وهذا الفطام من أكثر الأنواع ضرراً على الطفل وصحته، والأم تستطيع التغلب على هذا بتغيير عادات الطفل قبل النوم؛ مثل منحه حماماً دافئاً، أو المشي به والغناء لمساعدته على النوم
ثانياً: الفطام التدريجي
وينصح به معظم الأطباء؛ لأنه لا يؤثر سلباً على نفسية الطفل، ويبدأ بفطام الطفل عن رضعات منتصف اليوم فقط
والإبقاء على رضعات الصباح وقبل النوم، مع استبعاد رضعة أو رضعتين، مع الحرص على التعويض عنهما بوجبات من الخضروات والفاكهة
يفضل عدم تناول الأم لأي مشروبات تساعد على إدرار الحليب؛ حتى تساعد على تخفيف الحليب من ثديها
بذلك يتم الوصول تدريجياً إلى الاستبدال الكلي للرضاعة الطبيعية والاستغناء عنها بوجبات الطعام الصلبة
ثالثاً: الفطام الجزئي
ويعني أن يشرب الطفل حليب الأطفال بالإضافة إلى لجوئه للرضاعة الطبيعية، وللأم الحرية في اختيار الوقت الذي ترضع فيه طفلها رضاعة طبيعية
ويتم ذلك تبعاً لأوقات تواجدها خارج البيت من دون اصطحاب طفلها؛ حيث تتم الرضاعة مرة أو اثنتين فقط خلال اليوم، واستبدال باقي الوجبات بالطعام الخارجي
مراعاة أن هناك أمهات يستطعن -أو يرغبن- في إتمام عملية الرضاعة بنجاح على المدى الطويل لسنتين، وهناك أيضاً أطفال يرفضون تناول أي تغذية خارجية كلبن الأطفال
رابعاً: الفطام الطبيعي
ويحدث عندما تبدأ الأم في تقديم الأطعمة الصلبة للطفل مابين عمر 4-6 أشهر. وقتها يفقد الطفل اهتمامه تجاه الرضاعة الطبيعية مما يجعل عملية الفطام سهلة
بعض الأطفال يظهرون الاهتمام بالأطعمة الصلبة في عمر السنة؛ بسبب تجربتهم لأصناف من الأطعمة المختلفة الجديدة، كما يرتبط هذا أيضاً بتزايد حركتهم ونشاطهم
لذلك يجدون صعوبة في الجلوس لفترات طويلة للرضاعة من أمهاتهم، وتعتمد هذه الطريقة على ترك الحرية الكاملة للطفل؛ حتى يختار بنفسه التوقيت لإيقاف الرضاعة
وبذلك يمكن أن يحدث الفطام بشكل مفاجئ أو تدريجي حسب اختيار الطفل، وهذا يحدث في بعض الأحوال، حيث يترك الطفل ثدي أمه بنفسه دون ضغط من أحد
توجيهات عند البدء في إطعام الطفل وجبة جديدة
حالة قررت الأم فطام طفلها بشكل ما... عليها إشغال طفلها بلعب مسلية أو نزهة في الوقت المعتاد للرضاعة، مع تغيير المكان المعتاد للرضاعة
إذا كان الطفل أقل من عام تبدأ في تعويده على إعطاء الحليب في زجاجة أو كوب، ولا تعترضي على مص الطفل لأصابعه فهو يحاول فقط أن يؤقلم نفسه على الوضع الجديد،
وعليك أيضاً الابتعاد عن الفترات التي يكون فيها طفلك غير مستعد؛ حيث يواجه بعض التغيرات مثل التسنين
وما رأيك في اختيار أكواب وأطباق ذات ألوان وأشكال جذابة تلفت انتباه طفلك ويفضل اختيارها بنفسه؟
عليك ألا تنزعجي وتبدي انزعاجاً إذا لعب الطفل بالأطباق والأكواب قبل وضع الأكل بها
نبدأ في اليوم الأول بإطعام الطفل مايعادل 20 جراماً أو ملء ملعقة متوسطة الحجم من الغذاء الجديد
وتكمل الوجبة بلبن الثدي أو اللبن الصناعي تبعاً لنوع غذائه، وتزداد الكمية في الأيام التالية بالتدريج مع تقليل كمية لبن هذه الرضعة حتى يحل الغذاء الجديد محلها
يجب أن يعطَى الغذاء الجديد عن طريق الأم، ولا يترك الأمر لشخص آخر؛ حتى يتقبل الطفل الغذاء الجديد كما تعود أن يتقبل لبنها.
لا يجب إدخال نوعين جديدين من الغذاء في يوم واحد، بل نبدأ بنوع واحد، وبعد أن يعتاده الطفل ويتقبله نبدأ في عرض النوع الآخر بعد أسبوع على الأقل.
وأخيراً: لا يجب أن نعطي الطفل طعاماً جديداً أثناء حالة مرضه، أو أثناء ظهور سنة جديدة من أسنانه، ويعطى الطعام قبل الرضعة وليس بعدها.
والآن عزيزتي الأم. هل لديك استفسارات جديدة حول طرق فطام طفلك؟ اكتبيها في المربع أدناه وسوف يجيب عنها خبراء سيدتي.