في إطار رفع التوعية بأهميّة غسل اليدين لدرء خطر الفيروسات، العادة التي يتوافق عليها معظم الأديان والثقافات، خصوصاً الديانة الإسلاميّة، لناحية الوضوء قبل الصلاة، وغسل اليدين قبل الأكل وبعده، وبعد استخدام الحمّام، وعند ملامسة الحذاء أو أية أسطح قذرة، فضلًا عن ضرورة غسل الجسم بعد الممارسة الجنسيّة؛ العادة التي عند تطبيقها مرارًا تقي بدون شكّ من جملة من الأمراض والفيروسات، لاسيما كوفيد_19، وتُحافظ على صحّة الإنسان.
تدخل الميكروبات والفيروسات والجراثيم الجسم، وفق طرق عديدة، أبرزها:
- الهواء: تدخل الجراثيم التي يحملها الهواء، الجسم، عند الاستنشاق، فتلج الرئتين، محدثةً الإصابة بالأمراض، لا سيّما داء السلّ.
- الدم، سواء خلال عمليّة نقل الدم أو مشاركة الإبرة عينها في العمليّة أو لدغ الحشرات، لا سيّما الملاريا.
- المُمارسة الجنسية، سواء من إفرازات الرجل أو المرأة، لا سيّما فيروس HIV الذي يتسبّب بنقص المناعة المكتسب (إيدز)، والتهاب الكبد الفيروسي "سي" Hepatitis C.
- الإفرازات، كالبلغم والمادة المخاطيّة، من خلال العطاس والسعال.
يشرح الاختصاصي في الصحّة العامّة الدكتور بلال كرامي لقرّاء "سيدتي. نت" أنّ "الطريقة الأكثر شيوعًا لانتقال الجراثيم، هي العدوى من خلال الاحتكاك المباشر أي الملامسة بالكفّين أو مشاركة الملابس والمناشف، أو الاحتكاك غير المباشر أي لمس سطح ملوّث بالجراثيم، كمقبض الباب أو زرّ المصباح أو أزرار المصعد أو كرسيّ الحمّام...".
سواء تمّ الاحتكاك، بصورة مباشرة أو غير مباشرة، تصبح الجراثيم موجودة على كف اليد، فكيف لها أن تتسبّب بالمرض؟ يجيب د. كرامي أنّ "الجراثيم، بعد الاحتكاك المباشر (أو غير المباشر)، تستغلّ الثغرات في جهاز المناعة، أي هي تخترق الجلد، في حال وجود جرح معيّن، أو تنتقل من اليد إلى الأكل فإلى داخل الفم والمعدة، أو من كفّ اليد إلى داخل الجسم عن طريق فرك العين أو ملامسة الأنف باليد أو وضع الأصبع بالفم". ويضيف د. كرامي أنّ "الجرثومة قد لا تتسبب بالمرض لجسم حاملها، ولكن بالأذى لآخر عن طريق مصافحته؛ وإذا وضع الأخير اليد التي صافح بها داخل فمه، تدخل الجرثومة جسمه، بالتالي". لذا، يشدّد د. كرامي على أهميّة غسل اليدين، وتعقيمهما، وتنظيف الأسطح الموجودة في البيت أو أماكن العمل".
يُفترض أن يُمثّل غسل اليدين ثقافة عامّة، وخطوة أساسيّة في الوقاية من أي ميكروب قد ينتقل عبر الاحتكاك، علمًا أن انتقال الفيروس من خلال الاحتكاك يتداخل مع انتقال الفيروسات والميكروبات من خلال الإفرازات. لذا، يوصي د. كرامي بغسل اليدين قبل الأكل وبعده، وبعد الخروج من الحمّام، وملامسة أي سطح، لا سيّما بعد وضع اليد على السلالم الكهربائيّة في المراكز التجارية (المولات). وبعد المصافحة، من الضروري تجنّب وضع اليد داخل الفم وفرك العينين. هذا ويتحقّق تعقيم اليدين، إمّا عن طريق استخدام المعقمات التي تحتوي على الكحول، أو الغسل بالماء والصابون، وذلك من 20 إلى 30 ثانية، لقتل معظم البكتيريا أو الفيروسات أو الجراثيم التي يمكن أن تعيش على اليدين والأصابع.
وبالنسبة للعاملين في القطاع الصحّي، أو أي فرد يتولّى رعاية مصاب بفيروس كورونا في المنزل، يُستحسن ارتداء زوجين من القفّازات، عند ملامسة المصاب، وإتلاف القفازات قبل الخروج من الغرفة. وفي الحالات الأكثر ملامسةً للمريض، يجب ارتداء الرداء الواقي، الذي يجب إتلافه قبل مغادرة غرفة المريض. ومن الضروري غسل اليدين بالماء والصابون بعد الخروج من غرفة المصاب.
تابعي المزيد: أعراض المرارة المبكرة وطرق الوقاية
هامّ للوقاية
- عند مُلاحظة أن اليدين متسختين أو ملامسة أي غرض أو سطح رطب، يجب غسل اليدين بالماء والصابون، بدون الاكتفاء بالمحلول الكحولي.
- من الهامّ تعقيم اليدين عند التداول بالعملة الورقيّة.
- العناية بالأظافر ضروريّة، خصوصاً إذا كانت طويلة، فهناك إمكانية أكبر أن ينشأ الفيروس أسفلها ويخترق الجلد ليدخل الجسم.
- من العادات الحميدة، المتبعة في بعض المجتمعات العربيّة، هي خلع الأحذية قبل دخول المنزل، لأنَّ الأحذية تحمل الجراثيم، ويمكن أن تنقلها إلى أرضيّات المنزل والسجاد. ويتفاقم الأمر في حضور أطفال يلعبون ويجلسون على السجاد.
- بعد غسل كفي اليدين وكعبي القدمين، يجب تجفيفها جيّدًا، لأنَّ الرطوبة في الجسم، خصوصاً مع ارتداء الجوارب، وانتعال الأحذية، يمكن أن تولّد الفطريات.
- لا لمشاركة الملابس ومفارش الأسرّة والمناشف والأغراض الشخصيّة.
- يجب نهي الأطفال عن وضع أي غرض، لاسيما الألعاب، داخل أفواههم.
- يترتّب على الفرد، الذي يقوم بتنظيف المنزل، والحمامات خصوصاً، وإفراغ سلّة القمامة أن يرتدي زوجين من القفازات، وتعقيم يديه بعد الفراغ من المهمّة وخلعهما.
تابعي المزيد: فوائد لبان الذكر للنساء لا تتخلي عنها!