تعتبر مرحلة البلوغ من المراحل العمرية الهامة والحساسة التي يمر بها المراهقون ذكوراً وإناثاً، نظرًا للتغيرات الفسيولوجية والنفسية والخلقية التي تطرأ عليهم، والتي تتطلب من الأهل التعامل معهم بطريقة تتلاءم مع ما قد يعانون منه خلال هذه الفترة؛ إذ لابد من عناية صحية ونفسية بالقدر الكافي، ولو افتقدوا هذا القدر من الإرشاد الصحيح فقد ينطلق الأبناء إلى المراهقة بشكل خاطئ ..للإيضاح كان لقاؤنا والدكتورة فاطمة الشناوي، أستاذة علم النفس والمحاضرة بالتنمية البشرية
أهمية وعي وادراك الآباء لمرحلة البلوغ
أولاً: على الوالدين الانتباه والمتابعة للنظافة الشخصية للمراهق. فقد يكون الأولاد بحاجة إلى: صابون مضاد للبكتيريا لمواجهة العرق، غسول للوجه مناسب لنوع البشرة وما تمر به من تغيرات، دعم ومعلومات كافية حول الحلاقة، فقد يتعجل الأولاد بحلق شعر الوجه أو الشعر الزائد، مما قد يعرضهم للجروح والتلوث
ثانياً: إن التغيرات الجسدية والنمو السريع وتشكل معالم الشخصية والوعي الذاتي يحتم على الأهل؛ خلق تواصل مستمر مع أبنائهم منذ بدايات مرحلة البلوغ، مما ينبه الأهل إلى ميل المراهق نحو الاكتئاب أو انخفاض الاهتمام بالأنشطة الدراسية أو الرياضية، أو الصراع المتزايد مع الأهل أو المدرسة
وعلى الآباء أن يملكوا زمام المبادرة في العناية النفسية للمراهقين الذكور، الذين يعتبرون أن طلب المساعدة أمر ينم عن الضعف..تقديم الدعم والتفهم لشخصياتهم واهتماماتهم
إيجاد قنوات يتمكنون فيها من التعبير عن ذواتهم..إشراكهم في أنشطة مناسبة.. عدم المقارنة بينهم وبين أقرانهم، خاصة من حيث وتيرة النمو الجسدي التي تتفاوت كثيراً من مراهق إلى آخر
ثالثاً: يحتاج المراهقون إلى الكثير من التوعية الجنسية في مرحلة البلوغ؛ لأنهم يتعرضون لموضوع الجنس للمرة الأولى في حياتهم
تجاوز الحرج الذي يفرضه المجتمع في هذا الموضوع لمصلحة المراهق، وإعطاؤه المعلومة الصحيحة من المصدر الصحيح
توفير إجابات عن الأسئلة حول الجنس والعملية الجنسية دون توبيخ، وبلغة بسيطة قريبة من الأولاد مثل ضرب الأمثال.
وذلك خوفاً من الحصول على الإجابات من مصادر أخرى إن لم يحصل عليها منكم، وقد تسبب المعلومات الخاطئة له الضرر في مقتبل حياته
علامات البلوغ عند الإناث
تبدأ علامات البلوغ في الظهور عند الإناث ما بين عمر 9 و10 أعوام، وأبرزها
كبر حجم الثديين، ويظل الحجم في أزياد حتى سن 18 عامًا
زيادة الطول..زيادة الوزن
نمو الشعر في أماكن مختلفة بالجسم..ظهور حب الشباب
حدوث الدورة الشهرية بعد مرور عامين من ظهور العلامات السابقة
علامات البلوغ عند الذكور
تبدأ علامات البلوغ في الظهور عند الذكور ما بين عمر 12 و14 عامًا، ومنها
زيادة حجم الأعضاء التناسلية..خروج السائل المنوي أثناء النوم "الاحتلام"
خشونة الصوت..ظهور الشعر في الوجه واليدين والصدر
زيادة الطول والوزن..تضخم العضلات..ظهور حب الشباب
التقلبات المزاجية بسبب مرحلة البلوغ
الشعور بالخوف والقلق حيال التغيرات الجسدية التي تطرأ على أجسادهم
قلة النوم..التعرض للتنمر من قبل الأصدقاء، في حالة عدم اكتمال عملية البلوغ
السلوك العدواني..الميل إلى العزلة والانطواء
الاكتئاب..محاولة إيذاء النفس..الانتحار
التغيرات الاجتماعية الناتجة عن البلوغ
السعي نحو اكتساب المزيد من الخبرات الاجتماعية التي تتلاءم معه، سواء على أرض الواقع أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي
محاولة الحصول على مزيد من الاستقلالية، الأمر الذي يجعل المراهق في صدامٍ دائمٍ مع ذويه بالمنزل وأساتذته بالمدرسة
الحصول على المزيد من المسؤولية، سواء في المنزل أو المدرسة
الانجذاب للجنس الآخر، والانخراط في العلاقات الغرامية
أهمية التعامل مع التغيرات أثناء مرحلة البلوغ
لابد من تغيير النهج والأسلوب التربوي الذي اعتدتم على إتباعه مع أطفالكم قبل مرحلة البلوغ؛ لأنها لن تتلاءم مع التغيرات النفسية والاجتماعية الجديدة.
1-محاولة التقرب من المراهقين، وسماع المشكلات التي يعانون منها، مع الحرص على عدم التقليل منها
2-التكيف مع التغيرات المزاجية التي تطرأ على المراهقين
3-محاولة التركيز على الإيجابيات التي يتمتع بها المراهقون بشكل منطقي، حتى يستردوا ثقتهم مرة أخرى
4-مشاركة المراهقين اهتماماتهم، وإتاحة الفرصة أمامهم للتعبير عن وجهة نظرهم
5-توعيتهم ببعض المعلومات التي تتعلق بالصحة الجنسية تدريجيًا بما يتلاءم مع المرحلة العمرية
6-احترام خصوصية المراهقين قدر المستطاع وعدم المساس بها، خاصةً مع الفتيات