لم تعرف السينما المصرية نجماً ظل فتى الشاشة الأول لسنوات عديدة في السبعينيات والثمانينيات مثل محمود ياسين. فأدواره الرومانسية على مدى سنوات عديدة، وبالأخص السنوات الأولى لنجوميته جعلتنا نحب الرومانسية ونعيشها، وتصبح جزءاً من حياتنا. كما استطاع بعبقريته كممثل أن ينوّع في أدواره. واستمرت مسيرة عطائه الفني حتى سنواته الأخيرة قبل مرضه باشتراكه في أفلام عدة. ومما دعم من مسيرة النجاح الحب والاستقرار العائلي من خلال زوجته حبيبة العمر الفنانة شهيرة التي وقفت بجانبه، ووفّرت له حياة مكّنته كفنان أن يصل إلى أعلى درجات الإبداع.
الزوجة المخلصة الفنانة شهيرة تخص «سيدتي» بأول حوار صحفي لها بعد رحيل حبيب عمرها وزوجها محمود ياسين. سألناها:
ماذا تقولين بعد رحيل الزوج والحبيب محمود ياسين؟
لا أصدق أنه رحل. محمود زوج وأب استثنائي، يحافظ على بيته وعائلته ويرفض أن يمسّ أي إنسان استقرارهما ولا يسمح أبداً بأي تدخل في حياتنا الشخصية. فعائلته هي أهم شيء في حياته. كان يهتم بسعادتنا ورضانا، وكان يعرف أني توقفت عن التمثيل لكي أرعى الأسرة وأوفّر له كل وسائل الراحة والمناخ الجيد؛ لكي يعمل ويصبح نجم مصر الأول وكان يعوضني بحبه وحنانه وأخلاقه الكريمة.
فهو الزوج المحب، السند، الصديق، والأب الاستثنائي الذي يوازن بين حياته كنجم كبير وبين أبوته لرانيا وعمرو.
وكيف كان أباً استثنائياً؟
كانت لا تشغله حياة النجومية عن واجباته كأب فأتذكر، أنه كان يأخذ معه في التصوير كتب رانيا، ويترجم لها في وقت الاستراحة بين مشهد وآخر فصول بعض القصص باللغة الإنجليزية، التي كانت تدرسها في المرحلة الثانوية، ويكتبها على ورق لتقرأه وتفهمه جيداً لأنه لا يراها بسبب ضيق وقته، وكنت أتعجب من هذه القدرة التي يمتلكها. فهو فنان يحتاج إلى تركيز كبير في دوره الذي يؤديه في أي فيلم يقوم بتصويره، وهذا يحتاج إلى تفرغ كامل، لكنه كان في أوقات الاستراحة، يقوم بواجباته كأب. وبعد انتهائه من ترجمة ما تطلبه منه رانيا، يعطي السائق الخاص الكتب ويوصلها للبيت، وأضعها أنا على مكتبها حتى تراها صباحاً في الوقت الذي يكون فيه محمود نائماً بعد عودته من التصوير متأخراً.
كيف كان يواجه المرض؟
بكل قوة، أتذكر أنه خضع لإجراء عملية القلب المفتوح منذ 20 عاماً بكل شجاعة . أما عن المرض الأخير فأتذكر عندما ذهبنا للطبيب منذ ثماني سنوات وأخبرنا بأنه يعاني من تصلب شرايين، ومن الممكن أن يتحوّل إلى الزهايمر من النوع الخفيف، قابل محمود كلام الطبيب بالصمت ولم يتناقش معنا، وظل صامتاً بعدما عدنا من عند الطبيب، وكذلك نحن. لقد كان قوياً ولا يشعرك أنه يضعف أمام المرض.
كان يتذكر كل شيء
هل كان يتذكر أفلامه؟
كان يتذكر كل شيء، أفلامه وزملاءه، وعندما أشاهد بعض الأفلام معه، أقول له «مين ده يا محمود» يقول لي «ده أبو الأنوار» أي نور الشريف كما كان يناديه في الواقع.
أحمد الله أنه كان لآخر يوم في حياته يتذكرنا جميعاً، وكان كثير من الأصدقاء يظنون أنه لم يتذكرني أنا وأبنائي، لأن طبيعة مرض الزهايمر ألا يتذكر المريض أي شيء حتى أقرب الناس إليه.
هل كان يشعر بالضيق بسبب الإقامة في المنزل دائماً؟
كان يتضايق لعدم العمل، ودائماً يقول لي:" أريد أن أعمل وأصوّر أفلاماً ومسلسلات اشتقت للعمل«، أقول له: «لأنك تعبان لما تكون كويس والدكتور يسمح لك بالعمل هترجع ثاني لتصوير المسلسلات والأفلام».
نشأة محمود ياسين
نعود بالذكريات إلى نشأة محمود ياسين في بورسعيد. كيف كانت علاقته بأشقائه؟
والد محمود كان يعمل في قناة السويس ولم أره لأنه توفي قبل أن أرتبط بمحمود عاطفياً، لكن أحب أن أقول لك إن أشقاءه بنفس الأخلاق، سواء رجال أو سيدات هم 10 أشقاء بنفس الصفات، كان يحبهم كثيراً، ومنهم من يعيش في القاهرة وآخرون في بورسعيد، وكانوا دائماً يتبادلون الزيارات وأثناء مرضه يسألون ويطمئنون عليه، وقد حضروا الجنازة وكان حزنهم عليه كبيراً، لأنه غال عند أشقائه جداً.
ماذا كان رد فعل محمود ياسين عندما أسند المخرج يوسف شاهين دوره لنجم آخر في فيلم «الاختيار»؟
كان المخرج الكبير يوسف شاهين أسند لمحمود دور البطولة في فيلم «الاختيار» عام 1970 واشترط ألا يشارك محمود في أي عمل آخر في نفس الوقت مع مخرج آخر، وأن يكون متفرغاً تماماً، وبالفعل اعتذر محمود عن فيلم «نحن لا نزرع الشوك» عندما عرض عليه حسين كمال والمنتج رمسيس نجيب بطولة الفيلم، بناءً على طلب يوسف شاهين ، فذهب ليخبر شاهين بذلك. فقال له الأخير إنه تأخر عليه وأسند دوره لنجم آخر. وصدم محمود صدمة عمره، ولكن سرعان ما اتصل به المخرج حسين كمال وقال له «هجيبك بالبوليس يا محمود» وتمسك حسين كمال ورمسيس نجيب به، بالرغم من اعتذاره الذي لم يتم قبوله وكان فيلم «نحن لا نزرع الشوك». وكانت شادية أيضاً متمسكة به جداً، ورشحته بقوة لبطولة الفيلم الذي كان نقطة تحول كبيرة في حياة محمود، وتعاقد معه المنتج رمسيس نجيب على عقد احتكار لينتج له فيلمي «حبيبتي» و«الخيط الرفيع» أمام «سيدة الشاشة العربية» فاتن حمامة. وقد قال له المنتج رمسيس نجيب:» العروض ستنهال عليك مثل المطر يا محمود وستكون نجم مصر الأول في السينما».
وهل رشحته فاتن حمامة لفيلم «الخيط الرفيع»؟
بالفعل، بعدما رأت فاتن حمامة نجاح محمود ياسين في «نحن لا نزرع الشوك»، رشحته ليقف أمامها في «الخيط الرفيع»، وكان أول فيلم تمثله فاتن بعد عودتها من لندن، التي قضت فيها ثماني سنوات بعيدة عن مصر.
زواج سريع
نعرف أنكما تزوجتما قبل بداية تصوير هذا الفيلم. أليس ذلك صحيحاً؟
قبل مجيء فاتن حمامة لمصر، لتبدأ تصوير الفيلم، قال لي محمود:» نتزوج قبل أن تصل مدام فاتن لأن بمجرد وصولها، يجب أن أكون متفرغاً تماماً للدور والتحضير للتصوير والفيلم يتطلب تركيزاً كبيراً». وكان محمود يريد أن يستقر ويكوّن بيتاً وأسرة.
وكنت غير مستعدة للزواج في تلك الفترة، لأنني كنت مازلت طالبة في سنة أولى معهد تمثيل وقدمت فيلم «قصص ممنوعة»، حيث بدأت قصة حبنا أثناء تصويره، وكنت قد قدمت أيضاً مسرحية ولي هدف أن أحقق ذاتي. أعمل وأدرس في نفس الوقت وأركز في مستقبلي الفني وتحقيق طموحاتي، وأستمر في العمل بالسينما حتى أحقق نجوميتي ولم أفكر في موضوع الزواج أبداً في تلك الفترة. ولكن محمود أقنعني وقال لي إن الضغوط ستكون عليه كثيرة ما بين العمل في السينما وبين الدراسة وتكوين بيت وأسرة وأولاد، فمن الأفضل أن أركّز أولاً في دراستي ودوري كزوجة، وأم، وبعد التخرج أحقق أهدافي وطموحاتي في السينما، وأن أنسب وقت للزواج هو الآن إلى جانب أنه سيكون مشغولاً جداً في هذه الفترة في تحقيق نجوميته فتزوجنا. وكانت أمي توافقه الرأي. وأصبحت حاملاً في رانيا وأنا مازلت طالبة.
كيف كانت علاقة والدتك به؟
كانت تحبه كثيراً، وأتذكر أنه كان قد تقدم لي شاب قبل محمود يعمل في السلك الدبلوماسي وكانت أمي موافقة عليه، وقالت لي:» إن هذا العريس أفضل من محمود لأن مستقبله مضمون أكثر». وقلت لها «أجلي رأيك النهائي بعد ما تقابلي محمود». أقنعتها وقابلته وأحبته جداً، وقالت لي:» هو إنسان خلوق ومحترم وطموح مبروك يا شهيرة».
وهل ندمت على زواجك مبكراً؟
لم أندم ولكن تعطلت مسيرتي الفنية وبقيت ست سنوات في البيت زوجة وأماً وطالبة. وكان محمود في ذلك الوقت يحقق نجومية كبيرة ويصعد كالصاروخ في السينما التي كانت في عصرها الذهبي تنتج في السنة 40 فيلماً، وتأتي سيناريوهات هذه الأفلام إلى منزلنا. وكنت أقرأ له السيناريوهات وأختار ما يقرؤه، بعد ذلك يقول رأيه النهائي فيها. وأصبح محمود نجم مصر الأول وعمل مع كبار المخرجين: بركات، كمال الشيخ، حسين كمال، أشرف فهمي، محمد عبد العزيز، وغيرهم. وأصبح نجم الأفلام الرومانسية. ثم بدأ في أوائل الثمانينيات يغير ويلون من أدواره لتأتي أفلام «الأخرس»، الذي حصل فيه على جوائز عديدة؛ لأنه استطاع أن يعبر في هذا الفيلم بعينيه فقط. وقدم فيلم «انتبهوا أيها السادة»، الذي كان نقطة تحوّل في حياته. فقد قدم دوراً مختلفاً وجديداً عليه ونجح فيه بجدارة، وكان دور أستاذ الجامعة الذي أداه حسين فهمي دور محمود في البداية، ولكن محمود أحب دور «الزبال« وقال للمخرج محمد عبد العزيز أنه سيؤدي هذا الدور؛ لأنه مقتنع به تماماً مما اضطر المخرج أن يحدث تغييراً في سيناريو الفيلم ليناسب محمود؛ لأن سعيد صالح كان سيؤدي دور الزبال في البداية. ثم تفوق محمود على نفسه في فيلم «الشريدة» أمام نجلاء فتحي.
كيف كانت علاقة محمود ياسين برشدي أباظة؟
كان يربطهما حب وود واحترام، فأتذكر أن رشدي دعانا هو وسامية جمال في السبعينيات على الغداء في منزلهما. وكان يوماً جميلاً مليئاً بالودّ والقلوب الجميلة والأخلاق الكريمة. وأتذكر في فيلم «أين عقلي» أن المنتج كان يريد أن يكتب اسم محمود في البداية قبل اسم رشدي أباظة؛ لأن الفيلم كان سيباع ويوزع باسم محمود ولكنه رفض ذلك وقال له:» اسم رشدي أباظة يجب أن يكتب قبلي»، فعرف رشدي ما دار بين محمود والمنتج فقال له:» اسمك سيكتب قبلي». فقال له محمود:» كيف يكتب اسمي قبل رشدي أباظة». فقال له رشدي: «زي ما باقول لك كده يا ولد»، فرشدي كان واقعياً ويعلم أن جيله يسلم من بعده. وهذا ما حدث لمحمود عندما قبل دوراً مساحته صغيرة لكن تأثيره كان كبيراً في فيلم «الجزيرة»، فهو يعلم جيداً أن الفيلم سيوزع باسم أحمد السقا. وكان هناك احترام وتقدير لقيمة كل فنان.
كيف كانت علاقته بنور الشريف، حسين فهمي، ومحمود عبد العزيز؟
بالنسبة لنور الشريف كانا يحترمان بعضهما جداً، ويقدّر كل واحد منهما الآخر، ويعرف قيمته جيداً إلى جانب الصداقة الوطيدة بينهما. وقد حزن محمود حزناً كبيراً عندما رحل نور الشريف وفي جنازته تحدث عنه كفنان كبير ومؤثر وله تاريخ وبصمات في السينما والتلفزيون. وفي وقت مرض نور كان محمود دائم السؤال عنه. وكانت تربطنا علاقة صداقة عائلية وخاصة في السبعينيات والثمانينيات.
وبالنسبة لعلاقته بحسين فهمي فقد كانت تربطهما صداقة وطيدة، بدأت وازدادت أثناء تصوير فيلم "الرصاصة لا تزال في جيبي" فقد كان محمود يومياً يصطحب حسين معه في السيارة ويسافران معاً إلى الإسماعيلية لتصوير الفيلم، واستمرت الصداقة بينهما حتى وفاة محمود فلا أنسى حسين فهمي وحزنه الشديد الذي ظهر عليه أثناء جنازة محمود.
أما عن علاقته بمحمود عبد العزيز فكانت علاقة صداقة وطيدة أيضاً، فعندما جاء محمود عبد العزيز من الإسكندرية، وكان مازال في البدايات السينمائية في الوقت الذي كان فيه محمود ياسين يعتذر عن أفلام وأدوار سبق أن أداها من قبل. وكان يقول للمنتجين عن محمود عبد العزيز ويرشحه لهم ويقول:" إن هناك فناناً شاباً موهوباً يصلح لهذه الأدوار"، ولم ينس أبداً محمود عبد العزيز فضل محمود ياسين عليه طوال حياته وحتى رحيله.
كان سعيداً بنجاحي
لماذا كان لا يرشحك محمود ياسين في البطولة أمامه في الأفلام التي كان لا ينتجها؟
محمود كان يفضل أن ينتج لي أفلاماً أختارها أنا بنفسي. وكنت أتعجب وأقول له لماذا لا ترشحني وأنا خريجة معهد التمثيل أنت عرفتني أمام الكاميرا؟ فيقول لي:» أنا لن أطلب من أي مخرج وأقول له استعينوا بزوجتي في دور البطولة». ويكون ردي عليه لا تقل لهم استعينوا بزوجتي رشحني كشهيرة الممثلة مثل ترشيحك لأي ممثلة في دور البطولة أمامك في أي فيلم، ومحمود كان له دور كبير في ترشيح البطلة التي أمامه وخاصة في الأفلام التي لا ينتجها.
أتذكر أن المخرج كمال الشيخ كان متحمساً لي ومؤمناً بموهبتي جيداً. وكان يريد دائماً أن يسند لي بطولات، ولكن في الوقت نفسه يجب أن تكون بموافقة محمود ياسين. وتصور المخرجون أنه لا يريد أن أعمل وأظل زوجة وأماً فقط. لكن هذا التصور بعيد تماماً عن الحقيقة، وإنما كان خجل محمود أن يطلب ذلك من أي مخرج.
فقد رشحني المخرج كمال الشيخ لأقوم بدور الجاسوسة عبلة كامل، في فيلم «الصعود إلى الهاوية» ولكن محمود رفض وعرفت هذا الموضوع بعد فترة طويلة من عرض الفيلم. وقلت له لماذا رفضت أن أقوم بدور الجاسوسة فقال لي:» لأنني لن أقبل أن تقومي بدور جاسوسة لبلدك». فقلت له «دا تمثيل هو دا حقيقة»؟ فقال لي:» أرفض أن تقومي بهذا الدور في أوائل حياتك كنجمة، سعاد حسني نفسها رفضت الدور وقالت لا أقبل أن أكون جاسوسة».
ومن الأدوار التي كان يرفض أن أقوم بأدائها دوري في فيلم «وصمة عار»، أهم دور في عمري بسبب أنني أجسد دور ساقطة ولكني أصررت، وقدمت الدور وكان من أهم أفلامي.
محمود كان دائماً يترك لي الاختيار في القرارات التي تخصني، كان يقول لي رأيه ولكن يترك لي الحرية في الاختيار؛ لأنه يثق في تفكيري وفي شخصيتي جيداً.
في أي الأعمال كان سعيداً بنجاحك؟
فيلم «وضاع العمر يا ولدي» ومسلسل «اليقين» وغيرهما من الأعمال. وعندما أنتج محمود قال لي:» اختاري الدور الذي تحبين أن تؤديه فاخترت فيلم «وضاع العمر يا ولدي»، الذي أخذت عنه جائزة أحسن ممثلة في عيد الفن من الرئيس محمد أنور السادات وأثنى محمود على دوري، وكان سعيداً بنجاحي جداً وقال لي:» أنت ممثلة جامدة».
وعندما نجحت في تجسيد دوري في مسلسل «اليقين» قال لي: «أنت وصلت لأعلى درجات النضج والنجاح كممثلة أديت الدور بعبقرية كبيرة».
هل كان يحرص محمود ياسين على مشاهدة أعماله الوطنية؟
كان سعيداً بها ويفتخر بأنه شارك في هذه الأعمال، محمود كان يحب وطنه كثيراً، وكان يشعر من خلال هذه الأفلام بأنه جندي في ساحة القتال. ومن أهمها أفلام "الرصاصة لا تزال في جيبي"، "بدور"، "الوفاء العظيم"، "على من نطلق الرصاص"، "الصعود إلى الهاوية" و"حائط البطولات".
ما أحب مسلسلاته إليه في الدراما التليفزيونية؟
كان يحب "أخو البنات، و"اللقاء الثاني"، و"سوق العصر" و"الأبله"، و"العصيان". وكان يحب أعماله الدينية مسلسل "محمد رسول الله والإمام أبو حنيفة" ويعتز جداً بهذا الدور.
كيف كانت علاقته بالله سبحانه وتعالى؟
كان تدينه وسطياً، المسلم الحق بكل آدابه وأخلاقه كما قال النبي عليه الصلاة والسلام.. يصلي ويصوم ويختم القرآن كثيراً ويصلي الجمعة في المسجد وقد سجل القرآن الكريم بصوته ولكن لا أعرف أين هذه الشرائط، ومع من، فقد كان يقرأ القرآن بالترتيل.
أعماله الكوميدية هل كان يحبها؟
محمود كان خفيف الظل في البيت، وله قفشاته وكنا نضحك كثيراً على خفة ظله، وكان يعتز جداً بأفلامه الكوميدية مثل "دقة قلب" و"جدو حبيبي" أمام بشرى ويعتبره من الأدوار المختلفة والمميزة والعلامة في تاريخه. ومن أهم أفلامه الكوميدية أيضاً "مين يجنن مين"، ومسلسل "بابا في تانيه رابع" وقد نال عنه جائزة مهرجان الإعلام العربي.
من أكثر النجمات اللاتي كان يفضل العمل معهنّ؟
لم يكن يفضل نجمة عن الأخرى، كلهنّ عنده سواء هو يفضل من يكون الدور مناسباً لها. فقد عمل مع نجلاء فتحي أفلاماً كثيرة حوالي 25 فيلماً، كانا ثنائياً ناجحاً أحبه الجمهور، وكان محمود يعزّ نجلاء جداً ويقدرها كزميلة عزيزة.
لماذا اعتذر للمخرج شريف عرفة عن فيلم "الجزيرة 2"؟
عندما عرض المخرج شريف عرفة على محمود فيلم "الجزيرة 2" تعجب محمود قال له:" كيف أظهر فيه وقد ماتت الشخصية التي أديتها في "الجزيرة واحد"، فقال له المخرج إن البطل يتخيل والده في اليقظة ويوجهه كيف يتعامل مع أعدائه، فقال له محمود:" أنا أخذت نصيبي من نجاح "الجزيرة"، وأريد أن أحتفظ بهذا النجاح، فاقتنع شريف عرفة برأيه واحترمه.
كان يعشق أحفاده
هل شاهد محمود ياسين نجاح ابنته رانيا في مسلسل «فلانتينو«؟
للأسف لا. كان في هذه الفترة ينام مبكراً من الساعة الثامنة مساء.
هل شاهد نجاح ابنه عمرو ككاتب سيناريو؟
نعم، شاهد أعمال عمرو ككاتب سيناريو، وكان معجباً جداً وسعيداً للغاية بها، وقال لي:» هذا كاتب نابغة» فكنت أقول له مثلك يا حبيبي.
ما أكثر دور كان يعتز به في حياته؟
جميع أدواره، ولكنه كان يعتز بأدائه لشخصية الأديب طه حسين في فيلم «قاهر الظلام»، فكان من أهم أدواره التي يحبها ويعتز بها. فقد قدم الشخصية بعبقرية كصوت ووقار وهيئة طه حسين. والمخرج يحيى العلمي عرض عليه أن يجسد شخصية طه حسين في مسلسل «الأيام» فاعتذر له محمود، وقال له:» أنا جسدته في السينما وأخذت عليه 6 جوائز».
كيف كانت علاقته بأحفاده؟
كان يعشقهم ويحبهم كثيراً عمر ابن رانيا هو أول حفيد له، كان يطلق عليه سيد الناس. وعندما كان عمر طفلاً كان محمود يأخذه معه إلى المكتب الخاص به في الدور الثاني في الفيلا التي كنا نعيش فيها في شارع علوبة بالهرم، قبل انتقالنا إلى فيلا الشيخ زايد وكان يجلسه على مكتبه ويعطيه ورقاً يرسم ويلون. وعندما كبر عمر وبلغ من العمر 15 عاماً كان دائماً يقول محمود عنه: «الولد ده طالع طويل زي جده». أما محمود ابن عمرو فكان يحبه جداً وكان سعيداً عندما رآه يمثل.
وعندما جاءت «لولا» دلع البنات وحنان البنات كانت دائماً تجلس وتتحدث معه وتداعبه وتحبه كثيراً، كل الأحفاد إلى آخر وقت كانوا يجلسون معه.
كلمة قالها لك في أيامه الأخيرة وأسعدتك؟
كان ينظر لي ويقول لي: «أنت ست عظيمة» أنا لا أفرح بالكلمة، لكن كنت أفرح أنه واعٍ جيداً للدور الذي أقوم به.
بم تحتفظ شهيرة من مقتنيات محمود ياسين؟
بعض ملابسه تبرعت بها لتكون صدقة جارية له، ولكن أحتفظ ببعضها كذكرى لي. صوره وكأنه معي وأشياء كثيرة، السرير الطبي الذي كان ينام عليه في الفترة الأخيرة، فبعد رحيله كنت أنام عليه وأبكي فنصحني أبنائي بأن أتبرع به، وأثناء مكالمتي مع الحاجة ياسمين الخيام قلت لها إنني سأتبرع بسرير محمود الطبي للدار التي تديرها حتى ينتفع به بعض المسنين المرضى الذين ترعاهم في الدار ولتكون صدقة جارية لمحمود. محمود ترك ظلاماً داخلياً كان ينيره.
أعمالهما المشتركة
16 فيلماً جمع شهيرة بمحمود ياسين منها "رحلة الشقاء والحب، ليل وخونة، صور ممنوعة، عصر الحب، الجلسة سرية، نواعم، وضاع العمر يا ولدي، عودة الهارب ومن المسلسلات التي اشتركا فيها معاً اليقين، وميراث الغضب"، وغيرها من المسلسلات واشتركا في مسرحية "بداية ونهاية".
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي