يبدو أن بروتوكلاً جديداً في علاج المرضى المصابين بفيروس كورونا أو كوفيد-19 ، باستخدام العقاقير المسيلة للدم، صار معتمداً من قبل بعض الأطباء حول العالم وأولهم الأطباء الألمان الذين اكتشفوا أن أسباب الوفاة من كورونا تعود إلى جلطات دموية أو تخثر منتشر داخل الأوعية الدموية سواء في القلب أو الرئة أو الدماغ، بعد أن قاموا بتشريح بعض جثث المرضى؛ مخالفين بذلك القرار الصادر عن منظمة الصحة العالمية الذي يمنع هذا الفعل. هذا في حين لا يوجد حتى الآن بروتوكول عالمي موحّد لعلاج مرضى كورونا أو كوفيد-19، حيث تتفاوت طريقة العلاج بين دولة وأخرى وحتى بين مستشفى وآخر، وضمن الدولة الواحدة، خصوصاً وأنّ هناك وجهات نظر مختلفة في التعاطي مع مسيلات الدم وأبرزها الأسبرين.
"سيدتي نت" سأل الدكتور زياد شيري الاختصاصي في أمراض الجهاز التنفسي، حول أهمية الأدوية المسيلة للدم مثل الأسبرين وغيره لمرضى كوفيد-19، فكان رده الآتي:" يوجد نوعان من العقاقير المسيلة للدم؛ المسيلات التي تعمل على تسييل الدم Anticoagulation، والأخرى التي تعمل على تسييل الصفائح الدموية (بلاكيت الدم) Antiplatelet (وهي بالطبع مسيلة للدم أيضاً)، وهذه المسيلات توصف لمرضى كورونا الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل أمراض القلب والرئة وغيرها. إنما الفئة الثانية من المرضى الذين يعانون من أعراض بسيطة مثل ارتفاع الحرارة البسيط، وسنهم صغيرة ليس بالضرورة أن يتناولوا الأسبرين أو غيره من الأدوية المسيلة.
في المقابل توصف هذه المسيلات لمرضى الكورونا من الفئة العمرية من أربعين عاماً فما فوق؛ كذلك لكل مريض يشعر بضيق في التنفس أو نقص في الأكسجين أو بسبب الخوف من حدوث تجلط رئوي لديهم، نَصِف لهم أدوية مسيلة تُحقن تحت الجلد مثل اللوفينوكس Lovenox وغيره، وأدوية مثل كزاريلتو Xarelto، براداكسا Pradaxa ، اليكويز Eliquis وغيرها. هذه الأدوية تمنع التجلط الرئوي وتُستعمل في الأصل لعلاج المرضى الذي لديهم خطر الإصابة بجلطات رئوية، حتى ولم يكونوا مصابين بكوفيد-19. نحن نلجأ اليوم لإستعمال هذه الأدوية بكميات ضئيلة للوقاية من التجلط الرئوي، فالأسبرين بفرده ليس كافياً بل يجب أن يؤخذ مع أدوية أخرى مسيلة للدم لدى الفئات المذكورة آنفاً. فيما يمكن أن نصف الأسبرين بمفرده لفئات أخرى من المرضى".
لا للأسبرين عشوائياً
وتابع الدكتور زياد شيري قائلاً:" لا لتناول الأسبرين وغيره من الأدوية المسيلة على نحو عشوائي، لأنَّ هذه الأدوية يجب أن تُعطى من قبل الطبيب ولحالات محددة كما سبق وأشرت. ومع الأسف، فإننا نخسر كل يوم حالات من مرضى كوفيد-19 الذين يطورون نزيفاً في الجهاز الهضمي أو أعضاء أخرى من الجسم، نتيجة تعاطيهم العشوائي للأسبرين وسواه.
وأود التنبيه بأنَّ مسيل الدم ليس مزحة، بل يجب أن يؤخذ بوصفة طبيب مختص. علماً أنّ الأسبرين هو واحد من الأدوية التي قدمت نتائج جيدة بحسب العديد من الدراسات العلمية، لكن ليس بمفرده من دون شك".
تابعي المزيد: سرطان عنق الرحم.. كل أسئلتك تجيب عليها طبيبة متخصصة