عادة ما يتسم الأشخاص المجتهدون والملتزمون في أماكن العمل بالطاقة والحيوية التي قد تدعو البعض للاستغراب، بل وطرح تساؤلات حول سبب هذه البهجة والحماس لتنفيذ المهام، وحسب المستشارة الأسرية ومدربة التنمية البشرية عبير النويلة فإن هذه الصفات هي نتاج حب العمل، فهل سبق وأن وقعتِ في حب العمل؟ وما الذي ستحصلين عليه في حال قررت التركيز على جوانب عملك الإيجابية لتقبله، وبالتالي الوقوع في حبّه؟ هذا ما ستجدينه في هذا المقال، حيث تشرح لنا النويلة فوائد حبّ العمل.
الرضا الذاتي يجلب السعادة والراحة
تستهل المستشارة الحديث حول فوائد حب العمل بقول الله تعالي: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُون}، وتضيف: "في الحقيقه حُب العمل والشعور بالانتماء لمكان وظيفتك هو أمر مهم جداً لمنحك الراحة وأسرار السعادة، ولكن الأهم من ذلك كله هو أداء العمل وأنت في حالة من الرضا، والذي من خلاله سوف تجدين هذه المشاعر الإيجابية".
وفيما يلي بعض التساؤلات التي ستساعدك إجاباتها على توضيح رؤيتك للأمور الخاصة بعملك ومسارك المهني:
هل أُمارس هوايتي في عملي؟
هل أجد شغفي في عملي؟
ما هو الدافع وراء ذهابي كل يوم إلى مكان العمل؟
هل الدافع هو الاستمتاع والرضا أم الواجب الذي عليّ أن أقوم به كل يوم من أجل أن أحصل على قوت يومي من غير أي مُتعه أو سعادة؟
هل أستنفد طاقتي في المكان المناسب ؟
هل أبذل مجهودي فيما أُحب وأرغب أم فيما أكره وأجبر عليه؟
هل ما أحمله من مشاعر غضب واستياء له علاقه بحبي أو كرهي لعملي؟
وهل أجد نفسي في حالة من تطوير الذات بشكل مستمر في مجال عملي، أم أني أقف في مكاني منذ فترة ولا أطمح للتطوير؛ لأني لا أجد نفسي في هذا المكان؟
من خلال الإجابة عن هذه التساؤلات ستجدين الدافع وراء مشاعرك التي تحملينها اليوم؛ سواءً كانت مشاعر إيجابية مليئة بالحب والسعادة والأمل والإقبال على الحياة؛ والتي بدورها تمنحك الطاقة والتجدد والتفاؤل، أم مشاعر سلبية، تحمل في طياتها الاستياء والشكوى والتذمر والتي بدورها تهدر من طاقتك وتقلل من إنتاجيتك وبالتالي تطورك.
أنت تختارين العيش بسعادة!
في كل نواحي الحياة يوجد الشيء وضده، وفي كل وظيفة وعمل تجدين الإيجابيات والسلبيات، وهنا الخيار خيارك في التركيز على إيجابيات عملك أو سلبياته، قد لا تحبين ما تعملين ولكن بإمكانك أن تُركزي على المُعطيات الإيجابية في وظيفتك، وبالتالي سترفعين من مستوى أدائك وستجدين المُتعة في النتائج، والعكس صحيح، فكلما ركزت على السلبيات وعلى ما لا تُحبين في عملك وعلى ما ينقصك فيه، ستجذبين لنفسك التعب والتذمُر؛ ما سيؤثر على إنتاجيتك وتطورك في مجال عملك.