تحوّل طبيب تونسي إلى أيقونة في نظر أبناء منطقته بعد أن كاد يسجن بسبب مجازفته باقتناء أجهزة تنفس اصطناعي من ماله الخاص؛ لمساعدة منطقته التي عرفت في تلك الفترة انتشاراً واسعاً لفيروس كورونا، والطبيب المذكور يدعى محمد النوري وهو رئيس قسم الإنعاش بمحافظة قبلي (جنوب تونس).
عن القرار الإنساني الذي اتخذه والخطوة الجريئة التي قام بها تعاطفا مع أبناء منطقته في مواجهة فيروس كورونا..نتابع ما حدث خلال السطور التالية:
ارتفاع الإصابات ونقص في أجهزة التنفس
لم يستطع الطبيب، الذي أدّى يوم تخرجه قسم سقراط مقسماً بصون حياة الناس، الوقوف مكتوف الأيدي وهو يشاهد أبناء منطقته يواجهون المرض والموت بعد أن ارتفع عدد الإصابات بفيروس كورونا، ولم يعد المستشفى الذي يعمل به قادراً على تقديم العلاج لهم بسبب نقص فادح في آلات التنفس، لذلك اتخذ قراره دون تردّد رغم علمه مسبّقاً بعواقبه.
بالشراء بدون المال!
وببادرة شخصية منه جازف الطبيب رغم عدم امتلاكه للأموال الكافية بالإقدام على شراء أجهزة تنفّس اصطناعي قيمتها أكثر من 65 ألف دولار، ومقابل هذه الأجهزة قدّم الطبيب كضمان صكوكاً بنكية للمزوّد رغم أنه لا يمتلك المال الكافي لتغطيتها مما يعني احتمال مواجهته لعقوبة بالسجن حسب القانون التونسي الذي يجرّم إصدار صكوك دون رصيد، وتصل العقوبة في مثل هذه الحالات إلى السجن .
ولتجنّب مصير السجن لم يجد رئيس قسم الإنعاش التونسي من حلّ سوى عرض قطعة أرض يمتلكها للبيع على الإنترنت خاصّة وأنّ المستشفى الذي يعمل به لم يكن قادراً على دفع ثمن تلك التجهيزات رغم أنّه مستشفى حكومي. ولقيت خطوة الطبيب تعاطفاً كبيراً من التونسيين الذين وصفوه بأيقونة العمل الإنساني ومثال لحبّ الإنسان لموطنه.
تبرعات لإنقاذ الطبيب
وردّا لجميل الطبيب الذي جازف بحريّته مقابل محاولة مساعدة أبناء منطقته دشّن ناشطو المجتمع المدني بالجهة حملة تبرعات جمعوا بفضلها المبلغ المطلوب إنقاذاً للطبيب من مصير السجن .
ونالت خطوة الطبيب استحساناً من التونسيين، وبلغ صداها القصر الرئاسي التونسي؛ إذ استقبل رئيس تونس قيس سعيد الطبيب محمد النوري وقام بمنحه وسام.