تصوير- عمرو فارس
قدمت أفلاماً علامات في السينما آخرها فيلم "حظر تجول"، والذي نالت عنه جائزة أحسن ممثلة في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي. إنها إلهام شاهين صاحبة الأدوار المتميزة المتفردة، التي تعبر عن فنانة تمتلك موهبة طاغية، ونضجاً فنياً وصل إلى قمته.
تحدثت إلهام شاهين عن أسباب قبولها لدور فاتن في فيلم "حظر تجول" ولماذا تغيب وقتاً طويلاً يصل إلى سنوات عن الساحة الفنية سواء في السينما أو التلفزيون.
بدأ حوارنا مع إلهام شاهين بتهنئتها على حصولها على جائزة أحسن ممثلة في مهرجان القاهرة السينمائي على دورها المتميز في الفيلم وسألناها:
بعد انقطاع أربع سنوات عن الفن لماذا كل هذا الغياب وهل نعتبره اعتزالاً؟
أنا لست معتزلة فقد قدمت أفلاماً كثيرة وأخذت عليها جوائز عديدة، فكان عليّ أن أحافظ على تاريخي ولا أقبل أي دور لا يناسب مكانتي الفنية، فقد عرضت عليّ أعمال كثيرة لم أجد فيها ما يناسبني؛ لأنني لن أكرر أدواراً قدمتها من قبل. لكن عندما يأتي لي عمل يحترم اسمي وتاريخي ويحترم الجمهور الذي أعطاني كل هذه الثقة، والحب الكبير أقبله فوراً.
وما الذي وجدته في دور فاتن في فيلم "حظر تجول"، وجعلك تقررين العودة من خلاله للسينما؟
وجدت في الفيلم شخصية جديدة لم أقدمها من قبل، فأنا لم أقدم دور امرأة سجنت 20 عاماً، ولم أجسد دور قاتلة، وكذلك علاقة الأم بابنتها المليئة بالمواجهات، كما في فيلم "حظر تجول"، عكس ما كنت أقدم الأم الحنون الطيبة في أعمالي السابقة.
إلى جانب أنني تحمست جداً عندما عرض عليّ المخرج والسيناريست أمير رمسيس قضية الفيلم والتي لم يتطرق إليها من قبل أحد فهي قضية شائكة وموجودة في كل المجتمعات، وعلى كل المستويات الفقراء والأغنياء، فمثل هذا الرجل الذي يتحرش بابنته يجب أن يكون عقابه الإعدام أو القتل، فأنا أتمنى أن تصدر قوانين مشددة لعقاب من يقوم بزنا المحارم.
هل اختلفت مع شخصية فاتن في الفيلم؟
اختلفت معها في نقطة واحدة في أنها فضلت أن تدين نفسها ولا تعترف بأسباب القتل حتى لا تسبب لابنتها عقدة نفسية منذ طفولتها، لكنني كإلهام لو كنت في هذا الموقف، كنت اعترفت عليه وفضحته حتى يتم إعدامه وأحذر المجتمع منه، ولكن كل شخصية ولها تفكيرها حسب البيئة التي نشأت فيها.
كيف أعددت نفسك للشخصية؟
اعتمدت في أدوار كثيرة قمت بأدائها في حياتي الفنية أن أظهر أكبر من سني؛ لأن ما يهمني هو تركيبة الشخصية نفسها، ومدى وصولها للمشاهد حتى يصدقها من خلال شكلها وأدائها، وأكون سعيدة جداً بهذا التحدي لأنني ممثلة لا أعتمد على حلاوة شكلي ولا ملابسي. أنا لا أهتم بهذه الأشياء أبداً، بل أهتم بأدائي للشخصية وأن يصدقها الجمهور، فمعظم أدواري تحديات بالنسبة لي.
ملابس الشخصية من تصميم ناهد نصرالله. أما الشكل والمكياج والشعر فكنت لآخر وقت غير مقتنعة بأن أظهر بشكلي وشعري العادي في دور امرأة تخرج من السجن بعد 20 عاماً يجب أن تكون آثار الزمن وبعدها عن ابنتها، والحالة النفسية السيئة التي تعيشها في السجن والقهر الذي تعرضت له وإخفاؤها حقيقة وأسباب القتل تظهر على ملامح وجهها وعلى لون شعرها وعلى شكل جسمها. بالنسبة للون الشعر وجدت أن الشعر الأسود لن يكون مناسباً ففكرت في شكل ولون شعري بمساعدة الاستايلست شقيقتي إيناس شاهين، بالرغم أنها ليست الاستايليست الخاصة بالفيلم، ووصلنا إلى أفضل شكل بوجود خصلات بيضاء على الباروكة السوداء، فقد قمت بتلوين بعض خصلات الباروكة باللون الأبيض بالكريم الخاص الذي نستخدمه في الماكياج لتبييض الشعر، وقمت بالتقاط صور لي بهذا الشكل. وبالنسبة للماكياج أصررت على أن تظهر تجاعيد الزمن على الوجه، ولكن المخرج أمير رمسيس قال لي إنه لا يطلب هذا الشكل، وإنني سأبدو امرأة في سن الـ70، وعمري في الفيلم بعد خروج شخصية فاتن من السجن 50 عاماً. فقلت له إن شخصية فاتن يجب أن تظهر هكذا؛ لأن السجن يكبّر أكثر من العمر 20 عاماً إلى جانب أنني كنت أقصد أن يزيد وزني؛ لأنها امرأة مسجونة سنوات طويلة، فقد كنت أرتدي ملابس واسعة فوق بعضها لأبدو كذلك، فهي امرأة أهملت نفسها في كل شيء بشعرها وشكلها وجسمها. كل ذلك ساعدني على الدخول في الشخصية بشكل كبير جداً.
أمير رمسيس من المخرجين الموهوبين ماذا أضاف لإلهام شاهين؟
بالفعل هو مخرج وسيناريست ممتاز وموهوب كتب الفيلم ورسم لي الشخصية بدقة كبيرة، فكان يراني فيها وهو يكتبها فرسمها بشكل صحيح جداً مناسب لي. مخرج يحقق الهدوء والجو المناسب داخل البلاتوه، ومتمكن من أدواته بشكل كبير، وهذا الجو الذي حققه لنا في الأستوديو ساعدنا على الإبداع، وأن يؤدي كل ممثل دوره بشكل جيد جداً إلى جانب أنه شخصية هادئة يوجّه الممثل بهدوء كبير، فهو يشعرنا بالراحة في التعامل فهو تلميذ نجيب لأستاذه يوسف شاهين ومتأثر به لدرجة كبيرة جداً.
أمينة خليل ممثلة موهوبة ومجتهدة
الفنانة أمينة خليل من نجمات الجيل الجديد كيف وجدت تجربة التعامل مع جيل آخر في نفس الفيلم؟
هذا هو الطبيعي أن تجمع الأفلام أجيالاً مختلفة، ففي بداياتي عملت مع الفنانة الكبيرة شادية في فيلم "لا تسألني من أنا"، وكنت بذلك قد حققت حلمي الذي كنت أتمناه بأن أرى الفنانين الكبار الذين أحببنا منهم السينما، وعملت أيضاً مع أساتذة كبار مثل كمال الشناوي وصلاح ذو الفقار، فمن الطبيعي أن كل الأجيال تعمل مع بعضها البعض؛ لأن كل بنت في الفيلم عندها أم وأب وأقارب، وأنا أرى أن هذا الجيل من الفنانات موهوبات ومجتهدات جداً. أمينة خليل ممثلة موهوبة ومجتهدة وأدت الدور بشكل رائع.
هل قدمت لها نصائح معينة أمام الكاميرا في بعض المشاهد التي جمعت بينكما؟
لم تكن في حاجة لذلك؛ لأنها درست دورها جيداً إلى جانب أن المخرج أمير رمسيس كان معها لحظة بلحظة وتابع كل التفاصيل مع كل فريق العمل في الفيلم.
هل توقعت جائزة أحسن ممثلة في مهرجان القاهرة السينمائي؟
كنت أعلم جيداً أن دور فاتن من الأدوار الهامة التي ستؤثر ويكون لها رسالة كبيرة، ولكن حصولي على أحسن ممثلة كان في علم الغيب، فأنا أجتهد وأقدم الدور على أحسن وجه وأترك النتيجة لتوفيق الله سبحانه وتعالى، فدور فاتن دور مهم ترك أثراً كبيراً، وسعدت جداً عندما حصلت على جائزة أحسن ممثلة. فكل جائزة لها فرحتها لأنها تقدير لي واعتراف بأنني ممثلة قوية تستطيع أن تقدم وتؤدي أدواراً عديدة ومتنوعة أحصل بها دائماً على جوائز، فلكل جائزة فرحة كبيرة.
أنا الحمد لله أفلامي جميعها تكون مشرّفة لاسم مصر في المهرجانات الدولية. ففيلم "يوم للستات"، وهو آخر فيلم قدمته قبل "حظر تجول" كان في المسابقة الرسمية لمهرجان السينما، وكان فيلم الافتتاح وعرض في مهرجانات كثيرة في العالم، وحصل على 21 جائزة، وفيلم "خلطة فوزية" حصل على 17 جائزة، وهذان الفيلمان من إنتاجي، أما الأفلام من إنتاج الآخرين مثل "واحد صفر" مع المخرجة كاملة أبو ذكري فقد حصل على 50 جائزة. أنا الحمد لله أفلامي دائماً أفلام جوائز. فأنا امرأة مهتمة كثيراً بقضايا المرأة العديدة التي لا تنتهي أبداً وسأظل أدافع عنها وأطالب بحقوقها لآخر يوم في عمري. فيلم "خلطة فوزية" أعتز به كثيراً حيث قدمت المرأة البسيطة التي تعيش في عشوائيات، غير متعلمة وليست لديها أموال أو أي مقومات أخرى، ورغم ذلك لم تسلك طريق السرقة أو الانحراف، فأرادت أن تعمل في أبسط الأشياء بأن تصنع مربى لها خلطة معينة فسمي الفيلم "خلطة فوزية"، فهي امرأة مكافحة أصرت على أن تنفق على بيتها وأولادها من هذا المشروع الصغير الذي كونته، فهي نموذج للمرأة القدوة، فوزية من أجمل الأدوار التي أديتها. فهي شخصية لها طعم خاص. وأيضاً في فيلم "واحد صفر" قدمت المرأة المسيحية التي تطلّق ولا تحصل على تصريح بالزواج مرة أخرى. كل دور أضاف لي وأخرج مني كل طاقاتي التمثيلية ووصلت به إلى درجة كبيرة من النضوج الفني. أما في "يوم للستات" فكان الدور مختلفاً إلى حد كبير فهو يجمع بين أكثر من امرأة في مراحل عمرية مختلفة، فكل فيلم له رسالة والحمد لله الجمهور يستمتع بأفلامي ويحب أن يشاهدها.
ظهرت الفرحة الكبيرة على وجهي يسرا وليلى علوي أثناء تسلمك جائزة أحسن ممثلة في مهرجان القاهرة السينمائي ما الذي تتميز به صداقتكما؟
صداقتنا رمز للوفاء والإخلاص بين جيل يحب بعضه البعض، أعطى السينما الكثير فعلاقتي بيسرا وليلى علوي وهالة صدقي علاقة مليئة بالحب والإخلاص والقلوب الجميلة المحبّة، نفرح مع بعض ونحزن مع بعض أيضاً. صديقاتي تحببنني حباً كبيراً وأنا أيضاً أبادلهن الحب.
متى نشاهد عملاً يجمع بينكن سواء في التلفزيون أو السينما؟
أتمنى أن أجد نصاً يليق بنا وبمكانة كل واحدة فينا، فحتى الآن لم نجد هذا النص ولا المنتج الذي يتحمس لهذه التكلفة الكبيرة، ولكن هناك مشروع يكتبه المؤلف المبدع محمد حلمي هلالي وهو الجزء الثاني من فيلم "يا دنيا يا غرامي"، ولكن سيكون مسلسلاً بعنوان "قلبي يحبك يا دنيا"، فقد كتب منه ثلاث حلقات إلى الآن، ولا أعتقد أنه سيلحق برمضان هذا العام.
فأنا أعتز جداً بفيلم "يا دنيا يا غرامي" الذي أنتجه الراحل العظيم رأفت الميهي، وأسند الإخراج للمبدع مجدي أحمد علي في أولى تجاربه السينمائية، والتي نجحت جداً وكانت بداية حقيقية لمخرج موهوب وكان السيناريست الكاتب المبدع محمد حلمي هلالي. لقد حصل كل فريق الفيلم على جوائز كثيرة في أكثر من دولة. وكان من أسباب نجاح هذا الفيلم أنني كنت أعمل مع صديقتيَّ ليلى علوي، وهالة صدقي، فالحب الذي يجمعنا ظهر على الشاشة فصدقنا الجمهور.
سنوات طويلة نفتقدك في رمضان ما السبب؟
طوال هذه السنوات كانت تعرض عليّ أعمال في الدراما التلفزيونية لم أجد للأسف فيها أي جديد أقدمه. لا يهمني أن أكون بعيدة لسنوات ولكن يجب أن تكون العودة بعمل قوي، يحترم تاريخي ومكانتي الفنية، ويحترم ثقة الجمهور أيضاً فيَّ وأرفض أن أقدم أي عمل لمجرد التواجد، فأنا وصلت لدرجة كبيرة من النجومية وقدمت جميع الأدوار وحدث لي تشبع فني، فقد قدمت أعمالاً نجحت وما زالت تعيش إلى الآن مثل "الحاوي"، و"نصف ربيع الآخر"، و"ليالي الحلمية"، و"بنات أفكاري"، وغيرها من الأعمال العلامات في الدراما التلفزيونية. فيجب أن أقدم أعمالاً على نفس المستوى فعندما تعرض هذه المسلسلات أكون سعيدة جداً بآراء الجمهور الذي مازال يتابعها ويهنئني عليها.
لا أندم على أي عمل قدمته
هل ندمت على تقديم الجزء السادس من مسلسل "ليالي الحلمية" الذي لم ينل التوفيق والنجاح المنتظر؟
لا أندم على أي عمل قدمته ولكني لم أحب التجربة، فلم تكن بنفس الروح التي كنا نشعر بها في الأجزاء الخمسة الأولى للعمل؛ لأن الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة والمخرج العظيم إسماعيل عبد الحافظ رحلا، والأحداث كانت تعتمد على زهرة وعلي البدري، وتوفي ممدوح عبد العليم قبل تصوير العمل بـ10 أيام، ودوري كان مكتوباً كل مشاهده مع علي البدري، فوفاة ممدوح سببت ارتباكاً كبيراً للمؤلفين، الذين اضطروا لإعادة كتابة المسلسل مرة أخرى بدون علي البدري فحدث خلل كبير في العمل، وأبلغتهم اعتذاري في البداية، لكن وجدت أنني سأسبب لفريق العمل والجهة المنتجة مشاكل كبيرة، وأن المسلسل سوف يتوقف بصفة نهائية. وكنت لا أريد أن أسبب أي أذى لأحد فوافقت على الاستمرار. كنت أعمل في حالة نفسية سيئة جداً لفقدان ممدوح على المستوى الشخصي وفقدان علي البدري على الشاشة.
هل نعتبر أن فيلم "الهلفوت" هو بداية علامات إلهام شاهين في السينما؟
بالتأكيد، فأنا أصنّف حياتي الفنية السينمائية ما قبل "الهلفوت" وما بعده. فما قبل الفيلم كنت نجمة تلفزيونية وقدمت بعض الأدوار الجيدة في السينما، وما بعده أصبحت نجمة سينمائية يعتمد عليها، ومن الممكن أن تكون نجمة شباك وقد حدث بالفعل. فأنا أدين بكل الفضل لعادل إمام ووحيد حامد وسمير سيف؛ لأنهم صنعوا اسم إلهام شاهين.
هل تقبلين دور ضيفة شرف في مسلسل لعادل إمام؟
من لا يحب أن يعمل مع عادل إمام؟ لي الشرف أن أعمل معه.
بوسي ومي وسارة امتداد نور الشريف في حياتي
من أكثر فنان كنت تشعرين بالوقوف أمامه بحالة فنية مختلفة؟
أستاذي نور الشريف، فهو رحمة الله عليه كان يمتلك كل الصفات الجميلة الموجودة في أي إنسان أو أي فنان. نور الشريف الأخلاق والإنسانية والحنان والتفاني في حب المهنة والالتزام الشديد، إنسان متواضع إلى أقصى درجة. أستاذ ومعلم يوجه من يمثل أمامه بكل صدق وإخلاص. أكثر فنان عملت معه سينمائياً وتلفزيونياً ومسرحياً، لا يوجد عمل قدمته مع نور الشريف إلا وحصلت فيه على جوائز. أفتقده إلى أقصى درجة، صديق عزيز، عقل راجح ينصحك بحب وإخلاص في أي موضوعات شخصية أو فنية. وتربطني علاقة صداقة قوية ببوسي ومي وسارة، هن امتداد نور الشريف في حياتي.
قدمت مع فاروق الفيشاوي ثنائياً فنياً ناجحاً جداً، ما الذي تتذكرينه عنه؟
فاروق الفيشاوي صديقي وعشرة عمري، وصديق لإخوتي وكان في بعض الأحيان يطلب أمي ويقول لها "عايز آكل حمام من إيدك" الصديق المحب للحياة رحمه الله، فقد قدمنا معاً أعمالاً عديدة ناجحة في السينما أو في التليفزيون.
فقد الأصدقاء ماذا يمثل لك؟
فاروق الفيشاوي، أحمد زكي، ممدوح عبد العليم، نور الشريف ومحمود عبد العزيز أفتقدهم جميعاً، أحلى أيامي كانت معهم فهم يشكلون أهم جزء في تاريخي الفني والإنساني.
لماذا تحبين السينما أكثر من التليفزيون؟
السينما هي الفن الذي يخلد الفنان، أنت تشاهدين أفلام الأبيض والأسود إلى الآن بنفس الحب والشغف، وكأنك تشاهدينها لأول مرة. فمدة الفيلم السينمائي ساعتان بإيقاع سريع لا تشعرين بأي ملل عندما تشاهدينه. أما التلفزيون فالمسلسل يضعون فيه بجانب القضية الأساسية فرعيات أخرى لكى يكون 30 حلقة، وأحياناً المشاهد يصاب ببعض الملل إلى جانب أن المسلسل ينجح في وقته لكن لا نشاهده كثيراً.
ولكن هناك مسلسلات في الدراما التلفزيونية مازالت تعيش بيننا إلى الآن؟
لكل قاعدة استثناء، والدراما لها تأثير كبير على الجمهور ولكني أميل للسينما أكثر وأشعر دائماً أنها الأقوى.
لكل فنان مرحلة في السينما في أي مرحلة إلهام شاهين الآن؟
في مرحلة النضوج الفني. صنعت تاريخاً واسماً يجب أن أحافظ عليه لهذا أقضي وقتاً طويلاً؛ لكي أجد النص الذي أقدمه ويناسب تاريخي.
إخوتي هم سندي
أنت دائماً أم لإخوتك. هل جو الأسرة يعطيك طاقة إيجابية في حياتك؟
أكيد جو الأسرة يعطي طاقة إيجابية لجميع أفرادها، كلنا داعمون لبعضنا البعض. فإخوتي هم سندي. في الماضي كانوا صغاراً فأخذت بأيديهم، والآن هم كبار لهم مكانتهم فهم الذين يقفون بجانبي الآن، وأنا تربيت على أن أسرتي أهم شيء في حياتي، فأمي الله يرحمها زرعت فينا حب العائلة، فظلّ هذا معنا. نحن أسرة مترابطة نكون معاً في الأوقات الحلوة والأوقات الصعبة.
ما الذي تعلمته من والدتك رحمة الله عليها؟
أمي ليس لها مثيل، فهي كانت أقرب للملائكة، زرعت بيننا الحب والرحمة والحنان، أنا أفتقد أمي في كل الأوقات. فعندما استلمت الجائزة كنت أفتقد الفرحة في عيون أمي، وعندما أشعر بالتعب والإرهاق أحتاج إليها وعندما تقابلني مشكلة أحتاج أن أتحدث وأحكي لها؛ لكي أعرف رأيها وتنصحني. حياتي كلها كانت مع أمي حتى عندما تزوجت كنت أسكن بجوارها، وأذهب إليها بصفه يومية. لم أشعر بأني ابتعدت عن حضنها وحضن العائلة أبداً. وبعد الطلاق أقمت معها حتى رحلت فهي توأم روحي.
هل ستكررين تجربة الزواج مرة ثالثة؟
الزواج شيء قدري جداً، وبعيد عن تفكيري الآن، لكن الله أعلم من الممكن أن يحدث شيء ما يغيّر رأيي. أنا أحببت الفن أكثر من الزواج. الفن أعطاني المكانة، وحب الناس والمستوى المادي الجيد، وله فضل كبير عليّ.
عشت تجربة الزواج مرتين من السبب في عدم استمرار الزواج؟
أنا السبب في عدم استمرار الحياة الزوجية، لأنني لم أحب رجلاً بقدر حبي للفن.
الفن أهم شيء في حياتي، فأنا شخصية مستقلة وأعتمد على نفسي، لا أعتمد على رجل من الناحية المادية، ومثل هذه الأشياء لا يقبلها الرجل بسهولة، وأنا لم أستمتع بوجودي في حياة أي رجل مثلما استمتعت بفني.
ممَ تخافين؟
أخاف من المرض جداً وفقدان الغاليين.
متى تتنازل إلهام شاهين؟
لا يوجد شيء أتنازل من أجله، أنا شخصية عنيدة بطبعي.
وما هي نقاط ضعفك؟
لا يوجد إنسان ليس لديه نقاط ضعف، لكنني أستطيع أن أتغلب عليها بإرادتي القوية، الحياة علمتني وشكّلتني كثيراً.
ما العمل الذي ندمت عليه؟
فيلم "موت سميرة" والذي كانت تدور أحداثه عن قضية الموسيقار الكبير بليغ حمدي، وهو علم من أعلام الموسيقى في العالم العربي. كنت صغيرة ولا أعرف أبعاد الفيلم وأنه يدين الموسيقار بليغ حمدي. وعندما كبرت وفهمت كرهت نفسي أنني قدمت هذا الفيلم الذي يدين الموسيقار بليغ حمدي في القضية التي ظلم فيها.
ما رأيك في تجربة إنتاج المسلسلات التي تنتجها المنصات الإلكترونية، وهل يمكن أن تقدمي عملاً 6 أو 7 حلقات فقط مثلما يقدم؟
فكرة رائعة أوافق فوراً في حالة لو عرض عليّ مثل هذه المسلسلات ذات الحلقات القليلة إذا كان الدور يناسبني وجديداً ويضيف لي وسيقدم رسالة جديدة للجمهور، كنا في الماضي نقدم أعمالاً ومسلسلات 17حلقة وسبع حلقات، وكانت تسمى السباعية، وكانت أعمالاً ناجحة جداً. نصف ربيع الآخر كان 17حلقة، وأنا أفضل الأعمال ذات الحلقات القليلة .