انتقال فيروس كورونا من شخص إلى آخر قد يؤدي إلى ظهور فيروس مُعْدٍ أكثر ويصعب التطعيم ضدّه! علماً أنّ الطَّفرات الفيروسية ليست بالشيء الجديد. ومثل معظم الفيروسات، فإنَّ فيروس كورونا 2 المسبب لمتلازمة الالتهاب التنفسي الحاد الوخيم (سارز) يتحور ويتغير طوال الوقت، وهو الفيروس المسبب لفيروس كورونا المستجد كوفيد-19.
خبراء "مايو كلينك" الأميركية يطلعونك على الخطوات التي يجب على كل فرد الالتزام بها لوضع حدٍّ لفيروس كورونا:
بعض الطفرات تجعل الفيروس أضعف!
بداية تقول الدكتورة نيبوني راجاباكسي، طبيبة أمراض الأطفال المعدية في "مايو كلينك": "أعتقد أنه في كل مرة نتحدث فيها عن طفرة في شيء مثل الفيروس، يكون هناك تصور بأنها أمر سيئ دائماً. ولكنني أعتقد أنه تصور خاطئ بعض الشيء. إذ يمكن لبعض الطفرات أن تجعل الفيروس أضعف. وقد لا يكون لطفرات معينة تأثير على الفيروس على الإطلاق. ومن ثم، وبالتأكيد هناك بعض الطفرات التي قد تسبب المزيد من المشاكل".
وتثير المتغيرات الجديدة لفيروس كورونا 2 المسبب لمتلازمة الالتهاب التنفسي الحاد الوخيم (سارز) تساؤلات حول قابلية انتقال فيروس كورونا المستجد كوفيد-19 وفعالية اللقاحات.
"ما تعلمناه حتى الآن، ونحن نتعلم أشياء جديدة يوماً بعد يوم وحتى ساعة بعد ساعة، هو أن المتغيرات المبلّغ عنها حالياً، وخاصة المتغير البريطاني، يبدو أنها تنتقل بسهولة أكبر، لذلك تنتشر من شخص لآخر بسهولة أكبر. لكننا لم نجد دليلاً واضحاً يشير إلى أنها تجعل الناس أكثر مرضًاً"، كما توضح الدكتورة راجاباكسي.
وفي حين أن المتغيرات التي تمَّ تحديدها ليست أشد فتكاً، فإنَّ زيادة انتقال الفيروس تؤدي إلى المزيد من الأمراض ودخول المستشفيات والوفيات.
وتتابع الدكتورة راجاباكسي: "الآن بما أننا نطلق اللقاح، يُطرح السؤال، هل أي من هذه المتغيرات قادر على التغلب على حماية اللقاح والمناعة؟ فالبيانات الأولية التي لدينا من مصنِّعي اللقاحات والشركات هي أنه حتى الآن لا يبدو أن هذا هو الحال. يبدو أن اللقاحات توفر الحماية من المتغيرات التي تمكنوا من دراستها حتى الآن. وهذا شيء ستستمر دراسته على نحو متواصل، للتأكد من أنَّ اللقاحات فعّالة مع تحوّر الفيروس وتغيّره".
تابعي المزيد: اكتشفي أمراض المرارة وأعراضها وقومي بما يلزم
الالتزام بالقواعد الوقائية لتجنّب المزيد من المخاطر
هذا ويحذر الدكتور جريجوري بولاند، خبير الأمراض المعدية ورئيس مجموعة أبحاث الـمَطاعيم في "مايو كلينك"، من أن استمرار انتقال فيروس كورونا المستجد كوفيد-19 من شخص إلى آخر قد يؤدي إلى ظهور فيروس مُعْدٍ أكثر ويصعب التلقيح ضدّه.
ويقول "هذا بالضبط ما يفعله الفيروس ذو الحمض النووي الريبوزي عندما تمرره أو تنقله من إنسان إلى إنسان. ومن نواحٍ عديدة، فإنَّ البشر والسلوك البشري هما السببان لهذه الجائحة المستمرة والمتفاقمة بسبب عدم ممارسة جميع تدابير الصحة العامة التي تحدثنا عنها خلال العام الماضي مثل ارتداء القناع والتباعد. وبالتالي كانت العواقبُ هذه المتغيرات الجديدة".
ويتابع، "ويصبح الهدف هو كيفية قمع أو منع ظهور المزيد من هذه المتغيرات، والتي قد يكون بعضها مميتاً للغاية إذا لم نكن حذرين. الحل بسيط وهو منع انتقال العدوى. كيف سيحدث ذلك؟ بارتداء الكمامة كما يجب، والتباعد الجسدي، وغسل اليدين، والحصول على اللقاح. فيكون ذلك هو الخلاص من هذه الجائحة".
تابعي المزيد: 12 إشارة خطرة تدل على الإفراط في تناول السكر