فى ظل تزايد أعداد المصابين بفيروس كورونا والوفيات الناجمة عنه، بسبب تفشي الموجة الثالثة لفيروس كورونا، وإبلاغ عدة بلدان عن زيادة في حالات الإصابة والوفيات، حذرت المؤسسات الطبية الرسمية على مستوى العالم من تفاقم الوضع الصحي خاصة وأن الوضع ما زال يتدهور مع تزايد أعداد المصابين كورونا والوفيات الناجمة عنه؛ وأشارت منظمة الصحة العالمية فى بيان لها أن الفعاليات الاجتماعية التي عُقِدت في موسم الأعياد بالعالم الماضي أدت إلى زيادة حادّة في عدد المصابين خلال الأسابيع التي أعقبتها، موضحه أنه يجب ألَّا ندع رغبتنا القصيرة الأجل في قضاء الوقت مع الآخرين تُعرِّض المزيد من الناس للخطر.
ودعت المنظمة الجميع أن يتعهدوا بالحافظ على التباعد عن الآخرين بمسافة آمنة، حتى يتسنَّى للجميع الاحتفال بالعديد من المناسبات السعيدة القادمة، وأن نحتفي برمضان معًا في العام المقبل أصحاء سالمين لافتة أن هذه المسؤولية تقع على عاتق الحكومات والأفراد على قدم المساواة.
وفى هذا السياق وضعت منظمة الصحة العالمية إرشادات بشأن الممارسات الرمضانية المأمونة في ظل جائحة كورونا، وتشتمل على توصيات بشأن تدابير التباعد البدني الواجب اتباعها أثناء الصلاة، والإفطار الجماعي، والعُمرة، وغيرها من الفعاليات الاجتماعية أو الدينية وذلك فى بيان أصدره المدير الإقليمي لشرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية، الدكتور أحمد المنظرى.
إرشادات منظمة الصحة العالمية لصيام شهر رمضان خلال جائحة كورونا
- أولا: تُشجِّع المنظمة على تفضيل الأماكن المفتوحة، إذا كان لابد من إقامة التجمُّعات، فإنَّ ضمان تدفق الهواء والتهوية الكافييْن أمر بالغ الأهمية، لأن الأماكن المغلقة والمزدحمة التي لا تتوافر فيها تهوية كافية هي بيئة تتيح للأشخاص المصابين نقل الفيروس بسهولة إلى غيرهم إذا مكثوا معهم فترة طويلة من الوقت.
- ثانيا: من المهم ارتداء الكمامات إذا تعذَّر الحفاظ على التباعد البدني بمسافة لا تقل عن متر واحد، أو في الأماكن المغلقة التي تفتقر إلى التهوية الجيدة، ويجب على الأفراد الأكثر عُرضة للإصابة بحالة وخيمة من مرض كورونا ارتداء كمامة طبية، في حين يمكن للآخرين ارتداء كمامة غير طبية أو قماشية مكوَّنة من ثلاث طبقات.
- ثالثا: عند الإفطار، يجب تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة الطازجة غير المُصنَّعة، وشرب الكثير من الماء للحفاظ على مستوى الرطوبة في الجسم، وتجنَّب تعاطي التبغ، الذي لا يُنصح به حتى في الظروف العادية، ويعاني المدخنون بالفعل من أمراض رئوية أو من انخفاض سَعَة الرئة، وهو ما يُعرِّضهم بشدة لخطر الإصابة الوخيمة بمرض كورونا.
- رابعا: رغم أن العادات الاجتماعية المرتبطة بهذا الشهر الكريم قد تتغيَّر، فإننا نستطيع جميعًا المحافظة على روح رمضان، وبدلًا من التجمُّعات العائلية، يمكننا التعبير عن حبنا لأُسرنا وأصدقائنا بأن نتواصل معهم عبر المحادثات الصوتية والمرئية، ونُشجِّعهم على الحفاظ على سلامتهم بالبقاء في المنزل.
- خامسا: توزيع الأطعمة المعلبة بدلاً من التجمعات، و لما كان رمضان هو شهر العطاء، فلنغتنم هذه الفرصة من أجل مساعدة الأفراد والمجتمعات والبلدان المحتاجة، وبدلًا من إقامة موائد الإفطار والسحور للفقراء، يمكننا توزيع الطعام المُعلَّب الذي يمكنهم الاستمتاع به بأمان في منازلهم.
- سادسا: الزكاة لشراء اللقاحات، واستنادًا إلى فتاوى العديد من الهيئات الإسلامية في الإقليم، فمن الممكن أيضًا الإنفاق من الزكاة هذا العام لشراء اللقاحات، ودعم حملات التطعيم؛ إظهارًا للسخاء والتضامن على الصعيد الإقليمي. ولنغتنم أيضًا أوقاتنا في التفكُّر والدعاء لِمَن فقدوا أحبَّاءهم، والتضرُّع إلى الله بأن يشفِي المرضى.
وأكدت المنظمة بنهاية البيان أن اللقاحات هذا العام تبعث أملًا جديدًا، فينبغي للبلدان والأفراد استخدامها باعتبارها أداة رئيسية للحماية من المرض، وبناءً على فتاوى عدد من الهيئات الإسلامية، فإن تناول لقاح كورونا لا يُفسِد الصيام، ونُشجِّع جميع الأفراد على تلقِّي التطعيم في إطار خطط التطعيم في بلدانهم، وشددت على أهمية تطبيق التدابير الاحترازية الأخرى بصرامة لحماية أنفسنا والآخرين لاحتواء المرض، والحد من سريانه، وضمان الصحة والعافية للجميع وبالجميع.
تنص منظمة الصحة العالمية على أنه من المفترض أن يستطيع الأصحاء صيام شهر رمضان هذا العام كما صاموه في الأعوام السابقة، لأنه لا يوجد أي دليل على أن الصيام يزيد من خطر الإصابة بهذه العدوى، على أن المرضى ومن يعانون من استمرار أعراض كورونا بعد العدوى به أن يأخذوا بالرُّخصة وأن يُفطِروا بعد مراجعة أطبائهم. أوصت كذلك المنظمة بأهمية أخذ تدابير التباعد البدني الواجب اتباعها أثناء الصلاة، والإفطار الجماعي، والعُمرة، وغيرها من الفعاليات الاجتماعية أو الدينية.
تابعي المزيد: هل يمكن لمريض كورونا أن يصوم؟.. الأطباء يجيبون