لم يستطع فيروس كورونا أن يفت فى عضد المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد - 85 عام، والتى اعلن الأطباء تعافيها مؤخرا، وخروجها من مستشفى مصطفى باشا الجامعى، فى العاصمة الجزائر. وكانت أيقونة الثورة الجزائرية قد أصيبت بفيروس كورونا المستجد "كوفيد – 19"، منذ حوالى أسبوع، وسط حالة من القلق سادت العالم العربي للتعرف على آخر تطوات الحالة الصحية للمناضلة الشهيرة.
وقد أشارت وزارة الصحة بالجزائر أنه تم التكفل بالمجاهدة جميلة بوحيرد بمجرد بداية ظهور أعراض الإصابة بالفيروس، حيث انتقلت فرقة طبية إلى منزلها لمعاينتها، وبعد تسجيل ارتفاع في درجة حرارتها تم إخضاعها للفحص الذي ظهرت نتائجه إيجابية، ليتقرر نقلها إلى المستشفى".
العالم العربي قلق على صحة المناضلة الجزائرية
وخلال الأسبوع الفائت طمأنت بوحيرد العالم العربي على حالتها الصحية عبر وسائل الإعلام، وشكرت الطاقم الطبى القائم على علاجها، وكان عدد من كبار المسئولين فى الجزائر طمأنوا الشعب العربى على الحالة الصحية للمناضلة الجزائرية، منهم وزير الصحة الجزائرى عبد الرحمن بن بوزيد ، ووزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي الهاشمي جعبوب، وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي ووالى العاصمة الجزائرية يوسف شرفة، ووزيرة الثقافة الجزائرية مليكة بن دودة.
أعظم بطلات حرب التحرير الوطني الجزائرية
تعد جميلة بوحيرد أعظم بطلات حرب التحرير الوطني الجزائرية، فهى من المناضلات اللواتي ساهمن بشكل مباشر في الثورة الجزائرية أثناء الاستعمار الفرنسي الذي استمر أكثر من مئة وثلاثين عامًا. نشأت بوحيرد في أربعينيات القرن الماضي، حيث ولدت عام 1935 لعائلة من الطبقة المتوسطة ، وتلقت تعليمها في الجزائر العاصمة، وبدأت نضالها وهى فى سن صغيرة.
ألقي القبض على جميلة عام 1957، استندت جميلة بوحيرد إلى شجاعتها الخاصة، وتقاليد الاستشهاد الثوري التي تقوم بها شابات جزائريات ضد الاستعمار، ومنعت نفسها من الكشف عن أي أسرار خلال 17 يومًا من التعذيب الشديد والمستمر على يد القوات الفرنسية، حتى حكم عليها بالإعدام، لكن الضغط الدولي منع فرنسا من تنفذ حكم الإعدام، حيث احتشد متظاهرون من مختلف دول العالم أمام السفارات الفرنسية، مما اجبر الحكومة الفرنسية على إعادة محاكمتها ، ليتم تعديل الحكم من الإعدام إلى السجن مدى الحياة. عندها احتفت وسائل الإعلام الغربية بالجميلة جميلة بوحيرد وأطلقوا عليها "جان دارك العربية "، ثم أطلق سراحها عقب ذلك بعد استقلال الجزائر عام 1962.
قصة نضال تلهم عشرات الشعراء والفنانين
ألهمت قصة نضال جميلة المعروفة بأيقونة الثورة الجزائرية، عشرات الشعراء الذين كتبوا عن حياتها حوالي مائة قصيدة، ومنهم الشاعر السوري الراحل نزار قباني، والمصرى صلاح عبد الصبور والعراقي بدر شاكر السياب، كما تناولت الدراما العربية قصة حياتها فى فيلم جميلة، بطولة ماجدة وإخراج يوسف شاهين، كما تم تحويل قصة حياتها لأكثر من عمل إذاعى ومسرحي، وتم تأليف عشرات الكتب والروايات عن قصة حياتها.
تُعد جميلة بوحيرد رمزًا للنضال الوطني العربي، كما أنها نالت شهرة عالمية كبرى بسبب صدقها فى قضيتها واخلاصها فى حب وطنها الجزائر، وتم تكريمها فى العديد من المحافل العربية والدولية.