بعد ان اتُهمت لفترة طويلة بالجبن، لأنها لم تُعلن موقفاً ممّا يحدث في سوريا، تتحدث النجمة السورية سلافة معمار لـ "سيدتي نت" عن موقفها من الأزمة السورية، وعن سبب مغادرتها مدينة دمشق، وعن موقفها من الاعتقال والمعتقلات، وعمّن جاء إلى سوريا لكي يعلن الجهاد في سبيل الله على أرضها.
ما رأيك بالأعمال التي تتناول الأزمة السورية، خصوصاً وأن من يكتبها طرفان لهما رأيان متناقضان بشأن ما يحصل في سوريا. وكيف يمكن للمشاهد أن يعرف الحقيقة؟
ليس مطلوباً أن يعرف الناس الحقيقة من الكاتب. الكاتب أو الفنان يعبّر عن شيء انطباعيّ له علاقة بموقفه من موضوع معّين وبمشاعره نحوه ورأيه به، وهو لا ينطبق بالضرورة على كلّ المشاركين في العمل. الحقيقة بالنسبة إلى الأزمة السورية لا تزال ضائعة، ولا يمكن للناس تلمّسها واكتشافها إلا من أرض الواقع ومن داخل سوريا، وانطلاقاً ممّا يقوله الناس هناك. كلّ منطقة في سوريا لها ظرفها، وما يعبّر عنه الكتاب هو مجرد مشاعر وآراء أما الحقيقة فهي مختلفة تماماً.
وكيف ترين الحقيقة كمواطنة سوريا؟
نحن كسوريين يجب أن نسأل أنفسنا سؤالاً مهمّاً جداً: هل ما يحصل حالياً وما حصل سابقاً كان يستحقّ ما فعلناه بأنفسنا؟ وهل ما نريده فعلاً هو الذي يحصل حالياً؟! "راحت البلد" والناس، معارضون وموالون، تشرّدوا وجاعوا، والدم يسيل على الطرقات، والسلاح مكدّس، والمناطق المحررة لا تجرؤ المعارضة على الدخول إليها. كلّ المعارضين يعيشون في الخارج، ولا أحد يستطيع دخول المناطق المحررة، لأنه يخاف، ولأنه يعرف ماذا يوجد فيها ومن حرّرها. المعارضون الذين يعيشون في الخارج متواطئون و"ينظّرون" من بعيد، ويقودون الثورة من الأوتيلات التركية والمصرية والأوروبية، ومن يدفع الثمن هم الناس وحدهم.
لماذا تركت سوريا؟
إنه قرار شخصيّ، وأنا أخاف كثيراً، ولا قدرة لي على التحمّل. أنا من سكان دمشق.
منى واصف من سكان دمشق أيضاً، ولكنها قالت إنها ترفض مغادرتها؟
هي محقة، ولكن نحن لدينا أطفالاً صغاراً، ويذهبون إلى المدارس. الوضع كان سيئاً جداً خلال الشتاء الماضي، وهو أصبح اليوم أفضل، خصوصاً في دمشق، بالرغم من كلّ المحاولات التي جرت لمعاقبة سكّانها بسبب عدم تركهم بيوتهم من قبل الطرف الآخر.
ومن هو الطرف الآخر؟
الذي يرمي "الهاون" والقذيفة.
تقصدين النظام؟
كلا، لأنّ دمشق تحت سيطرته ووضعها مختلف. نحن كفنانين نخاف من الخطف، كما نخاف على أولادنا، لأننا معروفون، والناس يتعاطون معنا بطريقة مختلفة. في المرحلة الأخيرة، لم أعد أستطيع الابتعاد عن الشام أكثر من 15 يوماً. الحمد لله، بيتي بخير، والمنطقة التي أعيش فيها لم تصب بأذى. داخل دمشق الأمور جيّدة، ولا يزال النظام يسيطر على الوضع، ولا تزال الحياة مستمرّة على مستوى إشارات المرور والفواتير والتعامل مع الدوائر الحكومية ورواتب الموظفين وتأمين الخدمات.
هناك من يخاف العودة إلى سوريا خوفاً من الاعتقال؟
ولكن هناك معارضين يعيشون في دمشق ولم يعتقلهم أحد. لديّ وجهة نظر خاصّة في موضوع الاعتقال ومعتقلي الرأي. لا أعتقد أنه يوجد بلد في العالم لا يوجد فيه معتقل، سواء في الدول العربية أو الأوروبية أو الأمريكية. كلّ الحكومات في العالم هي حكومات ديكتاتورية بشكل أو بآخر، والشكل الديمقراطي الرومانسيّ الذي يتحدث عنه الناس ليس موجوداً. إنه مجرد كذبة، والذي يسافر إلى أمريكا، أو يعرف أناساً يعيشون فيها، ومن شاهد فيلم "11 سبتمبر" وغيره من الأفلام، يعرف ذلك جيداً. صحيح أنه توجد معتقلات في سوريا، ولكن هل كانت تستحق أن يدخل سوريا أناس يعلنون الجهاد في سبيل الله من داخلها، "روح جاهد في بلدك يا أخي"!، وأيّ مواطن سوري يقول عكس هذا الكلام كاذب. المواطن السوري لا يشعر بالأمان إلا في المناطق التي يوجد فيها حواجز للجيش السوري.
تحاشيت طوال الفترة الماضية التعبير عن رأيك السياسي، لكن ما موقفك من المناوشات الكلامية التي حصلت بين الفنانين؟
البعض اتهمني بالجبن، لأنني لم أعبّر عن موقفي السياسي. ولكن الأمر ليس كذلك، لأنني كفنانة يهمني الإنسان وليس أن أُحسب على جهة سياسية معينة. ثمة من يصرّ على أن الصراع في سوريا هو ضد شخص، ولكنّ الأمر ليس كذلك أبداً. إنه مصير سوريا، وليس خطأ أن يعيد البعض النظر، وأن يقول أنا أخطأت، وأن يعبّر عن مطالبه بطريقة حضارية وأكثر جدوى تحفظ إنسانيّة الناس، لأن هناك شيئاً لا إنساني يحصل في سوريا؛ من المسؤول عنه؟ لم يعد مهماً معرفة من المسؤول، لأننا نعيش في وضعٍ الأولوية فيه هي لانتشال "البني آدم" قبل المحاسبة التي يأتي دورها في مرحلة لاحقة.
تابعوا أيضاً:
أخبار المشاهير على مواقع التواصل الإجتماعي عبر صفحة مشاهير أونلاين
ولمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر تويتر "سيدتي فن"
.